ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
خوف
الشعب السوري، من بطش حكّامه،
يزيد الحكّام
شراسة وبطشاً! ماجد
زاهد الشيباني •
أمضى سلاح، يمكن أن يقدّمه
إنسان لعدوّه، هو الخوف منه!. •
الخائف المذعور، أو
المرعوب، لا يحتاج أن يـُشهَر
ضدّه مسدس، أو خنجر، أو عصا..!
يكفيه رعبـُه، ليجعل منه فأراً
هزيلاً تافهاً، أو خرقة بالية،
أمام جلاّده، ينفّذ كل ما يأمره
به، دون تذمّر، أو تردّد، أو
تفكير؛ مجرّد تفكير، بالرفض، أو
التلكّؤ!. •
الخوف يسبّب الخنوع،
والخنوع يسبّب العبودية،
والعبودية تسبّب الذلّ
والمهانة، وفقدانَ الآدميّ
إحساسَه بآدميّته، فضلاً عن
إحساسه بشرفه، وكرامته، وعزّة
نفسه!. •
رقيب في المخابرات، أو
عريف، أو جندي.. قادر على إدخال
الرعب، أو الفزع، في نفس أيّ
مواطن سوري، في أيّ موقع كان،
وفي أيّة ساعة، من ليل أو نهار!. •
رقيب في المخابرات، أو
عريف، أو جندي.. قادر على اقتحام
أيّ بيت في سورية، في أيّة
محافظة، أو مدينة، أو قرية..
واقتياد أهل البيت، جميعاً، إلى
أيّ معتقل من معتقلات الأمن،
وتعريضهم للإهانة والتعذيب،
دون أن يجرؤ أحد، من أهل
المدينة، أو الحيّ، أو القرية..
على رفع صوته، احتجاجاً على ما
يرى أمامه، من تجبّر على أهله،
أو أهل حيّه، أو أهل قريته! حتّى
لو كان لأصحاب البيت المنكوب،
عشيرة، بل قبيلة، تعدّ بمئات
الآلاف من الرجال، ووقفوا،
كلهم، ينظرون، ويشاهدون ما
يجري!. •
لقد أوصل حافظ أسد، شعب
سورية -عن عمد وإصرار، وتصميم،
وبتخطيط مركّز- إلى حالة من
الرعب، لا يَحتاج معها، رجال
المخابرات، إلى أن يشهروا
سلاحاً، في وجوه المواطنين، في
سورية.. ولا حتى أن يكشّروا عن
أنيابهم؛ فوجوههم، نفسها،
كافية لبثّ الرعب..! بل، اسم
المخابرات، نفسه، سلاح كافٍ،
لنشر الذعر والإذعان، في نفس
أيّ مواطن، مهما كان لديه من
الشجاعة، والأنفة، والإباء!. •
حافظ أسد، لم يصدّق، حين
استولى على حكم سورية، بانقلابه
العسكري.. لم يصدّق -وهو الخائن
المكشوف.. بائع الجولان- أن شعب
سورية، يمكن أن يقبل به حاكماً،
ولو انطبقت السماء على الأرض!
فظلّ، الرئيس الخائن، في
السنوات الأولى من حكمه،
مذعوراً من الشعب، كله، بمن فيه
بقايا حزبه، الذي غدرَ به،
وشتّت شمله، وبَعثر قياداته،
بين السجون والقبور والمنافي!
وعزمَ الرئيس الخائن، على نقل
الخوف الكامن في نفسه، إلى نفوس
المواطنين السوريين، كي يشعر،
هو، بنوع من الأمان الداخلي، في
أعماقه! وأسرف في تعزيز هذا
الخوف، في نفوس المواطنين، حتى
بلغ به حدّه الأقصى! أيْ أنه قذف
كمّية من الخوف الذي في صدره،
إلى صدر الشعب.. وظلّت كمّية
هائلة، مستقرّة بين أضلاعه،
تحرمه الإحساسَ بالأمن
والاستقرار، وتدفعه إلى نشر
المزيد من الخوف، بين الناس، في
كل ساعة، ليقلّل من خوفه
القاتل، المتأجّج في أعماقه، أو
يخفّف من حدّته، في أقل تقدير!. •
حين مات حافظ، ووجد
المواطنون السوريون، ابنَه قد
حلّ محلّه، وراثياً.. لم يجرؤ
أحد، في أيّ موقع، على
الاعتراض، على هذه العملية
الوراثية، القبيحة! لأن الهالك،
قد رتّب الأمور، قبل موته، من
خلال أجهزة المخابرات.. التي
بادرت إلى جمع الكادر الوظيفي
الأعلى، كله، وتلقين كل موظّف
دورَه، الذي يجب عليه أن
يؤدّيه، دون أن تظهر على
ملامحه، أيّة علامة من علامات
الرفض، أو التذمّر، أو
الاحتجاج!. •
بشار الأسد، استلم من أبيه،
بالوراثة، دولة، فيها كل خيرات
الدنيا.. ومِن حوله قطعان من
الذئاب المفترسة، القادرة على
تمزيق أيّ فرد، أو تجمّع، في
أيّة بقعة، من بقاع الوطن،
الميراث..! والتزم بتعليمات
أبيه، في نشر الرعب، وتعزيزه،
إلى أبعد مدى، في نفوس
المواطنين! لأنه، هو، السلاح
الوحيد، الفعّال، الذي يحفظ
للأسرة، ملكَ سورية! وقد ابتدع
مبدأ : (الاستمرار مع التطوير!)
ليدلّل على النهج الأسدي،
المستقرّ لدى الأسرة (الكريمة)..
في التعامل مع شعبها!. •
الخوف الكامن، في نفوس آل
أسد، بعد موت كبيرهم، ما يزال هو
الدافع الأول والأكبر، في الحرص
على تثبيت الخوف، في نفوس
المواطنين! لأن كسر هذا الخوف،
لدى الشعب، سيعني، بالضرورة،
كشف ما تعانيه الأسرة وأعوانها،
من رعب كامن في أعماقهم! وسيزداد
هذا الخوف، ويتّسع، حتى يشمل كل
جلاّد من جلاّدي الأسرة،
المنتشرين في البلاد! وهذا يعني
كارثة محقّقة للأسرة، ولمَن
رهَن مصيره بمصيرها!. •
كسر سيف الخوف، الكامن في
نفوس الشعب، لا يحتاج إلاّ إلى
مجموعة من الرجال الأباة، يحقظ
كل منها، بيتَ الشعر القائل: وإذا لمْ يكنْ مِن
الموت بدّ
فمِن العَجزِ أن تَموت
جبانا! فالموت قائم في
سورية، تحت حكم آل أسد! ومستمرّ،
ويتعزّز بالخوف، كل يوم، بل كل
ساعة! وهو متنوّع الأشكال: موت
الأجساد في السجون والمقابر..
وموت النفوس بالذلّ والهوان..
وموت الكرامات، وموت الإحساس
بإنسانية الإنسان، في أعماق كل
مواطن! وأهمّ عامل، من عوامل
استمرار الموت، بأشكاله كلها،
هو الحاجة إلى الرجال، الذين
يجمعون الناس من حولهم، ويخرجون
بهم إلى الشوارع، معرّضين
صدورهم لأنياب الذئاب الهشّة،
التي تُقلَع لدى أول هبّة
شعبيّة ضخمة، تزأر في وجوه
الذئاب! وهذه الحاجة، بات
التغلب، عليها قاب قوسين، أو
أدنى بإذن الله، بعدما أثبت
العشرات، بل المئات، من رجال
سورية الأباة، من سائر التوجهات
السياسية والفكرية، ومن شتى
الأعمار.. استعداداً حقيقياً،
لدفع ضريبة الحرّية، والعزّة،
والكرامة، والإطاحة
بالفساد والاستبداد!.
•
متى يتمكّن رجال سورية
الأحرار، من حشد جماهير شعبهم،
والانطلاق بهم، في الهبّة
الشعبية، المزلزِلة لأركان
السلطة المتوحّشة!؟ هذا هو
الأمل، الذي ينتظره شعب سورية،
كله.. ويحلم كل مواطن حرّ، بأن
يشارك في تحقيقه، لينقذ نفسه،
وكرامته، ولقمة عيشه.. من ذئاب
آل أسد المسعورة! •
ويسألونك متى هو قلْ عسى أن
يكون قريباً. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |