ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت  08/11/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الأيدي المجرمة:

بين تقبيلها والدعاء عليها..

 وبين إدمان التقبيل، والدعاء لها!

عبدالله القحطاني

* المثل الدارج يقول : اليد التي لا تستطيع عضّها، قبّـلها، وادع عليها بالكسر!

* هذا المثل سيظلّ، فيما يبدو، متّبعاً، في أكثر المجتمعات البشرية، على مستوى المناورات الفردية، بين الناس، وتمرير المواقف، والتعامل مع ظروف القوّة والضعف، والتحايل عليها! وليس في ذلك خطورة كبيرة على المجتمعات! وإذا وجِدت، فهي محدودة، في مجالات فرديّة معيّنة، لا تكاد تتجاوزها؛ حتّى لو تعدّدت مواقع هذه المناورات الفرديّة، والبؤر الاجتماعيّة التي توجد فيها!

* خطورة هذا المثل، تكمن في التعامل السياسي، بين الأحزاب والحكومات، أو بين الشعوب والحكومات:

- قادة الأحزاب، الذين يتعاملون مع حكوماتهم المستبدّة الفاسدة، بهذا المثل (المبدأ)، يسهِمون في إفساد الحياة السياسية؛ لأنهم:

1) يعوّدون عناصرهم على الذلّ والخنوع! وهي ليست متمرّسة بفنون التعامل السياسي، ولا تفهم من المثل، إلاّ جانبه النفسي الخلقي؛ أيْ: ما فيه من خنوع مرحلي، وتبييت لنيّة الشرّ والغدر، والانتقام، حين تتاح الفرصة لذلك!

2) تعزّز مكانة الحاكم المستبدّ الفاسد، وتمنحه المزيد من الوقت، لتقوية سيطرته.. وللإفادة من تقبيل الأحزاب، يديه، في تلميع صورته بين الناس، ولسان حاله يقول لشعبه: (انظروا.. هاهي ذي، قيادات الأحزاب السياسية، تقبّل يدي! فأنا حاكم صالح؛ إذا كانت صادقة! وهي منافقة تافهة؛ إذا كانت كاذبة مخادعة! فلا تعوّلوا عليها، في الإطاحة بحكمي؛ لأنها لن تستطيع! وإذا استطاعت، فستكون أشدّ فساداً منّي، بخداعها وغشّها، وسوء طباعها، وهوان نفوسها!). والمبدأ، نفسه، ينسحب على الشخصيات البارزة، في المجتمع، التي تضعها ظروفها في مواقع القدوة للناس! فحين يرى الناس عالماً بارزاً، أو سياسياً مخضرماً، أو وجيهاً كبيراً.. ينافق للحاكم المستبدّ، لنيل حظوة، لديه.. يتأثّرون بسلوكه، ويحرصون على تقليده، في الخنوع والهوان، وبيع المبادئ والأخلاق.. لقاء مكاسب هيّنة رخيصة، يمنّ بها الحاكم الفاسد، عليهم.. من خيرات بلادهم، التي هي حقوق لهم، في الأصل!

* أمّا مدح الحاكم الفاسد، وتزكيته أمام الناس، والثناء على سياساته وأخلاقه.. فهذا بلاء أخبث من تقبيل الأيدي، وأشدّ وأقسى على الأمم و الشعوب، أفراداً وجماعات!

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ