ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
رمضانيات
(16) ليلة
القدر الدكتور
عثمان قدري مكانسي -
القَدَر والقَدْر - بالفتح
والسكون - :
القضاء والحُكم ، وهو ما يقدّره
الله تعالى من القضاء ، ويحكم به
من الأمور . قال الله عز وجلّ "
إنا أنزلناه في ليلة القدْر"
أي الحُكم ، وقد قال الله تعالى
في سورة الدخان " إنا أنزلناه
في ليلة مباركة - وليلة القدر ليلة
عظيمة فيها نزل القرآن الكريم
" إنا أنزلناه في ليلة القدر
" فهي فخر الليالي حين
اختارها المولى الجليل زمناً
لنزول خير كتبه – القرآن الكريم
– فما أكرمها من ليلة . - وهذه الليلة
المباركة خير من ألف شهر ليس
فيها ليلة القدر ، فهي على هذا
تعدل في الفضل ما ينوف على ثلاثة
وثمانين عاماً ، ولأن أعمار أمة
محمد صلى الله عليه وسلم قصيرة
بالمقارنة بأعمار الأمم قبلها ،
فإن ليلة القدر نبع ثرّ لمن
وافاها بعبادة وصلاة وقيام ،
وكأن عمره زاد زمناً وعملاً ،
فسد النقص ، وفاض خيراً وبركة .
هذا في سنة
واحدة ، فما بالك إن وافاها
المسلم كل عام يجد فيها ويجتهد؟!
إنه لعُمُر طويل مبارك خيّر
للمسلم إن شاء الله تعالى . -
قال تعالى في فضلها " فيها
يُفرق كل أمر حكيم ، أمراً من
عندنا .. " ففيها تُقسّم
الأرزاق ، وتُقدّر الأعمار .
فلنسأل الله تعالى أن يرزقنا
الرزق الحلال الطيب المبارك
، وأن يكتب لنا نعيم الدنيا
ونعيم الآخرة . - وكم من أنسان واكبها
هذه السنة وهو ممن قدّر عليه
الموت بعدها ، فتجيء السنة
القادمة وهو بين أطباق الثرى .
فلندْع دعاء سيدنا يوسف عليه
السلام " اللهم فاطر السموات
والأرض أنت وليي في الدنيا
والآخرة ، توفني مسلماً ،
وألحقني بالصالحين " - وليلة القدر ترفع
بإذن الله تعالى - قدر صاحبها
المتوجه إلى الله يسأله فضله ،
ويدعوه أن يحييه مسلماً ، وأن
يفيض عليه من خيراته سبحانه .
وكيف لا يرتفع قدر من أعتقه الله
في هذه الليلة من النار ، وجعله
من أهل الجنان التي عرضها
السموات والأرض أعدت للمتقين ؟
نرجو أن نكون أهلاً لذلك
، فإن لم نكن فإننا نتضرع
إلى الله أن يعاملنا بما هو أهل
له ، فهو أهل التقوى واهل
المغفرة .
-
اللهم هذه ليلتك المباركة
أهلّتْ علينا ، فاقبلنا فيها ،
واعتق رقابنا من النار ،
واجعلنا في عبادك الصالحين .....
يا رب العالمين . ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |