ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس  09/10/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


هل يبيع الغرب لبنان لسوريا للمرة الثالثة ؟

عريب الرنتاوي

من مصلحة "لبنان أولا" أن يكون هناك تنسيقا أمنيا بين بيروت ودمشق، فالإرهاب تحد خطير ‏ومتصاعد يواجه البلدين الجارين معا، وهذا سر شائع، خصوصا بعد أن أعلنت القاعدة عبر مواقعها ومنابرها ‏المختلفة الحرب على هذين "المسارين المتلازمين".‏

ولن يفيد أحد، خصوصا قوى الرابع عشر من آذار، الاستمرار في سياسة دفن الرأس في الرمال، ‏فشمال لبنان يتحول فعلا إلى قاعدة للأصولية المتشددة وحاضنة لها، منه تنطلق جماعات ومجموعات إرهابية ‏لتنفيذ أعمال هنا وهناك، وإليه تأوي عناصر وجماعات مطاردة من مختلف الأصقاع والأمصار.‏

 

وإذ انتهت حوادث "نهر البارد" بمأساة مزدوجة وقعت على رأس الجيش والمخيم على حد سواء، فإن ‏نهر البداوي المجاور، يبدو مرشحا بدوره لحوادث وأحداث مماثلة، قد تنتهي بمقارفة المأساة / الخطيئة ذاتها، وفي ‏توقيت قد يسبق – ربما – المعركة المقررة لمخيم عين الحلوة وعليه، ومن ضمن سيناريو متعدد الأغراض، أولها ‏محاربة الإرهاب وآخرها تهجير الفلسطينيين عن لبنان بعد ستين عاما من تهجيرهم عن وطنهم الأصلي، لاسيما ‏مع تفاقم الصعوبات في وجه "عودتهم" المتعذرة بفعل الفيتو الإسرائيلي، واستحالة "توطينهم" في ضوء الفيتو ‏اللبناني، والمفارقة أن "الفيتوين" يحظيان بإجماع الإسرائيليين واللبنانيين على التوالي.‏

سوريا حشدت أكثر من عشرة آلاف جندي على امتداد حدودها الشمالية مع لبنان، وغالبا مقابل ‏معسكرات تدريب محتملة لعناصر وجماعات سلفية جهادية وفقا لمصادرها، والحشد السوري هبط مؤخرا باتجاه ‏الجنوب، محاذيا البقاع الشمالي، وربما يمتد بعد ذلك بامتداد الحدود اللبنانية السورية، وسط تحذيرات غربية ‏وأمريكية من مغبة التفكير في اجتياح لبنان وغزو أراضيه تحت ذريعة محاربة الإرهاب والرد على عملية دمشق ‏الأخيرة.‏

 

وفي ظني أن التحذيرات الأمريكية – الفرنسية (الأوروبية) لسوريا، نابعة في الأساس من إحساس ‏عميق عند العواصم الغربية، بأن الرواية السورية عن "مصدر العملية الإرهابية وموطنها" ليست دقيقة، لكن إذا ‏ما تكررت العملية، وثبت للغرب عموما والولايات المتحدة على وجه الخصوص، بأن الإرهاب يأتي من شمال ‏لبنان، عندها ستبدأ "الفيتوات" الغربية بالتساقط واحدا تلو الآخر، وستنقلب المحاذير في وجه الاجتياح السوري ‏الثاني للبنان إلى مسوغات ومبررات وحوافز، وعندها أيضا ستعيد سوريا تموضعها في الحرب ضد الإرهاب، ‏ولكن كقوة مناهضة له ورأس حربة في الهجوم عليه هذه المرة، وليس كقوة راعية له ومتسترة عليه كما ظلت ‏تتهم حتى الآن.‏

 

لهذا نقول أن "التنسيق الأمني" السوري اللبناني، وأخذ مصالح سوريا الأمنية بعين الاعتبار، والتوقف ‏عن سياسة النعامة وأسلوب دفن الرأس في الرمال، والتخلي عن "المكابرة" واللغة الثأرية التي تعمي أعين ‏أصحابها، من مصلحة "لبنان أولا وأخيرا"، فالبديل عن التصرف الحكيم وفي التوقيت المناسب، قد يكون ‏كارثيا، خصوصا إذا ثبت تورط بعض الأطراف اللبنانية في "لعبة إعادة التوجيه"، ومن مطلقات انتقامية وثأرية ‏مجردة من السياسة والحكمة والمصلحة.‏

 

الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، باع لبنان لسوريا مرتين: الأولى في العام 1976 عندما وفر الغطاء ‏والضوء الأخضر للاجتياح السوري الأول للبنان في مواجهة المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية، ‏والثانية في العام 1990، عندما قدم رأس العماد ميشيل عون عربونا لسوريا لالتحاقها بخنادق "حفر الباطن" ‏والحرب الكونية على العراق، وليس مستبعدا أبدا أن يكرر الغرب فعلته للمرة الثالثة، ولكن في سياقات ‏الحرب على الإرهاب هذه المرة، فهل يتعلم بعض اللبنانيين الدرس قبل خراب طرابلس وعكار وعين الحلوة ‏وبيروت؟.‏

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ