ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
تساؤلات
في عملٍ مرفوض ومدان (
1 / 2 ) بدرالدين
حسن قربي ابتداءً نؤكد أننا مع كل الأصوات من مجلس
الأمن الدولي والدول العربية
والأجنبية إلى كل المعارضين
السوريين المنفيين طوعاً
وقسراً من نيوزيلندا حتى مدينة
سياتل على المحيط الهادي إدانةً
وشجباً واستنكاراً لكل اعتداءٍ
على حياة الآمنين وترويعهم ولكل
عملٍ إجرامي ينال من أمن الناس
وحياتهم في البر والبحر والجو
سواء كان من فرد في المجتمع أو
جماعةٍ أو نظام أو حكومة أو دولة
. نقول
ذلك مقدمةً لبعض قراآتٍ
وتساؤلات فيما كان من حادث
التفجير أمام أحد أكبر المراكز
المخابراتية في العاصمة
السورية منذ أسبوع في مكان له
سمعته وأهميته خوفاً ورعباًً
ورهباً وفي الذكرى السنوية
الأولى لاغتيال أو قتل الخطيب
المصقاع محمود قولاغاسي
أبوالقعقاع، الذي اشتهر في
مدينة حلب شيخاً سلطوياً ناراً
على علم يحث الشباب على جهاد
أعداء الله والأمة ومقاومة
المحتلين في الجولان وتجنيدهم
للسفر لمحاربة القوات
الأمريكية ومن يشد على أيديها. وسائل الإعلام الرسمية فيما قالت ومانقل
عنها من مشاهد وصور ورواية
للحدث فيما هو مسموح، وقعت في
إشكاليات زمانية ومكانية
ومعلوماتية على طريقتها
وشفافيتها في صناعة الخبر من
مَصدره ومُصدّره الإعلام
السوري العتيد حيث تضمن كلاماً
غير منسجم طولاً وعرضاً.
وإننا إذ نلحظ ذلك فإننا
نعتمد في القراءة على ماكان في
الرواية الرسمية للعملية
المروّعة والمدانة ومبتعدين عن
النظرية المؤامراتية.
عملية تفجير بالضخامة التي أذيعت، ومانقل
من أن أهل دمشق بل ومناطق بعيدة
عنها وماحولها سمعوا حسيسها
قبيل الثامنة صبيحة ليلةٍ
مباركة، أُعلن عنها رسمياً أنها
كانت في الساعة الثامنة وخمس
وأربعين دقيقة صباحاً أي بتأخير
ساعة تقريباً عن الوقت الحقيقي
للتفجير المشبوه.
فإذا أنصتنا إلى من يقول بأن
عودة شخصية مهمة جداً من سفرها
عن طريق المطار كانت في ذلك
الوقت وقبيل الانفجار يكون
مفهوماً لنا بعض السبب في
التغيير لئلا يظن من في قلبه مرض
أو من الناس إياهم والعياذ
بالله أو يرد إلى ذهن أحد ما أن
هدف التفجير كان شيئاً غير الذي
كان، فتضعف عزيمة الأمة أو
تتأثر نفسيتها ويقع المحظور. عموماً
يبقى موضوع تأخير الوقت لساعة
تقريباً عن وقت التفجير تساؤلاً
وجيهاً لعله يجد إجابة له من
الإعلام أو أي جهة رسمية أخرى. أشار الخبر الإعلامي أيضاً إلى بعض
موجودات المكان مدنياً
وبالتحديد، كما صور بعضاً مما
يحيط بمسرح التفجير، ولكنه
تغاضى الإشارة والحديث بقصدٍ أو
غيره عن أن السيارة المفخخة
كانت على الجهة المقابلة لمجمع
أمني عتيد يضم واحداً من أشهر
فروع الأمن حمّلوه اسماً عزيزاً
كريماً هو اسم فلسطين، وهو فرع
لأشهر مراكز الأمن العتيدة التي
اشتهرت بتاريخ مشهود كغيرها في
تعذيب المواطنين واضطهادهم
وإذلالهم وقمعهم.
فإذا علمنا بأن هدف
السيارات المفخخة عموماً يكون
المراكز الأمنية وأكابر ناسها،
والشخصيات المؤثرة وذات الوزن
في السلطة، يكون مفهوماً لنا
حصر السلطات الرسمية للمدنيين
هدفاً لسيارة الموت في الأيام
الأولى والابتعاد عن الإشارة
للفرع الأمني لئلا يظن أعداء
أجهزة المخابرات وكارهيها
لاسمح الله أن الفرع ومن فيه قد
أصابهم مكروه، أو تعكّر مزاجهم
بسوء، فيفرح الذي في قلبه زيغ
والعياذ بالله. كما أشار الخبر الرسمي إلى أن السيارة
كانت مفخخة بحوالي 200 كغ من
المتفجرات الشديدة الانفجار،
ومتوقفة بتخطيط منفذيها في مكان
مكتظ بالناس المدنيين
والعابرين لتحقق أكبر حجم من
الأضرار والإضرار وكان عدد
القتلى 17 والجرحى بالعشرات، وهو
هدف أكدوا عليه بداية وكان لهم
عليه تحفظاً انتهاء عندما لفتوا
نظرنا إلى أسباب ستكشف لاحقاً
كما أسلفنا.
عموماً لسنا هنا في مقام
التقليل من عدد القتلى والجرحى،
فحتى لو كان العدد واحداً
فالعمل مدان ومرفوض من مبدأ
إنساني كريم يعلمنا أن من
أحياها فكأنما أحيا الناس
جميعاً ومن قتلها فكأنما قتل
الناس جميعاً، وإنما نفترض
عليهم تقليل وزن العبوة الناسفة
المذكور لينسجم مع العدد الرسمي
المشار إليه من المصابين، أو
نفترض أن تقدير الوزن كان
قريباً جداً للواقع وإنما تمّ
إغفال الإشارة للعدد الحقيقي من
الضحايا والمصابين في المجمع
الأمني المقابل لمكان السيارة
المتفجرة لاعتباراتٍ ما على
الرغم من أن الناس تتناقل خبر
مقتل عدد من العسكريين الذين
تغاضت البيانات الرسمية عن
الإشارة إليهم. إذا ضممنا ماقلناه من الإرجاء الرسمي
لوقت الانفجار، وحصر هدف
السيارة المتفجرة بالمدنيين
تحديداً واستثناء المخابراتيين
والأمنيين، وعدم الإشارة البتة
إلى أسماء الضحايا والجرحى وهم
مدنييون حسب الرواية الرسمية
فهو مريب وغير مبرر إلا اسمين
لعسكريين اثنين أوردتهما
الوكالة الروسية للأنباء بعد
أيام. إذا
ضممنا كل ماسبق إلى أمرٍ آخر كان
في غاية الغرابة ومثيراً
للتساؤل أيضاً في عمل إرهابي
يقال بأنه كان يستهدف المدنيين
والأبرياء الغافلين عن سبب منع
الإعلام غير الرسمي صحافةً
وفضائيات والخارجي منه خصوصاً
من الحضور والتصوير والنقل وهو
أمر لو تحقق لسوف يفضح بشكل أكثر
عملاً إجرامياً استهدف
المدنيين والأبرياء، ويخدم في
مواجهة الإرهاب. رغم قناعتنا وتأكيدنا أن التفجير مدان
ومرفوض كائناً من كان منفذه
ومهما كانت مبرراته، ورغم قناعة
الجهات الرسمية أيضاً أن
روايتهم مكتملة الحبكة ويفترض
فيها أن تقنع الجماهير، رغم أن
حديث الناس في دمشق العاصمة
خلاف ذلك، فإن الضمة السابقة
التي أشرنا إليها وجمعناها تؤكد
أو أنها تثير شبهات بالغة على
الأقل في أن الرواية الرسمية
للحدث اتّسمت بالتفكك وافتقدت
الانسجام والترابط فضلاً عن
الشفافية في حدث يفترض فيه
الصدقية والشفافية التامة
ولاسيما أنه يستهدف المدنيين
والأبرياء.
وهذا مايدعونا وغيرنا
للاعتقاد بأن المسألة فيها
مافيها قولاً وتحليلاً
واستنتاجاً. وللحديث
بقية. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |