ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
رمضانيات
(8) قرّاء
آخر زمان ! الدكتور
عثمان قدري مكانسي -
عام ألف وتسع مئة وستة
وتسعين من القرن الماضي شارك في
مسابقة حفظ القرآن الكريم في
دبي – في دولة الإمارات العربية
المتحدة - شارك
فيها أحد حفاظ القرآن من
الباكستان . فلما جاء دوره طلب
إليه المقرر أن يقرأ من سورة طه . وهنا
بدأت الطامة الكبرى إذا قرأ هذه
الآية "
طه ، ما أنزلنا عليك القرآن
لتشقى " هكذا بعد أن انقطع
نفَسُه : "
طه ، ما أنزلنا عليك القرآن
" .
"
أنزلنا عليك القرآن لتشقى
" ومن
المعتاد أن يعيد القارئ كلمة
مما قرأ ، أو جملة حتى يصل ما
انقطع . إنه فعل هذا ، ولكنه
لجهله قلب المعنى وقطعه قطعاً
حادّاً ، وغيّره تغييراً كبيراً
، فكأن الله تعالى لم ينزل
القرآن على نبيّه الكريم
، ثم لمـّا أنزله قصد أن
يشقي نبيّه بذلك !! . فأسكته
الشيخ ، ثم أنهى المقابلة ،
وصرفه . ولم يدر القارئ سبب
إنهاء مسابقته لأنه لا يفهم
العربية ، لقد حفظ القرآن دون أن
يفهم معانيه ، وردد آياته ترديد
الببغاء .
ووقف وقفة خاطئة . -
وفي دبي – كذلك – عام سبعة
وتسعين وتسع مئة وألف
دخلت سوق بيع الجملة للخضار
والفاكهة ، فأدركتني صلاة
المغرب هناك . ، فدخلت المسجد في
تلك المحلة ، فقرأ الإمام
البنغالي في الركعة الأولى أول
سورة " المنافقون " ..
كتبتها بالرفع على الحكاية ،
هكذا علمنا أساتذتنا .. -
قلت إنه قرأ الآية الأولى
" إذا جاءك المنافقون
قالوا : نشهد إنك لرسول الله ،
والله يعلم إنك لرسوله ، والله
يشهد إن المنافقين لكاذبون "
فجعل الكلمتين يشهد ونشهد "
نشحد ويشحد " بالحاء بدل
الهاء ... قلت لا بأس أن نكون نحن
معشر العباد " شـحّادين "
أما أن يتصف الله جل شأنه بـ "
الشحادة " فمصيبة كبرى
.
واتصلت بمدير الأوقاف إذ
ذاك ، ونبهته إلى وجوب أن يكون
الإمام ناطقاً للعربية بشكل
صحيح ، وأن هذا البنغالي لا
ينبغي أن يكون إماماً ، فلم أجد
منه أذناً صاغية . بل إن
مدير الأوقاف هذا كان منحرف
العقيدة – إن صح التعبير - فقد
حضرت له خطبة في إحدى الجمع فقال
إن النبي صلى الله عليه وسلم ليس
بشراً ، واحتج بقصة مختلقة ما
أنزل الله بها من سلطان يقول
فيها : إن السيدة عائشة رضي الله
عنها حين أرادت أن تُحكم النطاق
حول خصره صلى الله عليه وسلم
عاد النطاق بين يديها . فلما
نزل من المنبر وصلى بنا الفريضة
أخبرته أنه اعتمد قصة مختلقة لا
أصل لها ، وتناسى أنه صلى الله
عليه وسلم شُج في معركة أحد
وانكسرت رباعيته ، وسال دمه ،
وأنه صلى الله عليه وسلم يأكل
ويشرب وينام ويصحو ويموت . وذكرت
له الآيات الدالة على بشريّته
صلى الله عليه وسلم ، .. وكأنك
تحرث في الماء ، وتزرع في الهواء
، وكان بيننا ما كان . -
أما في عام ألفين وأربعة
للميلاد فقد كنت ضيفاً في رمضان
على المركز الثقافي الإسلامي في
مدينة جنوة الإيطالية ، وصليت
وراء الإمام نافلة التراويح ،
فقرأ في الركعة الأولى من سورة
مريم ما قرأ وأنهاها بقوله
تعالى : " وإن منكم إلا واردها
، كان على ربك حتماً مقضياً
" ثم ركع وركعنا ، قلت في
نفسي :
سامحه الله ، كيف رضي أن
يتركنا في جهنم دقائق عدة ،
ثم بعد السجود والقيام إلى
الركعة الثانية وقراءة الفاتحة
أخرجنا منها حين قرأ " ثم ننجي
الذين التّقَوا ، ونذر الظالمين
فيها جثيّاً " .. على فرض أننا
من المتقين إن شاء الله تعالى !..
هذا دليل على أن الإمام لا يعي
ما يقرأ ، ولا يفهم ما يتلو .. -
إن ما ذكّرني بهذه المواقف
أنني صليت أمس اليوم الرابع عشر
من هذا الشهر الفضيل خلف إمام
مسجدنا ، وعهدي به لمّاحاً ذكيّ
الفؤاد ، فوقع في المطبّ نفسه
حين أنهى الركعة الأولى لصلاة
التراويح بقوله تعالى من سورة
الصافات على لسان الكفار
المستهزئين " أإذا متنا وكنا
تراباً وعظاماً أإنـّا
لمبعوثون ؟ ! أوَآباؤنا
الأوّلون ؟! " ثم ركع وسجد
وركعنا وسجدنا معه ، ثم قام إلى
الركعة الثانية فقرأ الفاتحة ثم
أورد الردّ القاصم الذي كان
ينبغي أن يقرأه في الركعة
الأولى وهو قوله تعالى " قل :
نعم ، وأنتم داخرون
أي خاضعون ذليلون . ... وكان
المصلون يتابعونه – على ما أظن-
غير مدركين ما يقرؤه ، غير أنهم
ربطوا أجسادهم بحركاته : قيامه
وركوعه وسجوده يؤدون عملية
رياضية ليس غير ، تقبل الله منا
جميعاً . ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |