ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 23/08/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


حفنة دولارات أطاحت ب "أولمرت" ..

والمليارات تعجز عن إطاحة المستبدين العرب!

الطاهر إبراهيم*

منذ تفتحت أعيننا على الحياة كان الإعلام العربي، والثوري منه على وجه الخصوص، يصدح ليل نهار بهجاء دولة إسرائيل، فيصفها أحيانا بدولة العصابات الصهيونية، والدولة المسخ حينا آخر، والاستعمار الاستيطاني أحيانا كثيرة.

لكن هذا الإعلام المطبل المزمر، المصفق للحكام القمعيين، لم يحاول، ولو لمرة واحدة، أن يقارن بين ما توفره دولة العصابات الصهيونية للإسرائيليين من ديمقراطية وحرية وعدالة ورخاء، وبين ما توفره الأنظمة الشمولية لشعوبها من قمع ومعتقلات ومشانق وفقر وبؤس. وكأن الشعوب العربية المقموعة تهوى حياة العبودية لأنها لو أتيح لها أن تتحرر من قيودها ، فستموت كما يموت السمك عندما يصبح خارج الماء.

"جولدا مائير" استقالت عام 1973من رئاسة حكومة إسرائيل عندما فشلت مخابراتها بتوقع حرب يوم "الغفران" كماأسمتها إسرائيل عندما حقق الجنود المصريون العبور الرائع ل"خط بارليف" المكون من حواجز ترابية ضخمة صنعها الجيش الإسرائيلي شرق قناة السويس بعد هزيمة الجيوش العربية في حرب حزيران عام 1967 واستيلاء إسرائيل على جزيرة سيناء والضفة الغربية وهضبة الجولان.

وحتى يتم تمويه الهزيمة فقد أخرج عبد الناصر مسرحية تم بموجبها حشد الآلاف المؤلفة من عناصر المخابرات والجنود على أنها جماهير من المصريين خرجت بشكل عفوي إلى الشوارع في مساء يوم 9 حزيران "يونيو" تطالب "جمال عبد الناصر" بالعودة عن استقالته، وكأنها تقول له: لا نستطيع أن نعيش بدون هزائم يا "ريّس". أما في سورية فقد طلع علينا حزب البعث ليقول: لقد انتصرنا، لأن إسرائيل لم تستطع إزاحة "البعث" من الحكم.

عبد الناصر ألقى بتبعة "الهزيمة" على قادته الأقل منه رتبة مثل المشير "عبد الحكيم عامر" الذي انتحر أو نحر، ووزير الدفاع "شمس بدران"، ومدير المباحث "صلاح نصر" الذي كان دولة داخل الدولة، وقائد سلاح الطيران " صدقي محمود".

أما نظام حزب البعث فقد ازداد رسوخا في حكم سورية بعد ذلك النصر "المبهدل" (على حد تعبير الممثل الكوميدي المشهور "دريد لحام" الذي خلد هزيمة حزيران في مسرحيته "ضيعة تشرين"). بل إن وزير الدفاع السوري في هزيمة حزيران عام 1967 "حافظ أسد" قدْ رقّى نفسه إلى منصب "رئيس جمهورية" بعد أن انقلب في تشرين ثاني "أكتوبر" على شركائه في الحكم وشركائه في الهزيمة. فقاد عملية انقلابية أسماها "الحركة التصحيحية" أطاحت بجميع البعثيين، إلا أربعة رفاق: "حافظ أسد" و"عبد الحليم خدام" و"عبد الله الأحمر" ورئيس أركان هزيمة حزيران "مصطفى طلاس"الذي كوفئ فأصبح وزيرا للدفاع.

اليوم وبعد أربعة عقود فقد تغيرت المعادلة عنها في ستينات القرن العشرين. فلم تعد هناك حروب تشنها إسرائيل. فمصر ألقت السلاح وتبعتها منظمة التحرير الفلسطينية التي شطبت من ميثاقها فريضة الجهاد عقب توقيع اتفاق "أوسلو" عام 1993. أما سورية فبقيت تفاوض إسرائيل في السر حتى خرج الأمر إلى العلن بواسطة تركيا في شهر أيار من هذا العام. ما يعني أن الصلح أصبح قاب قوسين أو أدني بين سورية وإسرائيل.

وبعكس الأنظمة العربية، فإن إسرائيل التي تضطهد الفلسطينيين وتحاصرهم في أحيائهم في الضفة الغربية وقطاع غزة، إلا أنها تعتمد الشفافية في أمورها مع المواطن الإسرائيلي. فإذا تجاوز وزير أو مسئول حدود صلاحياته وتم اكتشاف أمره، فإنه يسارع إلى تقديم استقالته، كما فعل الرئيس الإسرائيلي السابق "موشيه كتساف" الذي أدين في قضية التحرش الجنسي بمقر الرئاسة، ما اضطره لتقديم استقالته.

أما "أولمرت" رئيس الوزراء الحالي فكان حظه سيئا. فقد تم التحقيق معه حول بضعة آلاف من الدولارات دفعها له مواطن أمريكي كرشوة يوم أن كان وزيرا في حكومة "شارون"، ما اضطره لأن يعتزم التنحي عن منصبه في شهر أكتوبر القادم.

المواطن العربي في الأنظمة القمعية يسمع بقصة هذه الرشوة، فيتلفت يمينا وشمالا ويتساءل : كيف ظهرت بضعة آلاف من الدولارات في جيوب "أولمرت"، ومليارات الدولارات التي يسرقها الحكام العرب القمعيون ويهربونها –تحت حسابات سرية- إلى بنوك سويسرا فإنها تلبس قبعة الإخفاء فتختفي ولا تكاد تظهر؟ أم لعل رشوة "أولمرت" حرام وسرقات الحكام القمعيين حلال؟

*كاتب سوري    

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ