ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 20/09/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


أطفال العراق سيتحملون الكلفة الحقيقية للحرب

ترجمة: د. عبد الوهاب حميد رشيد

في كتابهما "حرب التريليون دولار" ناقش الحائز على جائزة نوبل Laureate Joseph Stiglitz (و) Linda Bilmes بأن إدارة بوش تستمر في الاعتماد على تخصيصات الطوارئ لتمويل مجهودها الحربي. ووفق تقديرهما بلغت كلفة الحرب المباشرة 1.5 تريليون دولار. يُضاف إليها 1.5 تريليون دولار آخر نفقات تعويضات القتلى من الأمريكان، مساعدة المحاربين القدماء. كما أن إعادة تحديث refurbish الجيش سوف تُضاعف هذه الكلفة، هذا مع اعتراف الكاتبين أن تقديراتهما بشأن كلفة الحرب هذه تعتبر "متحفظة."

قبل خمس سنوات مضتْ، وعندما بدأ غزو العراق، توقعت إدارة بوش حرباً قصيرة ذات كلفة منخفضة. ومع تصاعد الأحداث، تحولت هذه الحرب، ليس فقط إلى ثاني أطول حرب أمريكية بعد الحرب الفيتنامية، بل كذلك الأكثر تكلفة منذ الحرب العالمية الثانية.

تم تشريد وتهجير 4.5-4.7 مليون عراقي، على الأقل، منذ بدء الحرب، منهم 2.2-2.4 مليون داخل العراق (و) 1.5 مليون عراقي هربوا إلى سوريا، مقابل 750 ألف عراقي هربوا إلى الأردن، والبقية هربوا إلى مصر، لبنان، الإمارات، واليمن.

أغلبية مشردي الداخل طُردوا من بيوتهم تحت تهديد المليشيات الطائفية في ضواحي المدن والقرى المختلطة، ولا يسعهم العودة بسبب مصادرة بيوتهم من قبل أعضاء الطائفة الأخرى أو تدميرها. وهذا التطهير الإثني قاد إلى تحول النسيج الاقتصادي- الاجتماعي للمراكز المأهولة بالناس.

بغداد، المدينة الأكبر ذات الـ 5-6 مليون نسمة، والتي جسّدت العراق في تنوعها اللغوي، الديني، الطائفي، تحولت بنسبة 75% لصالح طائفة (الأغلبية)، في حين حوصرت طائفة (الأقلية) والمسيحيون داخل جدران كونكريتية، مع خوفهم الانتقال إلى خارج مناطقهم المعزولة المحاصرة.

نقص خدمات الكهرباء، المياه، نظم المجاري.. عوامل تُهدد حياة المدنيين. البطالة 50%-70%، التضخم 70%، والإمدادات الكهربائية للمنازل لا تتعدى السويعات يومياً. ورغم أن الشركات الغربية تسلّمت أكثر من 50 بليون دولار في مجال إعادة الاعمار، بقيت الهياكل الأساسية دون مستوياتها لما قبل الحرب.

النظام الصحي في البلاد، حيث كان العراق قبل الحرب الأكثر تطوراً في المنطقة، أصبح بعد الحرب في أزمة مستمرة. تدهور المستشفيات والتجهيزات الطبية، نقص المعدات والأدوية، عوامل أدت إلى عجز مواجهة الحاجات الصحية للأعداد الكبيرة من المرضى المدنيين. ويسيطر على وزارة الصحة أحد أعضاء الجماعات الطائفية، وهو يجمع بين انعدام الكفاءة والعقلية الطائفية المتخلفة.

الأطباء، العاملون في مجال التمريض، والمتخصصون بالأدوية تركوا العراق تحت طائلة التهديد بالموت. ويرى الخبراء أن العراقيين على مدى ثلاث عشرة سنة من المقاطعة المتواصلة، علاوة على الهجمات الجوية الأمريكية- البريطانية التي تخللتها- عاشوا أمراضاً نفسية منذ الغزو. كما تأثر الأطفال بحدة. وهذا يعني أن الجيل القادم يمكن أن يعيش في القلق والعنف.

قُوض نظام التعليم بدرجة خطيرة نتيجة تصفية/ هروب المدرسين، الباحثين، وأساتذة الجامعات، بالإضافة إلى نقص التجهيزات، الكتب، والمعدات. سقطت الجامعات تحت سيطرة العناصر المتطرفة الفاسدة لطائفة (الأغلبية) ممن يفرضون تعليماتهم على الطلبة وهيئة التدريس. يُرعبونهم، ويتدخلون في شئون المحاضرات والصفوف.

ووفق تقرير لمسح ميداني، صدر عن منظمة نسائية عالمية في 7 مارس، تواجه المرأة العراقية "أزمة وطنية." ذكرت 46% من العينّة تعرضهن للعنف على نحو متصاعد. وقالت 67% أن البنات منعن من الدخول إلى المدارس. وأوضحت 63.8% تدهور فرص حصول المرأة العراقية على العمل. وحسب 70.5% أن علائلاتهن لا تحصل على كفايتها لدفع تكاليف مستلزماتها الحياتية الأساسية.

وطالما أن تقدير عدد الأرامل في العراق يصل إلى نصف مليون أرملة (مليون أرملة في مصادر أخرى)، هذا يعني أن عائلات كثيرة تفتقد مُعيليها وتعتمد على مساعدة الأقرباء أو تُعاني عميقاً من الفقر المدقع.

إن الكلفة الحقيقة للحرب ستتحملها الأجيال العراقية القادمة.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ