ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد  09/11/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 قراءة في غزوة تبوك (19)

أصابع النور

الدكتور عثمان قدري مكانسي

قال الواقدي : لما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض طريقه إلى تبوك مكر به أناس من المنافقين ، وائتمروا أن يطرحوه من عقبة ( مرتفع ضيق ) في الطريق ، فلما بلغ رسولُ الله تلك العقبة أرادوا أن يسلكوها معه ، فأخبر الله تعال نبيه بخبرهم ، فقال للناس : اسلكوا بطن الوادي ، فإنه أسهل لكم وأوسع .

فسلك الناس بطن الوادي وسلك رسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة ، وأمر عمار بن ياسر أن يأخذ بزمام الناقة يقودها ، وأمر حذيفة بن اليمان أن يسوق من خلفه .

فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في العقبة إذ سمع حسّ القوم قد غَشُوه ، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأمر حذيفة أن يردّهم .

فرجع حذيفة إليهم ، وقد رأَوا غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اطّلع على مكرهم ، فانحطّوا من العقبة مسرعين حتى خالطوا الناس . وأقبل حذيفة حتى أتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ، فساق به .

فلما حرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من العقبة نزل الناسُ ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا حذيفة؛ هل عرفتَ أحداً من الركب الذين ردَدْتَهم ؟ قال : يا رسول الله عرفت راحلة فلان ، وكان لقوم ملثّمين ، فلم أبصرهم من أجل ظلمة الليل .

وكانوا قد أنفروا ( الحركة السريعة ذات ردة الفعل ) برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسقط بعض متاع رحله ، فكان حمزة بن عمرو الأسلميّ  يقول : فنُوّر لي في أصابعي الخمس فأضَأنَ ( صار لهنّ ضياء ) ، حتى كنا نجمع ما سقط من السوط والحبل وأشباههما ، حتى ما بقي شيء من المتاع إلا جمعناه .

إضاءة :

1- لا تغمض عيون النفاق ، فهي دائماً تمكر بالمؤمنين ، وتخطط للإيقاع بهم ، وما يخرجون في مواكب الإيمان إلا للتعمية عن نفاقهم " ويحلفون بالله إنهم لمنكم ، وما هم منكم ، ولكنهم قوم يفرقون " ، وإما خوفاً وجبناً أن يلحقهم ما لا يرغبون ، وإما حرصاً على مكانتهم التي كانت لهم قبل الإسلام ، وإما ليمكروا باالإسلام وأهله " لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً ، ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة ... ".

2- ولا بد أن يفضح الله تعالى مكرهم ولو بعد حين ، لقد أرادوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم ،ففضحهم الله تعالى ، فأخبر النبي بسوء تخطيطهم . إنهم انتظروا ليلة مظلمة في مكان مرتفع ضيق يزاحمون فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدفعونه ليهوي في الوادي السحيق ، فيتخلصوا منه ، والله غالب على أمره ، ولن يخذل نبيه ، ولن يضيّع دينه .

3- وليكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر المسلمين أن يمشوا في الوادي ، ففعلوا ، وأمر عماراً ، فأمسك بزمام ناقته ، وأمر أمين سره حذيفة ، فسار خلفه ، وظن المنافقون الفرصة مناسبة في إحدى العقبات ، فاندفعوا برواحلهم نحوه يزاحمونه صلى الله عليه وسلم ، فيتصدى لهم حذيفة بقوة ، ويمنعهم ، ويرفع فيهم سيفه ، فيشعرون بانكشاف أمرهم ، وينسحبون مسرعين إلى بطن الوادي ، وهذا دأب النفاق الجبان " وهموا بما لم ينالوا " .

4- يعرف حذيفة راحلة أحدهم ، فيتابعه نهاراً ، ويحاول الإمساك بالخيوط أملاً في معرفتهم ، وكشف مستورهم . إنه لم يرهم فقد كانوا ملثمين .ولكنْ " ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم ، وأن الله علام الغيوب ؟ " . 

5- نور في الأصابع ؟! إنه نور الله الذي يهبه المسلم في ليل الدنيا وظلام الآخرة " يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا : انظرونا نقتبس من نوركم ، قيل ارجعوا وراءكم ، فالتمسوا نوراً .."  فرب النور هو هو في الدارين ، ومن كان مع الله كان الله معه . 

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ