ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
قراءة
في غزوة تبوك (14) تحريق
بيت سويلم وشعر الضحاك في ذلك الدكتور
عثمان قدري مكانسي قال ابن
هشام : وحدثني الثقة عمن حدثه عن
محمد بن طلحة بن عبد الرحمن عن
إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله بن
حارثة عن أبيه عن جده قال بلغ
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
ناسا من المنافقين يجتمعون في
بيت سويلم اليهودي ، وكان بيته
عند جاسوم
( منطقة في المدينة يسكن
فيها بعض اليهود )، يثبطون الناس
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
في غزوة تبوك ، فبعث إليهم النبي
صلى الله عليه وسلم طلحة بن عبيد
الله في نفر من أصحابه وأمره أن
يحرق عليهم بيت سويلم ففعل طلحة
. فاقتحم الضحاك بن خليفة من ظهر
البيت فانكسرت رجله واقتحم
أصحابه فأفلتوا . فقال الضحاك في
ذلك كادت
وبيت الله نـار محمـد
يشيط بها الضحاك وابن
أبيـرق وظَلتُ
وقد طبقت كبس سويلم
أنوء على رجلي كسيرا ومرفقي سلام
عليكم لا
أعود لمثلهـا
أخاف ومن تشمل به النار يحرق
طبّق :
علا السطح ... الكبس : البيت
الصغير . إضاءة
: 1- يقصد
أن طلحة بن عبيد الله حين أحرق
البيت بمن فيه علا الضحاك سقف
البيت الذي كانوا يجتمعون فيه ،
ثم ألقى بنفسه فانكسرت رجله ،
وأقسم أن لا يعود لمثلها ، فقد
ذاق ويلات نفاقه ، وهرب رفاقه من
النار كالفئران المذعورة ، وهذا
جزاء من يحارب الله ورسوله ،
ويخذّل عن المسلمين ويؤلب الناس
عليهم . 2-
اليهود بذرة الشر وأداة الإفساد
في كل زمان ومكان ، فمن حقدهم
على الإسلام ورسول الإسلام
تجدهم يحتضنون كل منافق ومارق ،
ويقدمون لهم العون المادي
والأدبي والفكري في حربهم
للإسلام وأهله . ولا أدل على ذلك
هنا من اجتماع المنافقين في بيت
سويلم اليهودي . 3- حين
يكون الجرم والذنب قوياً ، ويصر
أصحابه عليه ، يتحدَّون به
القيادة الإسلامية الرشيدة ،
ويعلنون حربهم عليها وعلى
المسلمين ينبغي أن يكون العقاب
صارماً ليبذر الخوف والرعب في
نفوس هؤلاء المجرمين الذي
يُحادّون الله ورسوله . ولا بد
لعيون المسلمين أن يرقبوا
تحركات أعدائهم من المنافقين
والكافرين لتكون ضربتهم قوية
تردعهم أن يعودوا لمثلها . وانظر
إلى البيت الأخير تجد خوف
الشاعر الذي جعله يعبر فيعد
نفسه أولاً وغيره ثانياً أن لا
يعود لمثلها . 4-
وينبغي أن ننتبه للأمر ، فالنبي
صلى الله عليه وسلم لم يأمر بحرق
المنافقين بل أمر بحرق البيت
الذي هم فيه ، فلا يحرق بالنار
إلا رب النار كما قال النبي صلى
الله عليه وسلم ، إنما تُرك
لهؤلاء أن يهربوا من المكان
أمام أعين طلحة وأصحابه ، ولم
يُلقَ القبض عليهم ولم يُعتقلوا
. ليعلموا أن الرسول صلى الله
عليه وسلم غاضب من نفاقهم الذي
فاحت رائحته وانكشف أمره ، ومن
تثبيطهم الناس وصرفهم لهم عن
الجهاز لغزوة تبوك. فلعلهم
يرتدعون ويتوبون إلى الله تعالى
. 5- ولئن
كانت نار الدنيا مخيفة جداً –
للضحاك - كما نرى في بيته الأول
فماذا يصنع المجرمون أمام نار
جهنم وهي أقوى من نار الدنيا
بسبعين مرة؟!! أمام المنافق
والكافر متسع للنجاة في الدنيا
ما داموا فيها ، فإذا ما فجأهم
الموت وعاينوا عذاب الآخرة فلا
منجىً لهم يومئذ .. نسأل الله
العافية . ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |