ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
لا
للصواريخ الروسية في سوريا أو الأمريكية
في بولندا و تشيكيا مازن
كم الماز استثارت الأحداث في
القوقاز حمية الكثيرين الذين
بدؤوا يستخدمون من جديد خطابات
الحرب الباردة , كان هذا واضحا
في تبليسي مثلا ( ساكاشفيلي
كمثال صارخ ) و في دمشق و كاراكاس
و في أوساط الإعلام المعبر عن
البترودولار و النخب التي تبحث
عن ولاءات جديدة و حقائق مطلقة
جديدة.. يجب أن نذكر أن الحرب
الباردة قد استخدمت
ديكتاتوريات مثل بينوشيت و
سوهارتو و موبوتو و شاه إيران
قامت بعسكرة المجتمع تحت شعار
العداء للشيوعية , وعلى الطرف
المقابل , الديكتاتوريات التي
اعتبرت وطنية و التي استخدمت
ذات أساليب القمع و اعتمدت نفس
حالة عسكرة المجتمع و إخضاعه
لسلطة البيروقراطية الحاكمة
لكن تحت مبررات الاستقلال
الوطني..من الواضح أن الأحادية
الأمريكية قد غيرت جذريا أحقية
القتل و القمع نحو أعداء أمريكا
و خصومها فقط و أباحت لأمريكا ما
تشاء ضد من تشاء , و لو بأثمان
باهظة أحيانا , إن الانضواء في
العصر الأمريكي صعب , و خاضع
أساسا لمزاج جنرالات البنتاغون
و موظفي الإدارة الأمريكية ,
اسألوا مثلا المعتدلين العرب
الذين فعلوا كل ما يمكنهم لعيون
أمريكا و ما زالوا ينتظرون
المزيد من الأوامر و التضحيات
في سبيل المركز الرأسمالي..نعم
زادت الجعجعة فيما يتعلق
بالحرية و الديمقراطية لكنها
كانت كحالة الاشتراكية التي
بناها الستالينيون مغتربة
تماما عن الإنسان و كانت ترتبط
فقط بمواثيق حقوق الإنسان
الدولية أكثر مما ترتبط بحياة
الملايين التي تتدهور باستمرار
, هذه الجعجعة كانت تقتصر على
برنامج عين على الديمقراطية على
قناة "الحرية" دون واقع
الملايين من البشر الذين تركوا
عراة لمصيرهم في مواجهة
الباحثين عن الذهب و السلطة و من
يملكهما , هذه هي "الحرية"
المقصودة تماما...أما فيما يتعلق
ببشار الأسد الذي دعى الروس
لوضع قواعد صاروخية في سوريا و
أثنى على بوادر الحرب الباردة
الجديدة التي رأى فيها المزيد
من هامش الحرية لنظامه و فرصة
أكبر لبقاء نظامه تماما كما هو
كحكم فردي بيروقراطي يقوم على
قمع المجتمع و نهبه , كما دعا
إليها بشدة ساكاشفيلي و إعلاميو
البترودولار , حيث هناك حرية
أكبر من مزاجية جنرالات واشنطن
و ثقة أكبر بالمستقبل..إنني أزعم
هنا كسوري أنه لا مصلحة
للجماهير السورية بوجود قواعد
صاروخية روسية في سوريا , ليس
انطلاقا من نفس منطلقات إعلام
البترودولار أو ساكاشفيلي أو
ملالي إيران أو بغداد , و لا لأن
لأمريكا الحق في أن تمتلك مثل
هذه القواعد على أراضينا , إننا
ضد القواعد الأمريكية و الروسية
على أراضينا , هذا ما نعتقد أنه
فقط يحقق مصلحة الجماهير
السورية كما الجورجية و
البولونية , كما تثبت كل
استطلاعات الرأي أن الغالبية
العظمى من شعوب هذه الدول ترفض
الصواريخ و الرادارات
الأمريكية , من المؤكد أن القوى
التي تحكمنا اليوم و تتحكم بنا
مستعدة في سبيل سيطرتها و
هيمنتها على الدخول في سباق
تسلح جديد على الرغم من كل
المصاعب التي تتزايد في وجه
الناس العاديين من برلين إلى
تبليسي إلى واشنطن و طهران و
دمشق , إن خيار الناس ليس فقط
السلام و البحث عن حلول للمشاكل
التي تواجههم و تواجه بيئتهم و
أرضهم بشكل ديمقراطي بل في
استبدال كل الطغم التي تتحكم
بهم بمؤسسات ديمقراطية تعبر
عنهم و عن مصالحهم وتقوم على
مشاركة فعلية للجميع في تقرير
مصيرهم لا هيمنة هذه النخبة أو
الطغمة على عالمهم و حياتهم و
حتى مستقبل أطفالهم , لا مصالح
البيروقراطيات أو
الديكتاتوريات أو كبريات
الاحتكارات في العالم..... ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |