ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
نظرات
بيانية ( 2 ) الدكتور
عثمان قدري مكانسي هذه اجتهادات
بيانية قد تصيب وقد تخطئ، وقد
تدنو أو تبعد، وأرجو الله أن
يسدد قلبي وعقلي للصواب، إنه
الميسر للخير سبحانه وتعالى:
2- "
... إذ
يتنازعون بينهم أمرهم ، فقالوا :
ابنوا عليهم بنياناً ...." الكهف (21)
" ...
فتنازعوا أمرهم بينهم ، وأسرّوا
النجوى " طه (62)
التنازع في سورة الكهف بين
المؤمنين في أمر الفتيان الذين
ناموا في الكهف ثلاث مئةٍ سنين ،
ثم استيقظوا بقدرة الله تعالى
ليؤكد المولى للناس أنه لا بد من
اليوم الآخر ، وسيحشر فيه الناس
بأرواحهم وأجسادهم . هذا
التنازع في الطريقة التي
يكرّمون بها هؤلاء المفتيان
المؤمنين بعد موتهم ليكونوا
عبرة للناس جميعاً ، " قال
الذين غلبوا على أمرهم لنتّخذنّ
عليهم مسجداً " .
التنازع في سورة طه بين
الكفار من السحرة الذين أمرهم
فرعون أن يجهزوا أنفسهم لمقارعة
موسى وهارون عليهما السلام ،
فكان السحرة فريقين – كما يذكر
المفسرون – في أمرهما ، فكان
الغالبية من السحرة يعتقدون أن
النبيين الكريمين ساحران يمكن
الغلبة عليهما " قالوا
إنْ هذان لساحران " وكان
بعضهم يعتقد أن موسى وهارون
ليسا ساحرين ، وهما يعتمدان على
قوة قاهرة لا يمكن التغلب
عليهما .
في قصة أهل الكهف نجد " إذ
" مع الفعل المضارع " يتنازعون
" يستحضران صورة المسلمين
يتناقشون في تكريم هؤلاء الفتية
الأبرار دون ضجة ولا جلبة ، فليس
بينهم منافسة ولا تحدٍّ ، إنما
يريدون الوصول – برأيهم – إلى
الطريقة المثلى لتكريم
الهاربين إلى الله بدينهم الذين
ضربوا المثل والقدوة في اللجوء
إلى الله . واستحضار الصورة مشهد
حضاري في الشورى الذي قرر العمل
برأي الأغلبية ، فكان من الأولى
تقديم كلمة " بينهم
" على كلمة " أمرهم
" . فاختلاف الرأي ليس في أمر
الفتية إنما بين المتحاورين في
طريقة تكريمهم .
في قصة السحرة والنبيين
الأخوين الكريمين موسى وهارون ،
نجد الفعل الماضي " تنازعوا
" يدل على لفلفة الأمور
وطمس رأي الآخرين الذين خالفوهم
في الرؤية ولا حظ معي الجملة
التالية " قالوا:
إنْ هذان لساحران ... " وقد
حُذفت فاء الترتيب والتعقيب ،
ومكانها قبل الفعل قالوا . ولن
يُسمح حتى بسماع الرأي الآخر
لأن فرعون قرر أنهما ساحران
ينبغي مواجهتهما والقضاء
عليهما سريعاً ، وينبغي أن
يكونوا رأياً واحداً ، فلا يسمع
أحد برأي يأباه فرعون " فأجمعوا
أمركم ، ثم ائتوا صفاً "
وكان همهم وهمّ سيدهم النصر لا
الوصول إلى الحق
، والدليل على ذلك قولهم "
وقد أفلح اليوم من
استعلى " ولم يقولوا : قد
أفلح اليوم من كان الحق معه !! .
ولأن التنازع في موقف السحرة
أنفسهم من النبيين موسى وهارون
قٌدّمت كلمة " أمرهم"
على كلمة
" بينهم
" والضمير في كلمة " أمرهم
" عائد على السحرة ، ولو كانوا
على كلمة واحدة في اتخاذ القرار
، وكان الخلاف متعلقاً بمقارعة
النبيين ليس غير لقال "
فتنازعوا أمرهما
بينهم "
. والله
أعلم . ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |