ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
بسم
الله الرحمن الرحيم معاني
الانتخابات الأمريكية الإمام:
الصادق المهدي كثيرون
هم في النصف الجنوبي من الكرة
الأرضية الذين يعتبرون
الانتخابات الأمريكية القادمة
تحصيل حاصل وأن نتائجها لا تقدم
ولا تؤخر في سياسات الولايات
المتحدة فأوباما وماكين وجهان
لعملة واحدة! الولايات
المتحدة تضم مجتمعا مفتوحا
متنوعا وقابلا للاستمالة، هذه
الحقيقة أدركتها الحركة
الصهيونية لذلك استطاعت بالعمل
المنهجي المنظم أن تستميله إلى
حد الامتثال لمصالحها رغم تناقض
ذلك مع المصالح القومية
للولايات المتحدة كما كشف ذلك
الكاتبان الأستاذان ستيفن والت
وجون ميرشايمر في كتابهما
الرائع "اللوبي الإسرائيلي".
وأدركها المحافظون الجدد
فاستمالوا السياسة الأمريكية
نحو أحادية واستباقية عزلت
أمريكا وأضاعت عليها الحكمة
التي قالها الرئيس بوش الأب لدى
تكوين التحالف الدولي لإخراج
القوات العراقية من الكويت إذ
قال "علينا أن نتذكر دائما
أنه في هذه الحالة كما في غيرها
فإن أمريكا تحتاج للتحالف مع
الآخرين لخدمة مصالحها". صحيح لا
يستطيع الرئيس الأمريكي القادم
إتباع نهج ثوري لأن مركز القرار
في أمريكا ليس واحدا بل ترفده
مراكز عديدة. ولكن صار واضحا أن
سمعة أمريكا في العالم قد انحطت
وهي محتاجة لترميم سمعتها
لمواجهة تحديات القرن الواحد
وعشرين، تحديات تحتاج للتعاون
مع الآخرين. كما صار واضحا أن
السياسة الاقتصادية والمالية
التي قدست السوق الحر بالصورة
التي اتبعها ريغان في أمريكا
وتاتشر في بريطانيا تحتاج
لإصلاح على "الطريق الثالث".
كما صار
واضحا أن الولايات المتحدة
تحتاج لمن يخرجها من مستنقع
المغامرات الخارجية الفاشلة في
أفغانستان، والعراق، وغيرها. استطلاعات
الرأي في أمريكا تحمل إدارة بوش
الابن وحزبه الجمهوري مسئولية
التردي الأمريكي. في
استطلاع أجرته التايمز و CBS قال 60% من المستفتين أن رأيهم في الحزب
الجمهوري سالب (36% فقط إيجابي)
بينما قال 56% أن رأيهم في الحزب
الديمقراطي إيجابي (40% فقط سالب)
هذه الحقيقة يتوقع أن تظهر
انتصارا محققا للديمقراطيين في
مستوى الانتخابات التشريعية
وهي تنطلق من حقائق أهمها أربع: أولا:
أن الجمهوريين بقيادة بوش الابن
قد اتبعوا سياسات خارجية فاشلة
عزلت أمريكا وأكسبتها عداوة
العالم. ثانياً:أنهم
اتبعوا سياسات مالية خرقاء
استخفت بكل الضوابط المالية
الصحيحة وساهمت بصورة مباشرة في
الكساد الذي ضرب النظام
الرأسمالي والذي سوف يؤثر بصورة
مباشرة على حياة المواطن. ثالثاً:أنهم
أداروا الحرب على "الإرهاب"
التي دقوا طبولها بصورة أتت
بنتائج عكسية لمقاصدها. رابعاً:الجمهوريون
يخوضون الانتخابات يلطخهم سجل
بوش الابن الفظيع وسخافات
الخرقاء الحسناء سارة بالين
لذلك يتوقع أن يفوز
الديمقراطيون في الانتخابات
التشريعية بسهولة. استطلاعات
الرأي تتوقع نصرا مماثلا للمرشح
الديمقراطي للرئاسة: *
استطلاع فوكس يقدر الفرق 9%
لصالح أوباما. *
استطلاع NBC
يقدر الفرق 10% لصالحه. *
استطلاع بيو يقدر الفرق 14%
لصالحه. *
استطلاع الواشنطن بوست يقدر
الفرق 11% لصالحه. وهكذا،
ولكنني أقول إن المسألة الإثنية
اللونية سوف تلعب دورا في
الانتخابات الرئاسية: * حوالي
25% من الناخبين سوف يصوتون
لماكين تجنبا لرئيس أسود. * حوالي
25% يمثلون قوس قزح لوني سوف
يصوتون لأوباما. وسوف
يكون التنافس حادا وتاريخيا
لكسب التأييد في الخمسين في
المائة من الناخبين. أقول
إنها انتخابات تاريخية لأنها
سوف تدور حول الاعتبارات الخمسة
الآتية: أولاً:
التنافس بين أمريكا البيضاء
وأمريكا قوس القزح. ثانياً:
التنافس بين الذين يغلبون
التمسك بالماضي والذين يغلبون
التطلع نحو المستقبل. ثالثاً:
التنافس بين دعاة الاستمرار
وبين رعاة التغيير. رابعاً:
الترجيح بين بائع الخبرة وبائع
الأمل. خامساً:
موقف الناخب الأمريكي من الكذبة
المهيمنة للإنسانية التي تحكم
على الإنسان بلون جلدته ولا
تحكم عليه بالمقياس المحافظ على
كرامة الإنسان الذي يحكم عليه
بما يحسنه: قيمة
الإنسان ما يحسنه
أكثر الإنسان فيه أو أقل! العالم
ليس محايدا مشاهدا للمسرح
الانتخابي الأمريكي. أجرت محطة
الإذاعة البريطانية مؤخرا
استطلاعا في 22 دولة في العالم
ووجدت أن 82%من المستطلعين
يؤيدون أوباما. ولكن
هناك أمران هامان يرتبطان
بانتخاب أوباما إذا تحقق في
الرابع من نوفمبر: الأمر
الأول: متعلق بصورة الأفريقي في
الحضارة الغربية. هذه الصورة
وإن تراجعت إلى حد ما مستمدة من
مقولة ترسخت منذ القرن الثامن
عشر بأن الأفريقي سيما الأسود
شخص غريب الأطوار، انفعالي،
محدود الذكاء، يعيش بلا ثقافة
ولا حكمة ولا تاريخ. انتخاب
أوباما لرئاسة أمريكا سوف يرفع
رأس الإنسان الأسود وسوف يزيد
من محو الصورة السالبة الموروثة
وإثبات صورة أفضل. الأمر
الثاني: انتخاب أوباما الكيني
الأب سوف يقدم برهانا قويا على
انفتاح المجتمع الأمريكي
وحركته للعبور نحو تساوي الفرص،
وسوف يكون لانتخابه أثر تكفيري
عما ألحقته أمريكا البيضاء
بالإنسان الأسود. لقد كان
تاريخ الإنسانية حاشدا
بالتصنيفات الإثنية والمظالم
التي تقشعر لذكرها الأبدان،
ولكن حاضر ومستقبل الإنسان لا
ينفعه إلا تجاوز ذلك الماضي
والتطلع والعمل لتحقيق الإخاء
الإنساني الذي يوجبه صريح
المعقول مثلما حث عليه صحيح
المنقول (يَا أَيُّهَا النَّاسُ
إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن
ذَكَرٍ وَأُنثَى
وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا
وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا
إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ
اللَّهِ أَتْقَاكُم)"[1]،
والإنسان مكرم في حد ذاته: (وَلَقَدْ
كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ)[2]. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |