ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
أوباما
وماكين في ميزان المصلحة
الإسرائيلية !!! صالح
النعامي تبدي دوائر صنع
القرار الإسرائيلية ومحافل
التقييم الإستراتيجي في تل أبيب
اهتماماً بالغاً وغير مسبوق
بالسباق المحموم بالفوز في
الإنتخابات الرئاسية الأمريكية.
وإن كانت إسرائيل ترى في
الانتخابات الرئاسية الأمريكية
دائماً حدثاً استراتيجياً من
الطراز الأول لما للعلاقات بين
تل ابيب وواشنطن من تأثير كاسح
على الكيان الصهيوني ومستقبله،
فأن كل الدلائل تشير الى أن
نتائج الانتخابات القادمة
سيكون لها تأثير غير مسبوق ليس
فقط على العلاقة بين الطرفين،
بل على مستقبل إسرائيل ذاتها،
بسب الملفات الخطيرة والضخمة
جداً الذي ترى إسرائيل أنه
يتوجب عليها معالجتها، وهي تدرك
أن هذه المعالجة تعتمد بشكل
أساسي على التعاون الأمريكي
أولاً وقبل كل شئ. ولما كان
الرئيس الأمريكي يتمتع
بصلاحيات طاغية وشبه مطلقة في
قضايا العلاقات الخارجية، فأن
هذا شكل عاملاً إضافياً ومايزال
للاهتمام الإسرائيلي بنتائج
الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
في نفس الوقت، فأنه من المعروف
أن أحد أهم بنود العقيدة
الأمنية الإسرائيلية يقوم على
ضرورة استناد الكيان
الإسرائيلي على حليف قوي، وهذا
ما حرصت عليه إسرائيل منذ
تأسيسها وحتى الآن. الملف الإيراني بالنسبة لإسرائيل
فأن هناك ملفان هامان يتوجب أن
تطمئن الى وجهة نظر كل من
المرشحين الديموقراطي
والجمهوري ازائهما، وهما
التهديد النووي الايراني
ومصالح تل ابيب في التسوية مع
الفلسطينيين. فلا
خلاف على أن دوائر صنع القرار
ومحافل التقييم الإستراتيجي في
إسرائيل ترى في المشروع النووي
الإيراني أكبر تهديد يواجه
إسرائيل حالياً . والذي يدلل على
إن اسرائيل تنظر الى هذا الملف
على هذا الأساس هو حقيقة أن
إسرائيل قد وجهت جل مواردها
وقدراتها الإستخبارية من أجل
احباط هذه المشروع. ولتدليل على
الخطورة التي تنظر بها إسرائيل
للمشروع النووي الإيراني فقد
تحول رئيس جهاز الموساد مئير
دجان الذي تم تكليفه من قبل
الحكومة الإسرائيلية لمعالجة
المشروع النووي الإيراني الى
الشخصية الأمنية ذات التأثير
الأكثر طغياناً وتأثيراً على
بقية دوائر صنع القرار.
وإسرائيل تضع في حسابها مواجهة
المشروع النووي الإيراني
بالضغوط السياسية والإقتصادية (
وهو ما تفضله )، والوسائل
العسكرية، وفي كل الحالتين فإن
دور الرئيس الأمريكي المقبل
حاسم كما ترى اسرائيل. إسرائيل
منذ الآن باتت ترى أنه بات من
الصعب جداً أن تساهم الضغوط
الإقتصادية والسياسية في دفع
إيران للتراجع عن برنامجها
النووي، سيما بعد الأزمة
الجورجية الروسية، وتوفر
المزيد من الأسباب التي تدفع
روسيا لإظهار المزيد من التشدد
ازاء الضغوط الهادفة لاجبارها
على التصويت لصالح فرض عقوبات
على ايران. وهناك يتوجب التأكيد
على أن إسرائيل ترى خطورة
البرنامج النووي الإيراني ليس
في نجاح طهران في صنع قنبلة
نووية، بل ايضاً في مجرد حصول
الايرانيين علىالقدرات العلمية
التي تمكنهم من تخصيب كمية من
اليروانيوم تكفي لتصنيع قنبلة
نووية في المستقبل، وبالتالي
فأن اسرائيل ترى أنه حتى لو نجحت
في ضرب المنشآت النووية
الإيرانية بعد تمكن طهران من
الحصول على القدرات العلمية
والتقنية التي تؤهلها لتخصيب
اليورانيوم بشكل كافي، فأن هذا
يعني أنها لم تحقق شئ. وفيما
يتعلق بالعمل العسكري فأن
اسرائيل ترى أن هناك سيناريوهان
يتعلقان باستخدام القوة في
احباط المشروع النووي
الإيراني، فإما أن تتولى المهمة
الولايات المتحدة الأمريكية،
أو إسرائيل. وبكل تأكيد فأن تل
ابيب تفضل أن تقوم واشنطن
بالمهمة بسب قدراتها العسكرية
الهائلة. ولا خلاف أنه من اجل
انجاز هذه المهمة تحديداً فأن
اسرائيل تفضل فوز ماكين على
اعتبار أن له مواقف ثابتة
وارسخة من مسألة المشروع
الإيراني تعود جذورها الى الوقت
الذي كان قائداً برتبة جنرال
وكان مسؤولاً عن التنسيق بين
الجيش الأمريكي والكونغرس. ولدى
النخب الحاكمة تقييم كبير لجدية
ماكين في هذا الجانب أكبر من
أوباما. أمير أورن المعلق
العسكري لصحيفة " هارتس "
يعتبر أن ماكين هو أفضل رئيس
ممكن للولايات المتحدة لأن لديه
رؤية أصيلة وثابتة حول الحاجة
الى إقامة تحالف دولي ضد أسماه ب
" الدول المارقة
افضل من منافسه بدرجة أكبر.
في نفس الوقت فأن هناك من حالة
عدم الثقة تجاه أوباما رغم كل ما
قدمه من وعود، حاول بها استرضاء
جماعات الضغط اليهودية
وإسرائيل. وكما يقول اوفير
بينيس وزير القضاء الإسرائيلي
السابق الذي توجس وشكك في دوافع
الحماسة التي أظهرها أوباما في
اعلان التزامه بالعمل لمواجهة
التهديدات التي تواجه اسرائيل
وذلك عندما ألقى خطابه أمام
المؤتمر الأخير لمنظمة "ايباك"
وهي أهم جماعات الضغط اليهودية.
وفي مقال نشره في صحيفة "
يديعوت أحرنوت
قال بينس " أن من يتحدث
بهذه الحماسة أمام اليهود كفيل
بان يتحدث خلاف ذلك في اماكن
اخرى. علينا أن نتصرف بحذر أشد
تجاه اوباما وان نفحص عميقا
نواياه بالنسبة لاسرائيل
والشرق الاوسط ". من
ناحيتهما، فأن الصحافيين ناحوم
برنيع وشمعون شيفر كتبا مقالاً
في صحيفة " يديعوت أحرنوت "
أكدا فيه أن مبعث قلق المنظمات
اليهودية من أوباما يعود الى
جذوره " الإسلامية ". برنيع
وشيفر قالا " أكثر ما يقلق
قادة المنظمات اليهودية في
الولايات المتحدة أن يكون أسم
والد مرشح للرئاسة الأمريكية
حسين، من الممكن اجمال كل مخاوف
اليهود وارتيابهم منه بجملة
واحدة: باراك حسين اوباما ليس من
جماعتنا ". وأشار كل من برنيع
وشيفر الى مظاهر الإبتذال في
خطاب أوباما أمام " مؤتمر
ايباك الذي تعهد خلاله بالحفاظ
على أمن إسرائيل وضمان تفوقها
النوعي وحصولها على العتاد
العسكري بشكل يمكنها من مواجهة
التهديد الإيراني، فضلاً عن
تعهده بمواصلة خطة مبيعات
الأسلحة لإسرائيل خلال العقد
القادم والتي من المفترض أن
تبلغ 30 مليار دولار، الى جانب
تعهده بمنح إسرائيل منظومة
دفاعية ضد الصواريخ وفقا
لمعايير دول حلف الاطلسي،.برنيع
وشيفر أكد أنه رغم كل ما وعد به
أوباما إلا إن قادة التنظيمات
اليهودية وإسرائيل لم يرق لهما
دعوة أوباما لإقامة دولة
فلسطينية وتفكيك المستوطنات.
وأضافا " مشكلة أوباما أمام
المنظمات اليهودية وإسرائيل هو
وعده بالتفاوض مع الرئيس
الايراني. لكن هناك معطيان
آخران يقلص هامش المناورة أمام
دوائر صنع القرار في إسرائيل،
حيث أن هناك دلائل متزايدة على
تفوق أوباما على اقل كما تعكس
ذلك استطلاعات الرأي العام
الأمريكية، هذا من جانب، ومن
جانب آخر فأنه حتى لو فاز ماكين
المتحمس للقضاء على المشروع
النووي الإيراني، فأن هناك شكوك
كبيرة إن كان في ظل هذه الظروف
سيظل مستعداً لضرب إيران كما
تريد تل ابيب، وذلك بفعل الأزمة
المالية الخانقة، وبفعل الضغوط
التي يمارسها قادة الجيش
الأمريكي الذين يرون أن أي هجوم
على ايران سيهدد التواجد
الأمريكي في العراق، فضلاً عن
بروز المعضلة الأمريكية في
افغانستان بكل قوة. من هنا فأنه من
الأهمية الإشارة الى ما يشدد
عليه عدد كبير من المعلقين
الإسرائيليين بأنه في كل ما
يتعلق بالمشروع النووي
الإيراني فأن هناك الكثير من
المؤشرات التي تؤكد أن اسرائيل
معنية بمحاولة توجيه ضربة
عسكرية له في الفترة الممتدة
بين اجراء الانتخابات
الامريكية وقبل تسلم الرئيس
الجديد مقاليد الأمور في البيض
الأبيض، وذلك اعتماداً على
تفاهم مع ادارة الرئيس بوش على
اعتبار أن بوش لن يتضرر من هذه
الضربة التي تأتي بعد تحديد
هوية الرئيس الجديد للولايات
المتحدة وقبل ان يباشر عملياً
مهام منصبه. الرئيس القادم
والثوابت الإسرائيلية تراهن إسرائيل بشكل
كبير على دور الرئيس الأمريكي
الجديد في دعم مصالح اسرائيل في
أي تسوية للصراع مع الفلسطينيين.
واللافت أن ما تطلبه تل ابيب من
الرئيس الجديد يعني أنه لن يكون
من الممكن التوصل لتسوية سياسية
للصراع. وخلال زيارتيهما
لإسرائيل، فقد اطلعت الحكومة
الاسرائيلية كل منهما على
الخطوط الحمراء الإسرائيلية في
التسوية مع الفلسطينيين، والتي
تقوم على: 1- شرط اقامة دولة
فلسطينية هو توقف الفلسطينيين
عن المقاومة التي تصفها اسرائيل
بالارهاب، ويتطلب التوقف عن
المقاومة تفكيك حركات المقاومة
وحلها. 2- اقامة نظام
سياسي فلسطيني يسمح بوضع حد
للتحريض على اسرائيل ويكون
مستعد لفرض رقابة على منع
التحريض في دور العبادة ومناهج
التدريس ووسائل الاعلام. 3- التزام الرئيس
المقبل بما جاء في رسالة
الضمانات التي بعث بها الرئيس
بوش لرئيس الوزراء الاسرائيلي
السابق ارئيل شارون، وعلى راسها
اعتراف الادارة المقبلة بأن
الواقع الديمغرافي الناشيء بعد
حرب حزيران وخصوصا وجود تجمعات
استيطانية كبيرة وراء الخط
الاخضر، يحول الانسحاب
الاسرائيلي الى حدود 67 الى
مسألة غير ممكنة. لذلك كل تسوية
لفرض الحدود الدائمة بين
اسرائيل والفلسطينيين يجب ان
تأخذ بالحسبان تلك التغيرات
الديمغرافيه. اي: استمرار وجود
التجمعات الاستيطانية
الإسرائيلية تحت الحكم
الاسرائيلي. 4-
الحل العملي لمشكلة اللاجئين
الفلسطينيين كجزء من التسوية
الدائمة سيتحقق من خلال اقامة
الدولة الفلسطينية وتوطينهم
ضمن حدودها وليس داخل دولة
اسرائيل. بكلمات اخرى: هذا كان
تأييداً لموقف اسرائيل الرافض
لمطلب اللاجئين الفلسطينيين
للعودة. بالنسبة لدوائر صنع
القرار في إسرائيل فأن هناك
ارتياح واضح وكبير تجاه موقف
ماكين تحديداً من هذه القضايا،
مع العلم انه تبنى علناً هذه
المواقف الأمريكية، وان كان
أوباما خرج عن طوره في اكثر من
مناسبة وهو يشدد على إلتزامه
بعزل حركة حماس، وإتخاذ كل
التدابير للحفاظ
على إسرائيل كدولة يهودية، تكون
القدس عاصمتها " الموحدة
للأبد " هوية الرئيس غير
حاسمة لكن هناك في إسرائيل
من يرى تحديداً أن هوية الرئيس
المقبل للولايات المتحدة ليست
مهمة الى هذا الحد الذي يتم
تصويره. فوزير الحرب الاسبق
موشيه ارنس يقول أن علاقات
الولايات المتحدة – اسرائيل
ترتكز على اسس راسخة من القيم
والمصالح الاستراتيجية
المشتركة التي لا تعتمد على
هوية الادارة الحاكمة في واشنطن
من الناحية الحزبية. ويؤكد ارنس
أنه من المحظور على اي
زعيم سياسي اسرائيلي ان
يبدي تخوفه على مستقبل هذه
العلاقات حتى لا تتحول المخاوف
الى حقائق. ويشدد ارنس على أنه
رغم أن العلاقات بين اسرائيل
وامريكا جيدة قابلة للتحسين.
وهو يطالب بأن تطالب اسرائيل أي
رئيس مقبل بتطبيق قرار الكونغرس
بنقل السفارة الامريكية من تل
ابيب الى القدس واطلاق سراح
الجاسوس اليهودي الامريكي
جونثان بولارد الذي تجسس لصالح
اسرائيل، وتكثيف التعاون
الأمريكي الإسرائيلي في المجال
التكنلوجي. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |