ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
قضية
شاليط وعقدة الاحتلال الصهيوني أ.د.
محمد اسحق الريفي أظهرت قضية
الجندي الأسير جلعاد شاليط
جوانب مهمة لعقدة الاحتلال
الصهيوني، حيث ينظر سياسيون
صهاينة إلى الثمن الذي استعدت
حكومة الاحتلال لدفعه مقابل
إطلاق سراح شاليط على أنها
علامة ضعف أيديولوجي وسيكولوجي
للكيان الصهيوني، وهنا تكمن
عقدة هذا الكيان الذي يتظاهر
بسعيه لتحقيق السلام! فرغم ما تتعرض
له حكومة الاحتلال من ضغط شعبي
ورسمي لمقايضة شاليط بمئات
الأسرى الفلسطينيين في سجون
الاحتلال، تصر هذه الحكومة أمام
انتقادات المتطرفين الصهاينة
على رفض هذه المقايضة، إذ يعد
هؤلاء المتطرفون الصهاينة هذه
المقايضة دليلاً على ضعف الكيان
الصهيوني أمام إصرار حركة حماس
على إطلاق سراح مئات الأسرى
الفلسطينيين من سجون الاحتلال،
ومقدمة لمزيد من التنازلات
الصهيونية للفلسطينيين في
المستقبل القريب. فقد حث عدد من
كبار ضباط جيش الاحتلال والساسة
الصهاينة حكومتهم على
الاستجابة لمطالب حركة حماس من
أجل إعادة شاليط إلى حضن
عائلته، وطالبت مجموعة من
الكتّاب والمؤلفين الصهاينة
رئيس حكومة الاحتلال إيهود
أولمرت بإطلاق سراح الأسرى
الفلسطينيين من سجون الاحتلال
وإنقاذ حياة شاليط فوراً، كما
خرج آلاف المتظاهرين إلى ميدان
رابين؛ بما فيهم شخصيات عامة
وفنانون، حاملين الرسالة ذاتها
لحكومتهم حول قضية شاليط. كما ينظر هؤلاء
الصهاينة إلى مطالب حركة حماس؛
مقابل الإفراج عن شاليط، على
أنها ثمن باهظ يدفعه الاحتلال
لحركة حماس، وتنازل
للفلسطينيين لا مبرر له، مما
يظهر حجم الإرهاب والإجرام
الصهيوني وعمق العنصرية التي
تنطوي عليها الأيديولوجية
الصهيونية.
فقد دعا هؤلاء المتطرفون
حكومة الاحتلال إلى القيام
بجرائم عقابية جماعية ضد غزة؛
لتحريض المواطنين ضد حركة حماس
وتأليبهم عليها. وتضمنت دعوات
هؤلاء الصهاينة تعليق برامج
زيارات ذوي الأسرى الفلسطينيين
إلى سجون الاحتلال، وتجميد كافة
الأموال المحولة إلى غزة؛ على
غرار ما حدث في أعقاب هجوم
نيويورك عام 2001، وقطع شبكة
الاتصالات الصهيونية وأنظمة
حيوية أخرى للاحتلال تستفيد
منها غزة؛ كالكهرباء والإنترنت
والهاتف الأرضي والمتنقل،
إضافة إلى وقف إمدادات الوقود
والغاز وكل مستلزمات الحياة عن
غزة المحاصرة! هذه التهديدات
التي دأب الصهاينة على إطلاقها
في كل حين؛ كإغراق غزة في
الظلام، وإعادة احتلالها،
وارتكاب محرقة فيها...، تكشف لنا
هذه التهديدات حقيقة العقدة
التي يعاني منها الكيان
الصهيوني، ونقاط ضعفه الحقيقية.
فهو
كيان يعتمد استمرار وجوده على
إنكار وجود الشعب الفلسطيني
وإجباره على الهجرة من فلسطين
وسحقه بكافة السبل، وعلى عدم
الوصول إلى سلام مع
الفلسطينيين؛ حتى لو كان هذا
السلام هزيلاً ومكلفاً جداً
للشعب الفلسطيني. ولذلك فإن
مقايضة الأسرى هي إشارة يفهمها
الصهاينة على أنها مكافأة
للمقاومة وتشجيع لها على أسر
المزيد من الجنود الصهاينة،
وخطوة باتجاه التنازل عن الأرض
المحتلة للشعب الفلسطيني
وباتجاه الإقرار بوجوده، وربما
خطوة باتجاه زوال الكيان
الصهيوني برمته!! وينسى هؤلاء
الصهاينة في غمرة حماقتهم أن
عدم قدرتهم على تنفيذ تهديداتهم
الإرهابية ضد غزة والشعب
الفلسطيني كافة هي من أخطر نقاط
ضعف كيانهم الغاصب، فهو كيان
غير شرعي، ويعاني من أزمة
متصاعدة في العلاقات الدولية،
بسبب استمرار احتلاله لفلسطين،
وبسبب جرائمه المتواصلة ضد
الشعب الفلسطيني.
فتنفيذ تلك التهديدات سيظهر
الصورة الحقيقية الوحشية
والدموية للاحتلال الصهيوني،
وسيؤدي إلى إنهاء "دور الضحية"
التي يلعبها الصهاينة المحتلين
لفلسطين لينالوا عطف الرأي
العام الغربي والعالمي، الأمر
الذي سيعمق أزمة العلاقات
الدولية التي يعاني منها الكيان
الصهيوني. كما سيعجل
تنفيذ تلك التهديدات في نهاية
نظام أوسلو، وشركاء الاحتلال في
التسوية السياسية، ويقوض عملية
الابتزاز المالي للموظفين
الحكوميين، المدنيين
والعسكريين، في غزة والضفة
المحتلة. ولا
شك أن الأموال ستظل تصل إلى من
يستحقها من أبناء الشعب
الفلسطيني؛ مهما حاول الاحتلال
والإدارة الأمريكية وحلفاؤها
منع ذلك، فالحصار المالي
وعمليات تجفيف منابع الدعم
لحركة حماس ولفصائل المقاومة
الفلسطينية الأخرى فشل في تحقيق
أهدافه الشريرة. ولذلك فلن تؤثر
تلك التهديدات إلا سلباً على
الكيان الصهيوني وصورته أمام
العالم وأمام الشعب الفلسطيني
والشعوب العربية والإسلامية. وستؤدي
تلك العقوبات الجماعية ضد غزة
إلى تعطيل الاتصال لدى المؤسسات
الدولية الثقافية والملحقات
الدبلوماسية والسياسية؛ ليظهر
للعالم حقيقة هذا الكيان البشع
وإجرامه الدموي بحق الشعب
الفلسطيني. إن محاولة
تحريض الشعب الفلسطيني ضد
المقاومة الفلسطينية لن تحقق
للصهاينة ما يطمعون فيه، فشعبنا
لديه من الإيمان والوعي ما
يعصمه من الانجرار وراء التحريض
الصهيوني وما يمنعه من مكافأة
الاحتلال على جرائمه. وهذا
ما يؤكده صمود الشعب الفلسطيني
وثباته، رغم الحصار الظالم الذي
تتعرض له غزة هاشم، ورغم تعرضه
المتواصل للممارسات القمعية
والإجرامية الصهيونية المدعومة
أمريكياً وغربياً. هذه
الأيديولوجية الصهيونية
الشريرة هي ما سيحول دون نجاح
المشروع الصهيوني، ومن ثم
فالمشروع الصهيوني القائم على
هذه الأيديولوجية المقيتة؛
يتضمن في داخله أدوات التدمير
الذاتي، وهذه هي عقدة الاحتلال
الصهيوني. إن
من أهم نقاط ضعف الاحتلال هي قوة
الإرادة لدى شعبنا الفلسطيني
وإصراره على التخلص من الاحتلال
مهما طال الزمن وازدادت
المعاناة! ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |