ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 13/08/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الصفحة الجديدة بين الأردن وحماس ..

 كيف ولماذا وماذا بعد ؟!‏

كتب: عريب الرنتاوي

لا جدال في أن تطورا ملموسا قد طرأ على العلاقة بين الأردن وحماس، ولا خلاف بأن هذه العلاقة ‏مرشحة لولوج حقبة جديدة، بيد أن الجدل سيستمر، والخلاف لن يحسم قريبا حول عناوين عدة من بينها: ‏الأولى، هل بلغ هذا التطور حد "الاختراق"، لماذا أصبح تطور كهذا أمرا ممكنا وكيف، وهل ستسلك هذه ‏العلاقة طريقا تصاعديا أم أنها ستحافظ على وتيرة روتينية عادية، وبالطبع كيف ستنعكس هذه العلاقات على ‏الرابط المتين بين الأردن ورئاسة عباس، وهل سترتب أدوارا سياسية إضافية للأردن في المرحلة المقبلة؟.‏

 

التغطيات التي رافقت لقاءات مدير المخابرات مع قادة حماس، بدت متفائلة، وربما بأكثر مما يجب، ‏وتميزت بكونها انطباعية في الغالب، المعلومات المتضمنة فيها محدودة، وغالبا ما تأخذ شكل تسريبات و"رسائل" ‏و"تقديرات" لطرف ثالث، ومع ذلك فإنها تعطي انطباعا بأن الأردن وحماس مقبلان على فتح صفحة جديدة، ‏بعد عقد من القطيعة وتبادل الاتهامات، لم تشهد خلاله العلاقات الثنائية بين الجانبين حوارا مباشرا خارج ‏‏"قاعات المحاكم" و"غرف التحقيق" واقتصرت في بعض الأحيان والمناسبات، على اللقاءات السرية و"القنوات ‏الخلفية"، الأمنية وليست السياسية.‏

أيا يكن من أمر، فإن حماس تتجه على ما يبدو، إن لم يكن فورا فبعد فترة من إجراءات بناء الثقة، إلى ‏الخروج من قائمة "مهددات الأمن الوطني"، وسيجري الرهان على "براغماتيتها" و"استقلاليتها النسبية" عن ‏مراكز صنع القرار الإقليمي، بعد أن برهنت بالملموس بأنها ليست "فارسية" وأنها ليست ألعوبة في يد طهران، ‏والمأمول أن تفضي الأبواب التي ستفتح أمام حماس في عمان، إلى إضعاف أهمية – وليس إغلاق – الأبواب ‏المفتوحة لها في أماكن أخرى، وهو رهان طالما تحدثنا عنه، وراهنا عليه، وطالبنا بتوسيع هوامشه.‏

 

والأردن إذ يقرر فتح صفحة جديدة مع حماس، فإنه يفعل ذلك بعد أن أدرك بأن "رهان الفرصة ‏الأخيرة للسلام" قد بلغ طريقا مسدودا، وأن انتظار فرصة ثانية قد يحتاج لسنوات، وأن مرور هذه السنوات ‏قد لا يبقي شيئا للتفاوض كما يقول خطابنا الرسمي، فتكون النتيجة أن يحتل ترتيب الفلسطيني الداخلي صدارة ‏الأولويات، وأن يستأنف الأردن دوره السياسي بين الأشقاء الفلسطيني أنفسهم من جهة، وبينهم وبين ‏خصومهم من جهة ثانية.‏

 

والأردن إذ يفعل ذلك، يلحظ حتى وإن لم تعترف دبلوماسيته بذلك علنا، تراجع وزن وثقل معسكر ‏‏"الاعتدال" الذي راهن عليه كثيرا، ويرى ويدرك أهمية الحراك الدائر بقوة بين المعسكرين في هذه المرحلة، ‏والمرشح لمزيد من النشاط والفاعلية: اتصال أمريكي – إيراني، مفاوضات سورية إسرائيلية وانفتاح أوروبي على ‏دمشق، صفقة تبادل بين إسرائيل وحزب الله محرجة لنا في مسألة الأسرى، وصفقة تبادل وشيكة بين حماس ‏وإسرائيل ستضاعف الحرج بكل تأكيد.‏

في المقابل، تبدو حماس بعد عامين ونصف العالم على فوزها السياسي / الانتخابي، وعام وشهرين على ‏‏"نصرها العسكري" في وضع أشد ما تكون فيه حاجة لتفتيح قنوات الحوار والاتصال مع الخارج، أولا لكسب ‏معركة التهدئة وتبادل الأسرى ورفع الحصار عن الحصار (مع إسرائيل)، وثانيا  لكسر الهجوم السياسي المكثف ‏الذي تشنه عليها رام الله في ملفات عدة.‏

 

الأردن تخطى على ما يبدو "حكاية" عدم الاتصال بالفصائل واقتصار العلاقة على المؤسسات الرسمية، ‏وهي "رواية" لم تؤخذ على محمل الجد على أية حال، بدلالة تعامله مع فتح وغيرها من الفصائل بمستويات ‏وأشكال عدة، وهو فتح مع حماس على نطاق واسع، ومع حماس الخارج بالذات، والتي كانت الأشد عرضة ‏للانتقاد والاتهام بالتطرف والتبعية لدمشق وطهران، وهو لم يفعل ذلك إلا لإدراكه أن فرسان الرهان في الضفة ‏الغربية، أصبحوا مثل "خيول الدرك" وأن بعضهم شاخ كثيرا، ولن تنجيه من شيخوخته سوى "رصاصة رحمة" ‏أو مبادرة تعيد خلط الأوراق الفلسطينية وترتيبها.‏

 

بالطبع، لن يقطع الأردن مع فتح والسلطة والمنظمة والرئاسة، فهذا الفريق هو الأقرب سياسيا ‏و"نفسيا" للأردن، لكن التطور الأخير في العلاقة مع حماس، يؤهل الأردن بعد حين للقيام بدور نشط في ‏الوساطة بين حماس وفتح من جهة، وبين حماس وإسرائيل من جهة ثانية، ودائما في مواضيع وملفات للأردن ‏مصلحة فيها وموقف حيالها ورغبة في إتمامها: الوحدة الوطنية، التهدئة، تبادل الأسرى ورفع الحصار.‏

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ