ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 23/09/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


النظام السوري وحساب الكلفة: 

بينه وبين شعبه، وبينه وبين الآخرين!

عبد الله القحطاني

النظام السوري الحالي ( نسمّي حكم الأسرة الأسدية نظاماً.. تجوّزاً!) يحسب الكلفة بالقنطار حيناً، وبالذرّة حيناً.. في تعامله مع شعبه، وفي تعامله مع الآخرين، من جيرانه، ومن غيرهم!

  فهو ينهب مال سورية بالقناطير، ويقتل من شعبها بشراً بالألوف، ويحبس من مواطنيه بعشرات الألوف.. دون أن يشعر أنه ملزم بدفع أيّ ثمن، لقاء كل مايفعله، من تلك الأثمان، التي يدفعها الحكّام المجرمون بحقّ شعوبهم وأوطانهم؛ مثل المقاضاة، أو العزل، أو التمرّد الشعبي، أو التحرّك العسكري ضدّه، أو نحو ذلك! وسبب اطمئنانه، إلى عدم دفع الكلفة، يكمن في واقع الشعب السوري، وواقع القوى الراهنة، التي تتصدّى لمعارضته، ونظرتها إلى طبيعة الصراع، وفلسفتها في كيفية التعامل مع هذا النظام! ولا نعتقد أن لطبيعة النظام الدموية، صلة بالموضوع! لأن ثمّة أنظمة تعادله، في الخبث والدموية والإجرام..أسقطتها شعوبها، بكيفيّات معيّنة، وأساليب معيّنة، في التحرّك الإيجابي الفعّال! والأمثلة كثيرة، تتوالى منذ عشرين سنة، تقريباً! ومن أبرزها: سقوط تشاوشسكو طاغية رومانيا.. وما تلاه من أنظمة القمع والظلم والاستبداد! وبالطبع، لم يكن تشاوشسكو يحسب حساب الكلفة، قبل سقوط الاتّحاد السوفييتي، وتغيّر المناخ الدولي، من حوله! بل ظلّ، حتّى قبيل سقوطه بأيّام قليلة، لا يحسب حساب الكلفة، حتّى سقط، فدفع الثمن كاملاً، دفعة واحدة! ولو حسب الكلفة في وقت استقراره، لدفع منها أقساطاً، وأطال مدّة بقائه في السلطة، سنوات أخرى!

  تعامل النظام السوري، مع جيرانه الصهاينة.. يختلف كثيراً! فهو المتوقّع منه، أن يطالبهم بالكلفة، ثمناً لاحتلالهم الجولان، الذي سلّمهم إيّاه أبوه، بلا ثمن! إلاّ أنه لم يفعل، ولن يفعل؛ لأنه غير مؤهّل للفعل! وهذا ما يجعل الجولان عزيزاً، لدى الصهاينة، حبيباً إلى قلوبهم! ويمانع أكثرهم في الانسحاب منه؛ لأنه جنّة من جنان الله في أرضه، وهبَهم إيّاها حافظ أسد، حين كان وزيراً للدفاع، يلا أيّة كلفة، سوى تسليمه مقاليد سورية، رئيساً لها، ليورّثها لابنه، من بعده! ولو حسب ابن الأسد، أن إحجامه عن استرداد الجولان، سيكلّفه كرسيّه،على أيدي شعب سورية، لما دمّر الجيش السوري، والشعب السوري، والاقتصاد السوري، وكل ما يساعد سورية على تحرير جولانها، من أيدي أعدائها!

  تعامل النظام السوري، مع الحركات الشعبية، العربية والإسلامية.. يقوم على مبدأ التوظيف المجّاني، لهذه الحركات، التي تتوافد على عاصمة بلاده، لتصفّق له، وتكيل له المدح والإطراء بالقناطير، وتبارك ممانعته للمشروع الصهيوني الأمريكي! فهو يتاجر بهذه الحركات، وسمعتها، وتصفيقها، وهتافها.. ليلمّع صورته، أمام شعبه، والشعوب العربية والإسلامية، ويظهِر لها أنه البطل الممانع الوحيد، في زمن الهزيمة والخذلان.. دون أن يعِدّ شيئاً، أيّ شيء، لمقاومة العدوّ المحتلّ أرض بلاده؛ بله أن يعِدّ شيئاً لمقاومة الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين! وحتى الوفود التي تزوره لتصفّق له، حين يَطلب منه أحد أفرادها، بعضَ التخفيف عن المواطنين السوريين، الذين يذبحون في سجونه.. يَعده بعض الوعود الخادعة، ويظهِر له اهتمامه بطلبه، وأنه سوف يدرس هذا الطلب، بعناية.. ثم لاشيء وراء ذلك! ويستمرّ التصفيق والهتاف له، ويستمرّ توظيفه لهذا الهتاف، وهذا التصفيق، ويستمرّ ذبحه لأبناء شعبه، تحت زوابع الهتاف والتصفيق، التي تَهبّ عليه، من أنحاء العالم العربي والإسلامي! وأصحاب هذه الزوابع، يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، وأن تصفيقهم له، يجعل لهم حظوة لديه، فلا يخيّب لهم رجاء! ولو أنهم عرفوا جيداً، معنى الحساب السياسي، لعرفوا أن حساب الكلفة، هو وحده الذي يجعل النظام الأسدي، يستجيب لأيّ طلب يطلبونه منه! وحسْبهم، في هذه الحال، أن يهمسوا في أذنه، أنهم لن يوظفوا حناجرهم وأكفّهم له، مجّاناً، ولن يزوروه في عاصمته، أبداً، إلاّ إذا استجاب لطلباتهم الإنسانية المشروعة.. بل إنهم سيقفون منه موقف المعارض، ويفضحون إجرامه بحقّ مواطنيه، في سائر وسائل إعلامهم في بلدانهم! ولو فعلوا هذا، لوجدوا منه استجابة حقيقية، أو لكشفوا زيفه وخداعه، وحفظوا لأنفسهم بعض كرامتهم، التي يعبث بها دون طائل!  

  أمّا حساب الكلفة، في تعامل نظام الأسد، مع لبنان والعراق، فصار دقيقاً، بعد أن كان يصدّر لهذين البلدين، المشكلات والكوارث، بالقناطير! وسبب التزامه الدقّة، في تعامله مع الجارين، هو الضغط الدولي، الذي بات يراقب كل خطوة يخطوها، وكل قطعة سلاح يهرّبها، وكل زمرة تخريبية يسرّبها، عبر حدود أيّ من البلدين!

  أمّا حساب الكلفة، في تعامل النظام الأسدي، مع جيرانه الآخرين، من عرب وغيرهم..  فهو دقيق، من سنوات عدّة:

-  فمنذ أن حشدت تركيا جيشها، على الحدود السورية.. سلّمها الرئيس الأب، معارضَها التركي، عبدالله أوج ألان، وتنازل لها عن لواء اسكندرون، وأغلق مراكز التدريب لحزب العمال التركي، في سورية ولبنان.. وصار يحسب لكل خطوة، تجاه تركيا، حسابات في منتهى الدقّة والحذر!

-  ومنذ أن اكتِشفت بعض عصاباته التخريبية، التي سرّبها للتخريب في بعض الدول العربية، واعتقِل عناصرها.. صار يحسب تعامله بدقّة، في هذا الميدان!

-  أمّا الدول الكبرى، مثل أمريكا، وغيرها.. فهو يتعامل معها، تعامل المتسوّل الهزيل، الذي يتظاهر بأنه تاجر! فيعرض بعض البضائع، التي يعلم أن الدول الكبرى تهتمّ بها، مثل: تقديم الملفّات الأمنية لأجهزة المخابرات، عن مواطنيه السوريين، الذين يتّهمهم بالإرهاب.. وتقديم أسماء أشخاص، ممّن تجنّدهم أجهرة الاستخبارات السورية، نفسها، للتخريب في بعض المناطق.. تقديم هذه الأسماء للأمريكان، على أنها عناصر تخريبية، تنوي قتل الجنود الأمريكان، ونسف بعض المنشآت الأمريكية.. ليقبض، مقابل ذلك كله، رضى أمريكا عنه، وتعزيزها لموقعه، في بلاده، وفي المنطقة العربية.. ورفع سيف المحكمة الدولية، الخاصّة بقتل الحريري، عن رقاب أبناء الأسد الميامين!

-  وهكذا تتّضح، بجلاء، عبثية الجهود المبذولة، من أيّة جهة كانت، للحصول على شيء من النظام الأسدي، أيّ شيء.. دون أن تتضمّن هذه الجهود، إرادة جادّة، في دفع آل أسد، إلى حساب كلفة حقيقية باهظة.. عن عربدتهم، وإصرارهم على غيّهم، وعبثهم بمصائر الآخرين!

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ