ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 31/08/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


حقائق الصراع الأمريكي الإيراني

إبراهيم التركي

الأحداث السياسية الكبرى تحتوي على حقائق تتفق عليها الأطراف الفاعلة والمحللون والمراقبون كما أن فيها سيناريوهات تختلف فيها التوقعات والتحليلات وصراع أمريكا وإيران الحالي فيه الحقائق والأكاذيب والتمويهات والتوقعات وهذا رصد لأهم الحقائق الجديرة بالتأمل.

1)          التصعيد الإعلامي أو التهدئة ليست مؤشرا حقيقيا في الصراع الأمريكي الإيراني فالثورة الشيعية قد تزوجت الشيطان الأكبر زواج متعة مرتين الأولى في بداية الثورة الإيرانية زمن قمة الصفاء الثوري أثناء الحرب الإيرانية العراقية فكانت الثمرة ولادة صفقة أسلحة عبر إسرائيل عرفت بفضيحة إيران جيت والثانية عبر عملاء إيران من الشيعة في تمكين أمريكا من احتلال العراق فهذا زواج قديم ومودة رغم كل الجعجعة الإعلامية.

 

2)          الصراع الإيراني الأمريكي الإسرائيلي هو صراع سياسي على مصالح لا على مبادئ وعقائد والاختلاف هو اختلاف المحاصصة واقتسام الغنيمة ، والغنيمة هنا هي المنطقة العربية السنية. والشواهد كثيرة وما تغني ثوار إيران بالمبادئ إلا لخداع البسطاء من المسلمين والدليل صفقة إيران جيت في عز الثورة وسماح الخميني بنقل الآلاف من يهود إيران بالحافلات سرا إلى باكستان ومنها إلى إسرائيل"، وعندما سئل الخميني عن مدى شرعية التعامل مع إسرائيل كان جوابه طالما لم يكن التعامل مباشرا فإنني لا أبالي"وفي موضوع الهجوم على المفاعل النووي العراقي فقد تم التباحث بشأنه بين إسرائيل وإيران "وقد وفرت إيران لإسرائيل الصور الفوتوغرافية والخرائط المفصلة وقد تم الاجتماع بين موفد إسرائيل وممثل للخميني في فرنسا قبل شهرين من ضرب المفاعل، وشرح الإيرانيون تفاصيل هجومهم غير الناجح على المفاعل العراقي في 30/9/1980 وسمحوا للطائرات الإسرائيلية بحق الهبوط في مطار تبريز في حال الضرورة، ومساعدة إيران لأمريكا في احتلال العراق وأفغانستان لا تحتاج لأدلة.

 

3)          إيران تريد دوراً إقليمياً معترفاً به في العراق وغيره ورغم ماقدمته لإسقاط العراق إلا أن أمريكا لم تمنحها إلا القليل في العراق وبصورة غير رسمية وقد تسحبه فكان السلاح النووي وسيلة لترسيم نفوذها في المنطقة وتحقيق حلم مجدها الفارسي التليد وأما عملاؤها الشيعة في العراق فلا تأمن انقلابهم عليها كما حاول محمد باقر الحكيم .

 

4)          معمل ليفرمور النووي الأمريكي الذي يعد المركز الرئيسي للأبحاث النووية الأمريكية وضع تقريراً لم يكشف النقاب عن محتوياته حول قدرات إيران النووية ورفعه إلى الرئيس بوش. وتسرب عن هذا التقرير ميله إلى وجهة النظر القائلة بأن أمام إيران خمسة أعوام على الأقل للحصول على مقومات تكفي لصنع سلاح نووي بدائي. وتقديرات الاستخبارات المركزية الأمريكية أن إيران لن تستطيع بناء أسلحة نووية قبل عام 2017 إلى 2020.

 

5)          ساعدت إيران الولايات المتحدة على القدوم إلى المنطقة لإسقاط نظامين كانا لدى إيران قبل أمريكا العائق بل الجدار الرئيس لاجتياح الأمة الإسلامية، ونجح الطرفان بفضل التعاون المشترك في بلوغ هذا الهدف ولكن هذا الحلف كان يحمل عوامل انهياره منذ البداية. أولى هذه العوامل: رغبة كل طرف بأن يكون له الكلمة الفصل في شئون هذه المنطقة، بالإضافة أن أحد الأطراف هو الذي كان يدفع الثمن دائمًا ونقصد به أمريكا، بينما الطرف الثاني يجني الأرباح دونما أي خسائر تقريبًا، وهي بالطبع إيران.

 

6)          إيران تسيطر على أكبر تشكيلين للمليشيا الشيعية بالعراق، هما: فيلق بدر وجيش المهدي. و تتحكم بأكبر حزبين شيعيين، هما: المجلس الأعلى وحزب الدعوة بأجنحته الثلاثة. كما فتحت مكاتب للمخابرات الإيرانية استقطبت أكثر من (70.000) شاب من الجنوب. وتجاوز عدد المنظمات الإيرانية التي تعمل في العراق ثلاثين منظمة تتخذ لها أسماء ومقرات وعناوين معروفة وجميع من يعمل فيها ويدير أنشطتها إيرانيون وثمانية عشر نائباً في مجلس النواب إيرانيون ولا يفوتنك أن المرجع الديني لشيعة العراق، الذي يمسك بزمام أكبر موجه للفكر والإرادة والسياسة، هو الإيراني علي السيستاني وقد بلغ السيستاني في انتمائه لأصله الإيراني، واستنكافه من الانتماء للعراق حداً جعله يرفض التجنس بالجنسية العراقية، حين أراد ما سمي بـ(مجلس الحكم) الشيعي منحه إياها!!! ولإيران خمس قنصليات في العراق: في أربيل، والسليمانية، والبصرة، وكربلاء، وبغداد .. هذا غير السفارة في بغداد؟ ورئيس إيران يمشى في بغداد وفى المنطقة الخضراء وبحماية أمريكية ؟! وعلى البساط الأحمر وباستقبال رسمي وبوش وتشيني ورايس يأتون خفيه وتحت جنح الظلام !!.

 

7)          إسرائيل لا تعتبر الشيعة وإيران خطراً على وجودها وإنما خطر على نفوذها فقط بدليل تأييد شارون لشيعة لبنان حيث قال في مذكراته :اقترحت إعطاء قسم من الأسلحة التي منحتها إسرائيل ولو كبادرة رمزية إلى الشيعة الذين يعانون هم أيضاً مشاكل خطيرة مع منظمة التحرير الفلسطينية , ومن دون الدخول في أي تفاصيل , لم أرَ يوماً في الشيعة أعداء إسرائيل على المدى البعيد )) !! مذكرات أرييل شارون ص : 583-584 الطبعة الأولى 1412 هـ / 1992 م . وللعلم فالشيعة اللبنانيين في جيش لحد العميل لإسرائيل كانوا أكثر من النصارى وبعضهم انضموا لحزب الله بعد انسحاب اليهود، لأن هدف الشيعة أن يكون لهم نفوذ في لبنان مقابل حمايتهم لإسرائيل من فلسطيني لبنان الذين كانوا يشكلون خطرا على إسرائيل لأنهم يهدفون لتحرير فلسطين وقد نجح حزب الله في منع الفلسطينيين من تنفيذ عمليات من لبنان.(طالع المزيد من المعلومات حول هذا في مقال: حرب الفرس والروم في لبنان.

 

8)          أمريكا ليس من مصلحتها تدمير إيران على النحو الذي تم في العراق. وإسرائيل تشاركها هذه الرؤية، بصفتها اكبر المستفيدين من وجود خطر إيراني على العرب. فبقاء إيران كقوة عسكرية في هذه المنطقة مصلحة أميركية وإسرائيلية في المقام الأول. والخلاف ليس على بقاء هذه القوة أو عدمه، وإنما على حجمها ودورها. فالمحافظة على القوة الإيرانية يعني في الإستراتيجية الأميركية تشتيت وإضعاف ما يسمى بالخطر الإسلامي فإيران ـ بحكم دوافعها الطائفية الدينية الخطيرة القائمة على الاختلاف والمخالفة لكل ما يمت إلى الإسلام بصلة ـ تلعب دوراً هاماً في تقسيم الأمة إلى أمتين حتى في أعيادها. والتصدي لأطماعها بالنسبة إلى العرب بات بديلاً من الصراع مع إسرائيل. وهنا تكمن أهميتها.وهذه ليفني وزيرة خارجية بني صهيون تعلن في قطر أنها تأمل بتشكيل جبهة عربية إسرائيلية موحدة ضد طموحات إيران النووية، فإيران بتركيبتها الطائفية .. عنصر توتر في المنطقة .. وهو مما يستدعي من دول المنطقة الضعيفة أن ترمي بنفسها.. في حضن أمريكا ودول الغرب .. ليحموها من البعبع الإيراني .. ومن طموحاته التوسعية وأمريكا بحاجة ـ في المنطقة ـ إلى كلب عقور .. ترخي له الحبل وقت تشاء .. لتُرهب به من تشاء. وفي تصريح لنائب الرئيس الإيراني كشف رحيم مشائي أن «الجمهورية الإسلامية في إيران تشكل مطلبا أميركياً».كما أعلن "أن إيران هي اليوم صديقة الشعب الإسرائيلي، والشعب الأميركي.

 

9)          إسرائيل حثت أمريكا على ضرب العراق لأنه كان يشكل تهديدا لوجودها وهي تحث الآن على ضرب إيران لأنها تنافسها النفوذ والقوة في المنطقة وتسعى لاقتسام الكعكة معها. ولوبي إسرائيل في واشنطن ينسق مع الحكومة الإسرائيلية حملة ضغط ودعاية لجرّ إدارة بوش الصغير للحرب وقد تقدح إسرائيل شرارة الحرب بضربة جوية عبر سرب «العقرب» ليصبح العقرب الإسرائيلي في مواجهة «الحيّة» الإيرانية، و«لربما تموت الأفاعي من سموم العقارب»!!

 

10)     أمريكا ليست على رأي واحد حيال إيران والاتجاهات الرئيسة ثلاثة :الأول يؤيد ضرب إيران وأبرز رموزه تشيني نائب بوش والاتجاه الثاني يؤيد الضغط السياسي والاقتصادي عبر مجموعة متكاملة من العقوبات الذكية تضمن التوصل إلى مرحلة "الخنق الاستراتيجي"، بحيث تشعر بلاد فارس بعدم وجود أي مخرج لها سوى الرضوخ للمطالب الأميركية كما حصل مع كوريا الشمالية، ويمثل هذا الرأي وزيري الدفاع والخارجية ومؤسسة راند الفكرية وبوش يتأرجح بين الاتجاهين ولذا قال حسين شريعتمداري - رئيس تحرير صحيفة كيهان الإيرانية ومستشار المرشد الأعلى علي خامئني - في مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الفرنسية: (إن تقييمنا هو أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تهاجم إيران ليس بسبب الرئيس الأمريكي جورج بوش بل لأنه مازال هناك في الولايات المتحدة الأمريكية بعض العقلاء الذين سيمنعون بوش من الإقدام على ذلك). فهناك سباق خطير يدور الآن بين الانفراج والانفجار، والاتجاه الثالث تمثله بعض مراكز الدراسات والمفكرين الاستراتيجيين ويدعو لتمكين الشيعة في المنطقة ليشكلوا (كالصفويين مع العثمانيين) شوكة في خاصرة السنة الذين يمثلون الخطر الحقيقي على الغرب بمعتقداتهم ومبادئهم وفتوحاتهم أما الشيعة فلم يغزوا الغرب بل ساعدوه في غزوه لبلاد المسلمين قديما وحديثا. و في هذا الإطار يقترح زبيجنيو بريجنسكي مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق في عهد الرئيس جيمي كارتر‏‏ على واشنطن أن تبادر بالتفاوض مع إيران‏‏ وأن تستعيد التحالف معها إلى عهده السابق وقت أن كانت إيران تقوم في ظل حكم الشاه بدور شرطي الخليج لخدمة المصالح الأمريكية عبر تبني ما أطلق عليه بسياسة واقعية نحو إيران‏‏ حيث إن توجيه ضربة أمريكية جوية إلى المنشآت النووية الإيرانية أو ضربة إسرائيلية أقل فاعلية لن يقوم سوى بتأخير برنامج إيران النووي، وجاء في استطلاع ل شبكة CNN، أن 70 في المائة من أفراد العينة الأمريكية المختارة يرفضون أي ضربة عسكرية ضد إيران. فهناك رفض دبلوماسي وعسكري وشعبي واستخباراتي في أمريكا لضرب إيران لكن لا مستحيل في إدارة الإلهام الإلهي.لاسيما أن أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وبدعم من روسيا والصين حاولت إقناع إيران بتجميد أنشطة تخصيب اليورانيوم من دون جدوى. وخاب ظن هذه الدول التي تعرف باسم مجموعة 5 + 1 حين كانت تنظر رداً رسمياً من إيران على سلة الحوافز التي عرضتها مقابل تجميد نشاطات طهران النووية عندما جاء الرد في رسالة من صفحة واحدة لم يحمل "رداً واضحاً", و تسري في طهران نكتة يتداولها الناس عبر هواتفهم النقالة وتقول: بماذا أجاب الرئيس محمود أحمدي نجاد على عرض 5+1 المتعلق بالملف النووي؟ تأتي الإجابة بـ6! النكتة ليست ساخرة فحسب وإنما هي لماحة إلى شعور عام بانسداد أفق المفاوضات في شأن هذا الملف وإلى أن كل تحرك دولي إضافي هو مجرد كسب للوقت داخلياً. كما أن طهران زادت من تصلبها في موقفها حينما رفعت مستوى التهديدات إلى حد الإعلان عن استعدادها لإغلاق مضيق هرمز الإستراتيجي الذي يشكل رئة النقل البحري لدول الخليج والعالم. وهذا يساعد التيار المنادي بضرب إيران وذلك بإثبات عدم جدوى الوسائل الدبلوماسية في حل المشكلة النووية.

 

11)     في رأي الخبراء الغربيين، فإن إمكانية نشوب حرب في هذه الفترة لا تزيد ولا تقل عن (50/50)، ولكن قد تميل الكفة من أحد الجانبين لصالح الآخر ويتوقع البعض شن الحرب ضد إيران هذا الشتاء، وربما بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر(ذو القعدة)  حتى لا يؤدي العمل العسكري الإسرائيلي وتبعاته إلى المساعدة على إسقاط المرشح الجمهوري جون ماكين أو التأثير في مسار الانتخابات على نحو أو آخر. والباحث العسكري الأميركي الشهير سيمون هيرش يرجح ضرب إيران بينما يرجح د. عبدالله النفيسي الصفقة بينهما.  لماذا يخشى محمود احمدي نجاد «فجأة» سيناريو حرب إسرائيلية أو أميركية في ربع الساعة الأخير من عهد الرئيس ألم يكن هذا القلق مرافقاً الرئيس الإيراني في زيارته اسطنبول؟ لماذا يقلق حسن نصر الله من «الأعاصير الآتية على العالم والمنطقة»، ويختار لغة التهدئة والحوار والتعاون مع الجميع حتى السلفيين كي «يصمد» لبنان؟

 

12)     الصراع ليس بين أمريكا وإيران فقط بل هي معركة مع الصين وروسيا أما إيران فهي مخلب القط فقط وإن اقتصر دور الروس والصين على الجانب السياسي والدبلوماسي

 

13)     الشيعة يحققون للغرب انقسام أمة المسلمين إلى أمتين شيعية وسنية لأن الشيعة يمثلون أكبر انحراف عن دين الإسلام من داخل المسلمين ولذا تجد لدى علماء أهل السنة والجماعة مفهومين لمصطلح أهل السنة : عام وخاص : فالمراد بالعام ما يكون في مقابل الشيعة، فتدخل الفرق المنتسبة إلى الإسلام كالأشاعرة والماتريدية في مفهوم أهل السنة.

وعليه ينقسم المسلمين إلى سنة وشيعة . قال شيخ الإسلام ابن تيمة - رحمه الله: فلفظ السنة يراد به من أثبت الخلفاء الثلاثة ، فيدخل في ذلك جميع الطوائف إلاّ الرافضة ... منهاج السنة 2/ 221

والمراد بالخاص ؛ ما يكون في مقابل أهل البدع ، والمقالات المحدثة ، كالشيعة ، والخوارج ، والجهمية ، والمعتزلة ، والمرجئة، والأشاعرة ، والماتريدية وغيرهم، فهؤلاء لا يدخلون في مفهوم أهل السنة بالإطلاق الخاص.

قال شيخ الإسلام : ( وقد يراد به أهل الحديث والسنة المحضة فلا يدخل فيه إلا من أثبت الصفات لله تعالى، ويقول : إن القرآن غير مخلوق، وإن الله يرى في الآخرة ، ويثبت القدر وغير ذلك من الأصول المعروفة عند أهل الحديث والسنة)، والشيعة يشكلون أكبر انحراف وقع في المسلمين بما ابتدعوه من شركيات وعبادات لغير الله كدعاء الأموات والطواف على قبورهم واعتقادهم العصمة في أئمتهم الإثني عشر، وغلوهم فيهم حتى عبدوهم من دون الله، وصاروا يحجون إلى قبورهم ويطوفون بها ويستغيثون بمن فيها( ملايين الشيعة يحجون سنويا لكربلاء والنجف وغيرها من المقابر).واعتقادهم بتحريف القرآن ونقصانه وسبهم للصحابة رضي الله عنهم وتكفيرهم وخاصة سادتهم وشيوخهم كأبي بكر الصديق وعمر رضي الله عنهما والرافضة اليوم يجعلون أبا بكر وعمر صنمي قريش ويتهمونهما بالكفر الصريح وكذلك زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وعلى رأسهم الصديقة عائشة رضي الله عنها حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث أنهم يكفرونها ويقذفونها بالزنا.. قاتلهم الله أنى يؤفكون، ولذا فإن مارك سلفربرج في كتابه "سدنة الإرهاب......العربية السعودية والجهاد العالمي" يرى "نقطة أمل مضيئة"تتمثل في ظهور "الإسلام الشيعي المعتدل" الذي يعد بسلام مع اليهود والمسيحيين وجميع الأغيار.  ويعد المؤلف كذلك بانقسام داخلي في دول الإسلام الراديكالي على يد "الشيعة" سيكبح (هذا الانقسام) جماح "الانشداد الذهني للمسلمين نحو القضية الفلسطينية وما يعتقدون انه غبن من الإدارات الأمريكية وإسرائيل ويتحول إلى صراع بين الوهابيين الراديكاليين والشيعة المعتدلين".  واستبشر الكاتب بصعود مطالبات الأقليات الشيعية "المعادية للحركة الوهابية" في السعودية ودول أخرى مما "يبعث على الأمل بحصول الدفع من أجل إصلاحات حقوقية وتوازن إيديولوجي داخل هذه البلدان إذا ما استمر التأزم في هذه البلدان مشفوعا بضغوطات جمعيات الحريات وحقوق الإنسان". وقد كانت الاعتداءات الإيرانية زمن حربها مع العراق على السفن العربية في الخليج هي سبب دخول الأساطيل العسكرية الغربية للخليج.

 

14)     إيران تتفوق على أمريكا في الدهاء السياسي وكتاب كليلة ودمنه نموذج للفكر السياسي الإيراني وإن جرى على لسان حيوانات فهذه إيران تحكم العراق بدون إطلاق رصاصة أو قذيفة بفضل الحمق الأمريكي وهي تنتهج المماطلة وسياسة كسب الوقت والتسويف والمراوغة كي تصل إلى الحد النووي الذي يصعب معه تعرضها لأي عمل عسكري لكن مشكلة إيران أن عدوها الأمريكي أحمق والأحمق لا ينفع معه الدهاء والسياسة لأنه لا يمكن التنبؤ بما يصنع ومشكلة إيران الثانية مع أمريكا هي غطرسة إيران وكبرها الذي سيتسبب في دوس الفيل الأمريكي لها.

 

15)     النفوذ الإيراني يتزايد في المنطقة وهو يشكل خطرا استراتيجيا على المسلمين من الجهتين العقدية والسياسية لاسيما مع تفرق أهل السنة وابتعاد حكوماتهم عن الدين فخطر إيران واقع ملموس تصرح به بلا تقية. فهذا مساعد وزير الخارجية الإيراني لشئون الأبحاث منوشهر محمدي توقع سقوط الأنظمة الملكية العربية في الخليج. ونقلت وكالة مهر الإيرانية عن محمدي زعمه أن "الأزمة المقبلة التي ستصيب الخليج الفارسي بالشلل قريبا تتعلق بشرعية الأنظمة الملكية والتقليدية التي لن يكون بإمكانها البقاء في ظل الأوضاع الحالية) وأن الشرق الأوسط سيبقى مركزا للتطورات والأزمات طالما ظلت الأنظمة الملكية في الخليج قائمة وأن النزاعات لن تحل إلا بزوال تلك الأنظمة التقليدية حسب قوله. ومن قبله طالب مستشار خامنئي بضم البحرين فضلا عن احتلال إيران لجزر الإمارات وطرد سكانها العرب منها. الإيرانيون يهددون بأنهم سيحرقون ويدمرون دول الخليج على أهلها لو نشبت أي حرب بينهم وبين أمريكا، وكأن عدوهم الذي يُحاربهم هي دول الخليج وليست أمريكا، وهذا رغم وقوف دول الخليج ضد ضرب إيران ورغم أن دول الخليج قد يسرت على الإيرانيين وفتحت لهم أسواقها وبنوكها بعد سلسلة العقوبات التي أجبرت الشركات والبنوك الأمريكية والأوربية - بل وحتى الصينية - على تقليص تعاملاتها مع إيران، أو تجميد أرصدتها من عائدات النفط في البنوك الأمريكية والأوربية. وإذا كانت طهران تهدد العرب بهذا الشكل من دون أن تمتلك سلاحا نوويا، فماذا ستفعل عندما ينضج مشروعها النووي؟ ونفوذ إيران وسطوتها سيبقى مشكلة لدول الخليج حتى لو تخلت عن برنامجها النووي ولن يتوقف تحرشها بدول الخليج وتزايد نفوذها إلا إن ضربت ضربة عسكرية قاصمة تقصم نفوذها وتيتم عملائها.

 

16)     قوة إيران العسكرية مبالغ فيها فطهران تبالغ في تصوير قوتها العسكرية لإخافة من قد يفكر في عمل عسكري ضدها. وأمريكا تبالغ في تصوير القوة العسكرية الإيرانية لإخافة جيران إيران. والدليل أن نموذجهم المثالي حزب الله قد أمطر اليهود بآلاف الصواريخ فماذا دمرت تلك الصواريخ ؟ فكأنها ألعاب نارية لا صواريخ حربية. وما صاروخي شهاب وزلزال إلا كسابقيهما العباس والحسين عند صدام والظافر والقاهر عند جمال عبدالناصر، أما عملاء إيران في العراق فهم أجبن وأضعف من أن يواجهوا أمريكا عسكريا وهم قد عجزوا وإياها عن مواجهة المقاومة العراقية إلا بعدما فرقوا السنة.

 

17)     منذ عام تقريباً اتسعت دائرة التقشف في إيران فما عادت المواد المقننة تقتصر على الكهرباء وحدها وإنما طاولت المياه والغاز وحصص الوقود التي تعطى لأصحاب السيارات ومشاهد طوابير السيارات تقف الساعات الطوال أمام محطات البنزين والغاز، وهي من أكبر دول العالم المصدّرة للطاقة، وفي الشتاء الفائت اضطرت الحكومة إلى فتح بوابات السدود للتخلص من فائض المياه نظراً إلى أن السدود قديمة جداً ولم تخضع للصيانة منذ سنوات وهي قابلة للتصدع في أي لحظة وإحداث كوارث. فإيران بلد «ينتفخ» كبالون يبحث عن الانفجار، بلد شعبه يعاني من مصاعب وتحديات داخلية، وحكومته تبدّد الأموال خارجه، فيما الفقر والقهر تتنامى نسبتهما داخلياً.

 

18)     الضربة الأمريكية لإيران لن تقتصر على المنشئات النووية بل ستشمل مابين ألفين إلى أربعة آلاف هدف عسكري واقتصادي لتشغل إيران بإعادة بناء بنيتها الأساسية ولتفجر صراعاتها الداخلية العرقية والسياسية كما حدث بعد حرب إسرائيل على حزب الله قبل عامين حيث تحول الحزب لحرب داخلية طائفية وقد قيل وقتها إن تلك الحرب التموزية ما هي إلا بروفة لضرب إيران.

 

19)     الدول العربية تمارس دور المتفرج على حافة رصيف محطة القطار المعطل ومعهم حقائب خلافاتهم ونزاعاتهم وأمزجتهم ونزعاتهم، فيما الشعوب تقف على حافة براكين الغلاء والأزمات الاقتصادية والأوضاع المعيشية الصعبة فالعرب بين مستعمرين أمريكي وإيرني بلا استراتيجية مواجهة إلا أماني وتمنيات بألا تحدث معركة بساحتهم. وكأنهم ينتظرون حتى يستولي الرافضة على بلاد المسلمين كما فعل أسلافهم في القرن الرابع الهجري باستيلاء  العبيديين على مصر والمغرب واستيلاء البويهيين على بلاد فارس والعراق واستيلاء القرامطة من الشيعة على الخليج والأحساء ووصولهم لمكة وتعطيلهم للحج لأول مرة في تاريخ الإسلام عام 317 هجرية حيث لم يقف أحد بعرفه وقتلهم 30 ألف حاج ودفنهم لزمزم بآلاف الجثث ثم قاموا بعد ذلك بقلع الحجر الأسود من مكانه وحملوه معهم إلى مدينة "هجر" بالبحرين وهي مركز دعوتهم وعاصمة دولتهم وهدفهم من الاستيلاء على الحجر الأسود ليتعطل الحج إلى مكة ويرتحل الناس إلى مدينة "هجر". فبقي عندهم 22 سنة ثم أعادوا الحجر الأسود مقابل خمسين ألف دينار وكان الحجر ينقل مابين هجر والقطيف ووضعوه في بناء بنوه خارج القطيف وسموه «الكعبة» أيضاً وكان أهل هجر والقطيف يتدافعون الحجر بينهم لما كانت تحل بمن كان الحجر عندهم من المصائب وكثرة والوفيات. وربما تحمل سلة الحوافز الغربية إلى إيران، ورقة حلف جديدة على حساب العرب في مقابل إغلاق ملفها النووي لنعيش اتفاقية "سايكس بيكو جديدة" إيرانية أمريكية لاقتسام الخليج والمنطقة العربية.

 

20)     أمريكا بحاجة لضربة عسكرية كبرى تمحو بها عار هزيمتها العسكرية في العراق وأفغانستان حتى باتت توصف بأنها نمر من ورق يتجرأ على التحرش بها الصغير والكبير وكان آخر ذلك هجوم الروس على حليفتها المدللة جورجيا وهي تتفرج عاجزة عن نصرتها.وقد يكون سكوت أمريكا عن ضرب جورجيا مقابل سكوت روسيا عن ضرب إيران.

 

21)     الرد الاستراتيجي الأكبر من جهة السنة العرب على الخطر الشيعي الإيراني يجب أن يرتكز على تحطيم الفكرة الأساسية التي يستغلها الإيرانيون بتنفيذ حلمهم الإمبراطوري الفارسي وهي التشيع عبر تكثيف وتطوير دعوة الشيعة خاصة العرب منهم لأنهم قنطرة الفرس كما حدث في العراق فيجب التركيز على دعوتهم وتطويرها وتنظيمها في مؤسسات مدعومة رسميا وشعبيا وإنشاء القنوات الموجه للشيعة ليكون الرد الفعال على سلاح إيران النووي بسلاح السنة العقدي والتركيز على اضطهاد إيران لشيعتها العرب في الأحواز.

 

22)     أمريكا وإيران ظلمتا المسلمين ظلما عظيما واشتركتا في قتل مليون ونصف مليون في العراق (وهو ما يقارب جريمة التتار) وتهجير خمسة ملايين عراقي وتيتيم أربعة  ملايين طفل وترميل مليون امرأة وهذا ظلم عظيم لايرضاه رب العالمين وقد توعد الله الظالمين بالعقاب في الدنيا والآخرة قال عز وجل: ﴿وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا﴾ الكهف، ﴿وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا﴾ يونس: من الآية 13، وقال سبحانه: (وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوماً آخرين)، وقال عز من قائل: (فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلةٍ وقصر مشيد).  وقال تعالى: (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد) . فسنة الله إهلاك الظالمين ونحن نؤمن بإهلاك الله للظالمين كما وعدنا الله بأيدينا أو بجند من جنده أو بضرب الظالمين ببعضهم ولن تذهب الدماء والدعوات والمظالم هدرا وقد قال : ((ثلاثة لا ترد دعوتهم...)) ومنهم ((ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين)) رواه الترمذي. (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون) اللهم اضرب الظالمين بالظالمين و أخرج المسلمين الموحدين من بينهم سالمين.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ