ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 12/08/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


كلمة الفصل هي عند المواطن السوري. ..

فهل يقولها؟ .. ومتى؟

الطاهر إبراهيم*

عندما تفجرت أحداث العنف في عام 1979، قيل يومها إنها كانت أعمالا إرهابية قامت بها جهات غير شرعية ضد نظام الحكم الشرعي. قبل الإيغال في المقال أستعجل لأبين أمرين، أولهما: أن نظام الرئيس "حافظ أسد" لم يكن نظاما شرعيا، ولو زعم النظام أنه قد استفتى الشعب على الرئاسة والدستور. فحافظ أسد لم يأت إلى الحكم بطريق شرعي ابتداء، بل إنه انقلب عام 1970 بطريقة غير شرعية على حكمٍ لم يكن -هو الآخر- شرعيا. وماجاء عن غير طريق شرعي فهو غير شرعي. أما الأمر الثاني: فإن سوريين منصفين، مثل رياض الترك وهو شيوعي، لم يسلموا للنظام بأن الإسلاميين وحدهم يتحملون وزر العنف. بل إنهم أكدوا أن نظام الحكم يتحمل القسط الأكبر من الوزر، فهو الذي ابتدأ بالعدوان، عندما اعتقل –ابتداء- قادة وكوادر إسلاميين، بدون مبرر، وقتل منهم مواطنين أبرياء من دون محاكمة.

على أن الإسلاميين لم يكونوا الوحيدين الذين رفضوا احتكار الرئيس "حافظ أسد" للحكم، بل لقد كان إجماع شعبي على رفض هذا الاحتكار، وإن لم يجهر به إلا الإسلاميون وجناحان من الحزب الشيوعي، وبعض الناصريين.

نستطيع أن نؤكد هنا أن جماعة الإخوان المسلمين في سورية، في عملية نقد جريئة للذات، بدأت في أواخر تسعينيات القرن العشرين تعيد النظر بمسيرتها أثناء الأحداث الدامية التي عصفت بسورية في ثمانينات القرن العشرين وما قبلها، وعملت على صياغة موقف متقدم، يتخطى الأخطاء السابقة ويتناسب مع المرحلة الجديدة. ووصلت إلى قرار استراتيجي ترفض فيه  العنف طريقا إلى الحكم. وقد أثمرت هذه المراجعة رؤيةً جديدة، تقدمت بها في أيار عام 2001، أسمتها "ميثاق الشرف". وقد تلقفت الصحف العربية هذا الميثاق ونشرته في صفحات الرأي فيها. كما علق عليه كتاب سوريون معروفون، ومنهم حزبيون بعثيون، وأثنوا على ما جاء فيه. واعتبروه محاولة متقدمة من جماعة الإخوان المسلمين، حاولت فيه أن تتعالى على جراحها المتمثلة بإعدام عشرات الآلاف من أعضائها ومناصريها وتشريد أكثر من مئة ألف إخواني في أصقاع المعمورة.

كانت الخطوة التالية أن الجماعة حاولت مد يدها إلى من وافقها من المعارضين السوريين، فالتقت مع مجموعة من اليساريين والقوميين والأكراد. وعمل الجميع على صياغة موقف، اقتبس أكثره من ميثاق الشرف، ليعلن تحت اسم "ميثاق الشرف الوطني"، في مؤتمر انعقد في "لندن" أواخر عام 2002. في هذه الأثناء تخلل الساحة السورية حراك واعد، سمي "ربيع دمشق" قمعته السلطة بشدة، واعتقلت العديد من نخب الحراك وأودعتهم المعتقلات.

على إثر ذلك وبناء على قناعة من الجميع تحركت معظم فصائل المعارضة –ومنها جماعة الإخوان المسلمين- لتشكيل هيكلية  تحت مسمى "إعلان دمشق"، أكدت فيه: أن لا بديل عن التغيير في سورية، بمشاركة من النظام الحاكم أومن دونه. كما جاء تشكيل "جبهة الخلاص الوطني" بمبادرة من جماعة الإخوان المسلمين ومن الأستاذ عبد الحليم خدام -بمشاركة من أحزاب وشخصيات مهاجرة- لتضيف بعدا آخر. ومع أن هذه الجبهة قد أثارت ردود أفعال متباينة، بين مؤيد ومعارض، إلا أنها أكدت أنها رقم صعب على الساحة السورية، وأنه لا يمكن تجاوزها أو القفز فوقها، في أي ترتيب جديد للأوضاع في سورية المستقبل.

في موازاة ذلك لم يغير النظام الحاكم في سورية رؤيته وأسلوبه للحكم. فهو لم يغادر موقفه الرافض لأي مشاركة له من قبل آخرين في الحكم. حتى أعضاء حزب البعث، فلم يكن لهم من دورٍ يذكر إلا إضفاء بُعدٍ شعبي مطعون في مصداقيته، وإلا تكثير للعدد، كما كان يفعل "تحصل دار" أيام زمان، عندما كان يعد الغنم ليأخذ عليها الضريبة.

إذا كان هذا هو سلوك النظام، الذي لم يكن ليثق إلا بحفنة من الرجال، اختارهم على عينه، بعد أن ضمن ولاءهم بما فتح عليهم من أموال المواطنين. وإذا كان هذا موقف المعارضة، التي تم تشتيتها في المنافي والمهاجر. ومن بقي في الداخل، فهو يمشي كما يمشي من يسير على أرض موحلة يخشى أن ينزلق، على خوف من النظام وملأه أن يعتقله، إذا ما تكلم أو تحرك كما فُعِل مع أعضاء "إعلان دمشق" حين انتخبوا أمانتهم العامة، وكما فُعِل ب"ميشيل كيلو" عندما كتب مقالا ألمح فيه إلى سطوة المسئولين من أبناء الطائفة.

وبين موقف النظام هذا، الذي "طوّب" لنفسه سورية، كأنه يقول للسوريين: ما علمت لكم من نظام غيري. وبين حال المعارضة المهيضة الجناح التي لم تحزم أمرها على ركوب طريق يأخذ بيدها إلى تغيير نظام الحكم، فإن الكل يتطلع إلى كلمة الفصل التي طال انتظارها وهو يتوقع أن يقولها الشعب داخل سورية. وهذا الشعب وحده عليه أن يحدد مضمون هذه الكلمة ومتى يقولها. يبقى أن النظام  يعرف أنه لايحظى بثقة الشعب، فهو يعمل على هذا الأساس ، وقد يقع في مطب الأخطاء المتراكمة. وربما يتبادل رموزه الاتهامات فيحاول البعض أن "يتغدى" بالآخرين قبل أن "يتعشوا" فيه، كما فُعِل بالعميد "محمد سليمان" عندما تم اصطياده من قبل "قناص"، كما زعموا. عندها سيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون. 

*كاتب سوري     

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ