ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
قراءة
في غزوة تبوك (9) الصلح
بين الرسول ويحنة الدكتور
عثمان قدري مكانسي ولما انتهى رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى تبوك (
وتبوك الآن مدينة شامية من
أعمال المملكة السعودية جنوب
الأردن حوالي تسعين كيلو متراً )،
أتاه يحنة بن رؤبة ، صاحب أيلة ،
(وأيلة مدينة
بالشام على ساحل البحرالأحمر
وهي الآن من أعمال السعودية ،
كثيرة النخيل )، فصالح رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأعطاه
الجزية . وأتاه أهل جرباء
وأذرح (وهما منطقتان إلى الشمال
الشرقي من أيلة )، فأعطوه الجزية
فكتب رسول الله صلى الله عليه
وسلم لهم كتابا ، فهو عندهم . كتاب الرسول صلى الله
عليه وسلم ليحنة فكتب ليحنة بن رؤبة
بسم الله الرحمن الرحيم هذه
أمنة من الله
ومحمد النبي رسول الله
ليحنة بن رؤبة وأهل أيلة ، سفنهم
وسيارتهم في البر والبحر لهم
ذمة الله وذمة محمد النبي ومن
كان معهم من أهل الشام ، وأهل
اليمن ، وأهل البحر . فمن أحدث
منهم حدثا ، فإنه لا يحول ماله
دون نفسه . وإنه طيب لمن أخذه من
الناس وإنه لا يحل أن يُمنعوا
ماء يردونه ولا طريقا يريدونه
من بر أو بحر. إضاءة
: 1-
أعطى رسول الله صلى الله
عليه وسلم الأمان للنصارى من
أهل الشام ، وصالحهم على أن
يعترفوا بتبعيتهم للدولة
الإسلامية بالمدينة المنورة ،
وأخذ الجزية منهم على أن يأمنوا
على دينهم وأنفسهم وموالهم
وتجارتهم . وليكون هذا العهد
مثالاً للعلاقة بين المسلمين
وأهل الكتاب في ديار المسلمين
على مر الأيام . 2-
شعار المسلمين على مدى
حكمهم لبلاد النصارى في الشرق
والغرب أنه " لا إكراه في
الدين " فلم يُفرض الإسلام
على أحد ديناً لأن الدين قناعة
وإيمان ، ولا خير في إنسان يظهر
غير ما يُبطن . ولا أمان له
ولا عهد ، لأنه سوف ينقض ما
اتّفق عليه بمجرد القدرة على
الجهر به . 3-
ولم ينتشر الإسلام بالسيف
كما يزعم أعداؤه بل بالفهم
والمنطق والأسوة الحسنة
والقدوة الطيبة . وفي القرآن
كثير من الآيات ترفض الإيمان
بالإكراه " أفأنت تُكره الناس
حتى يكونوا مؤمنين ؟ " ولكنّ
الإسلام يحارب من وقف في طريقه
يمنعه الوصول إلى الناس ويقف
بينهم وبينه سداً مانعاً ويحارب
دعاته . 4-
ولغير المسلم من المعاهدين
ما للمسلمين من حرية في الحركة
والتجارة والبيع والشراء
وإقامة طقوسهم وشعائر عبادتهم
كما وضح في كتاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم لأمير أيلة ،
ولهم ذمة الله وذمة رسوله ،
وحديث رسول الله صلى الله عليه
وسلم يوضح هذا المبدأ
: " من ظلم معاهداً أو كلفه
فوق طاقته فأنا خصمه يوم
القيامة " 5-
وقد حفظ الإسلام للمعاهدين
كرامتهم ودافع عنهم بل إننا نجد
الحاكم المسلم يفرض للذمي في
دولة الإسلام ما يحافظ على
حياته : فقد رأى عمر رضي الله عنه
في الطريق يهودياً يتكفف الناس
فقال: والله ما أنصفناك إذ أخذنا
منك الجزية وأنت شاب وتركناك
وأنت شيخ ، وأمر له براتب من بيت
مال المسلمين . 6-
أما إذا نقض الذمي العهد
فعقوبته – كماذكر النبي صلى
الله عليه وسلم – قاسية إذ قال
في كتابه لصاحب أيلة : فمن أحدث
منهم حدثا ، فإنه لا يحول ماله
دون نفسه . ولا بد أن تكون
العقوبة رادعة حتى لا يجرؤ أحد
على إيذاء المسلمين ونقض عقودهم
، وليكون الفاعل عبرة لغيره . ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |