ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء  22/10/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ماذا يعني تبادل السفراء

الدكتور عثمان قدري مكانسي

أقر النظام السوري – بعد التي واللتيّا – أن يتبادل السفراء بينه وبين لبنان . واتخذ القرار بعد عمليات جراحية تجميلية كثيرة طالت سنوات عجاف ومواقف مطاطة – وما تزال – ، فوزير خارجية النظام يعلن أنه لم يسمّ سفيره حتى الآن ، وطبعاً سيكون السفير السوري ضابطاً أمنياً خدم في لبنان سنوات طوالاً عندما في الجيش السوري هناك  ، وكانت له علاقات حميمة مع السائرين في فلكه من اللبنانيين كي يتمم الحلقة الأمنية السورية السابقة والمستمرة في لبنان .

لسنا في هذا الصدد ، فالنظام لا يستطيع أن يعيش داخلاً ولا خارجاً دون هذه الحلقات المشبوهة ، فهذا قَدَره ، وما وُجد إلا بالطرق التسلقيّة وكسر القواعد واستلاب حقوق غيره منذ أن سرق في غفلة من المواطن السوري حريته في انقلابه على الشرعية عام ثلاثة وستين . وكلمة الانقلاب تدل على تجاوز كل الحقوق للوصول إلى الهدف ، واغتصابه.

إنما تعني كلمة السفير إظهار الوجه المناسب للتصرفات الحضارية للدولة الأخرى . وهذا يتطلب التزام حقوق الدولة المضيفة ، والتزام قوانينها ، وعدم التدخل في شؤونها ، وبصورة أخرى ينبغي على النظام أن يعمل على أن ينسى اللبنانيون السنوات السوداء العشرون التي فرضها النظام السوري على اللبنانيين فحكمهم بالسوط الأمني . ونحن نعتقد أنه لا يتسطيع أن ينسى ، فالمثل الشعبي يقول :  " قالوا للعاطل صير مليح قال لهم بصير لي اسمين " إن النظام الذي نادى بالعروبة والأخوّة العربية كان يستطيع أن يضم لبنان إليه نهائياً لو عامل اللبنانيين معاملة كريمة في العقدين اللذين بسط فيهما سلطانه عليهم وحقق الأمان بينهم ، فأحبوه ونادوا بالوحدة العربية ، وأحبوها ! . ولكن أنّى له أن يفعل ذلك ، وقد حكم السوريين بالنار والحديد ، وخنق الحريات ، وأذاقهم وما يزال الذل والهوان ؟! . إن فاقد الشيء لا يُعطيه ، واللئيم لا يستطيع أن يكون حراً كريماً . فهل تجد من عامل مواطنيه بالجبروت والقهر والسلب والنهب يستطيع مع غيرهم أن يكون شريفاً نظيفاً وشفـّافاً لطيفاً ؟!!

ما يزال النظام يحشد عشرة آلاف جندي على الحدود اللبنانية ، بحجة وجود المهرّبين ، وهو المهرّب الأول ، إن لم يكن المهرّب الوحيد وهل يستحق التهريب على فرض وجوده هذا العدد الكبير يهدد به اللبنانيين ويهدد باقتحام مناطقهم ، ويمنّي نفسه بالعودة إليهم بعد أن ذاق ما ذاق  على مدى وجوده في لبنان سلة الخيرات ولذة العسل ، وصار لبنان كنز العمر لضباطه اللصوص يعبون ما أرادوا من كنوزه !!.

 عشرة آلاف جندي لحماية حدوده من المهربين ، ويترك الجولان أكثر من أربعين سنة ساحة مفتوحة للجيش الإسرائيلي وطيرانه يمرح فيها ما يشاء متى شاء؟! فإذا ما طفح الكيل من سكوته وعدم رده يخرج بتصريحات سخيفة مؤداها أنه يحتفظ بالرد في الزمان والمكان المناسبين ، ويمر الزمان طويلاً ، وهذه الأسطوانة تتكرر بسماجة ، ثم يُضاف إليها : " إن الرد قد يكون سياسياً في كواليس الأمم المتحدة " .. ثم نجد الرد الحقيقي في ارتماء النظام على اليهود يطلب ودّهم ويرجوهم عونه في البقاء على صدور الشعب السوري المسكين ، ويطلب منهم أن يجربوه ليثبت لهم خضوعه واستسلامه !!.

ولا مانع عند النظام بل لقد صرح دوبلوماسييه أنه قد يتخلى عن الجولان إذا ما تُركت له لبنان ، ويريدها صفقة العمر ، فهو يحشد جيشه على شعب شقيق رفض ظلمه ، وذاق منه مرارة الاستعباد ، وأبى عودته إليه ، ويمنع في الوقت نفسه أن تُطلق رصاصة واحدة على المحتل في هضبة الجولان الأسيرة .

ما يزال النظام في سورية يحلم أن يعود إلى لبنان ، ويسوّف مسؤولوه ما استطاعوا أن يسوّفوا في تبادل السفراء بينه وبين لبنان .

وكنا نود حقيقة لو كان النظام الحاكم في سورية خادماً لشعبه يسعى لأمنه ورفاهيته ، وكان أخاً محباً للبنانيين ، لو كان هكذا لم يصرّ اللبنانيون بعد ستين سنة من الاستقلال والتعامل الأخوي أن يطالبوا بالتبادل الديبلوماسي بين الأختين سورية ولبنان !!.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ