ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء  05/11/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


أعاصير أمريكا: قوارع ..

ومصائب سورية: مَقارع ومَصارع!

ماجد زاهد الشيباني

* أعاصير أمريكا السنوية الموسمية، المتكرّرة كل عام، ظواهر طبيعية، تأتي عنيفة حيناً، وشديدة العنف حيناً آخر.. فتدمّر ما تدمّر من المنشآت والمباني، وتقتل ما تقتل من البشر! ولا يملك لها الأمريكان دفعاً، إلاّ أن يتّقوا ضررها، ببعض الاحتياطات، وإلاّ أن يهرب المعرّضون لغضبها، إلى مواقع بعيدة عنها.. ليأمنوا أذاها! وهذه الظواهر، التي لا يختلف الناس حول تفسيرها، فلكياً، أو مناخياً، قد يختلفون حول نسبة الغضب الذي تحمله، والتدمير الذي تسبّبه! فالمؤمنون ينسبون الغضب والتدمير، إلى الله، خالق الطبيعة، ويسمّون التدمير قوارع، ممّا أنذر الله عباده به، في النصوص المقدّسة، وجعل سببَه ما يصنعه الناس أنفسهم..! وغير المؤمنين، ينسبونه إلى الطبيعة، نفسها، ويرونها هي الفاعلة، بما تتكوّن منه من عناصر! (أمّا القارعة المالية الراهنة، التي تسبّبت بها أمريكا، لنفسها، وللعالم.. والتي سمّاها بعضهم إعصاراً مالياً.. فهي من نوع خاصّ، مختلف عن قوارع الطبيعة، ولها سياقاتها الخاصّة بها.. وليس هنا مجال بحثها!).

* المصائب غير الطبيعية، التي يصنعها البشر للبشر، كما يحصل في سورية، على سبيل المثال.. فإن أسبابَها تتّخذ مظاهرَ شتّى، كالظلم، والجور، والفساد، والاستبداد، والتسلّط، والقسوة.. وتؤدّي إلى نتائج شتّى، منها: الفقر، والرعب، والموت، والتشرّد، والدمار الاقتصادي، والاجتماعي، والخلقي! واستباحة الأعداء لأراضي الأوطان، وسحقهم للشعوب الآمنة.. التي يذبحها حكّامها، قبل أن يذبحها أعداؤها!

وإذا كان غضب الطبيعة، في أمريكا، يسمّى: قوارع.. فنتائج الفعل البشري، في سورية يمكن تسميتها: مقارع ومصارع؛ نظراً لما يحصل على الأرض، للناس الذين يعيشون تحت ظلّ الأسرة الأسدية الميمونة!

والمقارع قد تقع على رؤوس الحكّام والمحكومين، على حدّ سواء.. وكذلك المصارع!

فالمقارع تصيب الأحياء، لكنها لا تقضي عليهم، بل تؤدّي ببعضهم إلى السجن، وببعضهم إلى التشرّد، وببعض آخر إلى خسارة موقعهِ، الذي يرى نفسه فيه وثناً، يتحكّم بحياة البشر ومصائرهم!

 أمّا المصارع، فهي المصائر النهائية، التي يصير إليها الناس، ويلاقونها.. وأخطر عبارة، هي أن يقال: لقي فلان مصرعه!

 ولقد كثرت مصارع السوء، التي صرِع فيها بعض المتحكّمين بأمور الناس، من زبانية السلطة، بصور مختلفة، ولأسباب مختلفة! ولعلّ مصرع محمد سليمان، وقبله مصرع غازي كنعان، وقبل هذا مصرع الزعبي.. ( ولن نذكر ضحايا التفجير الأخير، على طريق المطار.. فلهذا شأن آخر مختلف! وإذا كان يُعدّ أخيراً في توقيته، فقد لا يكون أخيراً في نيّات أصحابه القتلة!).. لعلّ هذه المصارع، كلها، تؤشّر، بشكل قويّ، إلى أن كل من يعمل في دوامة السلطة الأسدية، هو معرّض لأن يكون الصريع التالي! لأن الجميع، في هذه الدوّامة، هم مشاريع مصاريع! لكن الغريب، أنّ من يَصرع الآخرين في موقعه، اليوم، لا يخطر في باله، ألبتّة، أنه قد يكون صريع الغد!

 ولله في خلقه شؤون!

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ