ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
رمضانيات
(2) (
الشفاعة ) الدكتور
عثمان قدري مكانسي شفع له في أمر : أعانه
عليه ، وساعده في الحصول عليها ،
وذلـّلها له . وقد أثنى الله تعالى
على الشفيع الخيّر حين قال
" من يشفع
شفاعة حسنة يكن له نصيب منها "
. أما في الآخرة فلا
يشفع أحد لأحد إلا بإذن الله
تعالى " من ذا
الذي يشفع عنده إلا بإذنه "
. والشفاعة : إذاً طلب الخير للغير والوساطة لهم عند
من يرجونهم . وهذا ماعلـّمناه
النبيُّ الكريم إبراهيم حين قال
لأبيه : " سأستغفر لك ربي إنه
كان بي حفياً " إن
المدعو حين يرى من الداعية
اهتماماً واعتناءً يلين قلبه ثم
يتقبل منه ما يقول ، ثم يؤمن بما
يقول ، ثم يعتنق ذلك ويكون
منافحاً عن هذه الدعوة " ولو
كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من
حولك " .. كان
الصحابة متحلقين حول رسول الله
صلى الله عليه وسلم حين أقبل رجل
من بعيد إلى مجلسه صلى الله عليه
وسلم ، فالتفت إليهم صلى الله
عليه وسلم ، وقال : "
هذا الرجل
قادم يريد مني مسألة ، وإني
معطيه إياها إن شاء الله ، ولكن
إذا سألنيها فاشفعوا له ،
والله يُؤجركم على شفاعتكم ،
وليقض الله على لسان نبيه ما
يشاء " .
جاء
الرجل وجلس ولم ينبس ببنت شفة .
فقال له رسول الله صلى الله عليه
وسلم : " ألك حاجة يا رجل؟."
قال : نعم يا رسول الله ، صلى
الله عليك وسلم . وذكر حاجته .
فكان أصحاب رسول الله يقولون : - هو
أهلٌ لفضلك يا رسول الله . - ما
علمنا عنه إلا خيراً يا رسول
الله . أحسن
إليه يا رسول الله . فما عهدناك
إلا محسناً . كان
الرجل ينظر إليهم مسروراً من
شفاعتهم ، وقد أحبهم وشعر أنه
منهم وأنهم منه . ... يا لـَهذا
المجتمع المتحاب المتكافل ... وابتسم
رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقد اكتسب إلى المسلمين واحداً
آخر ، وعلم أصحابه أن يناصر
بعضهم بعضاً .... وقضى للرجل
حاجته . جميل
جداً أن يهتم المسلم بأمر أخيه
فيعينه على قضاء حوائجه ، ويسعى
بخدمته ، فإذا بالحب والود
والشعور بالأخوة يتعمق ، ويصير
المسلم للمسلم كالبنيان
المرصوص يشد بعضُه بعضاً . وحب
الصالحين يجعلنا معهم يوم الحشر
. ألم يقل النبي صلى الله عليه
وسلم " يُحشر
المرء مع من أحب " فحبهم
شفع لنا أن نكون معهم ، ورحم
الله الشافعي إذ يقول : أحب
الصالحين ولست منهـم
لعلي أن أنـال بهم شفاعة
وأكره
مَن تجارتـُه المعاصي
ولو كنا سواءً في البضاعة وفي
رمضان الخير يعوّد المرء نفسه
أن يكون سفير إخوانه إلى المحبة
والود وحُسن الأخلاق ، وسفير
الود وحسن الأخلاق إلى إخوانه
سواء بسواء . فيسعى في خدمة
إخوانه وقضاء حوائجهم ، فيسعدوا
به ويسعد بهم ، وتتمكن اصداقة
والأخوّة في قلوبهم وأفعالهم .
ويبدأون السير إلى الله في
الطريق الصحيح ...... أليس هذا
صحيحاً يا أحبائي ؟؟ ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |