ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
أوباما
ومصائد المغفلين د.
إبراهيم علوش باراك حسين أوباما من
"عظام رقبة" الشريحة
الحاكمة الأمريكية، لا قائدٌ
لثورة عليها.
ومجلس الشيوخ الأمريكي الذي
جاء منه هو بالأصل منتدى نخبوي
مغلق، ولا يمثل بأي حال من
الأحوال مجلساً ثورياً ضد
النظام الأمريكي مثلاً...
وقد تم تأسيسه، كما أشار "الآباء
المؤسسون" للولايات المتحدة
الأمريكية، للتخفيف من غلواء
"النزعات الشعبوية" التي
تكهنوا أنها يمكن أن تتسرب إلى
مجلس النواب الأمريكي الأكبر
عدداً والمرتبط بعدد السكان،
بينما مجلس الشيوخ يتألف من
ممثلين عن كل ولاية أمريكية، أي
من مئة شيخ، كان أحدهم باراك
حسين أوباما منذ عام 2004.
أوباما هو فقط
ثالث أمريكي من أصل أفريقي
ينتخب انتخاباً لمجلس الشيوخ
منذ تأسست الولايات المتحدة
الأمريكية.
وحسب ملف عائداته الضريبية
لعام 2007، فإن العائلة، أي
أوباما وزوجته، دخلها في ذلك
العام 4،2 مليون دولار فقط،
أساساً "من عائدات كتبه"
كما تشير التقارير.
وفي العادة، كان دخل
العائلة يزيد قليلاً عن مليون
دولار سنوياً فقط في 2006 و2005.
فإن كنا نتحدث عن العضوية في
أقلية هنا، فالحديث يدور
بالتأكيد حول العضوية في أقلية
نخبوية، لا أقلية مضطهدة أو
مهمشة. ولكي نستوعب أكثر كم
يعني لونه أو تعني خلفيته
الإسلامية بالنسبة له، نشير إلى
أن أوباما سحب استثماراً شخصياً
له بقيمة 180 ألف دولار من أسهم
شركات تتعامل مع السودان في
ربيع عام 2007، "احتجاجاً على
الإبادة الجماعية في دارفور"،
كما دعا لسحب رؤوس الأموال من
الشركات المتعاملة مع إيران!!
ويسجل لأوباما طبعاً
أنه وقف ضد الحرب على العراق،
لكن شريكه في الفريق الانتخابي،
وهو شيخ عريق أخر في المجلس
نفسه، اسمه جوزيف بايدن، واضع
مشروع قرار تقسيم العراق.
أوباما امتنع عن التصويت
على ذلك القرار بالمناسبة، لا
مع ولا ضد، تماماً مثل عريق أخر
في ذلك المنتدى المغلق امتنع
أيضاً عن التصويت على قرار
تقسيم العراق، اسمه الشيخ جون
ماكين، خصم أوباما الانتخابي
على منصب رئيس الولايات المتحدة
الأمريكية، والثلاثة زملاء
قدامى من نفس المنتدى المغلق:
مجلس الشيوخ الأمريكي. وقد نشر ممثلون عن
حملة رالف نادر، المرشح المستقل
لرئاسة الولايات المتحدة، نبذة
عن السجل الانتخابي لباراك
أوباما. فقد
صوت مع "إصلاح لمحاكم
الولايات"، اقترحه الحزب
الجمهوري، يعيق تقديم قضايا
حقوق المستهلكين والعمال أمام
المحاكم العليا للولايات،
وأوباما أستاذ قانون دستوري في
جامعة تشيكاغو لمدة اثني عشر
عاماً بالأساس!
فهو بالتأكيد يعرف أن الهدف
هو حماية مصالح الشركات الكبرى،
بذريعة تخفيف الضغط على المحاكم
من سيل القضايا "السخيفة". كما صوت أوباما في
تموز 2005 مع تجديد قانون باتريوت
الذي يعطي الأجهزة الأمنية
صلاحيات موسعة للتجسس على
الأمريكيين بذريعة محاربة "الإرهاب"،
مع أنه قال في 2003 أنه سيعارض ذلك
القانون لو انتخب لمجلس الشيوخ. وفي شباط 2008 قال
أوباما أنه سيصوت ضد وسيحارب
قانوناً لحماية شركات
الاتصالات المتعاونة مع
الإدارة الأمريكية في التجسس
بدون إذن من المحاكم.
وفي تموز 2008 صوت أوباما مع
ذلك القانون بدون تردد ولا
تفسير لماذا غير موقفه.
ثم صوت مع قرار في مجلس
الشيوخ لوقف المناظرات حول ذلك
القانون لكي يتمكن من العودة
لنشاطه الانتخابي... وفي لفتة تجاه
الشركات النفطية انضم أوباما
إلى ماكين في دعم حق التنقيب على
النفط حول الشواطئ الأمريكية،
وهو ما يخالف خمساً وعشرين
عاماً من حظر التنقيب قرب
الشواطئ حمايةً للبيئة.
وقد كان موقف الديموقراطيين
نقيضاً لموقف الجمهوريين في هذه
المسألة، حتى جاء أوباما.
وموقفه يقدم طبعاً كمسعى
وطني لتحقيق "كفاية ذاتية من
الطاقة". وعلى الرغم من أن
أوباما يُقدم كمدافع عن حقوق
المحكومين بالإعدام، فإنه صوت
تكراراً، خلال عضويته في مجلس
نواب ولاية إلينوي، قبل عضويته
في مجلس الشيوخ، لتوسيع الجرائم
التي يعاقب عليها قانون الولاية
بالإعدام. ومن
المعروف أن جل السجناء
المحكومين بالإعدام في
الولايات المتحدة أمريكيون من
أصل أفريقي. حول أفغانستان
أوباما مع التصعيد أكثر من بوش.
وثمة غموض حول موقفه
من العراق، فهو معارض للحرب،
وقد دعا للانسحاب بالتفاهم مع
سوريا وإيران (خطة بيكر-هاملتون)،
لكن ذلك لا يعني أنه رمى العراق
خلف ظهره ومشى.
فقد قال أنه مع بقاء قوات في
العراق على المدى البعيد "لمحاربة
الإرهاب"، والأهم أنه عارض
قراراً يدعو لوقف استخدام
المرتزقة في العراق، وقال أنه
لن يوقعه لو أصبح رئيساً.
وقال في مقابلة صحفية في
4/1/2008 أنه لن يسحب 140 ألف مرتزق من
العراق، "لأننا لا نملك قوات
تحل محلهم"، وبأن هناك ضرورة
لبقاء قوة ضاربة في المنطقة
لحمايتهم. وحسب
الصحافية إيمي غودمان التي
قابلته، فإن ذلك يعني بقاء ما
بين مئة ألف ومئتي ألف بين جندي
أمريكي ومرتزق في العراق!!
أهلاً انسحاب...
وقد رفض خلال مناظرة في
ولاية نيو هامشير في أيلول 2007 أن
يجيب على سؤال إذا ما كان سيسحب
القوات الأمريكية من العراق
بالكامل مع مجيء عام 2013.
فهو يتحدث الآن عن انسحاب
جزئي وتدريجي فقط. ويشار بالمناسبة إلى
أن أوباما مع زيادة الإنفاق
العسكري، وزيادة عدد القوات
الأمريكية. وهذا غيض من فيض من
مواقف أوباما وسجله في مجلس
الشيوخ، ولن نذكِّر بخطابه حول
"القدس عاصمة إسرائيل
الأبدية، غير القابلة للقسمة"
أمام إحدى مؤتمرات اللوبي
اليهودي. أوباما مرشح الشريحة
الحاكمة الأمريكية الذي جاء
لإنقاذ النظام الأمريكي من أزمة
ذات أبعاد داخلية وخارجية
متداخلة.
فهو مشروع تعزيز الجبهة
الداخلية في خضم أزمة اقتصادية
وعالمية، ومشروع استعادة الثقة
الشعبية بالنظام، وهو الذي
استقطب شرائح لم تشارك
بالانتخابات من قبل، فرفع نسبة
التصويت من حوالي خمسين بالمئة
إلى 66 بالمئة، فكرس مشروعية
النظام الأمريكي في عز الأزمة.
وأوباما يمثل إعادة
تعليب وتسويق جاذبية الحلم
الأمريكي لبقية العالم، حيث "أمريكا
بلد الفرص، وكل شيء ممكن"،
وأبو غريب وعونتنامو قابلان
للتجاوز! وهو
شهادة حسن سلوك دولية للمجتمع
الأمريكي على تجاوز وصمة
العنصرية والغطرسة...
أوباما مجرد حملة
علاقات عامة، وعملية إعادة
إنتاج داخلية وخارجية لمشروع
أمريكي لم تتغير أهدافه
الإستراتيجية أبداً، ولو تغيرت
تكتيكاته، ولم تتغير هوية نخبته
الحاكمة بالرغم من أقلام
التلوين التي قدمت لنا كولن
باول وكوندوليزا رايس وغيرهما
من قبل، ناهيك عن جحافل العملاء
من العرب والمسلمين. أوباما فيلم أمريكي
جديد من إنتاج وإخراج نخبة
حاكمة مأزومة، أدخلها
المحافظون الجدد في مغامرات
فاشلة ومآزق بائسة يحق
للمقاومة، في العراق أساساً، أن
تعلن المسؤولية عنها.
أوباما ممثل لنفس
النظام الإمبريالي الذي يسحق
شعوب الأرض، فحذار حذار ممن
يريد أن يغطي ذاك النظام بأعلام
"التعددية" و"تجديد
النظام من الداخل" ليصبح
مشروع تحرير فلسطين مثلاً: "رئيس
وزراء عربي لدولة إسرائيل"!!!!!
------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |