ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 16/08/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


حكّام سورية:

خصوم سياسيون، لشعبهم، أم أعداء ألدّاء!؟

عبد الله القحطاني

* الخصومة معروفة، بين الناس، في سائر الأنشطة الإنسانية: من رياضية، وسياسية، وفكرية، واقتصادية، ونحو ذلك! وقد تكون الخصومة بين أعداء، كما قد تكون بين أصدقاء! وقد تكون، كذلك، بين أناس لا يعرف بعضهم بعضاً، في الرياضة، والاقتصاد، والفكر، ونحو ذلك!

* الخصومة السياسية، داخل الوطن الواحد، بين أبنائه، أفراداً، وأحزاباً، وكتلاً.. هي الأصل، في العمل السياسي! وإلاّ؛ لكان الناس، كلهم، من مشرب سياسي واحد، أو من حزب واحد، أو أتباعاً لزعيم واحد!

* حزب البعث، في سورية، كان، قبل استيلائه على السلطة، خصماً، لعدد من الأحزاب السورية، العاملة في الساحة السياسة! يتحالف مرّة مع هذا الحزب، في مرحلة معيّنة، لتحقيق هدف معيّن؛ كالفوز في معركة انتخابية، أو تمرير قرار معيّن، في مؤسسات الدولة، أو معارضة قرار معيّن! و يختلف معه، حول أمور أخرى، في الوقت ذاته، أو في أوقات لاحقة! وهذا ديدن الأحزاب كلها، في الإطار الديموقراطي!

* حزب البعث تحوّل، بعد استيلائه على السلطة، بانقلاب الثامن من آذار، عام /1963/، تحوّل إلى عدوّ حقيقي لدود، لكل قوّة سياسية موجودة في سورية! وبات همّه تدميرَ مواطنيه، المعارضين له، بما ملكه من قوّة الدولة ومؤسّساتها! بل، ظلّ يدمّر نفسه، بين فينة وأخرى، داخل السلطة: كل مجموعة فيه، تتآمر على الأخرى، وتتحيّن الفرص، لسحقها! حتى وصل الأمر، بالحزب، إلى أن صار مجموعة واحدة، تسبّح بحمد رجل واحد! وفقد كونه حزباً سياسياً، بالمعنى المعروف، ولم يعد له من الحزب، إلاّ اسمه، وإلاّ وظيفته، في تغطية حقيقة الرجل الوحيد، الذي يحكم سورية، والذي حرص على إبقاء هذا الحزب، لتأدية هذا الدور، ولتسخير الرفاق، خدماً له، وأبواقاً تسبّح بحمده، وتتآمر ضدّ شعبها، لتعزيز سلطته، والمحافظة على كرسي حكمه، الذي ورّثه لابنه، فيما بعد، فسار على طريق أبيه، وطريقته، في التعامل مع الحزب وكوادره!

* حزب البعث، الذي صار عدواً، لمواطنيه، المعارضين له، في فترة ما، من حكمه.. تحوّل، مع الزمن، إلى أداة رخيصة، للحاكم الأوحد، الذي صار، وحده، يرى شعب سورية، كله، عدواً له، ولأسرته، ولزمرته، التي رهنت مصيرها بمصيره! ففقد حزب البعث، حتى قيمتَه في أن يكون عدواً، بعد أن فقد قيمته، في أن يكون خصماً شريفاً، لمواطنيه، المعارضين لحكمه! وصار الرفيق البعثي، لا همّ له، إلاّ التسبيح بحمد سيده الأعلى، وكتابة التقارير التجسّسية، بأبناء بلده، من أهل وعشيرة، وأصدقاء وزملاء! بل صار الرفيق البعثي العادي، يشعر أنه مسحوق، أكثر من سائر المواطنين؛ لأنه فقد قيمته الحزبية السياسية، وفقد كرامته الشخصية، وفقد احترامه لنفسه! وهو مكره، على أداء دور الجاسوس الرخيص، دون أن يقبض، حتى أجرَ تجسّسه! لأن تجسّسه واجب عليه؛ بحكم كونه رفيقاً! لذا، لا يحقّ له المطالبة، بأيّ أجر، أو امتياز! ولو حدّثته نفسه، بالانسحاب من الحزب، فسيحسب ألف حساب، لما يمكن أن يقع على رأسه من مصائب، على أيدي رجال المخابرات، الذين يوظّفونه جاسوساً، ضدّ أهله ومواطنيه!

* حزب البعث محسوب، اليوم، عدواً لشعبه، في نظر هذا الشعب.. وهو أهون من ذلك بكثير! فالعدوّ الوحيد، للشعب السوري، اليوم، الذي جعل من نفسه عدواً، لهذا الشعب، هو نظام آل أسد، ومحوره: أسرة أسد، ومعهم أعوانهم، من أعمام، وأخوال، وأصهار! لذا؛ يسعى هؤلاء المتحكّمون بقرار الوطن والشعب، إلى سحق كل ما يستطيعون سحقه من أبناء الوطن، وتدمير ما يستطيعون تدميره، من ركائز الوطن الأساسية، ونهب كل ما يستطيعون نهبه، من خيرات الوطن وثرواته!

* لقد أعدم آل أسد، السياسةَ في سورية.. بما فيها من خصومات ومنافسات! ولم يتركوا إلاّ العداوة، بينهم وبين الشعب السوري، والخوفَ المتبادل بينهم وبينه! فهم يخافونه أكثر ممّا يخافهم! لأن خوفه منهم، هو خوف أفراد، لا يملك أحدهم إلاّ حياته، وشيئاً من المال والمتاع! أمّا خوفهم منه، فهو ـ إضافة إلى خوف كل منهم على حياته ـ خوف على مزرعة رائعة، خصبة غنّاء، اسمها: سورية.. استولوا عليها، واستعبدوا أهلها، وصاروا فراعين فيها، وسلاطين، وجبابرة!

* هل تزول حالة العداء هذه، بين الزمرة الحاكمة وشعبها، وتعود إلى حالة من الخصومة السياسية!؟ لا يتوقّع هذا، ألبتّة، عند النظر إلى طبيعة الحكم الحالي وتركيبته! لأن حكّام سورية الحاليين، ليسوا سياسيّين، أصلاً، ولا صلة لهم بالسياسة.. وإنما سيقت إليهم البلاد، بالغدر العسكري، الذي مارسه بعض المجرمين والمغفّلين، من ضباط الجيش.. وصاروا، هم، أول الضحايا، التي مزقتها فصيلة الذئاب، التي سلّموها الحكم بالجهل والغفلة، والطمع والسفاهة، وانعدام الضمير! ولو نوى حكّام سورية الحاليون، ممارسة سياسة حقيقية، في سورية، لشعروا أنهم يفقدون كل شيء؛ إذ لا يحلمون بالقدرة على ممارسة السياسة، والمنافسة فيها، والخصومة في إطار لعبتها الديموقراطية! فما لهم، في نظر أنفسهم، غير العداء للشعب والوطن، حتى يحكم الله بينهم وبين أبناء البلاد، بالحق.. وهو خير الحاكمين!.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ