ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء  29/10/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


قراءة في غزوة تبوك (11)

وفاة ذي البجادين وقيام الرسول على دفنه

الدكتور عثمان قدري مكانسي

 قال ابن إسحاق : وحدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، أن عبد الله بن مسعود كان يحدث ،

 قال : قمت من جوف الليل وأنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ، قال فرأيت شعلة من نار في ناحية العسكر ، قال فاتبعتها أنظر إليها ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وإذا عبد الله ذو البجادين المزني قد مات وإذا هم قد حفروا له ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرته ، وأبو بكر وعمر يدليانه إليه ، وهو يقول أدنيا إليّ أخاكما ، فدلياه إليه ، فلما هيأه لشقه قال : اللهم إني أمسيت راضيا عنه ، فارض عنه . قال يقول وعبد الله بن مسعود : يا ليتني كنت صاحب الحفرة .

سبب تسميته ذا البجادين

قال ابن هشام : وإنما سمي ذا البجادين لأنه كان ينازع إلى الإسلام ، فيمنعه قومه من ذلك ويضيقون عليه حتى تركوه في بجاد ليس عليه غيره (والبجاد الكساء الغليظ الجافي )، فهرب منهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما كان قريبا منه شق بجاده باثنين ، فاتزر بواحد ، واشتمل بالآخر ، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقيل له ذو البجادين لذلك .

والبجاد أيضا : المسح قال ابن هشام : قال امرؤ القيس :

كأن أبانا في عرانين ودقه      كبير أناس في بجاد مزمل

إضاءة :

1- عبد الله شاب سمع بمبعث الرسول صلى الله عليه وسلم ، ووصل إليه شمائل هذا الدين العظيم ، فأحبه وأعلن إسلامه في قومه الذين كرهوا منه إسلامه ، فسلبوه ماله ، ومنعوه حقه في حياة حرة كريمة فكان أهل الكهف قدوة له في الصبر على الدين وتحمل المشاق لأجله .

2- لما عزم في غفلة من قومه على الهروب بدينه إلى حيث النور والضياء ، لم يمنعه أنه ذو كساء واحد غليظ يلفه فانطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولقيه بمئزر وشملة كأنه في حج أو عمرة حافي القدمين يشرب الماء من حفر الطريق ، ويأكل لحاء الشجر حتى وصل إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم  . وهكذا المؤمن يتحمل الصعاب في سبيل دينه والعيش في أفيائه .

3- ويصل الشاب إلى حيث الهداية والأمان ، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعيش بين فقراء المسلمين ، ويحتضنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرعاه ، فتطمئن نفسه ، ويسلو همه .

4- وينطلق عبد الله ذو البجادين مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك يلازمه كظله ، فلا يفارقه ، ويغرف من معين الإيمان وبحر الهدى وشمس الهداية . ويشاء الله تعالى أن يعتل في هذه الغزوة ، ثم يفارق الحياة في إحدى ليالي تبوك والرسول صلى الله عليه وسلم عائد بالمسلمين إلى المدينة ، فيحفر له المسلمون قبره . ويأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يدفنه بيديه الشريفتين تقديراً له  وحباً . وينزل حفرته ، ويطلب من صاحبيه ووزيريه الكريمين أبي بكر وعمر أن ينزلاه إليه ليوسده الثرى بنفسه ، وليدعو له الله تعالى أن يتغمده برحمته ، ومن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه راضياً فالله تعالى عنه راض. ويرى ابن مسعود هذا الموقف ويسمع هذا الدعاء ، فيتمنى لو كان مكان عبد الله ذي البجادين رضي الله عنه وأرضاه ، ويا سعد من دفنه رسول الله بيديه ودعا له وشهد له بالصلاح والتقوى .

5- ومهما غرف الإنسان من مباهج الدنيا فإن القبر مصيره ، والوحشة أنيسه ، فيكن مبتغى المسلم رضاء الواحد الأحد والسير على خطا الرسول الأعظم . ليكون من أهل الفردوس الأعلى في نعيم مقيم إلى جوار رب كريم سبحانه من رب رؤوف ، ورحيم  غفار .

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ