ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 23/09/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الوضع الفلسطيني من سيء إلى أسوأ

أ.د. محمد اسحق الريفي

التفاؤل بإمكانية دفع عملية السلام (الميتة) بعد فوز ليفني برئاسة حزب كاديما لا مبرر له، فنجاح ليفني في تشكيل حكومة ائتلاف مرهون باستجابتها لاشتراطات الأحزاب الدينية الرافضة للتفاوض على وضع القدس، وفشلها سيدفع بنتانياهو إلى رئاسة الوزراء، وفي كلا الحالتين سيظل المفاوض الفلسطيني في حالة استجداء دائمة دون جدوى.

 

فبمجرد فوزها في انتخابات كاديما؛ وقبل تسلمها تكليفاً رسمياً من رئيس الكيان الصهيوني شيمون بيريز بتشكيل حكومة جديدة، توجهت تسيبي ليفني رئيسة حزب كاديما إلى حزب شاس وغيره من الأحزاب الدينية لدعوتهم إلى المشاركة في الحكومة، حيث اشترط حزب شاس على ليفني عدم إدراج القدس المحتلة على قائمة المفاوضات، إضافة إلى مطالب أخرى تتعلق بمخصصات الضمان الاجتماعي للأولاد في العائلات الصهيونية كثيرة الأولاد.

 

وفي ظل الفرص الضئيلة أمام ليفني للنجاح في تشكيل حكومة ائتلاف، لا مفر أمام ليفني سوى الاستجابة لاشتراطات شاس المتعلقة بوضع القدس المحتلة، ولا سيما أن رئيس حزب العمل إيهود باراك يرى أن الأصوات التي ربما ستوصل ليفني إلى رئاسة الوزراء لا تمثل إلا أقل من نصف في المائة من أصوات الصهاينة في كيان الاحتلال.  ولذلك فهي غير جديرة من وجهة نظر باراك بتحديد مصير الكيان الصهيوني برمته، ولا تملك تفويضاً للتوصل إلى حل مع الفلسطينيين.  وبعبارة أخرى، لن تكون ليفني قادرة على التوصل إلى تسوية مع الطرف الفلسطيني المفاوض.

 

ورغم موقف باراك السلبي من المشاركة في حكومة ليفني، فقد يجد حزب العمل نفسه مضطراً للمشاركة في حكومتها؛ خوفاً من خسارته أمام حزب الليكود، خاصة في حالة إجراء انتخابات مبكرة، وهي الأكثر احتمالاً، حيث من المرجح أن يفوز في الانتخابات التشريعية المتوقعة رئيس المعارضة اليمينية ورئيس حزب الليكود بنيامين نتانياهو؛ وفقاً لاستطلاعات الرأي في مجتمع الاحتلال الصهيوني.  وسيسعى باراك إلى تحديد طبيعة المشاركة في حكومة ليفني بطريقة تحفظ مصالح حزبه وتقيه شر نتائج استنكافه عن هذه المشاركة، ولهذا فقد دعا باراك اليوم إلى تشكيل حكومة طوارئ وطنية بمشاركة اللكيود لمواجهة التحديات التي تحدق بكيان الاحتلال الصهيوني.

 

ويبدو أن باراك ونتانياهو، الذي يرفض المشاركة في أي حكومة مع حزب كاديما بسبب إخفاقاتها المتكررة سيما في حرب لبنان الأخيرة، إلا بشروطه طبعاً، سيعقدان صفقة بينهما لمواجهة حزب كاديما.  وقد تسفر هذه الصفقة عن تشكيل حكومة متشددة بزعامة نتانياهو، الذي يرفض التفاوض مع الطرف الفلسطيني جملة وتفصيلاً، ويرفض كذلك التفاوض مع سوريا مباشرة أو بوساطة تركية.

 

أما إذا فشلت ليفني في تشكيل حكومة ائتلاف، فسيدعو رئيس الكيان الصهيوني شيمون بيريز إلى انتخابات مبكرة في 2009، حيث سيكون نتانياهو الأوفر حظاً للفوز فيها وتشكيل حكومة، وستلقي الأحزاب الدينية والمتطرفة بثقلها خلفه، خاصة بعد إعلان شاؤول موفاز نيته الاعتزال السياسي، وربما الانضمام إلى الليكود، رغم أنه لم يقدم استقالته بعد.  فقد كانت الأحزاب الدينية تفضل العمل مع موفاز، ولهذا فمن المؤكد أن تدفع خسارة موفاز في انتخابات كاديما وانضمامه إلى الليكود الأحزاب الدينية إلى دعم حكومة نتانياهو.

 

وفي هذه الحالة، من المتوقع أن يواصل نتانياهو خطة شارون للانسحاب الأحادي الجانب من الضفة المحتلة، وستفرض الحكومة الصهيونية الحل الذي يتفق مع رؤيتها على الطرف الفلسطيني، الذي سيجد نفسه مضطراً إلى الرضوخ لإملاءات الحكومة الصهيونية بزعامة نتانياهو، وسيتوقف مسلسل المفاوضات العبثية، الذي غطت به سلطة رام الله على جرائم الاحتلال وعمليات التهويد والاستيطان المتواصلة، وسوغت به لنفسها التعاون الأمني مع الاحتلال ضد المقاومة، ومحاربة حركة حماس، والمشاركة في حصار غزة، وتكريس الانقسام وتعميقه، ومحاولة كسر إرادة الشعب الفلسطيني.

 

وحتى إن نجحت ليفني في تشكيل حكومة ائتلاف، فلن يكون ذلك إلا بالموافقة على اشتراطات الأحزاب المتطرفة، ومن ثم ستسقط القدس المحتلة من أجندة المفاوضات، وكذلك حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم وديارهم، حيث لن تسمح ليفني لفلسطيني واحد بالعودة، رغم أن المفاوضات السابقة لم تحرز أي تقدم يطمح إليه الفلسطينيون، ولن تؤدي إلى تحقيق الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية.

 

فقد نقل مساعد سابق عن ليفني قولها فيما يتعلق باللاجئين الفلسطينيين: "لن يدخل فلسطيني واحد دولة (إسرائيل).  إنها مسألة مبدأ بالنسبة لها".  كما أن ليفني أكدت أنها لن تحيد عن المسارات التي حددتها رايس لتصفية القضية الفلسطينية، وهي تحسين الظروف المعيشية في الضفة لتعزيز سلطة رام الله وعزل حركة حماس، ومحاربة المقاومة الفلسطينية، وتجفيف منابع الدعم لها، وتفكيك بنى الفصائل المقاومة، وذلك بذريعة السعي لإقامة دولة فلسطينية معدومة السيادة وممزقة الأوصال وتخللها المستوطنات الصهيونية.

 

ولذلك فإن كل السيناريوهات المتوقعة بعد فوز ليفني في انتخابات كاديما ستؤدي إلى النتيجة ذاتها.  وفي أحسن الأحوال، لن يكون من نصيب المفاوض الفلسطيني إلا مفاوضات ماراثونية، ولقاءات عبثية، وقبلات حارة، وزيارات لتل أبيب المحتلة وواشنطن، واستجداء لا حدود له.  أما بالنسبة للقضية الفلسطينية، فسينتقل الوضع الفلسطيني من سيء إلى أسوأ، وسيظل الاحتلال جاثماً على صدور الشعب الفلسطيني؛ محتلاً لأرضه، ومواصلاً التهويد والاستيطان، ومحارباً لمقاومة الشعب الفلسطيني، ومحاولاً تفكيك بنية فصائله المقاومة، ومفاقماً لمعاناته.

 

لكن من يا ترى أولى بتشكيل حكومة ائتلاف أو حكومة طوارئ وطنية: نحن الفلسطينيين أم الاحتلال الصهيوني؟!!

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ