ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس  23/10/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


قراءة في غزوة تبوك (10)

أسر أكيدر ثم مصالحته

الدكتور عثمان قدري مكانسي

ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا خالد بن الوليد ، فبعثه إلى أكيدر دومة ( دومة الجندل شرق تبوك وغرب سكاكا السعودية ) ، وهو أكيدر بن عبد الملك رجل من كندة كان ملكا عليها ، وكان نصرانيا ; فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخالد  " إنك ستجده يصيد البقر "، فخرج خالد حتى إذا كان من حصنه بمنظر العين وفي ليلة مقمرة صائفة وهو على سطح له ومعه امرأته فباتت البقر تحك بقرونها باب القصر فقالت له امرأته هل رأيت مثل هذا قط ؟ قال لا والله قالت فمن يترك هذه ؟ قال لا أحد .

فنزل فأمر بفرسه فأسرج له وركب معه نفر من أهل بيته فيهم أخ يقال له حسان . فركب وخرجوا معه بمطاردهم . فلما خرجوا تلقتهم خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذته ؟ وقتلوا أخاه وقد كان عليه قـَباء ( الثوب الخارجي يلبسه الرجل فوق ثيابه ويتمنطق عليه ) من ديباج ( حرير) مخوص ( مطرّز ) بالذهب فاستلبه خالد فبعث به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل قدومه به عليه

قال ابن إسحاق : فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة ، عن أنس بن مالك ، قال رأيت قباء أكيدر حين قدم به على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل المسلمون يلمسونه بأيديهم ويتعجبون منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتعجبون من هذا ؟ فوالذي نفسي بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا .

قال ابن إسحاق : ثم إن خالدا قدم بأكيدر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فحقن له دمه وصالحه على الجزية ثم خلى سبيله فرجع إلى قريته فقال رجل من طيئ : يقال له بجير بن بجرة يذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لخالد : إنك ستجده يصيد البقر وما صنعت البقر تلك الليلة حتى استخرجته لتصديق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم

تبارك سـائق البقـرات إني     رأيت الله يهدي كل هاد

فمن يك حائدا  عن ذي تبوك     فإنا قد  أمرنـا بالجهاد

الرجوع إلى المدينة

فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك بضع عشرة ليلة لم يجاوزها ، ثم انصرف قافلا إلى المدينة .

إضاءة :

1-        يعلمنا النبي القائد أنه لا بد من تأمين حدود الدولة الفتية وإخضاع الخصوم وإخافتهم حتى لا يكونوا عوناً للروم في قتال المسلمين ، فأرسل قادته ببعض السرايا لإثبات الوجود وفرض القوة الإسلامية . وقد تحصن بعض الحكام في حصونهم وقراهم ، يأبون الاعتراف بالقوة الجديدة ، فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن أمر بمهاجمتهم وفرض الأمر الواقع .

2-        " وما يعلم جنود ربك إلا هو "  أراد الله تعالى – ولا رادّ لقضائه – أن يكون أسر أكيدر حاكم دومة الجندل سهلاً يسيراً ، فما إن وصل خالد بن الوليد إلى حصن أكيدر في ليلة مقمرة حتى أرسل الله تعالى بقر الوحش يطوف بالحصن ويدفع بابه ويغري الحاكم بالخروج ليصطاده ، فقد اعتاد أن يبتعد المسافات الطويلة ليصطادها ، وهي اليوم تحوم حول باب الحصن . وهكذا خرج أكيدر في الليلة القمراء مع بعض أصحابه يطاردها ، فصار مطارَداً ، وأصبح صيداً بعد أن كان صائداً، وكان أن أوحى الله تعالى لنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم أن يقول لقائد سريته خالدٍ : إنه سيرى أكيدر خارج حصنه يصيد البقر . وهكذا كان ، فاستاقه أسيراً . ومن جاهد في سبيل الله أعانه الله تعالى ويسّر أمره ، وأعانه على تنفيذ المهمة !!...  إنها بعض معجزات النبي صلى الله عليه وسلم تشرح قلب المؤمنين وتشحذ عزائمهم .

3-        كنوز الدنيا على عظمها لا تعادل مطلقاً ما أعده الله تعالى لعباده في الجنات ، ففيها ما لا عين رأت ، ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. فرداء أكيدر الذهبي لا يساوي بحال من الأحوال مناديل سعد بن معاذ في الجنة ، وما قال النبي صلى الله عليه وسلم ذاك إلا مثال بسيط يقرب فيه النبي صلى الله عليه وسلم جمال الحياة الرغيدة للمسلم المؤمن في جنات المأوى .

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ