ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
محكمة
الجنايات الدولية أم مذبحة
العرب الدولية؟!! بقلم:
معتصم أحمد دلول على
ما يبدو أن أميركا العظمى قد
سئمت الحروب الاستعمارية
العسكرية و ذلك لأسباب كثيرة لا
مجال للخوض فيها فهي واضحةٌ
كالشمس، و لذلك نراها تلجأ إلى
أساليب جديدة من الحروب مثل عقد
تحالفات معينة كما تفعل مع
إيران. فأنا لا أعتقد أن أميركا
يوماً ستخوض حرباً عسكرية على
إيران لأنها ليست بحاجة إلى ذلك
لأن لها حلفاء يلتفون جغرافياً
حول إيران فإذا كان لا بد من
قرار حرب فستكون حرب اقتصادية و
من ذا الذي لن يساعدها في إحكام
هذه الحرب من الحلفاء الذين
تُطلق عليهم مجموعة الـ 6 + 3، أو
غيرهم. و
اليوم نراها تخوض حرباً من نوعٍ
جديد ضد السودان، أنا لست بصدد
أن أشير إلى الأسباب التي من
أجلها تخوض أميركا هذه الحرب
على السودان الآن، و لكن
لمناقشة الأسلوب الجديد في خوض
الحروب ضد الإرهاب الذي تدعيه
أميركا. و
الحرب الجديدة هي الحرب
القضائية التي رأت أميركا أنها
من الممكن أن تفي بالغرض على
أكمل وجه، و لِمَ لا إذا كانت
أميركا متأكدة تماماً أنها
عندما تقول شيئاً أو تأمر أمراً
فالجميع حول العالم لن يبارك
هذا الأمر فحسب، بل سيثني عليه و
يقول هكذا هي الديمقراطية
الحقيقية. و
يخرج إلينا مدعي محكمة الجنايات
الدولية السيد لويس مورينو
أوكامبو بقرار إدانة الرئيس
السوداني السيد عمر البشير و
يدينه بارتكاب جرائم حرب في
دارفور و إبادة جماعية و جرائم
ضد الإنسانية. الله الله يا سيد
أوكامبو! ما هذه الشفقة على على
دارفور اليوم؟ على ما يبدو أن
عيناك بكتا دماً على أهالي
دارفور لأن مجازر جماعية ارتكبت
في حقهم و أجبروا على الهجرة على
يد السيد عمر البشير و هذا الأمر
قد أرَّقَكَ و لم تستطع النوم
بسببه! نعم لا بد للعدل أن يأخذ
مجراه و أن يُقَدَّم المجرم
للعدالة و لكن..! هنا
لا أريد أن أخوض في مدى صحة تلك
الادعاءات أو عدم صحتها، و لكن
أريد أن أعلق على ذلك الأمر الذي
أحزنك و أذهب النوم من عينيك يا
سيد أوكامبو. لقد رأيت يا سيد
أوكامبو المجازر و التهجير
القسري، حسب ما تدَّعيه، في حق
مواطني دارفور، فلماذا لم ترَ
يا سيد أوكامبو المجازر التي لا
يمكن وصفها و التهجير الذي لا
يكاد أن يكون قد شهد التاريخ
مثله و الذي ارتكب في حق
الفلسطينيين و هو مستمر إلى
الآن؟ ألم يرتكب اليهود بمساعدة
بريطانيا خصوصاً و الغرب على
مختلف سياساته عموماً مجازر و
ما زالو يرتكبون بحق الشعب
الفلسطيني و قد مضى على
الفلسطينيون تحت هذه المجازر و
هذا القمع ما يربو من قرن من
الزمن و هذا يكفي لأن يعلم
بمحنتهم النمل في جحوره و ليس
البشر على وجه الأرض؟ أم أن
الفلسطينيون ليسو بشر؟؟؟ على ما
يبدو أنهم ليسو بشر لأن عقيدة
اليهود المحرفة تقول ذلك و أنتم
تصدقون اليهود لأنهم شعب
ديمقراطي و متحضر. لا
أريد أن أقول لك يا سيد أوكامبو
أن تنظر إلى ملفات المجازر
الأميركية في فيتنام لأنك لعلك
تقول أن الحقوق تسقط بالتقادم و
قد سقط الحق الفيتنامي في رقاب
جزاري أميركا، و لكن أستمر في
سرد ما يدور الآن على أرض الواقع
كما أشرت لما يحدث في فلسطين. ألا
يُعتببر يا سيد أوكامبوا قتل
المدنيين في أفغانستان و
العراق، لا أريد أن اتحدث عن
شرعية الحرب أو عدم شرعيتها
فالأمر أوضح من الشمس، نوعاً من
الجرائم ضد الإنسانية؟ أم أن
عين محكمتكم المختصة بالنظر على
العراق و أفغانستان قد أصابها
العَوَر و لا ترى ما يحدث هناك؟
ألم ترَ يا سيد أوكامبو ما حدث و
يحدث في سجن أبو غريب و في معتقل
غوانتانامو و ذلك انتهاك صارخ
للاتفاقيات و المواثيق الدولية
بحق أسرى الحروب و الأسرى بشكل
عام؟ أم أن هذا أيضاً أمراً
عادياً و لأن أميركا دولة
ديمقراطية فهي ليست بحاجة إلى
أوامر محاكم دولية لأن محاكمها
تعمل ليل نهار على محاكمة
مرتكبي تلك الجرائم؟ إن
الذين قتلهم صدام حسين في
العراق، و الذي تتحجج أميركا
بأنها ما جاءت إلا لتخلص العراق
من دكتاتورية صدام، لم يتجاوز
عُشر العُشر لمن تسببت حرب
أميركا على العراق بقتلهم. لا
أريد أن أذهب بعيداً عن السودان
لأن أميركا قد ارتكبت فيها ما لا
يمكن أن ينساه أو يغفره أحد في
السودان و في حق أهل السودان.
ألم تدمر أميركا مصنع الشفاء
للأدوية في السودان و السودان
بلدٌ نامٍ و به أوبئة كثيرة بسبب
الحر و أسباب أخرى و هو بأمس
الحاجة لهذا المصنع؟ ألا يعتبر
هذا الأمر جريمة حرب في حق من
يرتكبه يا سيد أوكامبو؟ و
إلى هذا الحد من سرد الانتهاكات
البشعة في حق الإنسانية أكتفي و
لعل هذا يُثبت أن المحكمة
المذكورة ليست هي المحكمة التي
يبادر إلى أذهاننا تجريم المجرم
و تبرئة البرئ عندما نسمع
باسمها، و لكنها المحكمة التي
يتبادر إلى أذهاننا أنها الخشبة
التي يتم عليه ذبح و سلخ من لا
يدور في فلك أميركا و ينادي
باسمها و يعتنق الديمقراطية
التي تصدرها للعالم. و
أنا هنا لا ألو م أميركا أبداً
إذ أنها دولة استعمارية مستبدة
و لا بد يوماً من أن تزول و يتمرغ
أنفها في التراب و في وحل الذلة
و الهوان، و لكني ألوم العرب و
المسلمين و ألوم العالم الغارق
في نومه الذي أصبح لا يعرف
للحرية طعم إلا عبر بوابة
أميركا السوداء. ألوم العرب و
المسلمين الذين لم يقفوا في وجه
هذه المحكمة وقفة واحدة جادة و
لم يعلنوا رسمياً عدم شرعيتها
لديهم و يقرروا بأن قراراتها
غير ملزمة لهم. أقول
لكم أيها الحكام العرب و
المسلمون أنكم إذا لم تقفوا في
وجه هذا الجلاد الذي لا يحترم
قانوناً و لا موثقاً فإن الدور
سيأتيكم واحداً تلو الآخر.
فبالأمس أُعدم الرئيس العراقي
السابق صدام حسين و اليوم
مطلوبٌ رأس الرئيس السوداني
السيد عمر البشير و غداً لا ندري
من هو المجرم الجديد القادم حسب
الأجندة الأميركية!!! طبعاً
المجرم القادم تحدده المصلحة
الأميركية!!! ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |