ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء  08/10/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


تساؤلات في عملٍ مرفوض ومدان

(2/2)

بدرالدين حسن قربي

رغم قناعتنا وتأكيدنا أن التفجير مدان ومرفوض كائناً من كان منفذه ومهما كانت مبرراته، ورغم قناعة الجهات الرسمية أيضاً أن روايتهم مكتملة الحبكة ويفترض فيها أن تقنع الجماهير، رغم أن حديث الناس في دمشق العاصمة خلاف ذلك، فإن الضمة السابقة التي أشرنا إليها وجمعناها تؤكد أو أنها تثير شبهات بالغة على الأقل في أن الرواية الرسمية للحدث اتّسمت بالتفكك وافتقدت الانسجام والترابط فضلاً عن الشفافية في حدث يفترض فيه الصدقية والشفافية التامة ولاسيما أنه يستهدف المدنيين والأبرياء.  وهذا مايدعوننا وغيرنا للاعتقاد بأن المسألة فيها مافيها قولاً وتحليلاً واستنتاجاً فضلاً عن معرفة من الفاعل ومن هو وراء الحدث الذي هزّ العاصمة السورية.

القضية الأكبر في الحدث التفجيري أنه كان حدثاً لم يدّعِه كما لم ينسبه إليه أحد، ومن ثم بقي لغزاً غامضاً في حدود الكلام الرسمي الذي قيل فزاده غموضاً، لأنه لم يتحدث عن جهة بذاتها ولم يذكر اسماً بعينه للشخصية الانتحارية التي أشار إليها، وهكذا جاء كلاماً عاماً عائماً كأنما أريد له ألا يكون مفيداً سوى أنهم تكفيريون وكفى، ومن هنا انطلقت الشكوك والظنون تحليلاً وتساؤلاً عمن يكون الفاعل شخصاً وجهةً..!!؟

تفجير السيارة في الزمان والمكان المعلوم جاء شبيهاً جداً بالتفجيرات التي كانت تحدث في لبنان في سنواته الأخيرة مستهدفة بعض الشخصيات المهمة عند أناس وغير مهمة عند آخرين، فكان الموالون يتهمون النظام السوري، والمعارضون ومعهم سوريا يشيرون إلى إسرائيل باعتبارها سبب كل علّة، وفي الحالين كان نسب هذه الانفجارات فيما يبدو للناس مقطوعاً وهات ياتحقيقات.  الشيء المختلف في التفجير السوري الحالي أن الجهات الرسمية بما فيها خطيب عيد الفطر في جامع بني أمية في دمشق وهم هنا بمثابة الموالاة في المصطلح اللبناني أشاروا بشكل واضح إلى جماعة من التكفيريين من دون توصيف أو تحديد، فكانت الإشارة كعدمها لأنها ربطت الحدث بثقب أوزون فكري وعقدي في المنطقة لعله أشد تعقيداً من ثقب الأوزون في شمال كرتنا الأرضية.

لسنا هنا في معرض مناقشة مايقال في السيارة المفخخة وصفاً ونسباً من رجال السياسة والأمن إلى مشايخ الدين والسلطان حتى عموم الناس من البسطاء في جوٍ يفتقد الشفافية، ومن ثمّ فهم موزعون اتهاماً وظنوناً ولكل منهم مؤيداته التي يتكلم عنها، فمابين متهمٍ منهم لإيران وحزب الله انتقاماً لفقيدهم الحاج مغنية وأشياء أخرى غيرها، أو معتبرٍ لها حقيقة أو وهماً أنها جزء من التصفيات في الصراع بين مكونات السلطة، أو أنها تحضيرات مهمة على أعتاب المحكمة الدولية لمن يعنيهم ويقلقهم أمرها، أو أنهم الأعداء الخارجيون لنظام صامد ممانع بسبب مواقفه التاريخية مفاوضةً سراً وعلانية أو حرباً وسلاماً في المؤتمرات والمنتديات، وهم يراد بهم حيثما ذكروا أمريكا وإسرائيل.  أما ألطفهم فكان خطيب العيد حيث ذهب إلى أن من لم يعزّ الجهات الرسمية في الحادث فهو من كان وراء جريمة التفجير، وأشار توضيحاً وإبراء للذمة أنهم جهتان لاغير أحدهما إسرائيل.  ولكن إذا كان من غير الممكن أن تكون إسرائيل هي المقصودة بمصطلح تكفيريين الذي ذكرته الجهة الرسمية، فعلى طريقة تحصيل حاصل تكون الجهة الأخرى قد حددها خطيبهم ولكن دون ذكر الاسم الذي أشارت إليه بعض الصحف الرسمية.  كل الخوف أن تقوم هذه الجهة المتبقية بتقديم واجب العزاء ولو متأخراً أو تسأل الشيخ الخطيب الدمشقي ومن يقول بقوله: قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ( وقد سألوهم )، فيبقى زير المتهمين في بير الأمنيين، وتبقى الجريمة فعلاً مبنياً للمجهول.

ومابين التكتيك والحقيقة وبين ماهو أمني وسياسي ومحاولة البحث عن الفاعل وصعوبتها مع شعور البعض بنقصان الهيبة والقدر لسبب ما، فإن هذا البعض لايتوانى عن إيجاد جهة قابلة و(لبّيسة) لمثل هذه الأحداث أو حتى تصنيعها وفبركتها زوراً وبهتاناً ولو على طريقة (أبي عدس) إظهاراً للهيبة أو صرفاً للأنظار عن حقيقة المجرم والجريمة.  ومن

ثم يكون اللف والدوران والتزويغ لعدم الحديث في الممنوع، وليصدق على عمومهم ماقالته الايكونومست البريطانية: المتكلمون في المسألة لايعرفون، والعارفون لايتكلمون.

النظام السوري جاء على دبابة مع بيان رقم واحد، وعاش حياته ومازال بالأجهزة المخابراتية والأمنية واستمر بتصريحاتٍ منه على قاعدة الأمن أولاً وأخيراً ولو مع الجوع والفقر، والأدهى أنه أوجد قاعدة عريضة على طريقته تدعو ربها أن يديم عليها الحال رغم شدته وضنكه خوفاً من الويل والثبور وعظائم الأمور على طريقة السجان الذي يقنع سجناءه أنهم بخروجهم من السجن يموتون جوعاً، فلاسكن يؤويهم والدنيا لاترحم وأولاد الحرام لم يتركوا لابن الحلال شيئاً يَطعَمه أو بيتاً يسكنه، حتى أنهم لن يجدوا سجّاناً ناصحاً أحسن منه، فخير لهم أن يستمروا في غيابات سجنه بعيداً عن هم الجوع والمأوى وعدم وجود البديل إلا أن يكون نزالاً وكفاحاً ومجابهةً لأعداء الله والدين والأمة يطيب فيها موتهم ويعيش بها سجانهم.  وعليه فإنه استطاع بعمليات لوجستية معقدة أن يستخدم من استخدم للمحافظة على حياته واستمراريته، ومستعملاً كل العمليات الحسابية والجبرية المعقدة ومستدعياً الديني والقومي في تحالفه الصامد والممانع مع المقاومين والمجاهدين في إيران ولبنان والعراق وفلسطين في مواجهةٍ تهدّدته. 

ومن ثم يكون السؤال: إلى متى يستمر تضليل مثل هذا السجان، حتى ينكشف المستور، وينقلب السحر على الساحر، ليعقبه تساؤل: هل رجعت الصحوة لبعض هذه القاعدة أو القواعد من خلال مايدور في بازارات السياسة ويتبدّى منها، فاكتشفوا جديداً غاب عنهم في السكرات، وأنهم كانوا آخر من علم وقد جاءتهم (الفكرات)، فما كان يقدم على أنه الاستراتيجي في الشعارات والطروحات، تأكد أنه تكتيكي في النهايات، والعكس صحيح في المآلات..!!؟  وأيضاً هل يكون هؤلاء الحلفاء والمؤيدين قادرين على هضم مقلبٍ أٌشرِبوه ثمّ ليُرمى بهم بعد أن استُخدِموا وانتفت الحاجة إليهم ولاسيما مع الشعور أنهم باتوا عبئاً ثقيلاً على من أيدوه ودعموه ونصروه في ساعة العسرة.!!؟

يقتضي إنصاف الإجابة أن عموم هؤلاء يمتلكون القابلية لابتلاع المقلب لاسيما إذا ترافق مع مهضمات مقدمة من مبررات وحجج براغماتية تبدو لمن أعطاهم المقلب المرتب أكثر من ضرورة له للزوم استمراره ودوام سلطانه، ولكن لاشك أن بعضهم سوف يواجه صعوبات بالغة في شرب المقلب ولو مع (كازوزة أو سفن أب)، ومن ثم يمكن لهم أن يغصوا فيه أو يختنقون، ولكن الآكد أنهم  سوف يعترسون رفضاً لهكذا سلوك مهما كانت الحجج، ولاسيما أنهم لبثوا عمراً مديداً يُثَوَّرون نضالاً ويُعبَّؤون أحلاماً بتكسير الرؤوس وتحطيم المشاريع وفضح الخانعين والمستسلمين على سندانات الصامدين والممانعين ليظهر لهم انتهاءً المخبوء ممّا لايرضونه.

أما كيف ستكون عترسة المعترسين ورفض الرافضة فهو أمر لسوف تختلف صوره فيما نعتقد، ولعل التفجير في مقابل المجمع الأمني على طريق المطار عينة ليس أكثر، لأنه في الحقيقة لأكبر من أن يكون تفجيراً إرهابياً لقوم يتفكرون، وياخبر اليوم بفلوس غداً ببلاش.  فلئن خرج المقاوم الفلسطيني أخيراً على الناس مفاجئاً يجرف بجرافته، ويدهس بسيارته، فلسوف يخرج أيضاً بعض الحلفاء والمؤيدين على عصابات الشبيحة والنهابين والقامعين ممن باع بمقاومتهم واشترى بدمائهم..!!؟  ولسوف يخرج العامل والكادح والمعتّر منهم على عتاولة النهب والفساد ممن لايرون في قطر عرقهم إلا أصفاراً لملاييينهم وملياراتهم، يُفجِّرون ويتفجّرون بعد أن ذاقوا المرارات وتحملوا قوانين الطوارئ بحجج الصمود والممانعة لعشرات من السنين المريرة..!!؟  ولسوف يخرج الجياع ومن لايجدون قوت يومهم بسكاكينهم على آكلي لقمة عيشهم وخبزهم، كما خرج كرام الناس وأفاضلهم بلسانهم وكلمتهم يبحثون عن كرامتهم وحريتهم المسلوبة.

هل يكفي اعتقاد حفنةٍ من الشبيحة والنهابين واللصوص المؤمنين أن سرقة لقمة عيش الملايين من فقراء الناس وجياعهم ومصّ دماءهم تجارة لاتبور لتكفيرهم، وكذلك أيضاً محاولة النظام لتظهير كل معارضة له أو نصح أو نقد بأنه تآمر ومؤامرة على بلد آمن سخاءً رخاءً صحةً وعافيةً، ويؤيده في هذا جوقة من المشطّفين والمصفقين الذين لايرون في مصائبه وإعاقاته واستبداده وفساده وقمعه شيئاً مذكوراً..!!؟

إننا وبعيداً عن التفجيريين والتكفيريين وإدانتهم والصامدين والممانعين وأفعالهم، وماقيل ويقال إن صدقاً وإن كذباً فيما حصل مؤخراً أمام مركز أمني عتيد في دمشق، فإننا نعتقد أن المافياويين والقتلة والمجرمين فيما يُصنِّعون من إرهاب لابد ذائقوه، وما يطبخون من سمّ لابد يوماً آكلوه.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ