ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
انتبهوا
.. هذا الرجل ليس عميلاً للسلطة
السورية ! سجن
صيدنايا بين الحقيقة والتوظيف هذه
فقرات مطوّلة ، من مقالة الكاتب
المحترم ، الذي ( ليس عميلاً
للسلطة السورية !) ننقلها بطولها
، مضطرّين آسفين .. لنبيّن مدى
دقّة الرجل وموضوعيته ، وحرصه
الشديد على الحقيقة والنزاهة ،
وبعده عن مناصرة السلطة
الطائفية في بلاده ! وهي تحت
عنوان يشير ، بنفسه ، في هذه
الظروف المأساوية ، التي يذبح
فيها الناس كالخراف ، جهاراً
نهاراً.. يشير إلى نزاهة الكاتب
وموضوعيته ، وإحساسه الهائل
بمأساة الإنسان في بلاده ،
وحرصه العظيم على حقوق هذا
الإنسان : ( سجن صيدنايا بين
الحقيقة والتوظيف) ! وقد اضطررنا
لحذف بعض الفقرات الهامشية منه
، حرصاً على عدم الإطالة
الزائدة ! وهي ليست كثيرة ، على
كل حال ، وليس فيها ما يعطي
الكاتب حجّة ، بأن مقالته قد
اختزِلت ، ونزعت عباراته من
سياقاتها ! وإن فعل ، أعدنا
طرحها كاملة ، في سياقها ، كما
أوردَها ! وقد وضعنا عباراته بين
خطين مائلين ، وتعقيبنا عليها
بين قوسين ، للتمييز بين نوعي
الكلام ! ووضعنا أرقام
تعقيباتنا إلى جانبها ، لتسهل
الإشارة إلى بعض الفقرات والجمل
، في مواضعها ! وما كنت
ـ علِم الله ـ حريصاً على هذا ،
ولا راغباً فيه ! إلاّ أن الرجل
فرضَ نفسه بطريقة فجّة ، يأنف
منها كل حرّ ، كريم النفس ، في
هذا الظرف المأساوي المريع ،
الذي يذبح فيه الناس كالخراف ،
في مسلخ آل أسد الوحشي الرهيب !
وما زالوا يُذبحون ، وتُذبح
معهم قلوبهم آبائهم وأمّهاتهم ،
وأزواجهم وأبنائهم .. وهم يلوبون
في المدن والشوارع ، وأمام قصور
الحكّام الأشاوس ، من آل أسد
وأعوانهم.. بحثاً عن خبر، مجرّد
خبر، يَبلّ ظمأ قلب ، أو يطفئ
حرارة لوعة ! لكن .. لا أحد منهم
يسمع كلاماً ، غير ذلك المألوف
لدى الأبطال من
آل أسد ، ورجال حكمهم الصناديد ..
من إهانة وشتم ، ونهر وزجر،
وتهديد ووعيد ! ولا
بدّ من التذكير، ابتداء ، بأن
الكاتب ليس عميلاً لسلطة آل أسد
! ومَن وجد في هذه السطور ، ما
يشير إلى عمالته ، من قريب أو
بعيد .. فليستغفر الله من سوء
الظنّ ! فالرجل داعية حقوق إنسان
من أرفع طراز! ودليل ذلك ، أنه
سمّى في
بعض سطوره ، ما يجري في صيدنايا
، مأساة .. وإن كان قد نفى هذا
الذي يجري كله ، في سطور أخرى ،
سابقة .. مشكّكا بكل ما قيل ، وكل
ما يمكن أن يقال ، حول الموضوع ،
لأسباب وحيثيات رائعة بديعة،
ذكرها في مواضعها ، التي سيراها
القارئ الكريم ، وسيكتشف ما لدى
الكاتب الموضوعي الفذّ ، من
نزاهة غريبة ، ومن حسّ مرهف
بإنسانية الإنسان ، وكرامة
الإنسان .. وحقوق الإنسان ..
أفليس داعية حقوق الإنسان ! ولقد
حرصنا على نفي عمالته للسلطة ،
لأنه ، هو، بدا حريصاً على هذا
النفي ، بعد
أن توقّع أن تهمة العمالة ، يمكن
أن تلصق به ، من قبل بعض
الحاقدين ، أو الحاسدين ، أو
الذين يفسّرون كلامه تفسيرات
غير صحيحة ! لذا ؛
نترك نصّه هذا ، الذي كتبه بكامل
وعيه واختياره .. هو الذي يحدّد
صفته، ويبيّن للناس ، ماهو ، ومن
هو ، وما الصفات التي يمكن أن
يلصقها به هذا النصّ ، الذي هو ـ
بالضرورة ـ نتاج عقل يعي ، وضمير
يفترَض أن فيه بقيّة باقية ، من
معاني الحسّ الإنساني النبيل !
ولنبدأ
في استعراض فقراته ، وقد
تركناها كما هي ، دون أن نتدخّل
في تعديل حرف منها ، أو إضافة
علامة ترقيم واحدة إليها ! * *
*
1- ( هل تحمل هذه الكلمات
إدانة لجزّاري صيدنايا الكبار،
أم تبرئة لهم ، ممّا يجري في
سجونهم ، على أيدي جلاّديهم !؟) // كنا
نحصل على أسماء المفرج عنهم من
أحزابهم أو عائلاتهم أو الشخص نفسه،
أو حتى لا نعلم بالأمر إلا
بالصدفة بعد أشهر.// 2- ( هذه
المصادر التي يذكرها ، هنا :
الأحزاب والعائلات والأشخاص ..
لا يقبل من الآخرين الاعتماد
عليها ، في جمع المعلومات ! فما
ذكره الإخوان وغيرهم ، نقلاً عن
هذه المصادر.. لا يعدّ موثّقاً
لدى الكاتب !) . // ويمكن
القول إن أوضاع السجون السورية
لا تختلف عن مثيلاتها في مصر
والعراق وفلسطين والسعودية
وتونس واليمن.// 3- ( يحرص
الكاتب ، هنا ، على تمييع
الإحساس بالكارثة ، القائمة في
سجون آل أسد ، بجعلها جزءاً من
ظاهرة عامّة ، في العالم العربي
! فالسوريون المذبوحون بأيدي آل
أسد، شأنهم شأن الآخرين في سائر
الوطن العربي .. والحال من بعضه ،
وكلنا في الهمّ شرق ! فمن احتجّ
على سجون آل أسد ، فليحتجّ على
السجون الأخرى ، في أنحاء الوطن
العربي ، وإلاّ .. فهو منحاز ضدّ
آل أسد الأماجد الأبرار !) . //
ومع هذا، فالسمعة الأسوأ ليست
لسجن الحاير في السعودية ولا السجون المصرية ولا العراقية وإنما
للسجون السورية، لأن غياب
الأمانة والشفافية
عند أجهزة
الأمن جعل الناس تقبل أي خبر// 4- (
ليدقّق من شاء في : غياب الأمانة
والشفافية لدى أجهزة الأمن ..
التي لايعرف المسؤولون الكبار
شيئاً عمّا تفعله في السجون ..
كما ورد في الفقرة الأولى ! وهكذا
يتضّح للقارئ ، اللبيب ، وغير
اللبيب .. أنْ ليس ثمّة مسؤول ،
في سورية كلها ، عمّا يجري من
مجازر ! لأن أجهزة الأمن ، كلها ،
بلا استثناء .. متّهمة بغياب
الشفافية ، بلا تحديد لأيّ جهاز
منها ، ولأيّ مسؤول فيها ! ولأن
القادة الكبار، لا يعلمون شيئاً
، عمّا يجري في سجونهم ، على
أيدي جلاّديهم ! لذا ؛ فأيّة
جريمة تقع ، إنّما تسجّل ضدّ
مجهول!) //المراقب
العام لحركة الإخوان المسلمين
يضرب عدد المعتقلين في صيدنايا بأربعة
أضعاف، بينما اللجنة الحقوقية
القريبة من حركته تزايد عليه،
وتعتبر من لا يوافق على روايتها من "أذناب النظام".// 5- (واضح
، هنا ، اتّهامه للمراقب العامّ
للإخوان المسلمين ، بتزييف
الأرقام .. واتّهامه للجنة
الحقوقية القريبة من حركة
المراقب العامّ ، بالمزايدة
عليه ..! مع أن مصادر معلومات
الكاتب ، نفسها ، الواردة في
الفقرة الثانية ، أعلاه ..
متوافرة للمراقب العام ، وللجنة
الحقوقية القريبة من حركته ! ولا
ندري ، لمَ يراها مؤهّلة لتوثيق
معلوماته ، دون معلومات الآخرين
!) . //حركة
أخرى إسلامية تتحدث عن قتلى في أبريل/نيسان
الماضي في السجن، عند محاولة
أحد السجناء حرق مسؤول مر بمهجعه 6-
( هنا ، في مجزرة نيسان الماضي ،
السجناء هم المجرمون ! لأن أحدهم
حاول حرق مسؤول مرّ بمهجعه ! فهل
تترك الأجهزة ، الحريصة على أمن
الوطن ، مواطناً شريفاً ،
مسؤولاً في السجن ، يحرَق بأيدي
سجناء مجرمين !؟) . //وعندما
نتصفح تقارير منظمات حقوق
الإنسان السورية والعربية
والدولية في
2008 نجد
أرقاما أخرى، وهكذا نصبح كحركة
حقوق إنسان أمام أحد خيارين: إما
الكذب لأسباب
سياسية أو الصدق، وبالتالي
العمالة للسلطات السورية. //في
تقريرها الرابع لعام
2006-2007، تقول جمعية حقوق الإنسان
في سوريا: "للأسف لا يوجد
إحصاء لعدد المعتقلين، لأن السلطات المعنية لا مصلحة
لها في الكشف عما لديها، والخوف
المسيطر
يحول بين
الناس والإعلان. ويلعب
ضعف الجمعيات العاملة في مجال
حقوق الإنسان دوره أيضا،
إذ التقديرات الأولية عن عدد
المعتقلين تتراوح بين ألف وألف
وخمسمائة، إضافة لبضع مئات من المعتقلين القدماء، الموجود
أغلبهم في سجن صيدنايا العسكري. وتعطي اللجنة العربية لحقوق الإنسان تقديرا من
مجموع ما تتلقى من مراكز
الاعتقال والاستجواب المختلفة، بوجود قرابة 2600
معتقل، أما المنظمة العربية
لحقوق الإنسان
في سوريا
فقدمت رقم 1500 معتقل في آخر تقرير
لها،// 7- ( وهنا
، يبرز ضعف جمعيات حقوق الإنسان
، ليضيف عاملاً جديداً ، في
التشكيك بصحّة ماورد ، في
المعلومات المنقولة ، عن
المصادر الوارد ذكرها !
وبالتالي ؛ فلا صدقية لأيّة
معلومة أوردها الإخوان
المسلمون ، أوغيرهم ! وبناء عليه
، تتساوى معلوماتهم ، مع أيّة
معلومات توردها السلطة ، أو أيّ
عميل لها ، سواء أكان جهازاً
إعلامياً ، أم ناطقاً بشرياً !
وهنا ، تأتي القاعدة القانونية
المعروفة : تضارب المعلومات ،
يصبّ في مصلحة المتّهم ، ويقتضي
براءته ! ولا يستحسن تجاوز هذه
الفقرة ، دون الإشارة إلى
مايحسّ به الكاتب ، من حرج موقفه
، وهو الحريص على الصدق كله ،
والموضوعية كلها ! حين وجد نفسه
أمام أحد خيارين : إمّا الكذب
لأسباب سياسية ، أو الصدق ،
وبالتالي ؛ العمالة للسلطات
السورية ! ولن نتمثّل ، هنا ،
بالقول المعروف : كاد المريب أن
يقول خذوني ! فكلام الكاتب ،
الوارد في فقراته ، يحدّد ما إذا
كان مريباً ، أم لا ! كما أشرنا
إلى ذلك من قبل !) .
// وحتى
اللجنة السورية لحقوق
الإنسان،
المنبثقة عن حركة الإخوان
المسلمين، كانت بياناتها قبل
تشكل جبهة الخلاص أكثر
دقة من اليوم.// 8- ( وهنا
انتقل الكاتب ، صراحة ، وبلا
مواربة ، إلى التنفيس عمّا في
صدره ، تجاه الرجل الذي وقف منه
موقف العداء ، منذ انشقاقه على
نظامه .. لأسباب ذكرتْ في حينها ،
تتعلق بصلة الكاتب بمسؤول كبير
في السلطة ، استهان الخدام به ..
وسَحب الكاتبُ ظلَّ هذا الرجل (الخدام)
حتى على المعلومات التي يوردها
الإخوان ؛ فاتّهمها بضعف الدقّة
، بعد تحالف الإخوان مع الخدام ،
في جبهة الخلاص ! وهذا الموقف
الموضوعي النبيل ، من الكاتب ،
يدلل على دقّته ، هو ، وأمانته ،
وموضوعيته .. في حديثه ، وفي
معلوماته !) . //عندما
بدأت أخبار مأساة صيدنايا
تتوارد، كان ثمة من يتحدث وكأنه يعيش في سجن رسمه كما يحب : السجناء
صعدوا للسطح (لا أراكم الله سطح
سجن صيدنايا وهو
بلا أدراج ولا سلالم داخلية ) // 9- ( وهنا
يأتي التشكيك ، مجرد التشكيك ،
بصحّة الروايات المنقولة ، عن
وصف السجن نفسه ! وكأنه ، هو ،
يعيش داخل السجن ، ويرسمه كما
يحبّ .. دون أن يسمح لتفكير أيّ
قارئ ، بالافتراض بأن ثمّة
توزعاً ، أو انتشاراً ، من نوع
ما ، داخل السجن ، للسجناء ..!
وكأن سطح السجن منفصل عن جدرانه
، وسلالمه ، ونوافذه .. ومبنيّ في
كوكب آخر، لاصلة له بالسجن ،
ألبتّة ! والغرض الوحيد ، هو
التشكيك بصحّة الرواية من
أساسها !) . //عصيان
في السجن يتبعه أخذ رهائن منهم المدير
وضباط صف (ما هذه الحضارية
المفاجئة لأجهزة الأمن التي
تحاور آخذي الرهائن وتحافظ على الحياة البشرية ولا تتدخل
لأكثر من خمسين ساعة.// 10- (وهنا
، أيضاً ، تشكيك ساخر ، محض
تشكيك ، بصحّة الأخبار
المتوالية ، عن السجن، دون
استناد إلى أيّة معلومة لدى
الكاتب ! مع أن المعلومات
الواردة ، واضحة ! وهي تؤكّد أن
حرص السلطة ، على عناصرها
المحتجَزين ، جعلها تتردّد في
اقتحام السجن، والقضاء على
السجناء ! والحادثة مبنية ،
أساساً ، على عملية الاحتجاز
هذه ،التي سبّبها تدنيس القرآن
..! فإذا شكّك فيها ، نسف الرواية
من أصلها ، وجعل سجن صيدنايا ،
هادئاً ساكناً ، لم يحدث فيه شيء
على الإطلاق !) . //تلفونات
خلوية جماعية
تنقل الوقائع مباشرة إلى لندن
وبيروت (تم تدارك الموضوع
بالحديث عن أخذ التلفونات من الرهائن.// 11- (
وهنا يشكّك ، دون الاستناد إلى
أيّة معلومة ! بل لمجرّد التشكيك
، بوجود أجهزة خلوية ، تنقل
الوقائع ، سواء أكانت هذه
الأجهزة لدى مساجين ، أم لدى
أشخاص من عناصر الحراسة ، لهم
أقارب أو أصدقاء ذوي صلة قرابة
مع أحد السجناء .. أم لدى أناس
آخرين ، من أيّ نوع كانوا !) . //القضية
حسب معارض آخر كانت مبيتة ومعدة
من السلطة (ما هذه السلطة الذكية التي تستبق أول زيارة
لرئيسها لأوروبا منذ اغتيال
الحريري لتنظم تمردا
في أسوأ سجونها؟(.// 12- (
وهنا ، يستبعد أن تلجأ السلطة ،
إلى إعطاء رئيسها شهادة حسن
سلوك ، لدى قادة الغرب الذين
سيجتمع بهم .. من خلال قتله
مجموعات أصولية إرهابية ، يطرب
الغرب لقتلها وتخليص سورية منها
! كما يطرب أن يرى حليفاً له ،
داخل سورية ، يعتمَد عليه في ذبح
المسلمين الأصوليين ! واستبعاد
لجوء السلطة ، لمنح هذه الشهادة
لرئيسها المتحضّر ، يتمّ من
خلال اتّهامها بقلة الذكاء ..
دون الاستنائد إلى أيّة معلومة
!) . //وأخيرا
وليس آخرا، توضيح أن اكتشاف
الأمن وجود القرآن الكريم مع بعض المعتقلين أثار عدوانيتهم (منذ
متى تمنع السلطات السورية
السجناء من حيازة
القرآن والإنجيل والعهد
القديم؟ وكيف سكتت منظمات حقوق
الإنسان عن هذه الجريمة
حتى اليوم؟.// 13- (
وهنا ، يشكّك باعتداء رجال
الأمن على القرآن الكريم .. من
خلال تساؤلات تبرّئ السلطة ،
أصلاً ، من منع السجناء من
اقتناء القرآن الكريم في سجونهم
! كما يسأل ، مستكراً ، عن سكوت
منظّمات حقوق الإنسان ، عن هذه
الجريمة ، حتى اليوم ! وهو الذي
اتّهمها بالضعف وقلة الحيلة ،
عن فعل أيّ شيء ، حتى معرفة
أعداد السجناء .. فضلاً عن
نصرتهم في بعض القضايا الأساسية
.. قبل سطور عدّة ، في مقاله هذا ،
نفسه !) . 14-
( وهنا يتهم المعارضة ، صراحة ،
بافتعال الأزمة كلها ، بسائر
تفصيلاتها .. على شكل حبكة ،
حبكتها لإثارةٍ خطيرة للمشاعر
الدينية ، بدءاً بادّعاء تدنيس
القرآن ، ومهاجمة حزب الله ،
والانتصار لسنّة لبنان ،
والتحذير من انتشار التشيّع في
سورية ، والتحذير من الغزو
الفارسي لسورية ، عبر مهاجمة
المحور السوري الإيراني ،
والعودة للضرب على الطابع
الطائفي للسلطة ، وأخيراً
الحديث في تدنيس القرآن ! وواضح
أن الرجل ، ليس مجرّد مراقب
محايد ، بين السلطة والشعب ، ولا
مجرّد محام عن السلطة ، منسوب
إليها أو محسوب عليها .. بل هو من
عظام الرقبة فيها ! فأردأ كذّاب
من كذّابي السلطة ، في أجهزة
أمنها ، أو أجهزة إعلامها ..
لايملك هذه الجرأة الشاذّة ،
التي تتجاوز حتى حدود الوقاحة ..
في نسف مأساة مستمرّة من ثلاثة
أسابيع ، من أساسها .. والتشكيك
بكل تفصيل من تفصيلاتها ، التي
لم يعد ينكرها عاقل ، لديه ذرّة
احترام لنفسه !) .
15- (
وهنا ، لا ينسى دوره الإنساني ،
السياسي ، الإصلاحي ، الاجتماعي..
في التحذير من خطر اللعب على
وتَري العنف والطائفية ، في
سوريا ، ومن السير في هذا الطريق
، الذي سيشعل حريقاً ، لن يسيطر
عليه أحد .. ! ياسلام .. ممارسات
السلطة الطائفية ، الموغلة في
طائفيتها حتى الشذوذ .. لا يراها
السيّد المحترم ! بل يرى التنبيه
عليها ، واستنكارها من قبل
القوى الشعبية التي تعارضها !
فهو يستنكر على هذه القوى ،
مجرّد استنكارها لممارسات
السلطة الطائفية ! وما الذي
تفعله هذه السلطة ، غير هذا ،
تحديداً !؟ ترتكب أشنع الجرائم
الطائفية .. ثم تقتل ، أو تسجن ،
مَن يشير إليها مجرّد إشارة ،
متّهمة إيّاه بالتحريض على
الطائفية !) . 16- (
وهنا ، يحرص على تزكية حرّاس
السجن ، بادّعاء أن العديد من
السجناء ، يروون في شهادتهم ، من
السجن ، بأن مِن الحرّاس مَن
يصلي ويصوم ! وهو لا يملك ،
بالطبع ، أيّة معلومة ، عن
السجناء الذين أدلوا بشهادتهم
هذه .. ولا عن عدد الحرّاس الذين
يصلون ويصومون ! مع حرصه على
التذكير ، بأنه يعالج مسائل
حقوقية قانونية ، لاجزافية فيها
، ولا تعميمات ، ولا نسبة كلام
إلى مجهولين ، يتحدّثون عن
أعداد مجهولة ، من المصلين
الصائمين ، الأتقياء البررة !) .
17- (
وهنا ، لا ينسى الكاتب ، تذكير
الناس بمجزرة كلية المدفعية ،
في حلب .. التي ترافقت مع الخطاب
الطائفي ، الذي كان أحد أسباب
المجازر، التي يدفع ، هو، ثمنها
، بعد غياب ضحاياها وجلاّديها ..!
فجرائم السلطة المتنوّعة ، التي
سبقت مدرسة المدفعية .. والمجازر
التي تلت مجزرة المدفعية بحلب ..
كلها ، لا وجود لها ، في خيال
الكاتب ، ولا في كلامه الموضوعي
النزيه ..! لا مجزرة حماة ، ولا
مجزرة تدمر الكبيرة ، ولا
مجازرها اليومية ، التي استمرّت
، بكل بشاعتها ، حتى إغلاق السجن
المقيت المذكور ! وبالطبع لا
تخطر في باله ، مجزرة حيّ
المشارقة في حلب ، ومجزرة جسر
الشغور، وغيرها من المجازر
الأخرى .. مادامت ذاكرته عاجزة
عن تذكّر حماة وتدمر .. !) . 18- ( هنا
، أيضاً .. هل يستطيع أحد أن
يفسّر كلامه ، بأنه ينصبّ على
السلطة الحاكمة!؟ وهل الأشخاص
الذين توهّم أنهم تعلموا من
دروس الماضي .. هم من جزّاري
السلطة ومجرميها ، أم من
ضحاياها ، هم وأبناؤهم ، وسائر
شعبهم .. وهم الذين يستنكرون
ممارسة السلطة لها ، مجرّد
استنكار ! فيصبح هذا الاستنكار
شحناً طائفياً ، ويؤدّي إلى كل
الانتصارات الفاسدة ، التي
ذكرها الكاتب : انتصار
الدكتاتورية على الديمقراطية ...
حتى يصل إلى انتصار الحالة
الاستثنائية ، على النضال من
أجل دولة القانون ..! ويبدو
واضحاً ، أن الرجل ، في نظر نفسه
، قد خطا خطوات هائلة ، في
الانتصارات الصحيحة ، التي
يناضل من أجلها .. حتى جاء هذا
الشحن الطائفي ، الذي يستنكر
ممارسات السلطة الطائفية ..
فأفسد عليه كل شيء ، وقلب
انتصاراته كلها ، من الصواب إلى
الخطأ ..عظّم الله أجره !) . 19- (
ولينظر هنا ، أيّ عاقل ، ليعرف
أين يوجّه الكاتب النزيه ،
كلامه ! إلى السلطة التي تمارس
الطائفية ، بكل بشاعتها ، أم إلى
المسحوقين بجرائمها ،
المذبوحين بخناجرها ، الذين
يستنكرون ممارستها ، عليهم ،
وعلى أبناء شعبهم .. من أربعين
سنة ، على أيدي آل أسد وزبانيتهم
!) .
20- ( من
يقرأ كلام الكاتب ، حول عجز
المنظمات العاملة في حقوق
الإنسان ، وقلّة حيلتها ، أمام
شراسة السلطة الأمنية ،
الاستخبارية المتوحّشة .. ثم
يقرأ كلامه هنا ، الذي يزركش فيه
أحلاماً جميلة ، حول إطلاق سراح
المعتقلين ، وتحسين الأوضاع
الرديئة في السجون ، والمطالبة
بالتحقيق في مأساة صيدنايا ،
التي ساقته أحلام الإصلاح ، إلى
الاعتراف بها ، بعد أن نسفها قبل
سطور قليلة .. نقول : من يقرأ كلام
الرجل ، يعجب أشدّ العجب ، من
إنسان وضع نفسه في موضع المحامي
عن حقوق الإنسان ، بما يحتاجه
ذلك من حصافة وحكمة ووعي ،
واتّزان في الكلام ، وتناسق في
الجمل والمعاني والأفكار، وعدم
تناقض ، أو تخليط ، أو تلبيس ، أو
تدليس ، أو تزييف !) . 21- (
ولينظر أيّ عاقل ، في هذا الكلام
، الذي يسوّي فيه ، بين سجين
أعزل ، يقتَل بدم بارد ، من قبل
جلاّديه ، المدجّجين بالأسلحة ..
وبين الجلاّدين الذين يقتلهم
السجناء العزل، دفاعاً عن
أنفسهم ، أوعن مقدّساتهم ..! كل
ذلك ، لامتلاك البعد الضروري ،
عن الخطاب الحزبي ..! الذي لا
يتمكّن الكاتب ، من الدفاع عن
حقوق الإنسان ، إذا لم يمتلكه !
وهنا تتجلى النزاهة ، في أروع
صورها ، لدى المحترم ، داعية
حقوق الإنسان !) 22- (
وهنا ، يبلغ الكاتب النزيه ،
قمّة الرصانة .. لينسب لنفسه
الحرص على الحقيقة ، ويتّهم
الآخرين بالمبالغة ، والتزييف
في الأرقام .. وبالسعي إلى
الإثارة الصحفية ! ياسلام على
الحكمة والموضوعية والنزاهة !) //لن
تستهوينا ضجة حول السلطة
السورية، هي بالتأكيد ضرورية
لوضع حقوق الإنسان في
هذا البلد تحت المجهر، لكن دون
تطويع ذلك لأطراف من المعارضة
تسير منذ اغتيال
رفيق الحريري على إيقاعات الوضع
اللبناني والصراعات الإقليمية،
أو أطراف دولية أتقنت عملية إبعاد الأنظار عن حصار
غزة والجدار العازل وخنق الضفة
الغربية،
عند استقبالها
أولمرت وبشار الأسد في باريس
قبل أيام.// 23-
( وهنا ، يحرص الكاتب على احتكار
البعد القومي ، في خطابه
الموضوعي ، النزيه الرصين .. بعد
أن أثبت ، بجدارة ، احتكاره
للأبعاد الأخرى : الوطني ،
والإنساني ، والقانوني ،
والخلقي ..! فأيّة ضحّة تثار، حول
ما تفعله السلطة ، تصبّ ،
بالضرورة ، في الخندق المعادي
للقضية الفلسطينية .. بما فيها
حصار غزّة ، والجدار العازل ،
وخنق الضفّة الغربية ..! وهي
المسائل التي يريد بشار الأسد ،
حسمَها مع أولمرت ، بإصدار
الأوامر الأسدية ، إليه ، لكي
يرفعها عن الشعب الفلسطيني ،
الذي وضع أمله ورجاءه ، في هذا
الزعيم العظيم ، لكي يحقّق
أحلامه في تحرير فلسطين ..! ولا
صوت يعلو فوق صوت المعركة !
معزوفة السلطة الأسدية ..
الأزلية ! ومن لطائف التذاكي ،
وطرائف التداهي ، أن الكاتب
يحرص ، بشدّة ، على الظهور بمظهر
المعارض لحكم آل أسد .. حتى العظم
!) .
وبعد هذه الجولة الطويلة ،
مع الكاتب المحترم .. هل بقي عاقل
وا حد ، في العالم ، بمكن أن يظنّ
، مجرّد ظنّ ، أنه عميل للسلطة
السورية ؛ بأيّ نوع من أنواع
العمالة ؛ سواء أكانت عمالة نسب
، أم عمالة ولاء .. وسواء أكانت
عمالة فكر، أم عمالة ارتزاق..
وسواء أكانت عمالة تأييد ، أم
عمالة نفاق .. وسواء أكانت عمالة
مكر وخبث ، أم عمالة جهل وغباء !؟ هل هناك
من يظنّ ، مجرّد ظنّ ، بأيّ نوع
من أنواع هذه العمالات ! حاشَ ..
وكلاّ ! ولن
نسأل الكاتب : لو كان لك ابن ، أو
أخ ، أو أب ، في سجن صيدنايا ..
كيف سيكون موقفك !؟ لأن هذا
السؤال خارج عن السياق ، ولأنه
تدخّل في الشؤون الخاصّة للكاتب
! كما لن
نسأل الكاتب ، عن صلته بالقرآن
الكريم .. وهل يؤمن به ، أصلاً ،
ويرى تدنيسه جريمة بشعة ،
تستفزّ ، من الأعماق ، كل من في
قلبه ذرّة من الإيمان بالله .. أو
ذرّة من الاحترام ، لمقدّسات
شعب ، يفترَض فيمن يندب نفسه
للدفاع عن حقوقه ، أن يكون أول
من يحرص على حفظ مقدّساته ..! حتى
لو كانت معتقداته مخالفة
لمعتقدات الشعب كله .. لن نسأله
عن هذا .. فهذا من الخصوصيات التي
لانحبّ التدخل فيها ! أمّا أن
نعرفه ، من خلال هذا النصّ ، أو
غيره ، فهذا أمرآخر ! وهو، في كل
الأحوال ، لا يبنى عليه موقف ،
فيما نحن بصدده ، من استقراء
النصّ ، لمعرفة بعده عن الحقيقة
، والموضوعية والنزاهة .. أو
قربه منها ! كما لن
نسأل الكاتب ، الذي يتّهم
الآخرين بتوظيف الأحداث .. عمّا
إذا كان ، هو ، ممّن يوظّفون
الأوهام الشخصية ، والافتراضات
الجزافية ، واستغلال صلات
معيّنة بجماعات حقوق الإنسان ..
لتشويه سمعة الآخرين ، أو تصفية
حسابات معهم ، أو تنفيس أحقاد
مكبوتة تجاههم ، أو التعالم
عليهم ، واحتكار الفهم والعلم ،
والخبرة والحكمة ، وتجريدهم
منها ..! لن نسأله عن هذا كله ، أو
عن بعضه .. لأن هذا خارج عن سياق
البحث ، هنا ، وله ميادين أخرى ،
غير هذا الميدان ! ولن
نذكر اسمه ، هنا .. لأن مدار
حديثنا ، إنّما هو حول النصّ ،
لا الشخص ! إلاّ إذا صرخ الكاتب ،
وقال : هذا المشار إليه ، هنا ،
هو أنا .. فعندئذٍ .. ! سامي
رشيد ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |