ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
العلويون
ونظام البعث واليهود
وإسرائيل بقلم
خالص جلبي الطائفية مرض مثل
القراد في النحل، والسل في
البشر، والجنون في البقر.. والطائفة حقيقة مثل
الشمس والقمر وشلالات نياغرا
والكهرباء الساكنة.. وحين تشحن الطائفة
بالإيديولوجيا فقد تتحرر وقد
تتشرنق، سنة الله في خلقه.. وحين يقدم رجل
الطائفة من هو في طائفته فقد
انمحق المجتمع بتقديم أرذل
صفاته والقضاء على أبدع ما وضع
الله فيه.. وفي سوريا ليس كل
علوي حزبي، وليس كل علوي مرتزق،
وليس كل علوي جلاد ومنتفع.. كذلك فاليهودي في
الأرض ليس صهيونيا على نحو أكيد
وهناك من اليهود من يعتنق
الإسلام، مع أن نبي الرحمة يقول
لو آمن بي عشرة من اليهود لآمن
بي اليهود.. مع هذا ففي مونتريال
رأيت أعلام إسرائيل مقامة في
حارة يهودية وهم في كندا وليسوا
في بني صهيون.. وفي سجن الشيخ حسن
كان من عذبني ديري اسمه يوسف
طحطوح، ومن أشرف على تعذيبي
الليلي مجند سني من حلب كان
حريصا أن لا أرفع دولاب السيارة
من ظهري، وأنا أستقبل الحائط
ليلا نهارا في أيام نحسات
متتابعات.. وكانت فكرة تعذيبي
البطيئة هي ما تفتق عنها عقل
السادي (السني) يوسف طحطوح وليس
أبو طلال (العلوي) المساعد الذي
كان يأتي فيرحمني ويرفع عني
الدولاب راحة لي فأنا له شاكر
بعد أربعين سنة.. قال لي مساعد
المخابرات الحمصي أبو طلال
العلوي: إن مسألة الانقلابات
انتهى وقتها وحكمنا (لاحظ تعبير
حكمنا البعث) باقي إلى قيام
الساعة.. وهكذا وبفعل الترابط
العضوي فإن الجماعات تتورط في
مسارات جماعية من حيث لا تعلم و
لا تريد.. واليهود والعلويون
متشابهون، فأولئك متعاطفون مع
إسرائيل، وأولئك يرون أن هذه
العهد هو العصر الذهبي لهم.. ولا يعني أنه لا يوجد
ناقمون ومتمردون، ولكن السؤال
الحاسم عن (الكتلة الكبيرة
الحرجة) من غوغاء الجمهور
العمياء المنحدرة إلى مستنقع
قذر من حيث أرادت أو لا؟!! ولذا فقد ورطت
الصهيونية كل اليهود في صراع
تاريخي مع العرب والمسلمين، سوف
يقضي عليهم في النهاية.. وكذلك فإن حافظ الأسد
وعصابته ورطوا الطائفة العلوية
من حيث أرادت أو كرهت، في هذا
المستنقع النجس الملعون
فبرمجوا لحرب أهلية قادمة،
فجعلوا كتلة العلويين الضخمة
تلتحم مع النظام، بغض النظر عن
أفراد شرفاء،
أو تنظيمات لا قيمة لها، أو
تجمعات ضعيفة.. كما يقال في علم
السياسة الأكثرية الساحقة..(Overwhelming
Majority) صحيح أن المستفيد من
النظام هم عصابة وعائلات
إقطاعية مسلحة حتى الأسنان،
منها العلوية وغير العلوية،
ولكن الكتلة الساحقة من
العلويين مرتبطة مع النظام على
نحو عضوي، مع العلم أن النظام
يشبه تركيبة فرانكنشتاين كما
شرحتها في مكان آخر، فهذه حقيقة
موجعة، ويجب الوقوف أمامها حتى
لا نقول يوما ياليتنا نرد فنعمل
غير الذي كنا نعمل..
فحيثما نظرت، وفي أي
مركز حساس اجتمعت، خاصة في
الجيش والأمن والاستخبارات
والأركان، عرفت بدون جدل أن كل
المفاتيح الحساسة هي في يد
علوي، أو من هو تحت يدي علوي أو
مراقب من رئيس علوي فهذه حقيقة
علوية طائفية يجب بحثها في
الهواء الطلق، حتى لا ينتشر
العفن فيقضي على البدن، كما
تفعل الخراجات الحبيسة .. الطائفية مرض مثل
الخراج الخفي. موجود في أكثر من قطر
عربي. والكل يعلم به. والكل يكذب فلا يعترف
به إلا همساً للرفاق. والكل يكذب على الكل. والكل ينكر أنه سمع
بمرض طائفي. والكل يصرّ على
الأسنان للانتقام يوم لا ينفع
مال ولا بنون. ومن نطق به حوكم
بتهمة الطائفية؛ فندم على اليوم
الذي ولدته فيه أمه. فيقول يا
ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا
منسيا.. وأفضل علاج له
الاعتراف به، كما كان أفضل علاج
للخراج فتحه للخارج، وإلا فتح
نفسه للداخل فأصيب المريض بتسمم
دموي فمات به. ولكن هل اعترف البابا
الكسندر السادس
أنه مصاب بالزهري؟ والعالم العربي مصاب
ليس بمرض الطائفية فقط بل بكومة
من الأمراض. كل مرض بمفرده مصيبة.
وكل مرض لوحده يقضي على الإنسان.
مثل مريض في العناية المشددة
قفز السكر عنده إلى 600 ملغ ودخل
في غيبوبة وأصيب بقصور كلوي
حاد، وارتفعت عنده الحرارة إلى
ما فوق الأربعين؟ والعالم العربي يحفل
بأمراض شتى من (القبلية) و(احتقار
المرأة) و(الإيمان بالغدر) و(تأليه
الزعيم) و(عبادة القوة). يضاف إلى ذلك مرض
الأمراض بتسلط المخابرات
والمباحث. منهم من قصصنا عليك
ومنهم من لم نقصص عليك. ومثل السوء على ذلك
أن أول شيء برعت فيه السلطة
الفلسطينية أنها فرَّخت
ديناصورات أمنية تقذف باللهب
بشرر كالقصر كأنها جمالة
صفر مثل ملائكة العذاب بتسع
عشرة جهاز أمني. ومن اللطيف أن أجهزة
الرعب في أقطار أخرى اشتقت
اسمها من فلسطين فما عجزت عنه
بقية الأجهزة حله فرع
فلسطين بكل اقتدار.
وغالب أقطار العروبة
وقعت في قبضة مافيات عائلية.
ومعظم أقطاره تحكمها عائلات
إقطاعية مسلحة. وكلها مربعات
لسجن الضمير. مع هذا فهناك دول
عربية ليس فيها مرض الطائفية،
بل يدين البلد كله بالإسلام
وبمذهب واحد سني، مثل ليبيا،
ولكنه مبتلى بأشد من
الطائفية من جنود فرعون وهامان. مما يدل على أن الجثة
تتناوب عليها أشكال شتى من
الحشرات. وجثة العالم العربي
اليوم تنهش فيها الديدان
والذبان من كل صنف زوجان. فبلد
عموده الفقري طائفي. وآخر الأمن
المركزي. وثالث قبائل بني دوس
وهذيل. ورابع عائلة تنتسب إلى
النبي بسلسلة ذهبية. وخامس يزعم
أن الكريات الحمر التي تدور في
عروقه ملونة بلون نبوي أخضر.
ومنهم من زعم أنه وصل إلى حل كل
مشاكل الجنس البشري بما وضع
نفسه في مكان الله رب العالمين
بقرآن أخضر. إننا نعيش عصر الجنون
العربي بدون مصحات عقلية وأسوار
وأطباء؟ فإذا تأملت الرؤوس
والأقمشة رأيت تناوب الألوان
والأشكال تعلن احتكار الحقيقة
بدون أي حقيقة. وفي يوم رأى مالك بن
نبي معمماً بالطربوش الأحمر
التركي فقال إن الحضارة دخلت من
رجليه ولم تصل رأسه بعد؟ إنه يستخدم الدين
والعقيدة كأداة للركوب على ظهر
جمهور أخرس. فليس أفضل من الحديث
بالدين، وليس أسهل من وضع
طيلسان على الرأس وتطويل اللحية
قبضة، طالما كان المتحدث الممثل
الشرعي الوحيد لله. ولو أن حزب الله سمى
نسبه حزب لله لكانت نصف كارثة،
ولكن نصر الله اللبناني أضاف
الله إلى جعبته فهو به يتسربل،
ويحق لله أن يتبدى للبشر بصورة
آية الله بلحمه وشحمه، بما عجز
عن استيعابه موسى فسقط مغشيا
عليه وقال إني تبت إليك.. والطائفية مرض مثلث
كل زاوية فيه تعلن إلغاء
الإنسان. ـ فهي أولاً انشداد
لطائفة لا حرية للإنسان في
اختيارها، أو الرحم الذي يقذفه
إلى الحياة؛ فمن ولد في
الناصرية سيكون شيعياً على
الأغلب. ومن ولد في جبل سنجار
سيكون يزيدياً حتى يثبت العكس.
ومن ولد في منطقة البربر نطق
الأمازيغية. ومن ولد في حي
الميدان في دمشق سيكون سنياً ما
لم يتسرب إليه فيروس شيوعي أو
بعثي فيغير الكود الوراثي فيخرج
كافرا بكل الملة والسنة. ـ والطائفية تعني
استقطاب واستخدام من هو نفس
الفصيلة، مثل تعاون الحشرات على
التهام الفتات، والذئاب في
مطاردة الفريسة. فهنا يغيب
الوعي وتعمل الغريزة. ـ والطائفية تعني أن
الانشداد لمجموعة، والعمل
لصالحها، والقتل باسمها،
استعداء طوائف أخرى. وهو بكلمة ثانية تصدع
المجتمع وتشقق شرائحه، وبرمجة
الحرب ولو بعد حين. وإذا سالت الدماء في
العراق أنهارا فهو أمر طبيعي. وإذا قتل الناس بعضهم
بعضا نصف قرن أخرى في بلاد ثورية
بأشد من يوغسلافيا فهو تحصيل
حاصل. وهذا الكلام يفسر ولا
يبرر. والقوانين
الاجتماعية لها نظمها الخاص.
سنة الله في خلقه. وهو القادر على أن
يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من
تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا
ويذيق بعضكم بأس بعض. ـ والطائفة في الأصل
جمود في الزمن، وقتل للفردية،
وإعدام للاستقلالية، وسلب كل لب
لبه. وتعطيل كل مصادر النقد
والمراجعة، وهي يمكن تغيير
الكود الوراثي أو دورة القمر
ومجيء الخريف؟؟ وربما يمكن اعتبار
مصر مركز خصب لتفريخ الطوائف
والأحزاب فمنها خرج الإخوان
المسلمون، والحاكم بأمر الله
الفاطمي، والإسماعيلية
والحشاشون. ولكن المدهش فيها
أنها رحم للطائفية بدون طائفية،
فهي تصدر الأمراض ولا تصاب به
مثل مرض الهيموفيليا الناعور
الذي تحمله الإناث ولا يصبن به
فينزف صاحبه حتى الموت. والسبب جغرافي بحت؛
فالنيل لا يسمح بتشكل الطائفية
والطائفة. وليس أمام الناس على
ضفتي النيل إلا الاختلاط
والامتزاج والتزاوج والتجانس،
أو الموت في الصحراء عن اليمين
والشمال عزين، في الوقت الذي
تنتشر طوائف شتى في أماكن أخرى
حسب الجبال والانعزال وأكثر من
يتمرن على التعددية، هم أهل
الساحل بسبب التجارة
والاختلاط، ما لم يهربوا إلى
جبال العلويين! ولذا فعلوية سوريا
بنزوحهم من الجبال، سوف يقضى
عليهم بدون مذابح أهلية، ولكن
هذا يحتاج إلى ثلاثة أجيال أي 120
سنة، أي أن علوية سورية سيكونون
سنة عام 2180 م؟! وفي الوقت الذي أنشأ
الفاطميون الأزهر لا يوجد اليوم
فاطمي واحد في الأزهر، في حين أن
العراق بلد الشقاق والتناحر
والعنف والتناشز الاجتماعي. فيه
ألف ملة ونحلة ولغة. من يوحد
الإله أو يزعم أنه انشطر إلى
ثلاثة بدون أن ينشطر، أومن يقدس
عليا ونسله أو يعبد الشيطان، من
كرد وعرب، وشيعة وسنة، وتركمان
وآشوريين، وكلدان وسريان،
ويزيديين و صابئة زرادشتيين. وإذا اجتمع في منزل
واحد خمسة أشخاص خلقوا خمس
مشاكل؛ فكيف إذا احتشد في البيت
الصغير الواحد خمسين شخصاً؟ إنهم عند ذلك لا
يخلقوا خمسين مشكلة بل خمسمائة؟
والعراق منذ القديم
لا يعرف كيف يحكم نفسه، ويعجز عن
حكمه من يأتيه من الخارج، إلا
الحجاج ومن سار على دربه واتبع
سنته . وما أمر فرعون برشيد. وحسب عالم الاجتماع
العراقي (علي الوردي) فإن العراق
مصاب بثلاث مصائب، كل واحدة
كافية أن تكون مرضا غير قابل
للعلاج: من ازدواج الشخصية.
وصراع البداوة والحضارة أو
العشيرة والمدينة. وأخيرا
التناشز الاجتماعي بين التراث
والحداثة. وحسب (البزاز) فإن
أعظم كارثة حلت بالعراق هي تريف
المدينة ونقل قيم البداوة
والثأر إلى المدينة. والحضارة
تقوم على المجتمع المدني. ومع
الانقلابات الثورية على يد
أولاد الأقليات والريف دمر
المجتمع المدني تدميرا. وأمريكا اليوم على
محك تجربة تاريخية فإن نجحت في
خلق (ديمقراطية كاذبة) في بلاد
الرافدين سرت عدوى النموذج إلى
بقية الأقطار الوثنية في العالم
العربي التي تؤله الزعماء
والسادة والكبراء فأضلوهم
السبيلا. ويبقى خيار (الديمقراطية
الكاذب) أفضل من (الإلوهية
السياسية الحقيقية) وأرحم. وإلا وهو الأرجح أن
تهزم أمريكا في أرض آشور
بانيبال ويغرق العراق في الدم
بأشد من الصومال ورواندا ويرتفع
علم الراديكالية الإسلامية. وفي الوقت الذي تهزم
فيه أمريكا عند بابل وأوروك
سيتم مطاردتها في كل مكان،
وستدمر إسرائيل كما يتوقع (أوري
أفنيري) الصحفي الإسرائيلي ربما
في نصف قرن تدميرا. ولكن
لن يكون هذا نصرا للعرب ولا
دخولا في الحداثة بل دخول العرب
العصور (المظلمة)
كما عاشت أوربا العصور الوسطى
المظلمة . وقد تمتد قرنا أو أكثر
يقتل العرب فيه بعضهم بعضا.
وتذبح كل (طائفة) الأخرى حتى
يخرج الإسلام المستنير من رحم
الإسلام الأصولي. كما حصل مع
تطور البروتستانتية من رحم
الكاثوليكية بعملية قيصرية في
حروب الثلاثين سنة بين عامي 1618 و
1648 حيث تقاتل على الأرض
الألمانية كل الأوربيين وقتل من
الألمان سبعة ملايين من أصل
عشرين مليون من السكان واحتاجت
ألمانيا إلى ثمانين سنين
للترميم. إن قراءة التاريخ
مسلية ومفزعة.. وحسب عالم الاجتماع
الألماني (ماكس فيبر) في كتابه (روح
الرأسمالية والأخلاق
البروتستانتية) فإن أوربا
احتاجت أيضاً أجيالا حتى انبعث
الفكر النقدي من رحم الفكر
النقلي. وتم تدمير الكنيسة
والإقطاع. وولد الرأسمال والعمل
والبرلمان والصحافة والتعددية
والتأمينات الاجتماعية ونقل
السلطة السلمي. إن كل ما نكتبه لا
قيمة له والشعوب تتعلم
بالمعاناة.
إن الطائفية شر
مستطير على الطائفة قبل غيرها. ومن يلعب في النار لا
يجعل النار لعبة. مهما جلس مثقفو
السلطة الكذبة يروجون بضاعة فات
وقتها. والطائفية سبب
ونتيجة مثل المرض والمضاعفات.
وهي مؤشر على الانتحار الداخلي.
وهي خطر على كل مستقبل الطائفة
لأن يوم الفصل كان ميقاتا؛
فيحكم بقطع رأسها على مقصلة
التاريخ، وتغيب عن مسرح الأحداث
قرونا بين ذلك كثيرا. ولنا في قصة مذابح
التوتسي والهوتو أو ميلوسوفيتس
ورادوفان كارديتيش من الصرب
عبرة لمن يعتبر. والأصنام لا تبقي
الأشخاص بل الحقائق والعدل. والطائفية علامة تسم
المرحلة التاريخية التي تمر بها
الأمة فكما تنتفض الأعضاء
بالتشنجات حين يتعطل الدماغ
بالحمى، كذلك الحال بنمو هذا
السرطان، حينما تفقد الأمة
روحها النابض؛ فتتمزق الأمة
مزعا، وكل طائفة بما لديهم
فرحون. وعندما ينقلب
الإنسان على عقبيه ليتجمد في
مربعات الطائفية يحكم على نفسه
بالموت ويفوته قطار التاريخ. واليوم ودع العالم
حكم العائلة والقبيلة والطائفة
والدولة الإقليمية
فهذا هو روح العصر. ونحن ليس
أمامنا إلا سنن من قبلنا. ولا
يمكن حرق المراحل ولكن كشف
قانون الشيء يمنحنا السيطرة
عليه وتسريع عمليات الشفاء. كما
نفعل مع المريض بإعطائه الصاد
الحيوي فنسرع في عملية الشفاء. وكما يقول مالك بن
نبي إن التعامل مع القانون لا
يعني إلغاؤه بل التعامل معه بما
يمنحنا السيطرة عليه كما أمكن
للحديد أن يطير عل شكل طائرات
فهنا لم يتم إلغاء القانون بل تم
التعامل معه حسب وجوده الأزلي
بتداخل القوانين على بعضها
البعض. وأوربا اليوم ودعت
مرحلة الدولة القومية باتجاه
الدولة العالمية وقد أصبحوا عام
2004م 25 دولة تضم 450 مليون نسمة في
أعظم تجمع عرفه التاريخ بدون
سيف جنكيزخان ولا مدفع نابليون
أو مدرعات هتلر تحت كلمة
التوحيد فلا يتخذ البشر بعضهم
بعضا أربابا من دون الله.
ونحن
ما زلنا في مرحلة العائلة
والطائفة. والكثير من حكومات
العالم العربي خلطة غير موفقة
تذكر بقصة فرانكنشتاين فالدماغ
مكون من نصفي كرة مخية من عائلة
الحاكم وزوجته. والقلب للطائفة.
والعمود الفقري لضباط العشيرة.
وأما الأحشاء فهي من بورجوازية
المدن المنحلة. وتبقى العظام
والعضلات من أولاد الأقليات من
طوائف شتى. والجلد هو الحزب
القائد. ولكننا نعلم من قصة
فرانكنشتاين في النهاية أن من
صنعه جاء فقتله فهو نموذج غير
قادر على الصمود وضد قوانين
الحياة. وصدام نموذج صنعته
أمريكا كما صنعت نرويجا ثم جاءت
فقتلت نظامه ونحرت أولاده
وعلقته على حبل المشنقة فتدلى.. ونحن لن نخرج عن
قانون التاريخ فلسوف نقتل بعضنا
بعضا مائة عام أخرى حتى نعرف أن
الله حق، وأن الطائفة ورطة، وأن
الله خلقنا شعوبا وقبائل
لنتعارف وليس لنتقاتل. وحتى يعود الوعي من
المنفى ليس أمامنا إلا البكاء
وصرير الأسنان. والشعوب لا تصل
إلى شاطئ الوعي إلا على جسر من
المعاناة فوق نهر من الدموع. وصف النيهوم الكاتب
الليبي أنظمة الحكم في العالم
العربي أنه حكم عائلات إقطاعية
مسلحة. وفي الانترنت طوفان
من الفتاوى عن صدام، هل مات
موحدا؟ أو وثنيا يعبد أصنام
البعث الثلاثة: اللات والعزى
ومناة الثالثة الأخرى بعد أن
نطق الشهادتين؟ وانقطع رأس أخيه
برزان في الإعدام أو قطع؟؟ إن الثالوث البعثي
المقدس (الوحدة والحرية
والاشتراكية)، يشبه مركب
الأقانيم الغامض، عند الكنيسة
الكاثوليكية والبابا المعصوم؛
فتحت اسم المسيح تحول المعلم
البسيط، إلى رب يخلق السموات
السبع ورب العرش العظيم، كما
حصل لصنمي البعث في العراق
وسوريا، فتحت شعار الثالوث
البعثي المقدس، أصبح الرفيق
القائد، الرب العظيم؛
يحيي ويميت، ويضع ويرفع،
ويعز ويذل.. السميع العليم.
وهذا يحكي غرامنا
السقيم بالكلمات؛ فيكسب
القاموس الكلمات الميتة، ويخسر
الواقع الحقائق الحية؛ فتحت
كلمة الوحدة مشينا باتجاه
التقسيم الطائفي. وتحت
كلمة الحرية، طارت كل حرية، في
فم تنينات الأجهزة الأمنية
التسعة عشر، الذين يحصون دبيب
كل نملة، وطنين كل نحلة، ولا
تأخذهم سنة ولا نوم. وتحت كلمة
الاشتراكية تحول نظام الحكم إلى
عصابة مافيوية؟! ليست
مافيا داخل الحكم، كما كتبت
مجلة الشبيجل الألمانية، بل
نظام الحكم كله تحول إلى مافيا
دموية، مسلحة حتى الأسنان، لقبض
الأرواح، إلى بلاد الحزن
والأتراح. وفي العراق صدقت
توقعات الناقص عقليا بوش أن
يكون عام 2007م عاماً دمويا فأصبح
المجانين في أرضنا أنبياء .. وهناك
من سما العراق (العراق سابقا)؟!
فلم يعد عراق وعراقيون؟ والصهيوني (توماس
فريدمان) يتوقع بشماتة؛ ثلاث
مخارج للحرب الأهلية في العراق:
نموذج مذبحة بارتولوميوس في
باريس، من القرن السادس عشر،
بالذبح والتهجير، كما جرى
للبروتستانت الهوجونوت، على يد
الكاثوليك، فمزقوهم شر ممزق،
بما فيها القطط والكلاب،
وراقصوا جثث النساء العارية،
وامتلأ نهر السين بأجساد
الأموات البؤساء. ومن
عجائب الكوارث السعي لإنشاء سور
بغداد، كما جرى الحال في جدار
برلين، وحائط شارون في فلسطين،
وسور هادريان في الحافة الغربية
لبريتانيا، أيام الرومان. بفارق
أن العراق بلد مفلس لبناء جدار
مكلف فلتكن الجثث إذا لحمته
وسداه. وسور الصين العظيم بني
قسم منه من عظام الأموات؟ أو
المخرج الثالث؛حكم العراق بيد
صدامية جديدة، أو أسدية سورية
أنعم وأخبث. وما يجري في العراق
وباء طام، يهدد كل المنطقة
بطوفان نوح، من المذابح
الطائفية والمذهبية.. وما حدث في العراق لن
يبق في العراق، فالبركان يقذف
باللافا ويشق الأرض ويزلزل
الأرض ويهدم البنى على رؤوس
أصحابها.. وحسب التحليلات التي
أوردتها مجلة الشبيجل
الألمانية أن هناك احتمال
اندلاع حرب إقليمية، وهي جادة
فيما تقول؛ وقد تعلمت منها خبر
غزو العراق للكويت، قبل حصول أي
شي، حينما كتبوا تحت نبأ صغير مع
استعراض للقوات العراقية في وضع
التدريب، وتحتها كلمة هل العراق
في طريقه لابتلاع الكويت؟
بالتعبير الألماني (إدخالها في
الجسم العراقي Einzuverleiben)؟؟ فبعد أن سبح العرب
طويلا في قذارات النتن القومي
البعثي، يتحول زورقهم المنكوب،
إلى مستنقع أشد هولا وقذارة؛ من
المذابح الدينية، باسم الله
والصليب، وعلي والحسين،
والحاكم بأمر الله الفاطمي، في
رحلة انقلاب في محاور الزمن،
نكسا إلى العصور الوسطى الظلماء. وهكذا فبدل دخول
الحداثة؛ ينتكس العرب على
وجوههم، عميا وبكما وصما،
مأواهم جهنم الطائفية، كلما خبت
زدناهم سعيرا. وإذا
كان صدام قد حول البعث العراقي،
إلى ماكينة للعبادة الشخصية
بتجنيد المرتزقة والعشيرة، فقد
فعل البعثي الأخر في سوريا
بتجنيد الطائفة والعصابة من
الأزلام إلى ماكينة للعبادة
الفردية. ويتحول نظام الحكم
إلى شكل فرانكنشتاين ليس فيه
مقومات الحياة، إلا أن يقتل؛
كما قتل بيده من أوجد
فرانكنشتاين، كما حصل مع دوللي
النعجة المستنسخة. لقد دخلت مستوصفا
قميئا في خان أرنبة في الجولان
يوما؛ فرأيت
17 صورة للثالوث المقدس من الآب
والابن والروح القدس، في إحياء
لمركب الأقانيم الوثني في ديار
تزعم أنها إسلامية؟؟ ووضع العرب هذه
الأيام يذكر بجو دول الطوائف في
الأندلس، أو جو الفرق المذهبية
قديما، بين (معتزلة) و(شيعة) و(خوارج)
و(مرجئة) و(قدرية) في خمس شعب، لا
ظليل ولا تغني من اللهب. فأما الشيعة فقد
رفعوا من قدر علي وذريته؛
فزعموا أن القمر نزل في حضنه،
وأن في دمه كريات حمر مختلفة
مقدسة. وأما
الخوارج (وأشباههم من
الانتحاريين حاليا) فكفّروا
الجميع وقتلوا. وأما
المرجئة فهم أولئك السياسيون
الكذابون الملاعين، الذين يرون
أن الله يغفر الذنوب جميعا، ولو
قتل القاتل أمة من الناس؟ يكفي
أن يلوك بلسانه كلمات. وأما القدرية فقالوا
بالحرية الإنسانية المطلقة،
وعلى هذا الفكرة ذبح الجعد بن
درهم. وأما المعتزلة
فحاولوا تحريك العقل، في وسط
يموت، فماتوا مع الأموات، إلى
يوم الدين.. واليوم تنهض هذه
المذاهب بكل أمراضها وعيوبها،
من التوابيت، وترجع إلى الحياة،
ونحن مذهولون من هذه الرؤية غير
المتوقعة، لجثث تدب فيها الحياة..
ونقول يا ويلنا من بعثهم من
مرقدهم؟؟؟ ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |