ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
أسـرى
العرب في سـجون العرب بدرالدين
حسن قربي بروباغندا إعلامية مؤدلجة، وفوضى
إعلامية منقطعة وخارجة عن ثوابت
القيم ومعالم الأمة، وتضليل
مبرمج يمارس على مجتمعاتنا
لتطويعها وتدجينها بل
وتجهيلها، كل ذلك لايمنع
تساؤلاً عن مناصب ورتب تمنح
خصوصاً للسجناء والأسرى العرب
في سجون الاحتلال الإسرائيلي في
حين حجبت وتحجب مثل هكذا رتب
ومناصب عن مواطنينا في سجون
أوطان المقاومة والممانعة مما
يقال من عميد الأسرى العرب
وعميد الأسرى اللبنانيين وعميد
الأسرى السوريين في سـجون
الاحتلال الإسرائيلي. ابتداءً لانريد لأحدٍ أن يفهمنا (غلط)،
بأننا لاسمح الله ندعو إلى حجب
هذه الرتب والمناصب والألقاب عن
أحد، أو أننا نتطلع إلى هكذا
مراتب، وإنما نثير تساؤلاً مجرد
تساؤل عن المعايير بسبب منعها
وحجبها عن أناسٍ آخرين وكأنها
من اختصاص سجون اليهود.
فلئن كان مناط الأمر فترة
السجن وطولها فإن في سجوننا من
أمضى ويمضي أكثر، ولئن كان
الأمر بالمعاناة والمكابدة
والمشقة فاسألوا سجناء
الأسرَين الإسرائيلي منه
والسوري، ونحن نثق بشهادة
الجميع ونقبل بها مسبقاً. وعليه
فرغم فترات السجن الأطول
والمعاناة الأكبر في مرابع سجون
قامعينا وجلادينا فإنهم يبخلون
علينا بأي لقب ويتركوننا هكذا
خلواً من أي رتبة أو مرتبة ولا
حتى شاويش أو صول أو حتى خزمجي. نثير هذا التساؤل الكوميدي الأسود حقيقةً
لنؤكد أن لدينا مشكلة حقيقية
مخجلة، ومعاناة أليمة لايصدقها
الناس من عالم غير عالمنا ومن
خلق غير خلقنا اسمها أسرى العرب
في سجون العرب، وسجناء الرأي
والموقف في سجون الجلادين
والقامعين، وقضية إنسانية في
سجون أعداء الإنسان وحريته.
ورغم محاولات البعض قطع
الطريق على هكذا سؤال أو حتى
تساؤل خدمةً لفرعون وجنده
بحديثهم وكتابتهم عن توظيفات
ومبالغات وارتباطات وعمالات
وتخوينات عمن يتكلم عن هذه
المسألة الإنسانية، فإن هذا
لايعني عدم وجود قضية عويصة
ومستعصية على الحل. العملية الأخيرة لتبادل الأسرى بين حزب
الله وإسرائيل لها رمزية خاصة
بما قاله حسن نصرالله: أستطيع أن
أؤكد لكم أن ملف الأسرى
اللبنانيين مع إسرائيل قد أغلق
تماماً ولم يتبق لنا أسير واحد
لدى العدو الصهيوني ولا حتى
عظام مواطن لبناني.
فإذا كانت العملية إياها قد
أغلقت ملف الأسرى مع الأعداء،
فهل يستطيع أحد بما فيهم السيد
نصر الله أن يقول بإغلاق الملف
مع الأشقاء.
إننا لانعتقد بقدرة أحد من
اللبنانيين حتى لو خالفنا البعض
الرأي على قول ذلك رغم أن هذا
الجرح بات عصياً على الاندمال،
وبلغ حداً تجرع الناس بسببه
الكثير من الذّل والمهانة، ودفع
ببعض أهالي المتحجزين
والمعتقلين في
سجون النظام السوري بدء
اعتصامهم المستمر منذ عام 2005
ونصب خيمةٍ لهم في الساحة
المقابلة لمبنى الأمم المتحدة
في بيروت يتناوب عليها آناء
الليل وأطراف النهار عدد من
أمهاتٍ عجائز صامدات صابرات
مقاومات يشكين إلى الله همهن
وحزنهن من ظلم نظام الجار.
ونظرة إلى الجميع تكفي لمن
كان له قلب أن يحس بحجم معاناة
هؤلاء (العواجيز) كمداً وحسرةً
ومرضاً وكآبةً ونوحاً على غياب
أكبادهم في ظلمات معتقلات
الشقيقة الكبرى، وهم يعيشون على
أملٍ يقتانونه قطرةً قطرةً،
وينتظرون ساعةً من نهار يرون
فيها عودة أحبائهم ومفقوديهم
قبل أن يُودِّعوا فيها الحياة.
وبترجيع النظرة تنقلب إليك
حقيقة مرة أن الشقيق غير شفيق،
وأن الجار قد جار، وأن
اللبنانيين على كل حالهم
استطاعوا إغلاق ملف السجناء
والأسرى عند الأعداء ولكنهم
كانوا أعجز من عاجزين عند
الإخوة والاشقاء.
أخبار العديد من المنظمات الحقوقية
المحلية والإقليمية والدولية
ومعهم الخيّرون تؤكد أنها
مازالت تلهث وراء هذا الملف
الإنساني تناشد الإفراج عن
هؤلاء المعتقلين لبنانيّهم
وفلسطينيّهم وأردنيهم بل وحتى
سوريّهم أو الكشف عن مصيرهم
وأحوالهم والسماح لأهلهم
بزيارتهم وفهم أسباب اعتقالهم
والتعامل بشفافية مع هذا الأمر
ولكن لامجيب. إننا قد نتفهم بأنه قد يكون للسلطات
السورية مبرراتها في الاعتقال
والاحتجاز، ولكن مالايفهم في
هذه القضية الإخفاء والتعتيم
والسكوت المطلق فضلاً عن العناد
والمشاكسة في التعاون مع الجهات
المعنية لحل هذا الموضوع كلياً
أو حتى التخفيف منه جزئياً.
تحدثه إن كان قومياً
عروبياً، أوسورياً اجتماعياً
أو ليبرالياً وعلمانياً أو
شيخاً معمّماً أو بدون فيعيد
الواحد منهم ويصقل: إن سورية بلد
الصمود والمقاومة والممانعة
ولا أحد يستطيع المزاودة على
النظام فيها عروبةً وصموداً
ومواقف، وهو صوت المقاومة في
المنطقة، ثمّ في أغلب دول العرب
يوجد سجناء رأي ومعتقلون،
والنظام السوري المخابراتي
الشمولي ليس بدعاً بين هذه
الدول، فلماذا تحريك مثل هذه
القضية الآن، والنظام السوري
تمارس عليه الضغوط، وأمريكا
وإسرائيل تريد فرض مشاريعها على
المنطقة. إن
تحريك هذه المسألة هو نوع من
الدعم والعون بطريقةٍ ما
للمشروع الأمريكي لزيادة
الضغوط على النظام والنيل من
صموده ومقاومته وممانعته
ومحاولة تركيعه لفرض مشاريع
أعداء الأمة على الأمة.
لماذا تطالبون بمعتقلي
النظام السوري ولا تطالبون
بالسجناء الفلسطينيين والعرب
في المعتقلات الإسرائلية
وسجناء أبو غريب و غوانتنامو...!!؟ لاشك أن للمناكفين كلام وللمعاندين
مجادلة وللظالمين قول من بعد
قول على طريقة المستكبرين
والمشاكسين والمعاندين وهو غير
مستغرب في ظل هذا الطفحان من
التضليل الإعلامي لأنظمة قامعة
مستبدة فاسدة يراد له فيها أن
تغطّى السماوات بالقبوات، وخلط
الحابل بالنابل، فيَضِلّون
ويُضلون. وهو
بعض ما كان في جواب وزير
الخارجية السوري وليد المعلم
عندما استقبله اللبنانييون في
زيارته الأخيرة لبيروت بمظاهرة
تطالبه بإطلاق سراح أسراهم
ومعتقليهم من غيابات سجون
النظام. فكلامه
كان له رمزية خاصة عندما طالبهم
بمزيد من الصبر في انتظار الحل:
إن من صبر ثلاثين عاماً ألا
يستطيع أن يصبر أسابيع أخرى.
وهي لاشك إشارة سورية
مسؤولة عن أن هنالك محنة لدى
اللبنانيين أسرى وسجناء عمرها
ثلاثون عاماً مع السجّان،
ومطالبون أيضاً بمزيد من الصبر (وياعيني
عالصبر). وزيادة
في المناكفة والجدل مع علمه
يقيناً أن ليس هنالك مفقود سوري
واحد في السجون اللبنانية
أعلمهم بأنه كان بإمكانه أن
يأتي معه بأهالي المفقودين
السوريين في لبنان ليطالبوا
بمفقوديهم كما يطالب
اللبنانييون ولكنه لم يفعل. سؤال نطرحه دائماً: ألا يوجد زعيم حزب أو
رئيس تنظيم أو قائد تكتل أو أمين
عام لحزب أو جبهة أو مترئس
لمؤتمر قومي عربي أو إسلامي أو
ماركسي شيوعي أو شيخ أو قسيس أو
حتى شيخ عرب عنده نخوة الرجال
ومروءة الفرسان وشهامة
القبضايات يكون قادراً على حل
هذه القضية الإنسانية، أم أن كل
هؤلاء عزمهم محلول وإرادتهم
مفلولة أمام المقاومين
الممانعين، ويعتريهم الخجل من
عَزَمَات همها التحرير وكسر
أمريكا ومسح إسرائيل. ياجماعة ..!! ياناس ..!! ياعرب..!! ياأهل
المروّة..!! ياسامعين الصوت..!! هل
يعقل أن يكون لعائلةٍ لبنانيةٍ
أو أردنيةٍ أو فلسطينيةٍ أو
سورية سجين أو أسير أو معتقل في
إسرائيل، ثم تتمكّن من الاتصال
به هي أو غيرها ويكون هذا ضرباً
من المستحيل في بلادٍ تزعم
التصدي لليهود وأعوانهم..!؟ أم
هل يعقل أن يكون البعض قادراً
على إغلاق هكذا ملف مع
الإسرائيليين والعياذ بالله
وأعجز من عاجزٍ عن بحثه مع
الحلفاء الممانعين فضلاً عن
إغلاقه..!!؟ ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |