ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
النظام
الرأسمالي العالمي يتخلى عن
ثوابته !!! جان
كورد منذ الأيام الأولى
للثورة الصناعية في أواخر القرن
التاسع عشر وإلى يومنا هذا يقوم
النظام الرأسمالي العالمي على
أساس هام، ألا وهو:" عدم تدخل
الدولة في الحياة
الاقتصادية." ووظيفتها تكمن
في حماية النظام الاقتصادي –
المالي بتخفيض الضرائب
المفروضة على رؤوس الأموال
والأرباح والانتاج، والسماح
لأرباب العمل بطرد العمال بحرية
تامة ومعاملتهم حسبما تقتضيه
مصالحهم الاستغلالية، وصد
هجمات النقابات عنهم، لأنهم–
من وجهة نظرهم- "هم الذين
يطمعون البائس ويدفعون رواتب
موظفي الدولة، ويدعمون قواها
المسلحة والشرطة، وبدونهم لن
تتقدم الشعوب...!"
ومن أجل ذلك قامت
الرأسمالية بتشكيل أحزابها
وتقوية نشاطاتها الاعلامية
وبناء اللوبيات القادرة على
التأثير في النظم السياسية
لبلدانها وفي انتاج ثقافة
استهلاكية تم تعطيرها وتجميلها
بفكرة "حماية الحرية وحقوق
الإنسان." ومنذ أيام الحرب
الباردة يزداد هجوم
الرأسماليين على النظام
الشيوعي، ومن بعد ذلك على
الإسلام أيضا، بذريعة أن هذين
النظامين يضيقان الخناق على
الاقتصاد ويفرضان عليه وعلى
رؤوس الأموال قيودا عديدة...
وبالتالي فإنهم أعلنوها حربا
باردة وساخنة أحيانا، على بعض
البلدان بحجة محاربة الشيوعية
أو الإسلام، كما حاربوا النازية
والفاشية لأنهما أخضعا
الاقتصاد لسيطرة النظامين
السياسيين في ألمانيا وايطاليا
آنذاك... وكانت (الحريات
السياسية وحقوق الإنسان) أشد
أسلحة الرأسماليين في الصراع
العالمي ضد النظم المختلفة...
ومنذ ظهور منظمات شيوعية مقاتلة
متطرفة مثل بادر ماينهوف
الألمانية والألوية الحمراء في
ايطاليا والايتا الباسكية
والايرا في ايرلندا، وبعض
المنظمات الفلسطينية كأيلول
الأسود وسواها، فقد عمل النظام
الرأسمالي على تضييق نطاق
الحريات وعلى الاكثار من
الأموال المخصصة لمراقبة
الشعوب في أوروبا وكذلك لتمويل
الوسائل الاعلامية المناهضة
للأفكار المعادية للرأسمالية
في الداخل والخارج... وفي نفس الوقت دعم
ويدعم النظام الرأسمالي سائر
الدكتاتوريات العسكرية الرهيبة
في العالم الثالث، طالما هي
تفتح أبواب بلادها للنهب
الاستعماري ولاتتدخل في الشأن
الاقتصادي وتنفذ املاءات البنك
الدولي والنظام الامبريالي
العالمي، ولم تأبه لنداءات
المنظمات المهتمة بحقوق
الإنسان الداعية إلى الكف عن
دعم الدكتاتوريات... ومنذ الحادي عشر من
سبتمبر 2001 ازداد التضييق على
الحريات في بلدان العالم
الرأسمالي، وشعر الأحرار فيها
بالاشمئزاز مما يجري في معتقل
"غوانتانامو" و"أبو
غريب" وبعض المعتقلات السرية
في أفغانستان وأوربا تحت اشراف
الأمريكان الذين يعتبرون
أنفسهم شرطة تحمي البشرية من
اعتداءات أعداء الحرية وحقوق
الإنسان، وزاد في الطين بلة
اكتشاف معتقلات سرية للتعذيب
اقامتها المخابرات الأمريكية
في العديد من الدول الأوربية...
واليوم،
حيث أفلست بعض البنوك الهامة
جدا في أمريكا، شرع الرأسماليون
يتوسلون إلى النظام السياسي بأن
"يتدخل" في الشأن
الاقتصادي المالي، وسرعان ما
قام البيت الأبيض باطلاق حملة
مالية ضخمة بحدود 700 مليار دولار
أمريكي لانقاذ النظام المالي
الذي كان يرفض الرأسماليين من
قبل "تدخل" الدولة فيه...
وبمجرد موافقة الكونغرس على ذلك
فإن النظام الرأسمالي يكون قد
نسف أهم أساس قام عليه أصلا، ألا
وهو ابعاد النظام السياسي عن
الشأن الاقتصادي وتركه ميدانا
حرا للصقور والنمور... بعض المراقبين
السياسيين يرى بأن الادارة
الأمريكية تأخذ بذلك من مال
الشعب الذي يعاني من وطأة
الضرائب واستغلال الرأسماليين
وتقدمه هدية للناهبين، ومنهم من
يرى ذلك بمثابة رمي المال من
النافذة... أما بصدد حقوق
الإنسان فثمة من يدعو في العالم
الحر الديموقراطي صراحة إلى
تكنيس باحة البيت الرأسمالي من
الأقذار قبل التوجه بالنقد إلى
النظم السياسية والفكرية
الأخرى... ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |