ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
قراءة
في غزوة تبوك (19) أصابع
النور الدكتور
عثمان قدري مكانسي قال
الواقدي : لما كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم ببعض طريقه إلى
تبوك مكر به أناس من المنافقين ،
وائتمروا أن يطرحوه من عقبة (
مرتفع ضيق ) في الطريق ، فلما بلغ
رسولُ الله تلك العقبة أرادوا
أن يسلكوها معه ، فأخبر الله
تعال نبيه بخبرهم ، فقال للناس :
اسلكوا بطن الوادي ، فإنه أسهل
لكم وأوسع . فسلك
الناس بطن الوادي وسلك رسول
الله صلى الله عليه وسلم العقبة
، وأمر عمار بن ياسر أن يأخذ
بزمام الناقة يقودها ، وأمر
حذيفة بن اليمان أن يسوق من خلفه
. فبينا
رسول الله صلى الله عليه وسلم
يسير في العقبة إذ سمع حسّ القوم
قد غَشُوه ، فغضب رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، وأمر حذيفة أن
يردّهم . فرجع
حذيفة إليهم ، وقد رأَوا غضب
رسول الله صلى الله عليه وسلم قد
اطّلع على مكرهم ، فانحطّوا من
العقبة مسرعين حتى خالطوا الناس
. وأقبل حذيفة حتى أتى رسولَ
الله صلى الله عليه وسلم ، فساق
به . فلما
حرج رسول الله صلى الله عليه
وسلم من العقبة نزل الناسُ ،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
يا حذيفة؛ هل عرفتَ أحداً من
الركب الذين ردَدْتَهم ؟ قال :
يا رسول الله عرفت راحلة فلان ،
وكان لقوم ملثّمين ، فلم أبصرهم
من أجل ظلمة الليل . وكانوا
قد أنفروا ( الحركة السريعة ذات
ردة الفعل ) برسول الله صلى الله
عليه وسلم ، فسقط بعض متاع رحله
، فكان حمزة بن عمرو الأسلميّ
يقول : فنُوّر لي في أصابعي
الخمس فأضَأنَ ( صار لهنّ ضياء )
، حتى كنا نجمع ما سقط من السوط
والحبل وأشباههما ، حتى ما بقي
شيء من المتاع إلا جمعناه . إضاءة : 1- لا
تغمض عيون النفاق ، فهي دائماً
تمكر بالمؤمنين ، وتخطط للإيقاع
بهم ، وما يخرجون في مواكب
الإيمان إلا للتعمية عن نفاقهم
" ويحلفون بالله إنهم لمنكم ،
وما هم منكم ، ولكنهم قوم يفرقون
" ، وإما خوفاً وجبناً أن
يلحقهم ما لا يرغبون ، وإما
حرصاً على مكانتهم التي كانت
لهم قبل الإسلام ، وإما ليمكروا
باالإسلام وأهله " لو خرجوا
فيكم ما زادوكم إلا خبالاً ،
ولأوضعوا خلالكم يبغونكم
الفتنة ... ". 2- ولا
بد أن يفضح الله تعالى مكرهم ولو
بعد حين ، لقد أرادوا قتل النبي
صلى الله عليه وسلم ،ففضحهم
الله تعالى ، فأخبر النبي بسوء
تخطيطهم . إنهم انتظروا ليلة
مظلمة في مكان مرتفع ضيق
يزاحمون فيه رسول الله صلى الله
عليه وسلم ويدفعونه ليهوي في
الوادي السحيق ، فيتخلصوا منه ،
والله غالب على أمره ، ولن يخذل
نبيه ، ولن يضيّع دينه . 3-
وليكشف رسول الله صلى الله عليه
وسلم أمر المسلمين أن يمشوا في
الوادي ، ففعلوا ، وأمر عماراً ،
فأمسك بزمام ناقته ، وأمر أمين
سره حذيفة ، فسار خلفه ، وظن
المنافقون الفرصة مناسبة في
إحدى العقبات ، فاندفعوا
برواحلهم نحوه يزاحمونه صلى
الله عليه وسلم ، فيتصدى لهم
حذيفة بقوة ، ويمنعهم ، ويرفع
فيهم سيفه ، فيشعرون بانكشاف
أمرهم ، وينسحبون مسرعين إلى
بطن الوادي ، وهذا دأب النفاق
الجبان " وهموا بما لم ينالوا
" . 4- يعرف
حذيفة راحلة أحدهم ، فيتابعه
نهاراً ، ويحاول الإمساك
بالخيوط أملاً في معرفتهم ،
وكشف مستورهم . إنه لم يرهم فقد
كانوا ملثمين .ولكنْ " ألم
يعلموا أن الله يعلم سرهم
ونجواهم ، وأن الله علام الغيوب
؟ " . 5- نور
في الأصابع ؟! إنه نور الله الذي
يهبه المسلم في ليل الدنيا
وظلام الآخرة " يوم يقول
المنافقون والمنافقات للذين
آمنوا : انظرونا نقتبس من نوركم
، قيل ارجعوا وراءكم ، فالتمسوا
نوراً .."
فرب النور هو هو في الدارين
، ومن كان مع الله كان الله معه .
------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |