ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين  13/10/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


قراءة في غزوة تبوك (4)

في أرض عاد

الدكتور عثمان قدري مكانسي

لما مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجر( أرض عاد ) نزلها ، واستقى الناس من بئرها ، . فلما راحوا ( استراحوا ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تشربوا من مائها شيئاً ، ولا تتوضأوا منه للصلاة ، وما كان من عجين عجنتموه فاعلفوه الإبل ، ولا تأكلوا منه شيئاً ، ولا يخرجْ منكم أحد الليلة إلا ومعه صاحب له " .

ففعل الناس ما أمرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا رجلين من بني ساعدة ، خرج أحدهما لحاجته ، وخرج الآخر في طلب بعير له .

فأما الذي ذهب لحاجته فإنه اختنق على مذهبه ، وأما الذي ذهب في طلب بعيره فاحتملته الريح حتى طرحتْه بجبل طيّء . فأُخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " ألم أنهَكم أن يخرج منكم أحد إلا ومعه صاحبه ؟ " .

ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم للذي أصيب على مذهبه ، فشُفي ، وأما الآخر الذي وقع بجبل طيّء فإن طيّئاً أهدَته لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدِم المدينة .

قال ابن هشام : بلغني عن الزهريّ أنه قال : لمـّا مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحِجر سجّى ثوبه على وجهه ، واستحثّ راحلته ، ثم قال : " لا تدخلوا بيوت الذين ظلموا إلا وأنتم باكون خوفاً أن يصيبكم مثلُ ما أصابهم " .

إضاءة :

1-        كان النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه يعلمون أن الأرض التي نزلوا فيها ديارعاد قوم هود عليه السلام  وقد أهلكهم الله تعالى " .... بريح صرصر عاتية سخّرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً ، فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية " ، وكانت الأرض منبسطة وفيها ماء ومراح . فاستراحوا فيها ، وشربوا من مائها ، وعجنوا الدقيق بمائها ليخبزوه ، فلما فعلوا ذلك جاءهم الأمر الإلهي بالابتعاد عن الأرض التي كفر أصحابها فأصابهم فيها العذاب ، وأهلكهم الله بكفرهم وشركهم . فالتزم المسلمون ذلك سريعاً وخرجوا منها ، حتى إن الأمر جاءهم بالامتناع عن استعمال مائها شرباً ووضوءاً وأكلاً ، فأعلفوا الإبل العجين ولم يخبزوه . وهذا دليل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يدري بالنهي إلا بعد أن أوحيَ إليه به ، فهو صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب . وهو دليل آخر على حسن التزام المسلمين بالامر الإلهي والهدي النبويّ .

2-        وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الإقامة بدار الكفر إلا للضرورة والأمر الذي لا بد منه كالدعوة إلى الله تعالى ، والهروب إلى أرض عادلة يأمن فيها الإنسان على نفسه وأهله ودينه ... أما المكان الذي أهلك الله فيه الذين ظلموا أنفسهم فقلب بهم الأرض أو أغرقهم فيها أو صعقهم أو مزقهم فيها ، فكانت أرض عذاب فلا يمكث فيها المسلم مطلقاً والله أعلم . ولهذا سجّى النبي صلى الله عليه وسلم ثوبه بوجهه وهو يمر بها ، واستحثّ راحلته وقال لأصحابه : " لا تدخلوا بيوت الذين ظلموا إلا وأنتم باكون خوفاً أن يصيبكم مثلُ ما أصابهم " . والبكاء وتصنـّعه تذلل لله سبحانه واسترحام أن يصيبهم مثل ما أصاب القومَ من العذاب .

3-        ما يكون من نهي إلا لحكمة قد يتبينها المسلم آنيّاً ، وقد لا يتبينها إلا بعد مدّة ، فحين نهى النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين أن يخرجوا فرادى فلأنه يعلم من الله أن أمراً قد يصيب المخالفين ، فنبّههم إلى التقيد بما أمر . والتزم الجميع أمره إلا رجلاً ضيَع ناقته ، فذهب في الليل يبحث عنها وحده ، فحملته بقايا ريح عاد بعيداً عن المعسكر إلى مضارب طيّء شرقاً ، فضيَع نفسه بعد أن ضيّع ناقته ، وحملته الريح ، ثم أنزلته سليماً معافى ، وسلمه من رآه وضافه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو عائد من تبوك . ورجلاً خرج منفرداً يقضي حاجته فضغطته الريح الشديدة  فأصيب بالخنّاق وطاش صوابه ، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فشفاه الله تعالى . ولأنه لا بد من الخروج لأصحاب الحاجة فكان الترخيص به لأكثر من واحد ليتعاونوا ويتآزروا على ما يصيبهم أو يصيب أحدهم ولأن النبي الكريم يريد أن يعلم المسلمين الطاعة لله ورسوله ففيها النجاة من المكروه ، وفي المخالفة العقوبة والضرر.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ