ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء  11/11/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


علامَ العجب!؟ .. فالذين التقوا في دمشق هم

نُوّاب حكومات لا نواب الشعوب

الطاهر إبراهيم*

إذا استثنينا الساعات التي تعرض فيها المسلسلات السورية، فلا يكاد المواطن السوري يشاهد الفضائية السورية، لأنه لايطيق احتمال البرامج الشعاراتية التي تغص بها أوقات هذه الفضائية . ومع ذلك فقد فوجئ المشاهد السوري، أو لنقل (أكل كُمْ.. بالتعبير السوري) عندما تحول إلى قناة الجزيرة القطرية صبيحة يوم الأحد 9 تشرين الثاني الجاري ليقرع سمعه صوت التصفيق الهادر الذي تردد داخل مبنى البرلمان السوري، وقد قام به النواب السوريون المُعَيّنون من قبل القيادة القطرية لحزب البعث السوري، وحفنةُ من النواب العرب الذين جاؤوا يمثلون حكوماتهم لا شعوبهم، لأن أكثرهم نواب معينون أو شبه معينين من قبل الأنظمة إلا فيما ندر.

لنسلم جدلا أننا قبلنا بكم نوابا بحكم الواقع لابحكم الانتخاب، فعلى الأقل أثبتوا أن مهمتكم ليست التصفيق فحسب، فاطلبوا من الرئيس السوري -وهو أيضا رئيس لسورية بحكم الواقع لا بحكم الاختيار- أن يطلق سراح زميلكم النائب "رياض سيف"، حيث يقضي أياما سوداء بجوار القتلة  والمجرمين وتجار المخدرات في سجن "عدرا" شمالي دمشق. أم لعل هذا ليس من مهام لقائكم، لأن مهام مؤتمركم لا ترقى إلى مستوى القضايا الوطنية ومطالب الشعوب؟

ولأنه من المفترض أنكم تمثلون برلمانات عربية مهمتها الرئيسة هي التشريع وفرض القوانين ،ألا يحسن بكم -بعد التصفيق- أن تطلبوا من الرئيس السوري أن يشطب من القانون السوري قانونَ "الذبح" رقم 49 لعام 1980، الذي سنه الرئيس الراحل الذي يحكم بالإعدام على مجرد الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين. أخص منكم بالذكر النوابَ الإسلاميين الذين يتوجهون إلى الكعبة -قِبْلَة المسلمين- ركعا وسجدا لله خمس مرات في اليوم. وإلا فكيف يكون جوابكم لرب العالمين إذا سألكم يوم القيامة: كيف تصفقون لرئيس يحكم بالإعدام –من دون وجه حق- على أناس مسلمين يوحدون الله، وقد عصم الله بذلك التوحيد دماءهم؟  

ولأنكم تزعمون أنكم تمثلون الشعوب العربية، ألا يحسن بكم أن تطلبوا من الرئيس السوري، (لا بأس أن تقولوا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى. فإن لين القول عند الملوك والرؤساء -ولو كانوا طغاة جبابرة- من حسن الفطن) أن يرفع سيف الظلم –المخابرات- عن الشعب السوري شقيق شعوبكم الذين تزعمون أنكم نوابهم. قولوا له أن يرفق بالشعب السوري المضطهد، وأن يحسب حساب المنقلب والمصير، فإنها لن تدوم له، ولو دامت لغيره ما وصلت إليه.

قولوا للرئيس السوري أن يطلق سراح المعتقلين السياسيين. وقد أطلق قبل عدة سنوات سراح

أكثر من مئة ألف سجين قضائي. لكنه استثنى من ذلك معتقلي الرأي والسجناء السياسيين. فهل يعقل أن يطلق سراح المجرمين ويترك أصحاب الفكر والرأي في ظلمات السجون؟

قولوا للرئيس السوري أن يصطلح مع الشعب السوري قبل أن يصطلح مع إسرائيل. قولوا له لماذا يوسّط "أردوغان" ليكون العرّاب بينه وبين "أولمرت" و"باراك"، ولايقبل دعوات المصالحة  التي ما برح السوريون يدعونه إليها. كان آخرهم الأستاذ "حسن عبد العظيم" الذي أدلى بحديث إلى "قدس برس" يوم 5 تشرين ثاني الجاري، وطالب النظام السوري بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، خصوصا الأستاذ "ميشيل كيلو". كما طالب الرئيس السوري للمرة الثانية، في أقل من شهرين، أن يمد يده للإخوان المسلمين فقال: (إن الإخوان وطنيون من دون شك يحرصون على سلامة بلادهم، وبالتالي موقفهم الأخير المندد بالضربة الأمريكية موقف طبيعي، ونحن نعتقد أن هذا الموقف سوف يفتح نافذة لإعادة النظر في الموقف من الإخوان).

قولوا للرئيس السوري: إن لبنان وسورية خسرا الكثير من الفصام النكد منذ أن اغتيل الرئيس الشهيد "رفيق الحريري"، ولا نتكلم هنا عما حدث قبل ذلك فإنه يطول. إن الوحدة بين قطرين عربيين لا تتم عن طريق الإكراه. وعليه أن يترك لبنان لأبناء لبنان، وإنه لأمر عظيم أن يتم الإيقاد تحت نيران هذه الفتنة، وأن يكون ذلك بأيدي السوريين.

قولوا للرئيس السوري أن لا يعلق الآمال على ذهاب رئيس أمريكي ومجيء آخر. فإن الرئيس الجديد لا ينظر إلا إلى مصالح أمريكا. إلا إذا كان الرئيس السوري يعتقد أن هناك تطابقا بين مصالح النظام السوري ومصالح أمريكا.

أيها المؤتمرون في دمشق تحت اسم البرلمان العربي: هذه بعض الوصايا التي يمكن أن تقولوها للرئيس السوري، فإن أفضل القول كلمة حق عند سلطان جائر. لقد قالها قبلكم المفكر القطري "محمد المسفر" في مؤتمر الأحزاب العربية الذي انعقد قبل ثلاث سنوات في دمشق عندما وجه كلامه للرئيس السوري مبينا خطورة موقفه الرافض للصلح مع الإخوان المسلمين في سورية. اجأروا بهذه الكلمات وقولوا أحسن منها. فإن لم تفعلوا فإننا لن نعجب من موقفكم: "لأنكم نواب أنظمة لا نواب شعوب"، اختاركم الحاكم على عينه. وإذا كان فيكم بعض النواب الذين انتخبوا من قبل شعوبهم فإن ذلك لن يغير كثيرا من غثاء هؤلاء النواب المعينين كغثاء السيل، فقاعات زبدٍ لا تلبث أن تذهب جفاءً.

*كاتب سوري

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ