ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء  18/11/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


نظرات بيانية ( 2 )

الدكتور عثمان قدري مكانسي

هذه اجتهادات بيانية قد تصيب وقد تخطئ، وقد تدنو أو تبعد، وأرجو الله أن يسدد قلبي وعقلي للصواب، إنه الميسر للخير سبحانه وتعالى:

  2-  " ... إذ يتنازعون بينهم أمرهم ، فقالوا : ابنوا عليهم بنياناً ...." الكهف (21)

         " ... فتنازعوا أمرهم بينهم ، وأسرّوا النجوى " طه (62)

        التنازع في سورة الكهف بين المؤمنين في أمر الفتيان الذين ناموا في الكهف ثلاث مئةٍ سنين ، ثم استيقظوا بقدرة الله تعالى ليؤكد المولى للناس أنه لا بد من اليوم الآخر ، وسيحشر فيه الناس بأرواحهم وأجسادهم . هذا التنازع في الطريقة التي يكرّمون بها هؤلاء المفتيان المؤمنين بعد موتهم ليكونوا عبرة للناس جميعاً ، " قال الذين غلبوا على أمرهم لنتّخذنّ عليهم مسجداً " .

        التنازع في سورة طه بين الكفار من السحرة الذين أمرهم فرعون أن يجهزوا أنفسهم لمقارعة موسى وهارون عليهما السلام ، فكان السحرة فريقين – كما يذكر المفسرون – في أمرهما ، فكان الغالبية من السحرة يعتقدون أن النبيين الكريمين ساحران يمكن الغلبة عليهما " قالوا إنْ هذان لساحران " وكان بعضهم يعتقد أن موسى وهارون ليسا ساحرين ، وهما يعتمدان على قوة قاهرة لا يمكن التغلب عليهما .

         في قصة أهل الكهف نجد " إذ " مع الفعل المضارع " يتنازعون " يستحضران صورة المسلمين يتناقشون في تكريم هؤلاء الفتية الأبرار دون ضجة ولا جلبة ، فليس بينهم منافسة ولا تحدٍّ ، إنما يريدون الوصول – برأيهم – إلى الطريقة المثلى لتكريم الهاربين إلى الله بدينهم الذين ضربوا المثل والقدوة في اللجوء إلى الله . واستحضار الصورة مشهد حضاري في الشورى الذي قرر العمل برأي الأغلبية ، فكان من الأولى تقديم كلمة " بينهم " على كلمة " أمرهم " . فاختلاف الرأي ليس في أمر الفتية إنما بين المتحاورين في طريقة تكريمهم .

         في قصة السحرة والنبيين الأخوين الكريمين موسى وهارون ، نجد الفعل الماضي " تنازعوا " يدل على لفلفة الأمور وطمس رأي الآخرين الذين خالفوهم في الرؤية ولا حظ معي الجملة التالية " قالوا: إنْ هذان لساحران ... " وقد حُذفت فاء الترتيب والتعقيب ، ومكانها قبل الفعل قالوا . ولن يُسمح حتى بسماع الرأي الآخر لأن فرعون قرر أنهما ساحران ينبغي مواجهتهما والقضاء عليهما سريعاً ، وينبغي أن يكونوا رأياً واحداً ، فلا يسمع أحد برأي يأباه فرعون " فأجمعوا أمركم ، ثم ائتوا صفاً " وكان همهم وهمّ سيدهم النصر لا الوصول إلى الحق  ، والدليل على ذلك قولهم " وقد أفلح اليوم من استعلى " ولم يقولوا : قد أفلح اليوم من كان الحق معه !! . ولأن التنازع في موقف السحرة أنفسهم من النبيين موسى وهارون قٌدّمت كلمة " أمرهم"  على كلمة  " بينهم " والضمير في كلمة " أمرهم " عائد على السحرة ، ولو كانوا على كلمة واحدة في اتخاذ القرار ، وكان الخلاف متعلقاً بمقارعة النبيين ليس غير لقال " فتنازعوا أمرهما بينهم  " .

والله أعلم .

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ