ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الشرق
الأوسط الجديد .. تقديم إيران
كبديل إسلامي !!! قبل عدة سنوات , صرحت
وزيرة الخارجية الأمريكية "كونداليزا
رايس" , تصريحاً مفاده أن
الوقت قد حان لتغيير خارطة
الشرق الأوسط . وقد أثار هذه
التصريح ضجةً وبلبلةً كبيرةً في
ذلك الوقت , لسبب بسيط جداً ,هو
أن الجميع لم يفهم معنى ذلك
التغيير. فحتى الإدارة
الأمريكية لم تبين أو تدلي
بمعلومات تعزز أو تفسر من تلك
الخطة التي يعتبرها الكثيرين
بأنها "مشروع" جديد وضعه أو
ينفذه صقور الإدارة الأمريكية
في إدارة بوش. بعد احتلال العراق ,
بدأت تتضح معالم ذلك التغيير ,
فقد أُدخلت إيران عنوةً لمنطقة
الشرق الأوسط كلاعب رئيس أو
ربما كواجهة جديدة للشرق الأوسط. فخلال العقود
الماضية كانت الولايات المتحدة
والغرب عموماً , يتعاملون مع "الإسلام
السني" -إن جاز التعبير- كممثل
للمسلمين في أنحاء العالم , فلا
يكاد يذكر أن الغرب قد تعامل مع
الشيعة على أنهم ممثل للمسلمين
بل أن الشيعة لم يكد يكن لهم ذكر
بالشكل الذي نراه اليوم. يعتقد الأمريكيون
بأنه لايوجد خطر حقيقي يهدد
الحضارة الغربية بشكل جدي إلاّ
من خلال المسلمين السنة تحديداً
. فهم لديهم قناعة تامة مرتبطة
بدلائل دينية تجعلهم يتخوفون من
استمرار علاقاتهم الإستراتيجية
مع محيط الإسلام السني. فهناك
الكثير من القضايا والأحداث
التي جعلت الغرب والولايات
المتحدة على وجه الخصوص , تُعجل
من انهاء الارتباط القديم
بالإسلام السني وإيجاد بديل
فوري يحل محلّه , بحيث يُهيّا
أولاً من جميع النواحي , ومن ثم
يقدم كبديل للإسلام السني
المتشدد. ويبدو أن الولايات
المتحدة قد وجدت ضالتها في
إيران ,كبديل يُعتمد عليه في
المنطقة ,يحل محل بعض الدول
الإسلامية الكبرى كالمملكة
العربية السعودية ومصر. فكل
الأمور تشير إلى أن العلاقات
"وثيقة" ومترابطة بل
منسجمة بين الولايات المتحدة
الأمريكية وبين إيران. ولا أكاد أجد دليلاً
واحداً فقط , يفند هذا الإدعاء ,
فكل شيء على أرض الواقع يدل بلا
شك على أن الحقيقة هي عكس ما
يروج له الإعلام الأمريكي
والإيراني. وقد بحثت عن دليل
ملموس يؤكد أن علاقة البلدين
كما يصورها الإعلام على أنها
علاقات متوترة ربما تنفجر في
وقت ما , فلم أجد إلاّ أن البلدين
يسيران بخطى حثيثة نحو تحقيق
مشروع كبير ومتكامل لايعلم
نهايته إلا الله جل وعلا. إن مشروعاً
استراتيجيا مثل هذا لابد أن
يأخذ وقته الكافي كي يُقدم ,ومن
ثم يحظى على الأقل بالحد الأدنى
من القبول الشعبي والرسمي في
المنطقة . فلابد من تلميع
المذهب الشيعي وتصويره بأنه
الوجه الآخر من الإسلام المعتدل
الذي يجب ان يتعامل معه العالم
أجمع. فالكل يتذكر حرب تموز بين
اسرائيل وحزب الله التي انتهت
بتدمير لبنان عن بكرة أبيه , ومن
ثم مارافقها من تهويل إعلامي عن
القدرات التي يمتلكها حزب الله(قيل
أن عدد أفراده أكثر من أربعين
ألف, فهل هناك حزب في العالم
يمتلك جيش ؟!!) وبأنه هو من انتصر
على اسرائيل بالرغم مما شاهده
العالم في بيروت من خراب وتدمير
. إن حرب تموز كانت
مرحلة من مراحل ذلك التلميع
الذي جاء بطريقة مرّتب لها
بدقّة , فلا يوجد هناك سبب مقنع
ولا حتى سبب معلن من قبل أيٍ
الطرفين يوضح للمتابع سبب هذه
الحرب التي لم يدفع الثمن فيها
سوى اهل السنة .. سؤال سأطرحه لعلّي
أجد إجابة عليه من الإخوة
جميعاً , وهو : لماذا (المقاومة)
في لبنان اختُزلت في الطائفة
الشيعية فقط؟ وهل لو كانت تلك
المقاومة سنية بحتة , لاستمرت
منذ عام 1982 إلى الآن؟ ثم لماذا تغاضت
الولايات المتحدة عن حزب الله
وهو من قام "بالحرب" على
إسرائيل ؟ أين "الحصار"
وأين تجميد الأموال وأين لائحة
المطلوبين مع رصد مكافآت
بملايين الدولارات؟؟ لماذا تحاصر غزّة
بأكملها ويجوّع مئات الآلاف
لمجرد إطلاق "صاروخ " يدوي
الصنع ؟ بينما حزب الله يتباهى
بامتلاكه حوالي خمسين ألف صاروخ
!!!!! لاشك أن هناك تناقض
غريب ومريب في تعامل الولايات
المتحدة مع القضيتين . تعلم إسرائيل حينما
واجهت حزب الله أنها تتعامل مع
إيران وليس مع لبنان , أي ليس مع
بلد عربي , وتعلم أن حليفتها
أمريكا هي جارة وثيقة الصلة
بإيران (في العراق)وبينهما
مشاريع كبرى قاما بتنفيذها
سوياً. فالجميع يعلم بأن إيران
هي من قام بمساعدة الولايات
المتحدة الأمريكية على إسقاط
العراق ومن قبله أفغانستان .
وهما -أي العراق وأفغانستان- من
كان يشكل الخطر المحدق على
إيران كما يعرف الجميع. وهما في
نظري من كان يشكل أيضاً الخطر
الحقيقي على أمريكا وإسرائيل. إن قضية المفاعل
النووي الإيراني التي أصبحت
مملة لدرجة كبيرة , ماهي إلاّ
أحد فصول المسرحية التي يتم
تمريرها في محاولة لتضخيم
الوجود الإيراني في المنطقة
وإعطاءه نفس الزخم الذي أُعطيت
إياه إسرائيل عند بداية وجودها
كدولة نووية وقوية لايستطيع
العرب مجابهتها .وكلنا يعلم بأن
المفاعل النووي العراقي ضُرب
سريعاً وبدون "مفاوضات "
ووساطات وشروط وتسويف كما هو
الوضع مع إيران. والواقع يشهد بأن
الولايات المتحدة لم تتعامل مع
أي حدث أو قضية تكون إيران أحد
أطرافها . فقد سمعنا بأن
الولايات المتحدة ذهبت بعيداً
جداً تطالب بحقوق الأقليات
وحقوق الإنسان,كذهابها للصين
مثلاً , بينما لم يصدر أي تصريح
ولو ضمنياً , يدين أو يطالب
بإعطاء الأحواز ولو جزءاً
يسيراً من حقوقهم.ولا بإعطاء
السنة على وجه العموم في إيران
ولو بعض حقوقهم المغتصبة بالرغم
من أن عددهم يصل لخمسة وعشرين
مليون مسلم سني. لو كان هناك نزاعاً
أو توتراً بين البلدين لما
توانت الولايات المتحدة في
استخدام قضية الأحواز للضغط على
النظام الإيراني , ولما غضّت
الطرف عنهم في استخدامهم لخلخلة
الأمن في إيران وإثارة
الاضطرابات كما فعلت في الكثير
من الدول .ولو أن هناك توتراً
بينهما لما تركت حزب الله يعبث
بلبنان وهي الفرصة السانحة لها
للتخلص منه وهو الذي شن الحرب
على إسرائيل كما يُروّج . ولو أن
هناك توتراً لما تركت الحوثيين
يعيثون في اليمن وهم الذين قد
يتسببون في زعزعة استقرار بلدين
لهما علاقات إستراتيجية مع
الولايات المتحدة وهما المملكة
العربية السعودية واليمن
بالطبع. وفي ظل هذه
الإستراتيجية التي لاشك أنها
غير متوقعة لاعربياً ولا
إسلاميا , فقد تقوم الولايات
المتحدة بعدة خطوات إجرائية
لمحاولة تسهيل قبول الواقع
الجديد , فهناك أنباء عن إعلان
للدولة الفلسطينية (لحدود العام
1967),بشكل مغاير لما كنا نسمع به ,فهي
في نظري أقرب للتحقق في هذه
الأيام نظراً لعدة عوامل أذكر
منها : قرب نهاية ولاية
الرئيس الأمريكي , وكذلك قرب
نهاية فترة رئيس الوزراء
الإسرائيلي الذي صّرح عدة
تصريحات منها على سبيل المثال:أن
" على الشعب الإسرائيلي قبول
التنازلات المؤلمة التي
سنتنازل عنها " ومنها أيضاًً
ما أُشيع قبل عدة أيام من أن
هناك وساطة تركية لإعادة
المفاوضات بين سوريا وإسرائيل ,
والتي كان لبُّ موضوعها هو عودة
الجولان لسوريا,وبلا شك فإن حصل
ذلك , فهو المقابل الذي وُعِدت
بها سوريا جرّاء تمسكها بموقفها
المنحاز لإيران ضد بقية الدول
العربية , ومحاولة الانسلاخ من
محيطها العربي . (يقال أن
التشيّع في سوريا هو الآن في
ذروته )!! إن غربلة الشرق
الأوسط بهذا الشكل ماهو إلاّ
انتكاسة أخرى يتجرّعها العالم
العربي , فبلا شك أن الاستسلام
والتّسليم والخذلان الذي يعم
أرجاء البلدان العربية هو السبب
الرئيس في محاولة الغرب استغلال
مايمكن استغلاله من خيرات الأمة
وتضييق الخناق عليها قدر
الاستطاعة من قبل الغرب عموماً
والولايات المتحدة بشكل خاص. إذاً , فلابد من وقفة
جريئة وسريعة تحاول إيقاف أو
استباق ما قد يقع . فإعادة
الحسابات مع وضع الأقليات
الشيعية في المنطقة هو أولى تلك
الخطوات , الذين أكاد أجزم أن
جرأتهم في المطالبة بالحقوق
الدينية وحقوق المواطنة بهذا
الشكل الذي أصبحنا نراه الآن ,
أجزم أنه مرتبط بذلك المشروع
المشئوم .وكلنا رأى مدى ارتباط
شيعة العراق الوثيقة بملالي
طهران بعد الغزو الأمريكي لهم ,
بل أن سقوط بغداد والعراق عموما
كان كما يعرف الجميع, بسبب خيانة
بعض الضباط الشيعة الذين وثق
بهم صدام حسين رحمه الله. ثم ألا
يكفي أن السيستاني إيراني
الجنسية , بل أظنه لا يجيد
العربية كما قيل.!! ولنتذكر ماقاموا به
من أعمال عنف في دول مجاورة ,
كالبحرين على سبيل المثال ,
لالشيء ولكنها كانت(أقصد أعمال
العنف) عبارة عن شعور بالتباهي
إزاء قوة إيران وإرسال رسالة
مفادها بأن إيران تقف معنا وأن
قوتنا وجرئتنا في استخدام العنف,
نستمدها من طهران. فالحذر الحذر
من أطماع إيران التي بلا شك أنها
لن تقف عند حدود معينة .. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |