ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 04/09/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


رمضان

تَزْكِيَةٌ وتَجَدُّدٌ وانطلاق

بقلم الأستاذ عصام العطار

رمضانُ شهرٌ مبارك اصطفاه الله تعالى من بين الشهور

قال قَتَادَةَ : « إنَّ اللهَ اصطفى صَفايا من خَلْقِه ، اصطفى من الملائكةِ رُسُلاً ومن النّاسِ رُسُلاً ، واصطفى من الكلامِ ذِكْرَه ، واصطفى من الأرض المساجد ،واصطفى من الشهور رمضانَ والأشهرَ الْحُرُم ، واصطفى من الأيّام يومَ الجمعة ، واصطفى من الليالي ليلة القدر ، فَعَظِّموا ما عَظَّمَ الله »

وفي رمضان كان رسولُ الله r يخلو بنفسه في غار حِرَاء ، وَيَتَحَنَّث ( أيْ : يتعبّد ) فيه قبل بعثته

وفي رمضان صعِد رسولُ الله r إلى الغار - كما تعوَّدَ - بَشَراً ، وهبط من الغار بشراً نبَيَّاً ، نزل عليه الوحيُ بالقرآن الكريم

) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَان ... ( [ سورة البقرة : 185 ]

أنزلَه اللهُ روحاً يُحْيي ، ونوراً يَهْدي ، وَصِرَاطاً مستقيماً للسالكين

) وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ وَلَٰكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ % صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ أَلاَ إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأُمُورُ ( [ الشورى : 52-53 ]

وكان رسول الله r يبشّر أصحابه بقدوم رمضان ، ويَصِفُ لهم عظيمَ منـزِلته ، ويُوصيهم بارْتِقابِ هلاله ..

كان يقول :

« أَتَاكُمْ رَمَضَانُ ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ ، فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ ، تُفْتَحُ فِيهِ اَبْوَابُ السَّمَاءِ ، وَتُغْلَقُ فِيهِ اَبْوَابُ الْجَحِيمِ ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ اَلْفِ شَهْرٍ ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِم » أخرجه النسائي

ويقول :

« لاَ تصُومُوا حتّى تَرَوْا الهِلاَل » « صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ »

فإذا رآه r قال :

« اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بالأَمْنِ وَالإِيمَانِ وَالسَّلاَمَةِ وَالإِسْلاَمِ ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ ، هِلالَ رُشْدٍ وَخَيْر » رواه الترمذي

ونحن نردِّدُ الآنَ ما كان يقوله رسولُ r ، ونسألُ الله عزَّ وجلَّ أن يُهِلَّ هِلالَ هذا الشهر المبارك على المسلمينَ أجمعينَ بالأمنِ والإيمان ، والسلامةِ والإسلام ، وأن يجعلَه لهم هلالَ رُشْدٍ وخير ؛ فقد فقدوا الأمنَ والسلامة ، والحريّة والكرامة ، والبصيرَةَ والرُّشْد ، وتَشَعَّبَتْ بهمُ الأهواءُ ، وتفرّقتْ بهمُ السبلُ ، وضَلَّ كثيرٌ منهم الطريق ، وجَرَتْ دِماؤهم ، بأيديهم وأيدي غيرِهم ، وما تزالُ تجري ، وصَرَخَتْ فَواجِعُهم ومواجِعُهم وما تزال تصرُخُ وتصرُخُ وتستغيثُ في كلِّ مكانٍ من الأرض ؛ فلا بُدَّ لَهُمُ الآنَ منِ انتفاضةٍ حقيقيّةٍ صادقةٍ شاملةٍ تردُّهم إلى اللهِ عزّ وجلّ ، وإلى منهجِ اللهِ عزَّ وجلَّ ، وتُخْرِجُهُمْ من هذه الحالِ الزَّرِيَّةِ البائسةِ اليائسة ، فتُحييهم بَعْدَ مَوْت ، وتجمعُهم بعدَ فُرقة ، وتُقَوّيهم بعدَ ضَعف ، وتُعِزُّهم بعدَ ذُلّ ، وتتقدّمُ بهم بعدَ تَخَلُّف ، وتضعُهم على خريطةِ العالم كَرَّةً أُخْرى رادَةً للحقِّ والعدلِ والهدايةِ والخير .. وَأًيْنَ تكونُ بدايةُ ذلك كلِّه إن لم تكُنْ في هذا الشهرِ المبارك : شهرِ رمضانَ الذي أُنزِلَ فيه القرآن ، وبَدَأَتْ به مَسيرةُ الإسلامِ الخالدِ العظيم ؟!!

وشهرُ رمضانَ ليس صياماً وقياماً فحسب ، كما يَظُنُّ ذلك كثيرٌ من الناس ؛ ولكنَّه ظَرْفٌ وزَمَنٌ يقعُ فيه كثيرٌ من الطّاعاتِ والأعمالِ التي تُعيد صِياغةَ الفردِ المسلم والمجتمعِ المسلم صِياغةً إسلاميّةً رَبّانيّةً جَديدة ، وتُصَحِّحُ قَصْدَهُ ومَسارَه ، وتدفعُه إلى التقدّم المستمرّ ، وإلى أداءِ رسالتهِ وواجبهِ على الوجهِ الأَمْثَلِ في مختلفِ جوانب الحياة ..

شهرُ رمضان صيامٌ وقيامٌ ، واعتكافٌ ، وتَوْبَةٌ ، واستغفارٌ ، ودعاءٌ ، وتلاوةٌ للقرآن ، وجودٌ وعطاءٌ ، وعملٌ إنسانيٌّ وخَيْرِيٌّ واجتماعيٌّ ، وتربيةٌ وتعليمٌ ، وتذكرةٌ وإرشادٌ ، وأمرٌ بالمعروف ونهيٌ عن المنكر ، وجهادٌ في سبيلِ اللهِ عزَّ وجلّ .. وغيرُ ذلك من جلائلِ الأُمور

شهرُ رمضان للإنسانِ المسلم حياةٌ ساميةٌ كاملة : لروحهِ وجسمهِ ، وشعورِه وفكرِه ، وإرادتِه وعملِه ودنياهُ وآخرتِه

فتعالوْا تعالوْا - أيها الإخوة والأخوات - نؤمنْ إيماناً خالصاً صادقاً في هذا الشهر المبارك الكريم

تعالوا نَتَزَكَّى

تعالوْا نتجدَّدْ

تعالوْا نتوحَّدْ

تعالوْا نَتَمَرَّدْ على واقعنا الحقير

تعالوْا ننطلق بقوة وعزم وثقة وصدق إلى أهدافنا العظيمة، وواجباتنا العظيمة في خدمةِ الإسلامِ والمسلمين ، والإنسانيةِ والإنسان ، والحقِّ والعدالة والسلامِ والخيرِ في هذه الدنيا ، ففي ذلك نجاتُنا وفلاحُنا ومرضاةُ ربِّنا في الدنيا والآخرة

http://www.iid-alraid.com

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ