ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
دولة
الحبر على ورق!! أ.د.
محمد اسحق الريفي مرة أخرى، وبعد انكشاف أكذوبة حل
الدولتين للرئيس الأمريكي جورج
بوش، يرمي الأمريكيون
والصهاينة للفلسطينيين ملهاة
جديدة اسمها "دولة رف"،
لتضليل شعبنا وخداعه، ولتبرر
تمادي شركاء الاحتلال في
التسوية السياسية في حربهم على
المقاومة وتصفية القضية
الفلسطينية. عندما بدأت المقاومة الفلسطينية تستنزف
الكيان الصهيوني وتهدد المصالح
والمشاريع الأمريكية في
المنطقة، ألهى الصهاينة
والأمريكيون وحلفاؤهم الغربيون
الفلسطينيين بسلطة حكم ذاتي
انتقالي في الضفة وغزة على
السكان فقط دون الأرض والأمن
والحدود، وكانت الملهاة في ذلك
الوقت مرحلة مفاوضات الحل
الدائم، حيث وُضعت قضايا القدس
والحدود واللاجئين والمستوطنات
والأمن على رف الإهمال، بينما
استمرت عمليات التهويد
والاستيطان والحرب على
المقاومة. وكان
على شركاء الاحتلال في التسوية
تقديم القرابين الفلسطينية
للصهاينة قبل أن تبدأ مفاوضات
الوضع النهائي، للبرهنة على حسن
نواياهم وسلامة سرائرهم
والتزامهم بشروط الصفقة!! وكان
الزمن وحده كفيلاً بكشف حقيقة
تلك الملهاة، ولكن بعد فوات
الأوان، إذ تمكن الصهاينة من
تكبيلنا باتفاقيات لا تخدم إلا
مخططاتهم، ووجد الفلسطينيون
أنفسهم يلهثون وراء السراب، بعد
أن غرقوا في الفساد والفوضى
والفلتان الأمني. ولما تبين زيف تلك الوعود وبطل سحر ملهاة
أوسلو، ألقى بوش أمام
الفلسطينيين ملهاة أخرى، وهي حل
الدولتين، ضمن إطار ما سمته
الإدارة الأمريكية خريطة
الطريق، التي تشترط على الطرف
الفلسطيني المشارك في هذه
الملهاة القضاء على المقاومة
قبل أن ينعم بأي إجراء أمني يحفظ
ماء وجه المفاوض الفلسطيني،
كإزالة حاجز عسكري صهيوني في
الضفة أو إطلاق عدد من الأسرى
الفلسطينيين من سجون الاحتلال
الصهيوني. ولم
تؤد هذه الملهاة إلى إلهاء
الفلسطينيين وتضليلهم وخداعهم
وخسارتهم للوقت فحسب، بل أدت
كذلك إلى تفاقم الانقسام
الداخلي وتكريس حالة الاحتراب
الفلسطيني في الضفة وغزة. ولم يكن بوش صادقاً في وعوده، ولم يكن
الصهاينة صادقين في التزامهم
برؤية بوش حول حل الدولتين،
وإنما كان الهدف من وعود بوش
الكاذبة وأكاذيب الصهاينة كسب
الوقت لصالح الاحتلال، وتهدئة
المنطقة التي توشك أن تنفجر في
وجه الأمريكيين والأنظمة
الرسمية العربية الخاضعة لهم،
وتصفية المقاومة الفلسطينية
بأيدي شركاء الاحتلال في
التسوية الوهمية. ومع اقتراب المهلة التي حددها بوش لإقامة
دولة فلسطينية من نهايتها،
واستكمالاً لمسلسل الوعود
الكاذبة المضللة للفلسطينيين،
رمت الإدارة الأمريكية بملهاة
جديدة للفلسطينيين، لتدخلهم في
دوامة سياسية جديدة، ولتكريس
الوضع القائم وتثبيته. هذه
الملهاة هي "اتفاق رف" يؤدي
إلى إقامة دولة رف، تتحول بقدرة
قادر عند تحسن الظروف من وجهة
نظر العدو الصهيوني والأمريكي
إلى دولة على أرض تمزقها
المستوطنات اليهودية والطرق
الالتفافية والحواجز العسكرية
وجدار الفصل العنصري الصهيوني،
دون أن يكون لهذه الدولة أي
سيادة، بينما تصبح القدس
المحتلة عاصمة أبدية للدولة
اليهودية ويُلغى حق عودة
اللاجئين!! وحتى هذه الدولة الوهمية، التي يصبح
بموجبها على شركاء الاحتلال
تصفية حركة المقاومة الإسلامية
"حماس" وأجنحة المقاومة،
وإعادة سيطرة أجهزتهم الأمنية
على غزة قبل أي خطوة باتجاه
الدولة الوهمية، لا تتمتع هذه
الدولة بأي ضمانات إطلاقاً،
فالراعي الأمريكي ورئيس حكومة
الاحتلال الذي سيوقع على اتفاق
الرف، سيصبحان بعد أشهر معدودة
على رف القادة المنتهية
صلاحياتهم السياسية، وكذلك
الأمر بالنسبة لرئيس السلطة
محمود عباس، الذي تكتم هو
وفريقه لعدة أسابيع على اتفاقية
الرف ولم يبد أي معارضة أو تحفظ
عليها قبل أن تنشرها صحيفة
هآرتس العبرية، بل أكد عباس
ثقته بالتوصل إلى حل قبل نهاية
عام 2008، وربما كان يقصد بذلك
دولة فلسطينية على الرف!! ولاشك أن تكتم عباس وفريقه على دولة الرف
طيلة تلك الأسابيع هو جزء من
الملهاة، فعباس يدرك أن هذا
العام هو عام انكشاف الأكاذيب
وسقوط الأوهام والوعود
الكاذبة، ولذا فهو معني
باستمرار إلهاء الشعب
الفلسطيني وإشغاله بالانقسام
والاحتراب، ولهذا السبب لم يوقف
عباس وفياض المفاوضات
واللقاءات الأمنية مع أولمرت
وبارك وغيرهما من قادة
الاحتلال، ولم تكن التحفظات
الشكلية لمستشاري عباس وأزلامه
على اتفاق الرف إلا ذراً للرماد
في العيون، وإمعاناً في خداع
الشعب الفلسطيني، وإصراراً على
مواصلة النهج الاستسلامي
والمتاجرة بالقضية والشعب. إذن على عباس وفريقه أن يشدد الحصار على
غزة ويؤلب الأصدقاء قبل الأعداء
على حركة حماس ويحرض العالم
ضدها، وذلك بموجب اتفاق الرف!!
وعليه أن يعد العدة لغزو غزة
والسيطرة عليها حتى يفي بالشروط
الصهيوأمريكية لإتمام صفقة
دولة "الحبر على ورق"،
وليحصل على أراض في النقب
المحتل مقابل ضم أراض في الضفة
المحتلة للكيان الصهيوني!!
أما في الضفة المحتلة، فعلى
فياض أن ينشر أجهزته الأمنية في
المدن والقرى لحماية أمن
الصهاينة والإجهاز على
المقاومة، التزاماً باتفاق
الرف ودولة الرف، وبذريعة العمل
على تحسين الظروف، ليمن العدو
الصهيوني والأمريكي على شعبنا
بدولة!! ولكن هذه الأكاذيب الجديدة لن تدوم
طويلاً قبل أن يكشف شعبنا
الفلسطيني حقيقتها، فملهاة
دولة الرف هي مجرد إعادة صياغة
لملهاة أوسلو وملهاة حل
الدولتين وما سبقهما من وعود
كاذبة على مدار تاريخ القضية
الفلسطينية، ومن الوهم أن يعول
الأمريكيون وحلفاؤهم والصهاينة
وشركاؤهم على تضليل شعبنا وكسر
إرادته وتصفية حركة حماس
والمقاومة، فهذا زمن المقاومة
وانتصارها وانكشاف الأوهام
وسقوط الوعود الكاذبة وهزيمة
الاحتلال. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |