ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 25/08/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


حصار غزة بين تغييرين

أ.د. محمد اسحق الريفي

يهدف حصار غزة إلى إحداث تغيير جذري في أيديلوجية حركة حماس والوعي الجمعي الفلسطيني تجاه الاعتراف بما يسمى (إسرائيل).  وفي المقابل، فإن نجاح الفلسطينيين في كسر الحصار دون رضوخ للشروط الصهيوأمريكية سيؤدي إلى تغيير جوهري في المنطقة ضد الأطماع الصهيوأمريكية.

 

ولذلك فإما أن يؤدي الحصار الصهيوأمريكي المفروض على غزة إلى تحقيق أهدافه الشريرة وإلى تقدم المشروع الصهيوني الاستعماري خطوات كبيرة للأمام، عبر إقامة اتفاق سلام بين الكيان الصهيوني وبين العرب والمسلمين يؤدي إلى التطبيع في العلاقات بين الطرفين، وإما أن يؤدي كسر الحصار إلى إفشال المخططات الصهيوأمريكية في المنطقة.

 

وقد لا يدرك العرب والمسلمون فداحة الخطر الذي يؤدي إليه نجاح حصار غزة في كسر إرادة الشعب الفلسطيني وإجباره على الرضوخ للشروط الصهيوأمريكية، وأهمها الاعتراف بما يسمى (إسرائيل) وإسقاط خيار المقاومة ضد الاحتلال، الأمر الذي يؤدي إلى دمج الكيان الصهيوني دمجاً طبيعياً في منطقتنا على حساب مستقبل أمتنا وإسقاط تيار المقاومة ضد مشروع الهيمنة الصهيوأمريكية وتمكين الولايات المتحدة من إعادة تشكيل منطقتنا وفقاً لمصالحها وأطماعها.

 

كما قد لا يدرك العرب والمسلمون أهمية كسر حصار غزة، رغماً عن أنف الصهاينة والأمريكيين وحلفائهم وعملائهم، وأهمية انتصار المقاومة الفلسطينية وصمودها على مستقبل العرب والمسلمين.  فانتصار المقاومة الفلسطينية انتصار لأمتنا، وهزيمة لأعدائها الطامعين فيها والساعين لمنع وحدتها وإعاقة نهضتها.  كما أن انتصار حركة حماس على الصهاينة والأمريكيين، وعملائهم وحلفائهم، سيؤدي إلى كسر الجمود في منطقتنا ودفع عملية التغيير التي تشندها شعوبنا إلى الأمام، والتخلص من الفساد والقمع والاستبداد والطغيان.

 

لذلك، ولأن حركة حماس حاملة لواء المقاومة الفلسطينية وحاضنتها، على العرب والمسلمين أن يدعموا حركة حماس وألا يلتفتوا إلى موجات التحريض التي يقودها أعداء أمتنا ويسخرون طابوراً من المرتزقة والكتّاب والإعلاميين المأجورين لنشرها.  فحركة حماس تمثل الحصن المنيع لأمتنا ضد المشاريع والمخططات الصهيوأمريكية، وهي رأس حربة العرب والمسلمين على الجبهة الفلسطينية، التي تعد أخطر جبهة للصراع بين أمتنا وبين أعدائها الصهاينة والصليبيين على مدار التاريخ.  وفي هذه الجبهة الساخنة لا بد أن يكون للعرب والمسلمين من ينوب عنهم في الدفاع عن الأمة ويقف ضد عملاء الاحتلال ووكلائه، الذين يساهمون في تمرير المؤامرات وكسر إرادة الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة.

 

ولا شك أن أعداء أمتنا يدركون جيداً انعكاسات التغيير وتداعياته الذي قد تشهده الساحة الفلسطينية على المنطقة كافة، لذا فهم يحرصون على عزل الجبهة الفلسطينية ومنع تواصلها الجغرافي والسياسي والاقتصادي والإعلامي والمعنوي مع الشعوب العربية والإسلامية وقواها وأحزابها السياسية والدينية، وذلك من خلال الحصار الصهيوأمريكي المفروض على غزة، ليستفرد هؤلاء الأعداء بالفلسطينيين ويفرضوا عليهم التغيير الذي يطمعون فيه، ومن ثم يحاولون فرضه على كل الشعوب العربية والإسلامية.

 

ولذلك يعلن أعداء أمتنا، من حين لآخر، بصراحة ووضوح تام، خشيتهم من أسلمة الصراع العربي–الصهيوني، وهم يقصدون بذلك منع العرب والمسلمين من دعم التغيير الذي تنشده حركة حماس وتضطلع به.  ويدعم هذا الهاجس تقارير ودراسات سياسية أصدرتها لجان سياسية ومراكز دراسات وأبحاث سياسية واستراتيجية، صهيونية وغربية.  إذ إن تلك التقارير والدراسات أكدت على خطورة تأثير الأوضاع الفلسطينية على استقرار منطقة الشرق الأوسط، الذي يضمن نجاح المخططات الصهيوصليبية في المنطقة، وعلى نجاح الولايات المتحدة الأمريكية في تخدير عقول العرب والمسلمين واستمالة قلوبهم إليها، وذلك في إطار مخططات الهيمنة الصهيوأمريكية على منطقتنا.

 

ولتبديد هذا الهاجس والحؤول دون نجاح حركة حماس في إنجاز التغيير الذي تضطلع به، يسعى الاحتلال الصهيوني لتشويه صورة حركة حماس، خاصة لدى العرب والمسلمين، عبر تحريك عملائه في الضفة وغزة، لنشر الفلتان الأمني وارتكاب جرائم واعتداءات ضد المقاومين والمجاهدين والمدنيين، لتجد حركة حماس، وحكومتها، نفسها مضطرة لملاحقة المجرمين في غزة ومعاقبتهم ووضع حد لاستهتارهم بالأمن وحياة المواطنين، فعندئذ يقوم الصهاينة وجهات إعلامية مأجورة وأقلام مرتزقة بشن هجمات دعائية تحريضية ضد حركة حماس، تقوم هذه الهجمات والموجات التحريضية على قلب الحقائق وإساءة تفسير الأحداث والوقائع وتضليل الجماهير العربية والإسلامية، بما فيها الشعب الفلسطيني في الداخل والحارج.

 

فتارة يتهم الصهاينة حركة حماس بأنها تسعى لتحقيق مكاسب حزبية ضيقة، وتارة أخرى يتهمونها بأنها تخلت عن المقاومة واعترفت بما يسمى (إسرائيل) وأنها تقتفي أثر حركة فتح في التنازل عن الثوابت والتفريط بالحقوق، وتارة ثالثة يتهمونها بأنها تتشبث بالكراسي والمناصب الزائفة... وهكذا.  وكل هذه الأكاذيب والشائعات والشبهات لا يمكن أن تمر على عاقل، ولا يمكن لعاقل أن يقلل من أهمية المواقع القيادية وأهمية القرار الفلسطيني في حماية القضية الفلسطينية ومنع السماسرة من المتاجرة بها وتصفيتها لصالح المشروع الصهيوني.

 

على أي حال، يجب على الشعوب العربية والإسلامية العمل بجد واجتهاد على كسر حصار غزة وحماية الإرادة الفلسطينية من الكسر والإنكسار، لأن الحصار عدوان ليس على الفلسطينيين فحسب، بل كذلك على الأمة العربية والإسلامية.  وعلى العرب والمسلمين أن ينصروا حركة حماس، ظالمة أو مظلومة، بالمفهوم الذي حدده الحديث الشريف "أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً"، ومن يتخلى عن نصرة حركة حماس، فإنما يضع نفسه في صفوف المتخاذلين وأعداء أمتنا، ويساهم من حيث يدري أو لا يدري في إنجاز التغيير الذي يسعى إليه أعداء أمتنا وفي إنجاح المخططات الصهيوأمريكية.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ