ـ

ـ

ـ

السبت 09/08/2008

أهلا ومرحبا – عارف دليله

المهندس غسّان النجّار*

سبق أن كتبت عدة مقالات عن فسيفساء المجتمع السوري : عارف دليله , ميشيل كيلو , عبد الستار قطان ؛ لقد طالبت بإلحاح بالإفراج عن هؤلاء الرموز الّذين نعتهم بشيوخ المفكرين وشيوخ الصابرين .

وقبل أشهر أفرجت السلطات عن المهندس عبد الستار قطان وقد قضى في السجن ما يزيد عن عشرين عاما تحت لائحة القانون 49 , لقد أفرج عنه بعد أن وصل وضعه الصحي إلى حالة من الخطر الشديد وهو : الفشل الكلوي الحاد وهو يجري الآن غسيلا للدم ثلاث مرات في الأسبوع في المشافي الحكومية , واليوم تفرج السلطات عن البروفيسور عارف دليله بعد أن تعالت الصيحات تنذر بخطر شديد على حياته !!

هل يجب أن يصل السجين إلى حالة خطيرة من المرض والسقم كي تقوم السلطات بالإفراج عنه ؟ !

إنني بصراحة ليس لي معرفة شخصية بهذا الرجل الشجاع عارف دليله وقد يكون تفكيرنا الأيديولوجي مختلفا , فأنا من التيار الإسلامي الديمقراطي وهو قد يكون اشتراكيا يساريا فيما أزعم , ولكن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية , لقد أعجبت سياسيا بهذا الرجل بعد أن اطّلعت على سجله النضالي , هناك الشيء الكثير الّذي يجمع بيننا ألا وهو المطالبة بالمواطنة العادلة والإصرار على الشفافية ومحاربة الفساد وأن  يمتلك الشعب زمام أمره وأن يحكم نفسه بنفسه في ظل ديمقراطية وارفة الظلال يتفيأ بها كافة الشرائح ومكونات الشعب .

إننا إذ نرحب بخطوة النظام – وان جاءت متأخرة – بالإفراج عن البرفيسور عارف دليله نعتبرها خطوة أولى على الطريق الصحيح ويجب أن تتبعها خطوات أخرى وذلك بالإفراج عن كافة سجناء الرأي والضمير ، وميشيل كيلو أوّلهم وليس آخرهم ومعه قائمة طويلة من سجناء الرأي والضمير ونذكر منهم على سبيل المثال وليس الحصر : محمود عيسى – حبيب صالح ( اعتقل منذ أسابيع ) – رياض درار – كمال لبواني –أنور البني ونخب الشباب الديمقراطيين؛ عمر العبدالله وزملاءه وكافة معتقلي إعلان دمشق ( ومنهم الدكتور كمال المويل – أسامة عاشور – فراس سعد ) والإفراج عن الإسلاميين الّذين يغص بهم سجن صيدنايا والكشف عن المفقودين وعودة المهجرين ، وإذا كان النظام بصدد أن  ينهي قضية السجناء اللبنانيين مع زيارة الرئيس اللبناني الجديد ميشيل سليمان إلى سورية فمن باب أولى أن تحل كافة قضايا المعتقلين السوريين والمفقودين والمهجرين فهل هناك من رئيس يتكلم باسمهم ويدافع عنهم ؟!

أهلا ومرحبا بالبرفيسور عارف دليلة بين أهله وإخوانه ونبارك له سلامة الخروج ونأمل أن يستعيد عافيته في القريب العاجل وانّ المعارضة السورية بكل أطيافها سعيدة بانتزاع حرّيته وستشد عضدها به كما سيقوى بهم إنشاء الله وسبق أن اعتبرته قوى إعلان دمشق ( عضو الشرف في المجلس الوطني العتيد ) وقد دخل السجن قبل أن يولد (إعلان دمشق ) .

أيّها الحكّام : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم فالحاكم الصالح مسئول عن شعبه فأقبلوا عليهم بوجوهكم وابدأوا الحوار مع ممثلي المعارضة ففي ذلك نجاتكم وعزّة شعوبكم ، ألا هل بلّغت ؟؟اللهم فاشهد .

ما أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب .

ـــــــــــ

*عضو الأمانة العامة تحالف إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ