ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت  18/10/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الديموقراطية المطلوبة في سورية: 

على قياس مَن!؟

عبدالله القحطاني  

• إذا كانت الديموقراطية المطلوبة، في سورية، على قياس أسرة أسد، فهي متحقّقة، منذ حوالي أربعين عاماً! فقد رتّبها الرئيس الراحل، كما يشاء، ووضع فيها كل ما تحتاجه، من ديكورات جبهَوية، وصار يباهي بها العالم، ويقيم الحجّة على أرقى الديموقراطيات الحديثة الراسخة، في أوروبّا، وأمريكا.. مؤكّداً على أن لكل دولة ديموقراطيتها الخاصّة بها، الملائمة لطبيعتها وظروفها!

• إذا كانت الديموقراطية المطلوبة، في سورية، على قياس "إسرائيل"، فهي متحقّقة، عبر أسرة أسد، منذ التاريخ المذكور، الذي أعلن فيه حافظ أسد ديموقراطيته البديعة!

• إذا كانت الديموقراطية المطلوبة، في سورية، على قياس أمريكا، فهي متحقّقة، كذلك، عبر أسرة أسد، بالطريقة ذاتها، التي تحقّقت ل"إسرائيل"!

• إذا كانت الديموقراطية المطلوبة، في سورية، لشعبها، وفصائله السياسية، وشرائحه الاجتماعية.. مطلوبة على قياس فئة بعينها، من هذه الفصائل والشرائح.. فهاهنا ينبغي أن يتوقّف المرء طويلاً، ويفكّر ملياً:

1) إذا كانت الديموقراطية، مطلوبة على قياس طائفة دينية، أو مذهبية.. فهذا يعني ألاّ ديموقراطية ألبتّة! لأن الشعب السوري فيه طوائف عدّة، ومذاهب شتّى.. وهذا يعني، بالضرورة، أن كل طائفة، ستعارض الديموقراطية المفصّلة على قياس الطائفة المذكورة، أو المذهب المذكور! وهذا يعني، بالضرورة أيضاً، ومن قبيل تحصيل الحاصل، أن تبقى ديموقراطية آل أسد، مهيمنة على حكم سورية، إلى أجيال عدّة قادمة!

2) وإذا كانت الديموقرطية المطلوبة، مقصّلة على قياس حزب سياسي، يساري أو يميني، أو علماني أو إسلامي .. فهذا يعني، كذلك، ألاّ ديموقراطية في سورية، ألبتّة، غير ما أبدعته أسرة أسد.. وهي تقيم الحجّة، فيه، على الجميع!

3) وإذا كانت الديموقراطية المطلوبة، على قياس فئة عرقية، من فئات الشعب السوري، وهي ترفض أيّة ديموقراطية، تخالف القياس الذي فرضته لنفسها، وتريد فرضه على الآخرين.. فهذا يعني، كذلك، أن ديموقراطية آل أسد، ستبقى جاثمة على صدور الشعب السوري، إلى ما شاء الله!

4) أمّا إذا كانت الديموقراطية المطلوبة لسورية، إنّما هي مطلوبة لشعبها كله، عبر برامج وطنية، متّفق عليها، ملائمة لسائر الشعب، بسائر مكوّناته، دون خوف من عسف أو جور، أو تحكّم أقلية بأكثرية، أو أكثرية بأقلية.. فهذا يعني أن على كل ذي لبّ، من قادة العمل السياسي المعارض، أن يتّفق، أوّلاً، وقبل كل شيء، مع القوى الأخرى، على كسر الجدار الاستبدادي الأسدي القائم.. وبعد ذلك تصبح البلاد لأهلها، جميعاً.. يتفاعل الناس فيها، تفاعلاً سياسياً حراً، عبر تحالفات شتّى، وصور شتّى من صور العمل السياسي، الديموقراطي حقاً! وتجربة سورية الخصبة،  في مرحلة الخمسينات وأوائل الستّينات، من القرن المنصرم، تقدّم نموذجاً مريحاً، نظرياً وعملياً، لسائر الأطراف السياسية، العاملة في الساحة السورية، والتي عرفت تلك التجارب، وعايشتها، ومارستها، وحقّقت، عبرها، ما تطمح إليه، من خلال قدراتها وإمكاناتها، وأساليب عملها الاجتماعي والسياسي! ومن كان لديه نموذج، لديموقراطيةٍ سورية، مناسبة لشعب سورية، كله، أفضل من تلك، التي كانت في تلك المراحل.. فبوسعه تقديمها، للقوى السياسية القائمة على الساحة.. ليتحاور حولها الشركاء جميعاً، ويتوصّلوا فيها، إلى اتّفاق مناسب للجميع، ومناسب، أوّلاً، لسورية وطناً - لا أقاليم! - ولأهلها شعباً - لا طوائفَ، أو مذاهبَ، أو أعراقاً -!

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ