ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
قراءة
في غزوة تبوك(16) بئر
بني سعد الدكتور
عثمان قدري مكانسي قال
الواقدي : حدّثني يونس بن محمد
بن يعقوب بن عمر بن قتادة عن
محمود بن لبيد قال : قدم نفر
من بني سعد بن هُذيم على رسول
الله صلى الله عليه وسلم في تبوك
، فقالوا : يا رسول
الله إنا قدمنا عليك ، وتركنا
أهلنا على بئر لنا قليلٍ ماؤها .
وهذا القيظ ، ونحن نخاف إن
تفرقنا أن نُقتطَع لأن الإسلام
لم يفشُ حولنا بعد ، فادعُ الله
لنا في بئرنا . وإن روينا فلا قوم
أعزّ منا ، لا يعبر بنا أحد
مخالف لديننا . فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ابغوني حُصَيّات . فتناولت
ثلاث حصيات ، فدفعتهنّ إليه ،
ففركهنّ بيده ، ثم قال : اذهبوا
بهذه الحصيّات إلى بئركم ،
فاطرحوها واحدة واحدة ، وسموا
بالله . فانصرفوا
من عند رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، ففعلوا ذلك ، فجاشت
بالرواء ، ونَفَوا مَن قاربهم
من المشركين ووطئوهم ، . فما
انصرف رسول الله صلى الله عليه
وسلم إلى المدينة حتى أوطأوا من
حولهم ، ودانوا بالإسلام إضاءة : 1- توافد
المسلمين على النبي صلى الله
عليه وسلم في تبوك ، وعلى الطريق
إليها ، ومنها يعلمنا أموراً
عديدة منها : أولاً أن في الحركة
بركة ، وأن الداعية الواعي هو
الذي يأتي الناس قبل أن يأتوه ،
ويقصد من لا يستطيع المجيء إليه
. وثانياً أنه يتصل بهم في
ديارهم ، فيتعرف مشاكلهم ،
ويعينهم بإذن الله على حلها .
وثالثاً أنه يعلمهم أمور دينهم
دون واسطة ويرتبطون به رباط
الثقة والمحبة والولاء . 2-
التئام شمل الجماعة قوة لها
ودعم لمسيرتها ، فبنو سعد ماؤهم
قليل ، وبعضهم مضطر للهجرة إلى
مكان آخر سعياً إلى الماء
والكلأ ، وهذا التفرق يضعف
قوتهم ويُذهب مهابتهم ، وبقاؤهم
معاً يزرع المهابة لهم في قلوب
جيرانهم . فكيف إذا كانوا مسلمين
يحيط بهم بحر
من المشركين ؟. 3- هذه
الحصيات التي فركها النبي صلى
الله عليه وسلم بيده الشريفة
كانت الرسالة المنتظرة من الله
تعالى لبئر بني سعد ليتفجر
ينابيعه ، ويكثر ماؤه . وما فعله
النبي صلى الله عليه وسلم كان
بأمر من الله تعالى ومعجزة
أجراها على يد نبيّه الكريم صلى
الله عليه وسلم ليثبّت قلوب
المؤمنين الجدد على الإيمان
بهذا الدين العظيم . 4-
واختيار أحدهم هذه الحصيّات
بيان للجميع أن الله تعالى يفعل
ما يشاء ، ويجعل من الجماد حياة
طيبة ،" وإن منها لما يتفجر
فيخرج منه الماء " "
ألم يتفجر الماء بضربة من
عصى موسى عليه السلام اثني عشر
ينبوعاً للعشائر الاثنتي عشرة
كي يستقوا دون زحام أو شجار ؟
" وأوحينا إلى موسى أن اضرب
بعصاك الحجر فانبجست منه اثنتا
عشرة عيناً ، قد علم كل أناس
مشربهم " .
5- ومن
كان صادقاً يسر الله أمره
وأعانه في هدفه ، فبنو سعد حين
كثر ماؤهم تجمعوا حوله ، وبسطوا
سلطانهم على من حولهم ، ودعَوا
إلى الله ، فانتشر الإسلام
حولهم ، ودخل الناس في دين الله
أفواجاً . ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |