ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الشرّ
الذي نظنّه أهوَن.. لعلـّه
أهوَن! (نظرة المسحوقين إلى
أوباما الخلَف، بالقياس إلى بوش
السلَف!) ماجد
زاهد الشيباني ورد في الحكمة
الشعرية القديمة: (.. بعض الشرّ
أهون من بعض!). انتخاب الأمريكان،
لباراك أوباما، يثير في الذهن
أشياء كثيرة، منها أمثال، ومنها
تساؤلات، ومنها أمال و طموحات،
ومنها حِكَم، ومنها مخاوف
وهواجس! فمِن الأمثال، التي
قد تأتي على سبيل الدعابة مع
المواطن الأمريكي: (خبّئ رئيسك
الأسود لبيتك الأبيض)! وهو
محوّر، بالطبع، عن المثل العربي
القديم: (خبّئ قرشك الأبيض ليومك
الأسود)! وقد
يتذكّر بعض العقلاء، الذين
احترقت نفوسهم وجلودهم، بجرائم
بوش، حين يسمعون القيم التي
يتغنّى بها أوباما، ويدعو
إليها.. قد يتذكّر هؤلاء، قولَ
الشاعر: سَقاها ذوو الأحلام
سَجلاً على الظما
وقد كَرَبتْ أعناقُها أن
تَقطّعا وقد يبالغ بعض مسحوقي
العالم، في حسن الظنّ بأوباما،
فيذكّرهم بعض الحكماء، بالحكمة
الشعرية المعروفة:
ماحَكّ جِلدكَ مِثلُ
ظُفرِكْ
فتَولّ أنتَ جميعَ أمْرِكْ وقد يعوّل بعض
المظلومين، النائمين عن
المطالبة بحقوقهم، أو الخائفين
من التصدّي للظلم في بلادهم.. قد
يعوّل هؤلاء على أوباما، ليرفَع
عنهم المظالمَ، ويعيد إليهم
حقوقهم المسلوبة، فيذكّرهم بعض
العقلاء، ببيت الشعر القائل: إذا أنتَ لمْ تَعرفْ
لِنفسكَ حقّها
هَواناً بها.. كانت على
الناسِ أهوَنا وقد يراهن بعض
الحكّام الظلمة، على أوباما،
ليعزّز مواقعهم في كراسي الحكم،
ويقوّيهم على الاستمرار في
سحقهم لشعوبهم.. فيزيد في
طنبورهم نغماً! وقد يحلم بعض الحكّام
الفاسدين، الذين كان بوش
يبتزّهم، ويضغط عليهم لمزيد من
الخضوع لإملاءاته.. قد يحلم
هؤلاء، بسكوت أوباما على
جرائمهم، ورفع سيف التهديد،
والابتزاز عن رقابهم! وقد
يتوجّس بعض الحذرين، الذين
عركتهم التجارب، من أن يكون
أوباما، هو الأخ المنافس لبوش،
في المثل الشعري المعروف، الذي
ورد فيه شهاب الدين وأخوه .. فلا
يكون أوباما، إلاّ شهابَ الدين،
أو أخاه، في أحسن الأحوال! وقد
يستشهد بعضهم، حين يرى تَعلّق
آمال بني جلدته، بأوباما، قد
يستشهد بالآية الكريمة: (يَدعو
لَمَنْ ضَرّه أقربُ مِن نَفعِه
لَبئسَ المَولى ولَبئسَ
العَشير). وقد يبتسم بعضهم
بثقة، قائلاً: لا تَعجلوا على
الرجل، فهو نَسيجً وحدِه..
وسترون ما يفعل! ثم يتمثّل
بالقول المعروف: (عِشْ رجباً
تَرَ عَجَباً)! وقد يطمح بعض الساسة
المفكّرين العقلاء، من ذوي
النزعة الإنسانية العالمية، من
الأمريكان وغيرهم، إلى أن يعيد
أوباما إلى أمريكا، بعضَ
قيَمِها الإنسانية، التي
أهدرها بوش.. لتَصلح لقيادة عالم
بشري سوي، غير متوحّش، ولا
ممتلئ رعباً وقلقاً! بعد أن نَسف
بوش القيم الأمريكية
الإنسانية، ولم يترك لأمريكا،
في نظر العالم، سوى وجهين، هما:
الوجه العسكري البشع، والوجه
الاقتصادي الجشع! ويتساءل هذا
البعض بثقة: ما المانع!؟ لعلّ
الرئيس الجديد يحقّق في نفسه،
قولَ أبي العلاء المعرّي:
وإنّي، وإنْ كنتُ
الأخيرَ زمانُه
لآتٍ بِما لمْ تستطعْه
الأوائلُ وقد يَنظر أحد الناس
بواقعية مريرة، فيتنهّد قائلاً:
إنّ مَن يرضع الحليب الأمريكي،
لا يمكن أن يكون إلاّ أمريكياً،
حتّى لو كان من أصل إفريقي مسلم،
وذاق مرارة الظلم والاضطهاد!
وهذه سِيَر الآباء الأمريكان
المؤسّسين، وسِيَر أبنائهم مِن
بعدهم، لمْ تَكتنز غير الحروب
والشرور، ولمْ تُخضَّب
صفحاتُها بغير الدماء! ويتمثّل
هذا البعض، بقول الشاعر: وهل ينبِتُ الخَطيَّ
إلاّ وشيجـُه
وتَنبـُت إلاّ في مَنابتها
البَقلُ!؟ وقد يبتسم بعضهم
قائلاً: هيهات أن يستطيع
أوباما، إصلاحَ ما أفسده بوش،
حتّى لو كان شيخَ العطّارين،
متمثّلا بقول الشاعر: وهل يصلِح العطّار ما
أفسدَ الدهر!؟ وفي كل الأحوال، تبقى
أمريكا، اليوم، جزءاً أساسياً،
من قدَر الله المؤثّر في حياة
البشر، في أنحاء شتّى من
المعمورة، في مجالات شتّى:
اقتصادية، وعسكرية، وأمنية،
وسياسية..! ويبقى التعامل معها
أمراً مفروضاً على أكثر البشر،
عبر صنّاع قراراتهم في بلدانهم،
وعبر حاجاتهم اليومية،
المرتبطة بالقرار الأمريكي،
بصورة مباشرة، أو غير مباشرة!
ويبقى الأمل يداعب أجفان
المظلومين والمسحوقين في
العالم، بأن يكون الإفريقي،
سليل القهر والاضطهاد، خيراً،
أو أقلّ سوءاً، من المجرم
المتصهين، الذي يتوهّم أنه رسول
العناية الإلهية لتدمير البشر..!
وتبقى الصفات والمؤهّلات،
الكامنة في كل بلد وشعب،
تَعمل عملها، في كيفية
التعامل، مع أيّ حاكم أمريكي،
سواء أكان أوباما، أم سواه!
ويبقى قدر الله غالباً، وتبقى
الأرض للـّه، يورثُها مَن يشاء
مِن عباده.. متى يشاء، وكيف يشاء! ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |