ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
هل
يبيع الغرب لبنان لسوريا للمرة
الثالثة ؟ عريب
الرنتاوي من مصلحة "لبنان
أولا" أن يكون هناك تنسيقا
أمنيا بين بيروت ودمشق،
فالإرهاب تحد خطير ومتصاعد
يواجه البلدين الجارين معا،
وهذا سر شائع، خصوصا بعد أن
أعلنت القاعدة عبر مواقعها
ومنابرها المختلفة الحرب على
هذين "المسارين
المتلازمين". ولن يفيد أحد، خصوصا
قوى الرابع عشر من آذار،
الاستمرار في سياسة دفن الرأس
في الرمال، فشمال لبنان يتحول
فعلا إلى قاعدة للأصولية
المتشددة وحاضنة لها، منه تنطلق
جماعات ومجموعات إرهابية
لتنفيذ أعمال هنا وهناك،
وإليه تأوي عناصر وجماعات
مطاردة من مختلف الأصقاع
والأمصار. وإذ انتهت حوادث
"نهر البارد" بمأساة
مزدوجة وقعت على رأس الجيش
والمخيم على حد سواء، فإن نهر
البداوي المجاور، يبدو مرشحا
بدوره لحوادث وأحداث مماثلة، قد
تنتهي بمقارفة المأساة /
الخطيئة ذاتها، وفي توقيت قد
يسبق – ربما – المعركة المقررة
لمخيم عين الحلوة وعليه، ومن
ضمن سيناريو متعدد الأغراض،
أولها محاربة الإرهاب وآخرها
تهجير الفلسطينيين عن لبنان بعد
ستين عاما من تهجيرهم عن وطنهم
الأصلي، لاسيما مع تفاقم
الصعوبات في وجه "عودتهم"
المتعذرة بفعل الفيتو
الإسرائيلي، واستحالة
"توطينهم" في ضوء الفيتو
اللبناني، والمفارقة أن
"الفيتوين" يحظيان بإجماع
الإسرائيليين واللبنانيين على
التوالي. سوريا حشدت أكثر من
عشرة آلاف جندي على امتداد
حدودها الشمالية مع لبنان،
وغالبا مقابل معسكرات تدريب
محتملة لعناصر وجماعات سلفية
جهادية وفقا لمصادرها، والحشد
السوري هبط مؤخرا باتجاه
الجنوب، محاذيا البقاع
الشمالي، وربما يمتد بعد ذلك
بامتداد الحدود اللبنانية
السورية، وسط تحذيرات غربية
وأمريكية من مغبة التفكير في
اجتياح لبنان وغزو أراضيه تحت
ذريعة محاربة الإرهاب والرد على
عملية دمشق الأخيرة. وفي ظني أن التحذيرات
الأمريكية – الفرنسية
(الأوروبية) لسوريا، نابعة في
الأساس من إحساس عميق عند
العواصم الغربية، بأن الرواية
السورية عن "مصدر العملية
الإرهابية وموطنها" ليست
دقيقة، لكن إذا ما تكررت
العملية، وثبت للغرب عموما
والولايات المتحدة على وجه
الخصوص، بأن الإرهاب يأتي من
شمال لبنان، عندها ستبدأ
"الفيتوات" الغربية
بالتساقط واحدا تلو الآخر،
وستنقلب المحاذير في وجه
الاجتياح السوري الثاني
للبنان إلى مسوغات ومبررات
وحوافز، وعندها أيضا ستعيد
سوريا تموضعها في الحرب ضد
الإرهاب، ولكن كقوة مناهضة له
ورأس حربة في الهجوم عليه هذه
المرة، وليس كقوة راعية له
ومتسترة عليه كما ظلت تتهم حتى
الآن. لهذا نقول أن
"التنسيق الأمني" السوري
اللبناني، وأخذ مصالح سوريا
الأمنية بعين الاعتبار،
والتوقف عن سياسة النعامة
وأسلوب دفن الرأس في الرمال،
والتخلي عن "المكابرة"
واللغة الثأرية التي تعمي أعين
أصحابها، من مصلحة "لبنان
أولا وأخيرا"، فالبديل عن
التصرف الحكيم وفي التوقيت
المناسب، قد يكون كارثيا،
خصوصا إذا ثبت تورط بعض الأطراف
اللبنانية في "لعبة إعادة
التوجيه"، ومن مطلقات
انتقامية وثأرية مجردة من
السياسة والحكمة والمصلحة. الغرب، بقيادة
الولايات المتحدة، باع لبنان
لسوريا مرتين: الأولى في العام
1976 عندما وفر الغطاء والضوء
الأخضر للاجتياح السوري الأول
للبنان في مواجهة المقاومة
الفلسطينية والحركة الوطنية
اللبنانية، والثانية في العام
1990، عندما قدم رأس العماد ميشيل
عون عربونا لسوريا لالتحاقها
بخنادق "حفر الباطن"
والحرب الكونية على العراق،
وليس مستبعدا أبدا أن يكرر
الغرب فعلته للمرة الثالثة،
ولكن في سياقات الحرب على
الإرهاب هذه المرة، فهل يتعلم
بعض اللبنانيين الدرس قبل خراب
طرابلس وعكار وعين الحلوة
وبيروت؟. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |