ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
النظام
السوري وغارة " البو كمال "
واللعب بالنار ...!. د.نصر
حسن هل تغيرت قواعد
اللعبة مع النظام السوري بشكل
دراماتيكي على مشارف
الانتخابات الأمريكية التي
يراهن عليها النظام ؟وهل شن
غارات مباشرة عنيفة على قرية
السكرية القريبة من البوكمال
عقدة الترانزيت السوري إلى
العراق يمثل إعادة النظر في لون
الخطوط الافتراضية التي يتمترس
وراءها النظام ؟ ومالجديد الذي
استدعى الدخول الأمريكي
العسكري على الخط ولأول مره في
السنوات التي أعقبت احتلال
العراق ؟ وهل تلك الغارة هي
رسالة أخيرة للنظام السوري
لتحديد طريقه بوضوح وسط تشعب
طرق يلعب على وقت الانتظار
فيها؟ وهل هو عمل تحذيري خشن
للنظام لتوضيح موقفه الذي وعد
فيه سراً من جملة القضايا
الإقليمية ؟ أم هو فاتحة مرحلة
جديدة بين النظام وأمريكا أياً
كان الفائز في الانتخابات
الأمريكية التي هي على الأبواب
؟! أم هي القبض على النظام بحالة
تلبس سمسار ترانزيت إلى العراق
حيث يأوي العابرين في معسكر
السكرية التي تديره الأجهزة
الأمنية السورية ؟ في كلا
الأحوال وفي قراءة أولية وسريعة,
يشي الموضوع
بتسويق جديد
لمسار جديد وعلاقة جديدة مع
النظام السوري ؟!. والحال
كذلك , وفي تغييب التفاصيل كعادة
النظام السوري في التعامل مع
القضايا الداخلية والخارجية ,ففي
بلد مثل سورية يحكمها نظام أمني
يصادر كل شيء ويحارب الشفافية
وحرية الأعلام والصحافة ويحجب
الحقائق ويزور الوقائع , تبقى
التحليلات والتكهنات هي
السائدة , وبصدد الغارة
الأمريكية على الأراضي السورية
تبقى مواقف النظام لاشيء سوى
التنديد بانتهاك حرمة الأراضي
السورية خلافاً للقانون الدولي
ووقوع ضحايا من المدنيين حسب
الروايات التي يتناقلها
الأعلام ظاهراً ,وحقيقة هي
إدانة النظام السوري أولاً
وأخيراً على أمرين أساسيين ,
الأول هو عجزه عن حماية الوطن ,والثاني
هو سياسته الطائشة التي قادت
سوريةإلى دائرة النار وبؤرة
الخطر الحقيقي في الصراعات
الإقليمية والدولية ؟. فبكامل الإستغراب
والمرارة نسمع أبواق النظام
التي تنظّر بانتصارها على الغرب
والشرق ,وتصدح بفك عزلة النظام
الدولية , تستمر بعزف نفس
الأسطوانة المشروخة تغطية
لأمور لازالت طي الكتمان من جهة
, ومن أخرى أن مايدور سراً هو أن
النظام قدّم تنازلالت لاحدود
لها للكثير من الأطراف الدولية
للحفاظ على مصالحها
الستراتيجية في الشرق العربي ,
من طرطوس إلى اليعربية
والبوكمال عن طريق اتفاقيات
سرية تسمح لتلك الدول بكل أشكال
النشاط على الأراضي السورية
لحماية مصالحها دون الرجوع إلى
النظام السوري ,ودون التقيد
بقواعد القانون الدولي وهي
امتيازات منحها النظام للقوى
الدولية مقايضة بفك عزلته
وتوبته عن دعم قوى التطرف في
المنطقة , والمقلق في الأمر هو
تماهي النظام والغرق في تمدد
الصراعات الإقليمية إلى داخل
سورية في الشهور القليلة
الماضية ومارافقها من تصفية
حسابات بين قوى إقليمية على
الساحة السورية وأيضاً تفجيرات
غامضة راح ضحيتها مدنيين أبرياء
وكبار ضباط الأمن السوريين (عماد
مغنية , مستشار بشار أسد , تفجير
قرب فرع فلسطين
) , ومابرح النظام يتعامل مع
تلك التطورات النوعية الخطيرة
بأسلوب اللف والدوران والخداع
وتغطية الحقائق والدوافع
الفعلية لتلك الأحداث والتي
يدفع ثمنها الشعب السوري دماً
هذه المرة !. أياً كان الهدف وراء
الغارة , فهي تشير إلى أي درك
انحدر إليه النظام , وإلى أي
مستوى أصبح عجزه عن حماية سماء
الوطن وأرضه وأمنه , وإن تصدّر
وكالة سانا لقيادة الأحداث
الميدانية الخطيرة هو العجز
عينه , والتعامل معها بهذا
المستوى من عدم المسؤولية التي
تظهر أن النظام فقد قدرته على
الفعل , ولم يبق له من وسيلة سوى
الكلام الغوغائي اللفظي
المتكرر وتسجيل تحفظات ومواعد
جديدة للاحتفاظ بحق الرد !, الرد
الذي غالياً ماكان على الجبهة
الداخلية بزيادة القمع
والاعتقالات ,وتوجيه تهم التآمر
للرموز الوطنية الديمقراطية
التي تدعو لحماية سورية ووحدتها
وأمنها الوطني والقومي,الذي عجز
النظام عن صيانته في أكثر من
مناسبة , ليس أولها تحليق
الطائرات الإسرائيلية فوق قصر
المهاجرين بوجود الرئيس الوريث
فيه , ولاالهجوم على دير الزور
في عمق سورية , ولا الاغتيالات
والتفجيرات المتواترة في سورية
, ولاآخرها الغارة الأمريكية
على البوكمال ونحيب النظام على
المدنيين وهو يضرب كفاً بكف
لايدري إلى من يوجه التهمة هذه
المرة !.,وكل مافعله النظام هو
تسجيل الاحتفاظ بحق الرد في
دفتر الإهانات المتكررة!. إن الانحدار الذي وصل
إليه ويستمر فيه النظام أصبح جد
خطير على سورية ووحدتها وأمنها
الوطني والقومي , فرهن شعب سورية
لمساوماته مع القوى الإقليمية
والدولية من إسرائيل إلى
إيران إلى أمريكا إلى فرنسا
إلى موسكو هو عمل الخائبين
والفاشلين والعاجزين عن تحمل
شرف المسؤولية الوطنية ,والغير
مؤهلين لقيادة بلد وحماية شعب
وصيانة أرض وحفظ كرامة وطن ,
والتبجح اللفظي الفارغ بقوة
النظام وثباته يكشف زيفه ما
يجري من اختراقات خطيرة في سماء
سورية وأرضها وعلى حساب استقرار
شعبها ودماء أبنائه , ومعزوفة حق
الرد في الوقت المناسب والمكان
المناسب أصبحت ممجوجة وأكثر من
مشروخة , غداً سيرد كعادته على
ذلك بمحاكمة الرموز الوطنية
الديمقراطية من العرب والكرد
وقيادة إعلان دمشق, الأبطال
الحقيقيين ..فداء الحوراني
ورياض سيف ومشعل التمو وميشيل
كيلو وآل البني والعبدالله
ورفاقهم الشجعان رموز الرد
الحقيقي على هوان النظام
وتخاذله , يرد بمحاكمتهم لأنهم
وقفوا بإرادة وطنية عالية ودعوا
إلى حماية اللحمة الوطنية ووحدة
سورية وحماية أمنها وبالرجوع
إلى الشعب وإقرار العمل
الديمقراطي التعددي والانفتاح
السياسي على الجبهة الداخلية
لأنها الوحيدة القادرة على الرد
على كل الأخطار التي تهدد سورية
ومستقبلها . بقي أن نقول ,أن دريئة
مسلسل حق الرد الذي يختل ورائها
النظام , هي
تلغي شرعية الأمر الواقع
التي يعتاش عليها , وتكشف التخبط
والتناقض والتفريط على مستوى
مؤسسات النظام كله , وفي هذه
الظروف الخطيرة وبشكل مباشر
وصريح ومسؤول يكون مخرج
رئيس النظام السوري "
نظام حق الرد المؤجل" هو
استحقاق الرد بالطريقة الوحيدة
التي سيسجلها له التاريخ
فعلاً عظيماً , وإن فعلها
وهي تحتاج إلى شجاعة وقوة
انتماء وإرادة وحرص على السلامة
الفردية والوطنية , ستجبّ
الكثير من أفعاله التي أضرّت
الوطن والشعب ومصالح سورية
وأمنها ومنعتها وسمعتها , وذلك
بالإفراج الفوري عن رموز الحركة
الوطنية المعتقلين منهم .... فداء
الحوراني ورفاقها الأبطال
والمقيدي الإقامة والحركة
وزملائهم في الداخل والخارج بدل
محاكمتهم زوراً ,والاجتماع
العاجل معهم وتقديم استقالته
إليهم كممثلين للشعب على طريق
تسليم المسؤولية للشعب السوري
صاحب الشرعية الوحيد ...عندها
فقط يكون النظام قد تحسّس الخطر
ونفذ للمرة
الأولى والأخيرة وعده بحق الرد
...إنه القرار السهل في الزمن
الصعب الذي تعيشه سورية ....بخلاف
ذلك إنه استمرار اللعب بالنار
والعار والمكابرة الخطيرة
والاستهانة بالوطن والشعب
مقابل المصلحة الشخصية ,
مستمراً في عدم رؤية الأمور
بوضوح وعدم قراءة موازين القوى
المادية كما تشير , وعدم سماع
رأي الشعب كما هو مفترض , وعدم
العبرة مما جرى ويجري في محيط
سورية , عندها وفي نتائجها
واستحقاقاتها المفاجئة اللاحقة
تكون ..............." على نفسها جنت
براقش "..!. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |