ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
تأملات
تربوية في سورة الحجر المقال
الأول الدكتور
عثمان قدري مكانسي أساليب
التربية في سورة الحجركثيرة ،
وهي رياض غناءة يسعد المتأمل
فيها والناظر إليها ببديع هذه
الأساليب التي يأخذ بعضها ببعض
، فتنظم عقداً بليغاً يحوي درر
الحِكَم وجواهر الأدب وجميل
المعاني الخلاّقة التي تستهوي
المربين والأساتذة والآباء ،
فيقتطفون منها طاقات فوّاحة من
علم وأدب وتربية ... إليك بعضها : 1-
قال
الحكماء : (لا تقم
بعمل تندم عليه )؛ وكثير
منا يجترح أحدنا أخطاء دون روية
، ثم يندم عليها . ولا شك أن
الاعتراف بالخطأ والرجوع عنه
فضيلة ، وأفضل منه تصويبه وعدم
العودة إليه . هذه هي التوبة
النصوح . وهذه التوبة مطلوبة في
عالمنا ، وما تزال مقبولة ، بل
مطلوبة ما دمنا على قيد الحياة .
أما الندم بعد الموت فحسرة لا
تنقضي ، واعتذار لا يقبل ، وخطأ
لا يغتفر إلا بعفو الله تعالى
ومغفرته ولطفه ما عدا الإشراك
به سبحانه ، فهذا خطأ لا يُغتفر
وذنب لا يُمحى " إن
الله لا يغفر أن يُشرك به ،
ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء "
ونقف وقفة الخائف الوجل والحذر
المنتبه أمام الآية الكريمة
الثانية في هذه السورة " رُبَما
يود الذين كفروا لو كانوا
مسلمين " إنهم سيندمون
عَلَى مَا كَانُوا فِيهِ مِنْ
الْكُفْر ، ويتمنون لَو كَانُوا
فِي الدنيا مَعَ المسلمين . قال
اِبن عباس وابن مسعود :
إن الكفار حين
يعرضون على النَّار يوم القيامة
ويرون المسلمين ناجين منها
يتمنون أَنْ لَو كَانُوا مسلمين
. ولعلّ الْمُرَاد أَنَّ كل
كَافِر يَوَدّ عِنْد
اِحْتِضَاره أَنْ لَوْ كَانَ
مُؤمِنًا . وقيل : هذا إخبارعن
يوم الْقِيَامَة كَقَوْلِهِ
تَعَالَى " وَلَوْ
تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى
النَّار فَقَالُوا يَا
لَيْتَنَا نُرَدّ ولا نُكَذِّب
بِآيَاتِ رَبّنَا وَنَكُون
مِنْ الْمؤمِنِينَ"
وَقَالَ بعض المفسرين إن هذه
الآية يقولها الجهنّميون الذين
يرون العاصين من المؤمنين خرجوا
من النار بعفو الله تعالى . وفي
رواية: يَقُول
أهل النار للموحدين مَا أَغْنَى
عنكم إِيمَانكم ؟ فَإِذَا
قَالُوا ذَلِكَ قَالَ اللَّه :
أَخْرِجُوا مَنْ كَانَ فِي
قَلْبه مِثْقَال ذَرَّة مِن
إِيمَان . وروي عَنْ أَنَس بن
مَالِك قَالَ
: قَالَ رسول الله صلى الله عليه
وسلم "
إِنَّ نَاسًا مِنْ أَهْل لا إله
إلا اللَّه يدخلون النار
بذنوبهم ، َيَقُول
لَهُم أَهْل اللات وَالْعُزَّى
مَا أَغْنَى عنكم قولكم لا إله
إلا اللَّه وَأَنْتُمْ مَعَنَا
فِي النَّار ؟ فَيَغْضَب اللَّه
لَهُمْ فيخرجهم ، فيلقيهم فِي
نَهَرالحياة فيبرءون من حرقهم
كَمَا يَبْرَأ الْقَمَر مِنْ
خُسُوفه ، ويدخلون الجنة وَيُسَمَّوْنَ
فَيهَا "الجهنميون" . إن
الكفار لا يعبأون في الدنيا
بغير التمتع بها وانتهاب
الملذات ، فكان التهديد واضحاً
في قوله تعالى " ذرهم
يأكلوا ويتمتعوا ويلهيهِم
الأمل ، فسوف يعلمون " ولن
يعلموا إلا بعد فوات الأوان .
فإذا رأوا يوم القيامة ذاقوا
وبال أمرهم . 2-
إن الله
سبحانه وتعالى ( يمهل
ولا يهمل ) فلن يُهلك الله
أمة إلا بعد قيام الحجة عليها
" وما أهلكنا من
قرية إلا ولها كتاب معلوم "
ولـ ( الكتاب المعلوم ) معنيان
متلازمان ، أولهما
أن الحق سبحانه لا يهلك امة قبل
إرسال الرسل ودعوتها إلى عبادة
الله وحده ، فإن أجابت نجت ، وإن
لم تفعل حق عليها الهلاك . وثانيهما
أن لكل أمة أجل " فإذا
جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا
يستقدمون " والله سبحانه
– على غضبه على الكفار – حليم
يؤخرهم لأجلهم المحدد لهم فلا
يعجل عليهم . ولذلك كانت القاعدة
الإلهية في حق الأمم " ما
تسبق من أمة أجلها ، وما
يستأخرون . " والإنسان هو
الذي يستعجل حين يغضب وتأخذه
الحميّة ، يكاد يخسف الأرض بمن
غضب منهم ، ويحاول جاهداً أن
يستأصل شأفتهم . " وخـُلق
الإنسان عجولاً " 3-
العاقل يقارع
الحجة بالحجة وضعيف الرأي
يغطي على جهله
بالهزء والسخرية ، ومن
سخرية المشركين بالرسول الكريم
صلى الله عليه وسلم أنهم
يتعالون عن ذكر اسمه الشريف ،
فلا ينادونه : يا محمد ؛ بل
يقولون تعريضاً واستخفافاً " يا
أيها الذي نُـزّل عليه الذكر ..."
ويقصدون : يا من
تدّعي أنك نبي ورسول ؛ إنك
لمجنون . ويطالبونه أن يكون معه
ملَك يؤيده . مع أن الملائكة لا
تنزل إلا للدفاع عن الأنبياء
والقضاء على أعدائهم وإبادتهم
حين يشتد أذاهم للرسل وأصحابهم
، كما فعل الله بالأمم السابقة
الهالكة . ويخفف الله تعالى عن
الرسول ألمه وحزنه من صد
المشركين وأذاهم فيخبر الحبيب
المصطفى أنه ليس يدْعاً من
الرسل ، فقد كُذبت الرسل من قبله
، واستهزأ المشركون بهم كما
استهزأت قريش وكفار العرب به .
فهذا دأب المكذبين الضالين . 4-
يعاقـَب
المشركون الذين صدوا عن
الإيمانن وحاربوه واتبعوا
أهواءهم بالكفر يعشش في قلوبهم
فيتيهون في الضلالة ويعمهون
فيها " كذلك
نسلكه في قلوب المجرمين ، لا
يؤمنون به وقد خلت سنة الأولين "
وهكذا
فـُعِل بكفار الأمم السابقة
التي صدت عن سبيل الله ، فقد
أدخل الله تعالى الشرك في
قلوبهم لأنهم طلبوه كقوله تعالى
في سورة الإسراء" قل
: من كان في الضلالة فليمدُدْ له
الرحمن مداً " وقوله
تعالى "
من كان يريد
العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء
لمن نريد ، ثم جعلنا له جهنم
يصلاها مذموماً مدحوراً "
فهم – المشركين – لا يؤمنون حتى
يقعوا في الواقعة التي لا خلاص
منها . ولعل بعضهم يقول : أحقاً
هم يصدون لو
وجدوا آيات بينات ؟ والدليل أن
سجية البشر واحدة ، فالله تعالى
قدم لقوم صالح آية الناقة حين
وعدوا نبيهم أن يؤمنوا بهم لو
جاءهم بخارق العادات ، فلما
جاءتهم كفروا بها وقتلوها . فلما
طلب القرشيون آية ذكـّرهم الله
تعالى بالقاعدة الشهيرة : لا
يُلدغ المرء من جحر مرتين
حين أنزل الآية " وما
منعنا أن نرسل بالآيات إلا أنْ
كذب بها الأولون ، وآتينا ثمود
الناقة مبصرة فظلموا بها "
أي ظلموا أنفسهم بقتلها . وفي
هذه السورة يفضحهم الله تعالى
حين يعريهم فيقول : " لا
يؤمنون به وقد خلت سنة الأولين "
فهم مثلهم . ولأنه سبحانه عالم
بهم خبير بدخائلهم يقول " ولو
فتحنا عليهم باباً من السماء
فظلوا فبه يعرجون لقالوا : إنما
سُكـّرت أبصارنا ، بل نحن قوم
مسحورون " . وقد يتفاصح
أحدهم فيقول : لِمَ يأخذ ُربك
الخلـَف بجريرة السلف ؟! فنقول
له : يا هذا خانك الفهم ، وجانبك
الصواب ، فالله تعالى بعدله لا
يترك لأحد حجة ، فقد طلب مشركو
مكة دليلاً على نبوة الحبيب
محمد ، وسألوه أن يطلب من ربه
انشقاق القمر ليؤمنوا به ، فلما
انشق القمر قالوا : سحرنا محمد ،
وحين قيل لهم إن كان سحَرَكم
فاسألوا القادمين إلى مكة بعد
أيام عما رأوا . فلما سألوهم
وأكدوا أنهم رأوا القمر فِلقتين
ذلك اليوم قالوا : سحر محمد
الجميع ، إن سحره قوي مستمرشديد
" اقتربت
الساعة وانشق القمر ، وإن يروا
آية يعرضوا ، ويقولوا سحر مستمر
، وكذبوا واتبعوا أهواءهم ..
" 5-
كَانَ
لِلْمَأْمُونِ - وَهُوَ أَمِير
إِذ ذَاكَ - مَجْلِس نَظَر ,
فَدَخَلَ فِي جُملَة النَّاس
رَجُل يَهُودِيّ حَسَن الثوب
حَسَن الْوَجْه طَيِّب
الرَّائِحَة , قَالَ :
فَتَكَلَّمَ فَأَحْسَن الكلام
والعبارة , قَالَ : فَلَمَّا
انتهى المجلس دَعَاهُ
الْمَأْمُون فَقَالَ لَهُ :
إِسْرَائِيلِيّ ؟ قَالَ نَعَمْ
. قَالَ لَهُ : أَسْلِمْ حَتَّى
أَفْعَل بِك وَأَصْنَع ,
وَوَعَدَهُ . فَقَالَ : دِينِي
وَدِين آبَائِي ! وَانْصَرَفَ .
قَالَ : فَلَمَّا كَانَ بعد
سَنَة جَاءَنَا مسلماً , قَالَ :
فَتَكَلَّمَ عَلَى الْفِقْه
فَأَحْسَن الكلام ; فَلَمَّا
تَقَوَّضَ الْمَجْلِس دَعَاهُ
الْمَأْمُون وَقَالَ : أَلَسْت
صَاحِبنَا بالأمس ؟ قَالَ لَهُ :
بَلَى . قَالَ : فَمَا كَانَ
سَبَب إسلامك ؟ قَالَ :
اِنْصَرَفْت مِنْ حَضْرَتك
فَأَحْبَبْت أَنْ أَمْتَحِن
هَذِهِ الأديان , وَأَنتَ
تَرَانِي حَسَن الخطّ ,
فَعَمَدْت إِلَى الإنجيل
فَكَتَبْت ثلاث نُسَخ فَزِدت
فِيه وَنَقَصْت ,
وَأَدْخَلْتهَا الْكَنِيسَة
فَاشْتُرِيَتْ مِنِّي ,
وَعَمَدْت إِلَى التوراة
فَكَتَبْت ثلاث نُسَخ فَزِدْت
فِيهَا وَنَقَصت ,
وَأَدْخَلْتهَا البِيعَة
فَاشْتُرِيَتْ مِنِّي ,
وَعَمَدْت إِلَى الْقُرْآن
فَعَمِلْت ثلاث نُسَخ
منه
وَزِدْت فِيهَا وَنَقَصْت ,
وأدخلتها الورَّاقِينَ
فَتَصَفحُوهَا , فلَمَّا أَنْ
وَجَدُوا فِيهَا الزِّيَادَة
وَالنُّقْصَان رَمَوا بِهَا
فَلَمْ يَشترُوهَا ; فَعَلِمْت
أَنَّ هَذَا كِتَاب محفوظ ,
فَكَانَ هَذَا سَبَب إسلامي .
قَالَ يَحْيَى بْن أكثم :
فَحَجَجْت تلك السَّنَة
فَلَقِيت سُفيَان بْن
عُيَيْنَة فَذَكَرْت لَهُ
الْخَبَر فَقَالَ لِي :
مِصْدَاق هَذَا فِي كِتَاب
اللَّه عَزَّ وَجَلَّ . قَالَ
قلت : فِي أَيّ موضِع ؟ قَالَ :
فِي قَول اللَّه تبارك
وَتَعَالَى فِي التوراة
والإنجيل : " بِمَا
اُسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَاب
اللَّه "
الْمَائِدَة : 44 ,
فَجَعَلَ حِفْظه إِلَيهِم
فَضَاعَ , وَقَالَ عَزَّ
وَجَلَّ : "
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا
الذِّكْر وَإِنَّا لَهُ
لَحَافِظُونَ " فَحَفِظَهُ
اللَّه عَزَّ وَجَلَّ
عَلَيْنَا فَلَمْ يَضِعْ
. وفي هذه الآية أحد عشر توكيداً
( إنّ المشددة ونا الدالة على
الجمع ، وضمير العظمة نحن ،
والتضعيف في نزّل ونا الدالة
على الجمع ، وتعريف الذكر ، وإنّ
المشددة ونا الجمع ، وتقديم ما
حقه التأخير " له " فالجار
والمجرور حقهما أن يتأخرا عن
الخبر حافظون ، ولام حافظون
ويسمونها المزحلقة ، وواو الجمع
في قوله لحافظون ) فهذه
الآية سبع كلمات فيها أحد عشر
توكيداً ، وكلام الله سبحانه
وتعالى لا يحتاج توكيداً ،
فالله - سبحانه - أصدق القائلين ،
فكيف إذا أكده ، أو كان فيه هذا
الزخم من التوكيد؟ 6-
التفكر
والتدبرغذاء القلوب والعقول
، فنرى القرآن الكريم يرشدنا
إلى بديع الصنع من سماء وأرض
وجبال وشجر وماء وزرع وحيوانات
وحياة وموت . وهذا التفكير في
أنفسنا وما حولنا دليل على وجود
االإله الخالق الحكيم الذي أحسن
كل شيء خلقه ، وبدأ خلق الإنسان
من طين . ومن تفكر وتدبر وتابع
المسيرة الكونية اهتدى إلى الحق
ضمن قواعد منطقية متسلسلة
الحلقات ، فأول
هذه القواعد : أنا
أفكر ، فأنا موجود ، وهذه
القاعدة سرقها الفيلسوف "
ديكارت " من الفيلسوف المسلم
" ابن سينا " فعرفت للأول
وهي للثاني وقد سبقه إليها
بقرون عديدة . وثاني
هذه القواعد
أنه لا بد
لكل حادث من محدِث ، فما نحن
وما حولنا إلا مخلوقات كانت في
طور العدم ، وسنعود للعدم ، ونحن
لا نملك لأنفسنا موتاً ولا حياة
ولم نكن نعلم متى سنوجد ولن نعلم
متى نعود للفناء ، وهذه الدورة
الحيوية لم تأت من فراغ ، فقانون
الصدفة ضعيف متهاوٍ
لا يثبت على حال ، ولا يقول
به عاقل . وثالث
هذه القواعد
: ما له بداية له نهاية . وهذا
أمر بدهي ، فنحن نرى نبات الأرض
ودولة الليل والنهار والأطوار
التي يمر بها الإنسان ولادة
وحياة وموتاً ، وما يدّعي أحد
أنه كان منذ الأزل وأنه باق إلى
الأبد . وهؤلاء آباؤنا وأجددنا
قضوا ونحن على إثرهم راحلون
شئنا أم أبينا . وتعال معي نتدبر
هذه الآيات في هذه السورة
الكريمة نتابع فيها قدرة الله
وبديع صنعه سبحانه وَلَقَدْ
جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ
بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا
لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْنَاهَا
مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ
(17) إلا مَنِ
اسْتَرَقَ السَّمْعَ
فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ
(18) والأرض
مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا
فِيهَا رَوَاسِيَ
وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ
كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (19) وَجَعَلْنَا
لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ
وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ
بِرَازِقِينَ (20) وَإِنْ مِنْ
شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا
خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ
إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21) وَأَرْسَلْنَا
الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ
فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ
مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ
وَمَا أَنْتُمْ لَهُ
بِخَازِنِينَ (22) وَإِنَّا
لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ
وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ (23) سماء
عالية ،وقبة سامقة لا يحدها
النظر فيها شمس وقمر، ونجوم لا
يُحصى عددُها تبهر الناظرين
تسير بنظام محكم وترتيب رائع ،
ثم شهب تخر من السماء بسرعة إلى
الأرض فلا تؤذي من فيها تمنع
الشياطين أن تسترق السمع . وأرض
ممتدة موزونة ، فيها الجبال
الشامخة ، والأنهار المتدفقة ،
والبحار الهادرة ، واليابسة
الممتدة ، أشجار وزروع ، وخضرة
وصفرة ، وترتيب عجيب لصيف وشتاء
، وربيع وخريف ، وثمار تتجدد كل
فصل بما يناسبه وكل سنة في
الميعاد نفسه ، وخيوانات لخدمة
البشر وأكل لحوم بعضها ، ومواسم
الأمطار ، وتشكل السحب ،
والرياح اللواقح ... ألا يدل كل
هذا على مدبر الكون وخالقه ؟!
عجيب أمر البدوي الذي نطق
الحكمة فقال : البعرة
تدل على البعير، والماء يدل على
الغدير، والأقدام تدل على
المسير، أفسماء ذات أبراج، وأرض
ذات فجاج ، ألا تدلان على الحكيم
الخبير؟!. بلى
إنه الله الذي لا إله إلا هو ، به
آمنا ، وعليه توكلنا ، وإليه
أنبنا ........... ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |