ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
قمة
الوقاحة يا قمة مكافحة الفقر!! أ.د. محمد اسحق
الريفي لقد كشف حصار غزة زيف ادعاءات
المجتمع الدولي بالمساعدة في
القضاء على الفقر ومكافحة
الأمراض ودعم مسارات التعليم في
الدول الفقيرة، إذ إن المجتمع
الدولي مسؤول عن نشر الفقر
والجهل والمرض في غزة؛ بصمته
على جريمة الحصار، والمشاركة
فيه، وممارسة الابتزاز السياسي
ضد الشعب الفلسطيني. إن اللجنة الرباعية الدولية،
أو لجنة مدريد، التي تمثل
المجتمع الدولي فيما يتعلق
بالسلام في الشرق الأوسط
والقضية الفلسطينية، تمارس
الابتزاز السياسي ضد الشعب
الفلسطيني، الذي يعاني من
الاحتلال وممارساته الإجرامية
المتواصلة منذ أكثر من ستة عقود.
وتشترط
هذه اللجنة على الشعب الفلسطيني
وحكومته الشرعية الانصياع
التام لإرادة الاحتلال
الصهيوني والإدارة الأمريكية
قبل فك الحصار الظالم عن غزة،
وتستخدم الأموال المسيَّسة
لكسر إرادة الشعب الفلسطيني
ومصادرة حقه في مقاومة الاحتلال
والدفاع عن نفسه. وبينما تزعم الأمم المتحدة
أنها تجمع التبرعات من الدول
المانحة والمؤسسات والشركات
والجمعيات الأهلية للمساعدة في
مكافحة الفقر والجهل والمرض؛
تصمت الأمم المتحدة على جريمة
نكراء ضد 1.5 مليون فلسطيني
محاصراً في غزة، وتشارك الدول
الفاعلة في المجتمع الدولي
والمهيمنة على قرارات الأمم
المتحدة، في هذا الحصار الظالم.
وتضغط الولايات المتحدة
الأمريكية على الحكومة المصرية
وتبتزها لإحكام الحصار على غزة
وتحويلها إلى أكبر سجن في
العالم، لينتشر الفقر والمرض
والعنف في المجتمع الغزي،
بذريعة تأليب الشعب الفلسطيني
على حكومته الشرعية وتحريضه على
العصيان المدني ضدها. وكان الأولى بقمة مكافحة الفقر
الأممية، التي انعقدت يوم
الخميس 25/9/2008 في نيويورك، أن
تناقش أوضاع غزة المأساوية، وأن
تخرج بقرارات حاسمة بكسر الحصار
وإدانة المشاركين فيه،
ومحاكمتهم على أنهم مجرمي حرب،
وذلك بدلاً من التشدق بمساعدة
الدول الفقيرة.
فقد أدى الحصار المفروض على
غزة، والإجراءات العدوانية
للاحتلال الصهيوني التي تستهدف
الاقتصاد الفلسطيني الأسير،
والتي تتم على مرأى ومسمع من
العالم الأخرس، إلى زيادة معدل
الفقر في غزة لحد مأساوي لا يمكن
تحمله أو السكوت عليه. وفي
هذا الصدد، أفادت التقارير
التنموية أن نسبة الفقر في غزة
ارتفعت إلى 80%، وأن نسبة البطالة
قد وصلت إلى 45%. كما
أفادت التقارير أن نحو 67% من
الأسر الفلسطينية تعيش في فقر
مدقع. وهذه الأوضاع الاقتصادية
الآخذة في التدهور لم تنتج عن
كوارث طبيعية ولا عن أسباب
داخلية فلسطينية، وإنما نتجت عن
حصار غزة، الذي تسبب أيضاً في
إغلاق عشرات المصانع وتدمير
القطاع الزراعي، وفي توقف نحو 90%
من المنشآت العاملة في قطاع
الصناعة عن العمل، وهبوط الطاقة
التشغيلية لما تبقى من هذه
المنشآت الصناعية.
كما أدى استمرار إغلاق
المعابر إلى وفاة مئات المرضى
بسبب نقص العلاج وعدم توفره في
مستشفيات غزة، وبسبب منع المرضى
من السفر لتلقي العلاج في الدول
المجاورة. لقد حكم المجتمع الدولي الظالم
على غزة بالجوع والحرمان والبؤس
والمرض والجهل، عقاباً لشعبنا
على تمسكه بحقوقه ورفضه
الاستسلام والتنازل عن ثوابته،
وعلى رفضه الخضوع لإملاءات
اللجنة الرباعية.
أما الأموال التي يقدمها
المانحون الدوليون برعاية
المجتمع الدولي لسلطة رام الله
المحتلة، فهي أموال مسيَّسة
يستخدمها الثنائي عباس–فياض
بطريقة تعسفية وهمجية في شراء
الذمم، وابتزاز الشعب
الفلسطيني، وإرغامه على
الاستسلام، ودفعه للعصيان
المدني ضد الحكومة الشرعية في
غزة، وتشجيعه على الفوضى
والفلتان. إضافة
إلى تمويل عمليات التعاون
الأمني مع الاحتلال الصهيوني،
وصرف مرتبات الأجهزة الأمنية
التي يوجهها الجنرالات
الأمريكيون لحماية أمن
الاحتلال الصهيوني ومحاربة
المقاومة. إن قمة الوقاحة قد تجلت بوضوح
في القمة الأممية لمكافحة
الفقر؛ بتجاهلها معاناة غزة
السجينة. فإذا
كان المجتمع الدولي، كما يدعي
الأمين العام للأمم المتحدة بان
كي مون، حريصاً على إنقاذ
المجتمعات الإنسانية الفقيرة
من الأمراض الخطيرة، فإن مواطني
غزة يعانون من انتشار الأمراض
الجسمية والنفسية والاجتماعية
الخطيرة، ويعانون من تلوث مياه
الشرب ومياه البحر. ويتعرض
النسيج الاجتماعي في المجتمع
الغزي إلى التمزق؛ بفعل الحصار
الظالم، وبسبب مواقف المجتمع
الدولي الجائرة من الشعب
الفلسطيني.
فأين غزة المحاصرة من وعود
السيد مون بتحقيق أهداف التنمية
للألفية؟! وما هو نصيب غزة
الفقيرة من الستة عشر مليار
دولار التي جمعتها القمة
الأممية لمساعدة فقراء العالم
في القضاء على الأمراض
والتخلف؟! نحن نعلم أن تصريحات
المسئولين في الأمم المتحدة
تهدف إلى التغطية على الأهداف
الحقيقية للبرامج التنموية
التابعة لها وللدول الغربية،
وأن جزءاً من هذه الأموال يُنفق
على مرتبات الموظفين
الأوروبيين والأمريكيين،
ويُوظف ما تبقى من هذه الأموال
لخدمة مصالح الأمريكيين
وحلفائهم الأوروبيين، في سياق
العولمة وأمركة الشعوب. إن الشعب الفلسطيني لا يستجدي
أحداً، ويرفض الأموال
المسيَّسة والابتزاز السياسي.
وهو يرفض في الوقت ذاته ظلم
المجتمع الدولي وصمت الأمم
المتحدة وتجاهلها لمعاناته
المتفاقمة.
ويطالب شعبنا بحقه في فتح
المعابر وكسر الحصار والتخلص من
هيمنة الاحتلال الصهيوني
اقتصاده، ويدعو إلى الكف عن منع
المساعدات الشعبية العربية
والإسلامية والعالمية من
الوصول إلى فقراء غزة والضفة
المحتلة. وهنا يحق لنا أن نسأل حول سبب
هذا الصمت الرسمي والعجز الشعبي
العربي إزاء جريمة حصار غزة
المتواصلة منذ أكثر من سنة،
فلماذا هذا الصمم والبكم العربي
المشين؟! ولماذا هذا التعتيم
الإعلامي على ما تتعرض له غزة من
خنق وتجويع وجحيم لا تطاق؟! ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |