ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
بسم
الله الرحمن الرحيم القوقاز
والحرب الجديدة في أوروبا محمد
هيثم عياش تعتبر مناطق القوقاز
بأسرها مناطق غنية بالنفط
والغاز الطبيعي والفحم ومصدرا
اقتصاديا قويا لروسيا اذ تمر
مصافي النفط والغاز الروسي الى
اووربا عبرها فهي الى جانب بحر
البلطيق الذي يعتبر شريانا
اقتصاديا قويا لروسيا تعتبر
القوقاز من المناطق الهامة
لروسيا التي
يجب المحافظة عليها وابقائها
تحت السيطرة الروسية ، فالشيشان
وداغستان وغيرها من مناطق
القواقز الجنوبية لا تختلف
اهميتها عن مناطق القوقاز
الشمالية وخاصة استونيا
الجنوبية التي تشهد حربا بين
جورجيا وروسيا للسيطرة عليها
واستونيا الشمالية وابخازيا
بالرغم من أن هذه المناطق تعتبر
خارجة عن السيطرة
الروسية لوقوعها ضمن جورجيا
واكرانيا وارمينيا . وقد أعلنت
استونيا الجنوبية استقلالها عن
جورجيا الا أنها لم تحظى
بأي اعتراف من دولة في
العالم وخاصة من روسيا بالرغم
من دعم موسكو لرئيس استونيا
الجنوبية ادوارد كوكوتي
الذي أعلن استقلال منطقته
عن جورجيا في عام 1992 الامر الذي
نجم عنه أعمالا عسكرية راح
ضحيتها اكثر من 3 آلاف شخص
وأرسلت الامم المتحدة قوة لحفظ
السلام والحجز بين الاطراف
المتنازعة في تلك المناطق ثم
اندلعت الاعمال الحربية في عام
2004 لتشمل مناطق ابخازيا بحجة
دعم جورجيا لزعماء تلك المنطقة
ضد ارمينيا وروسيا اذ تتهم
موسكو تفليس بدعم زعماء الشيشان
الذين يسعون لتحرير بلادهم من
جديد من القبضة الروسية بالمال
والسلاح وذلك عن طريق وصول
الاسلحة اليهم عبر ابخازيا التي
تعتبر منطقة آهلة بالمسلمين
الامر الذي اضطر الاتحاد
الأوروبي لارسال فرق عسكرية
أوروبية من بينها حوالي 650 جنديا
المانيا لا يزالون يرابطون في
تلك المنطقة للاشراف على وقف
اطلاق النار . ويعود سبب مطالب
جورجيا بالانضمام الى حلف شمال
الاطلسي / الناتو/ خشية قيام
روسيا بمهاجمة استونيا
الجنوبية ومنها الى قلب الاراضي
الجورجية للاستيلاء على هذه
الدولة واعادتها مرة أخرى
الى الحظيرة السوفيتية من
جديد . بدأ الصراع في تلك
المناطق وخاصة النزاع الروسي
الجورجي عقب استلام قيادة جديدة
في تلك الدولة مكان الرئيس
السابق ادوارد شيفاردنادزه
الذي كان وزيرا لخارجية الاتحاد
السوفياتي السابق زمن الرئيس
ميخائيل جورباتشوف
فالرئيس الجورجي ميشيل
ساكشفيلي يعتبر حليف الولايات
المتحدة الامريكية ورجل شرطتها
في مناطق القوقاز . وقد أعلنت
الولايات المتحدة الامريكية
دعمها المطلق لانضمام جورجيا
الى حلف شمال الاطلسي /
الناتو / الا أن معارضة المانيا
ومعها دول في الاتحاد الأوروبي
دخول هذه الدولة الحلف خشية
إغضاب روسيا ساهم بفشل رغبة
واشنطن حصول تفليس ومعها
اوكرانيا على
عضوية الحلف
وذلك أثناء اجتماع زعماء
دول الحلف في رومانيا في وقت
سابق من شهر نيسان//ابريل عام 2008
الحالي . ومن خلال زيارتها
للعاصمة الجورجية تفليس في شهر
حزيران/يونيو الماضي أكدت
المستشارة الالمانية انجيلا
ميركيل رفض برلين والدول
الاعضاء في الاتحاد الاروبي
للرئيس ساكشفيلي
مرة اخرى دخول بلاده الحلف
المذكور حتى انتهاء النزاع مع
روسيا على استونيا الجنوبية
بالوسائل الدبلوماسية . الا أن
وقوع الحرب
حاليا بين البلدين
جعل من زعماء الحزب المسيحي
الديموقراطي الذين يحكمون
المانيا حاليا مع الحزب
الديموقراطي الاشتراكي ضرورة
انضمام تفليس الى حلف / الناتو /
فقد أعلن كل من رئيس شئون
السياسة لخارجية بالبرلمان
الالماني روبريخت بولنتس وناطق
شئون السياسة الخارجية
للحزب المسيحي الديموقراي
وعضو شئون لجان السياسة
الخارجية ايكهاردت فون كلادين
ضرورة اجتماع استثنائي لزعماء
الحلف مرة اخرى للنظر في مطالب
جورجيا الا أن وزير الدولة في
وزارة الخارجية الالمانية
جيرنوت ايرلر رفض دخول هذه
الدولة الحلف المذكور لنه سيؤدي
الى ووقع حرب حقيقية بين روسيا
والحلف الذي تقوده الولايات
المتحدة الامريكية مؤكدا بأن
جهود وزير الخارجية فرانك فالتر
شتاينماير لإنهاء الحرب ستؤدي
الى نتائج ايجابية ، بينما حذر
ناطق شئون السياسة الخارجية في
البرلمان السياسي الاشتراكي
جيرت فايسكيرشين
من مغبة تأييد مطالب جورجيا
بالانضمام الى الناتو واصفا
سياسة جورجيا العسكرية ضد
استونيا الجنوبية بأنها مغامرة
خاسرة متهما الرئيس الامريكي
جورج بوش بأنه وراء التحريض على
حرب جديدة تقع في أوروبا
فتطورات الاوضاع السياسية
والاستراتيجية التي تشهدها
أوروبا حاليا من خلال اقامة
قواعد صواريخ جديدة لامريكا في
التشيك وبولندا كانت وراء
العودة الى الحرب الباردة من
جديد والاعمال العسكرية في تلك
المناطق دليل واضح على
أن رماد الحرب قد اشتعلت مرة
اخرى مؤكدا الى ضرورة بذل جميع
الجهود الدبلوماسية لإنهاء
الاعمال العسكرية من خلال
التخفيف من لهجة التهديدات التي
تشنها واشنطن ضد موسكو . وأعرب خبير شئون
سياسة القوقاز في وزارة
الخارجية الالمانية السفير
هانس اولريخ لوقاس الذي عاد
مساء يوم أالاثنين
من 11 آب/أغسطس من تفليس عن
ارتياحه لرفض
زعماء الناتو انضمام جورجيا الى
الحلف المذكور خلال الاجتماع
الذي عقدوه في بوخارست مؤكدا ان
الرفض كان قرارا حكيما فلو تم
قبول تلك الدولة بذلك الحلف
لأرغمت الحرب الدائرة حاليا
الالمان والفرنسيين
والاسبانيول وغيرهم بتشكيل فرق
عسكرية للذهاب الى جورجيا
للدفاع عنها الأمر الذي يعني
بأن الحرب ستتسع رقعتها
اذ ان تطورات السياسة
الدولية الناجمة عن اقامة قواعد
صواريخ امريكية جديدة في أوروبا
الشرقية لمواجهة ايران
ومعارضة موسكو لها اضافة
الى الصراع في القوقاز تعتبر
الأسس الاولية بالعودة الى حرب
حقيقية فالحرب الباردة التي
انتهت اثر انهيار جدار برلين
عادت من جديد جراء الانتقادات
والاتهامات والتهديدات بين
موسكو وواشنطن وبين واشنطن
ومعها الغرب ضد ايران والحرب
أولها كلاما على حد أقولهم
وآرائهم . ومناطق القوقاز
بأسرها مناطق اسلامية افتتحت
على عهد الخليفة الراشد سيدنا
عثمان بن عفان رضي الله عنه وقد
استطاع القائد الفذ حبيب بن
مسلمة الفهري رضي الله عنه وهو
من صغار الصحابة الذي يقال له
حبيب الروم بسط سيطرة الاسلام
على تلك المناطق ولا يزال يوجد
في متحف الوثائق الاسلامية
بموسكو وثيقة الفتح بخط ذلك
الصحابي لسكان تلك المنطقة ونص
الوثيقة : هذا ما اعطى حبيب بن
مسلمة سكان تفليس وجروزان /
جروزني – عاصمة الشيشان /
وكايف – كييف عاصمة
اوكرانيا / عهد الله وميثاقه
وعهد المسلمين بأن لا تهدم
بيعهم ودورهم ولهم ذمة المسلمين
كبيرهم وصغيرهم . توفي حبيب بن
سلمة في ارمينيا على عهد سيدنا
معاوية بن أبي سفيان رضي الله
عنهما ولما مات حزن عليه معاوية
وقال حبيب ولا حبيب لي . ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |