ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
واشنطن ترفع "الفيتو" عن الحوار مع طالبان، فهل
تفعلها مع حماس؟ عريب
الرنتاوي لأن الحسم العسكري مع
طالبان متعذر جدا، فقد دعا قائد
قوات الأطلسي في أفغانستان
الجنرال الأمريكي ديفيد
ماكيرنان إلى حوار بين كابول
والحركة "السلفية المجاهدة"،
ينهي الأزمة الأفغانية برمتها،
ويعيد للبلاد بعضا من استقرارها
وسلمها الأهلي المفقودين. موقف ماكيرنان أيدته
باريس التي فضلت حوارا مع "قوميي
طالبان" بدلا من "إسلاميها
الأمميين المجاهدين"، وكذا
فعلت لندن التي حضت على فتح حوار
مع "معتدلي طالبان"
والاستمرار في "عزل"
متطرفيها الذين لا قيمة للحوار
معهم ولا نتيجة ترتجى منه (؟!). ثمة انقلاب في "الإستراتيجية
الأطلسية" حيال طالبان
والملا عمر، فبعد أن كانت
الحركة منظمة إرهابية ورأس زعيمها
مطلوب مقابل مكافأة مجزية، بات
الحركة "جزءا من الحل"
وزعيمها ضيف محتمل على موائد
الحوار الدولي حول الأزمة
الأفغانية. المراقب للمشهد
الأفغاني، حتى من بعيد كحالنا،
لا يحتاج إلى "عبقرية" خاصة
لتفسير هذا التحوّل في الموقف الأمريكي
/ الأطلسي، فالتحولات على الأرض
في "لعبة الحرب والمواجهات
والخسائر وموازين القوى"
والتبدّلات في قواعدها، هي ما
أملى التغيير الدراماتيكي في
المواقف والسياسات. لقد شهد العام الحالي
ارتفاعا في أعداد قتلى وجرحى
القوات الأطلسية غير مسبوق منذ
الغزو الأمريكي لأفغانستان....وطالبان
أفغانستان، فرّخت "طالبانات"
عدة، أخطرها تلك العاملة على
الأرض الباكستانية وفي مناطق القبائل....والإرهاب
الذي اتخذ من هذا البلد "الأجرد
والأفقر" ملاذا آمنا له قبل
أحداث الحادي عشر من سبتمبر يتخذ
اليوم من الباكستان النووية،
ومنطقة القبائل والجبال ملاذا
آمنا بديلا.... وهذه البقعة من
العالم، بدأت تحتل مكانة الصدارة
في أجندة الولايات المتحدة
وحربها الكونية على الإرهاب،
متقدمة – أو هي مرشحة لأن تتقدم–
على التحدي الإيراني. ما صدر عن قائد "الناتو"،
وتردد صداه في عواصم أوروبية
عدة، يُسقط واحدة من "ركائز"
الحرب الأمريكية على الإرهاب
وأحد أهم مبادئها: لا حوار ولا
مفاوضات مع الإرهابيين،
فواشنطن ستقبل مرغمة بالحوار مع
طالبان، وهي وإن فعلت ذلك عن
طريق كرزاي أو بوساطة سعودية
كما كشف الرئيس الأفغاني، فإن
الأمر سيّان، فلا فرق بين أن
ينضم الجنرال ماكيرنان إلى
مائدة حميد كرزاي – الملا عمر،
في أول جلسة لها أو في إحدى
الجلسات. السؤال الذي يطرح
نفسه بإلحاح هو: هل ستسجل
الولايات المتحدة سابقة في
الحوار المباشر أو غير المباشر،
مع من تعتبرهم إرهابيين في
أفغانستان، وهل سنكون أمام
سابقة قابلة لإعادة الإنتاج في
فلسطين ولبنان؟. في الحقيقة أن واشنطن
"أعطت" ضوءا أخضر لحلفائها
– مكرهة – للانضمام لاتفاق
الدوحة والجلوس على مائدة
واحدة، وفي ظل حكومة واحدة مع
حزب الله...وواشنطن حاورت من قبل
فصائل مصنفة "إرهابية" في
العراق، وألحقت الكثير من
رموزها وكوادرها ونشطائها
بمجالس الصحوة، وهي تقيم حوار
بل وتحالفا مع قوى إيرانية (مجاهدي
خلق) مدرجة في اللوائح
الأمريكية ذاتها، كقوى
إرهابية، فهل من المستبعد بعد
كل هذا وذاك أن تفتح حوار مع
حركة حماس (الأقل تشددا
والأكثر براغماتية) في فلسطين،
هل ترفع الحظر المفروض على
الحوار والمصالحة مع حماس، هل الأمر
سابق لأوانه، هل ستفعلها
الإدارة الحالية أم ستتركها
للإدارة القادمة، هل سنرى تبدلا
دراماتيكيا في الموقف الأمريكي
من الانقسام الفلسطيني، أم أن
واشنطن التي اعتادت أن تربط
موقفها في فلسطين بالموقف
الإسرائيلي، ستظل على
التزامها بهذا "التلازم"
بين الموقفين، وإلى متى؟. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |