ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
أنا
وأمثالي السوريين وأوباما
والأسرة الحاكمة
والتصحيح وفاقدي الثبوتية مؤمن
محمد نديم كويفاتيه* عمري والكثير من
أمثالي من عمر باراك حسين
أوباما المُنتخب رئيساً في
أمريكا لأكبر وأعظم قوّة مادّية
في العالم ، وعيشة أوباما لربما
لا تختلف عن عيشتي والملايين من
السوريين المنفيين والمُغتربين
في التشرّد ورحلة المهاجر أو
البحث عن العش الذي يأوينا ،
فوالد أوباك
الكيني المسلم الذي كان
يرعى الماعز لأصحابها في كينيا
، رماه القدر ليكمل دراسته
في أمريكا لمنحة دراسية
جاءته لتفوقه ، ويتزوج من والدة
اوباما المسيحية الشقراء ذات
العيون العسلية ، وكما وصف أبو
حسين والديه في كتابه " أحلام
في ذكرى أبي " بأنّ أباه أسودٌ
كالقار وأمّه بيضاء كالحليب ،
ليزرع هذا الحسين بزرته التي
انقطعت أخبارها عنه في أمريكا ،
حيثُ انفصل عن زوجته الحسناء
ليعود إلى أرض وطنه الكيني
الفقير ، الذي في عينيه أجمل
بلاد العالم ، ويخوض هذا
الباراك غمار الحياة الصعبة مع
أُمّه التي تزوجت اندنوسياً
وأنجبت منه أختاً غير شقيقة
لباراك الذي ظلّ مُسلماً ودرس
في أندنوسيا في المدرسة
الإسلامية التي كان فيها مستوى
التعليم أقل من المدارس
الكاثوليكية أو اليسوعية أو
بالأحرى ما هو تابع للمدارس
الغربية ، التي تحظى بالدعم
الوفير ، مما جعله يتحول إلى
المسيحية بتأثير ثقافة تلك
المدارس ، وعدم وجود الرعاية من
الأب والتوجيه بمحاسن تعاليم
الإسلام ، ليعود فيما بعد
لأحضان أجداده البيض ، ويُكمل
دراسته هناك في الجامعات
الأمريكية ، بينما أبي وآباء
أمثالي كانوا يعيشون في حياة
مُستقرة تحت جناح أهاليهم إلى
يوم سيطرة نظام
العسكرة في سورية ، ومُحاولة
وأد الحريات في بلادي ، والتي من
حينها بدأت حياة التشرّد
والرحيل لخيرة أبناء سورية
الحبيبة ، ومن لم يرحل أو يهرب
من بطش الحاكم كان مصيره السجن
أو القتل ، وهكذا بدأت رحلة
الضياع مع الملايين من أبناء
شعبي وباراك ذاك الرجل
الملون رجع إلى موطن أجداده من
أُمّه ولم يُمنع من الرجعة إلى
موطن أبيه المسلم ، وفتحت له
أمريكا أزرعها للدراسة فيها
وبأحسن جامعاتها مع انّه من
أصول كينية وأسود البشرة التي
كان إلى وقت قريب في تلك الدولة
يُضهد فيها أبناء جلدته ، التي
قُتل فيها أعظم داعية لحقوق
الإنسان الأسود "مارتن لوثر"
، والتي لم يصل فيها أسود لمنصب
مرموق إلاّ عام 1989 وهو السيد
كولن باول ، ومن ثُمّ اوباما
ليكون أول سناتور والوحيد إلى
الآن في مجلس الشيوخ الأمريكي
عام منذ 1996 ، بينما أنا وأمثالي
من الألوف المؤلفة من السوريين
المُضطهدين والهاربين من بطش
النظام ، والكثير من أبناء
هؤلاء من الجيل الثاني والثالث
لا يستطيعون العودة إلى أحضان
الوطن الأم ، ولا إلى ذويهم
وأقاربهم وأجدادهم ودفئهم
وجذورهم ، بل الأغرب من ذلك أنّه
هناك المئات من هؤلاء يعيشون في
بلاد المنفى الكثيرة بلا جوازات
ولا أوراق ثبوتية ولا ما يُثبت
شخصيتهم أو
حتّى الاعتراف بهم ، ولم تقبل
حتّى السفارات بتسوية أوضاعهم ،
ومنها السفارة السورية في صنعاء
التي أشهرت في وجوه العشرات
قانوناً ممن سأنشر أسمائهم التي
سأوزعها على وكالات الأنباء
ومواقع حقوق الإنسان العربية
والعالمية وفي مقالات قادمة من
أمثال هذه الحالة يمنع هذا
القانون أي تسوية لمن عمره فوق
ال 14 عام إلا عند عودتهم لسورية
، التي مُنع منها الكثير ، بعد
تقديم طلباتهم والرد برفض
السماح لهم بالعودة أو حتّى
تسوية أوضاع من هو دون سن ال 14
عام ، بينما أبناء أُوباما
يدرسون الآن في أهم المدارس
الأمريكية وتحت الحراسات
المُشددة وأخيراً : أُوباك ذلك
الرجل الأسود ومن أُصول كينية
ومُسلمة على خلاف أغلبية ديانة
البلد التي تجرأ للترشح فيها
لرئاسة أعظم إمبراطورية في
عصرنا الحاضر ، والذي عيشته كما
ذكرت لا تختلف كثيراً عن عيشتي
في التشرّد ورحلة المنافي أو
المهاجر ، لكونه ذهب إلى
أندنوسيا الآسيوية طوعاً ، وأنا
خرجت من بلدي كرهاً ، وهذا الرجل
الذي كان وضعه ربما أكثر سوءاً
عائلياً مني، كون أبي لم يُطلق
أُمّي ، وكنت أعيش في كنفهما
بأمان ، ومع ذلك لم تكن رغبته
للوصول للرئاسة نزوة ، كما لم
يكن طموحي عابراً بل كان حقٌ
حاولت أن أكسبه ، لأبث من خلاله
أيضاً ثقافة الحقوق لأبناء بلدي
، وأوباما لم
يُجد الطلب فيه
لأنّه تجرأ لهذا المنصب أو
لأنه ذكر ذلك عرضاً ، ولم يُتابع
أهله في كينيا وفي واهاي مسقط
رأسه بل صار رئيساً لأكثر من
ثلاثمائة مليون أمريكي ، ومساحة
أرض قارّية وافرة العطاء
مساحتها ما يُقارب العشرة
ملايين كيلو متر مُربع ، وأنا
كمواطن سوري أصلي وضعت دوني
الحواجز والموانع الكثيرة ،
حتّى إلى درجة الاعتداء علي
والتهديد لحياتي ، وأوباما كان
عندهم هناك الأمر طبيعياً
وعندنا في بلدي سوية كان الأمر
كالكفر بالله أو أكثر، وأوباما
وأولاده وعائلته ذوو البشرة
السوداء صاروا في
داخل البيت الأبيض ، وأنا
والملايين أمثالي لازلنا
طريدين مُشردين نعيش قي المنافي
، وموزعين على كل أصقاع الأرض ،
ومُعظمنا بلا حقوق ولا هوية
ونتنقل من بلد إلى بلد عساه أن
يأوينا ، فماذا كانت لنا
كسوريين الحركة التصحيحية ،
التي احتفل بذكراها النظام منذ
أيّام ، سوى نذير شؤم وإفساد
للمجتمع والحياة السياسية
والعامّة في سورية ، فهل سيستمر
الحال على ما هو عليه إلى مالا
نهاية ــــــــــــــــ *كاتب
مُعارض وأحد الملايين الهاربين
من بطش النظام في سورية ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |